السلام عليكم ورحمة الله. اخوتي الكرام ذكرنا في المرة الماضية ان الحب شرطي يشرط محبته لله عز وجل باستمرار النعم الدنيوية. اذا هو يؤسس هذا البيت يعني محبة الله يوسسه على اسس. هذه الاسس هي المال الصحة. الاستقرار الاسري الحرية المكانة الاجتماعية لكن لاحظوا معي هذه الاسس الدنيوية جميعها اليست قابلة للزوال اليس هذا الحب شرطي مهددا بالفقر في اية لحظة زوال المال بالمرض زواج الصحة بالحبس زوال الحرية ماذا سيحصل حينئذ اذا ابتلي بفقد احد هذه الاسس سوف يميل البيت ويسقط وينهار. سوف تنهار محبة الله المشروطة في قلب هذا العبد الحب الشرطي لانه اسسها على اسس قابلة للزوال في اية لحظة اذا كيف اعرف ان كانت محبتي لله عز وجل مهددة بالزوال في اية لحظة. كيف اعرف ان كنت قد اسستها على اسس دنيوية حقيقة البلاء يساعدك في ذلك جدا وهذه من نعم الله عليك في البلاء عندما تبتلى وتدعو الله عز وجل وتطلب منه ان يرفع عنك البلاء ويعيد عليك النعم قد يقدر الله عليك ان يستمر بلاؤك ويطول ويشتد وحينئذ سوف تعرف ان كان حبك لله مشروطا بهذه المصالح الدنيوية. عندما واجهت محنة السجن حرمت فجأة من مالي وظيفتي حريتي اولادي اصدقائي اهلي فجأة هذا حقيقة وضعني امام السؤال المهم الان وبعد حرمانك من هذه الاشياء هل ما زلت تحب الله عز وجل هذا السؤال يساعدك في تشخيص مقدار الحب الشرطية في نفسك لتعيد بناء محبة الله على الاسس السليمة الصحيحة اسألك بالله هل انت مستعد ان تشتري بيتا لتسكنه؟ اذا علمت ان هذا البيت مرتكز على دعائم على اسس وهي قابلة للانهيار والزوال في اية لحظة. طبعا لن تفعل ذلك. فما ظنك بمحبة الله عز وجل التي من اجلها نعيش بل من اجلها خلقنا فربنا خلقنا لنعبده والعبادة محبة وطاعة فهل انت مستعد ان تغامره بمحبة الله عز وجل وتبنيها على اسس قابلة للزوال في اية لحظة اذا لابد لك ان تبني محبة الله في قلبك على اسس صحيحة. ترى ما هي هذه الاسس كثيرة منها التفكر في اسماء الله وصفاته وتأمل اثارها في الواقع تعلق القلب بالاخرة ونعيمها. العرفان لله بنعمة الهداية. الامتنان لله بما انعم عليك في الماضي بغض النظر عن الحاضر والمستقبل باذن الله سوف نتكلم عن كل من هذه الاسس في حلقات قادمة اذا هذه اشياء ثابتة لا تتغير اسماء الله وصفاته وانتظار الاخرة هذه اشياء لا تتغير. ليست مهددة بالزوال. تبني عليها محبتك لله وانت واثق المهم اما ما يستجد لك في الحاضر والمستقبل من نعم جديدة ورفع بلاء فهذه كلها تزيد محبتك لله عز وجل لكنها ليست في وجود هذه المحبة. قد يقال لكن الله عز وجل شرع تألف قلوب الناس باعطائهم شيئا من نعيم الدنيا. معلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي قسما كبيرا من الغنائم للمؤلفة قلوبهم لكفار يريد رسول الله ان يستميلهم للاسلام بل ان مصرفا من مصارف الزكاة هو المؤلفة صحيح. لكن هذا التألف لقلوب الناس بمتاع دنيوي بنعيم دنيوي هو مرحلي مؤقت. حتى ينهار الحاجز النفسي بين قلب بالغافل والاسلام. حتى تزال الغشاوة عن بصره ليرى حقيقة الدين. فتخالط بشاشة الايمان قلبه. فلا يعود يأبه من ثم اعطي ام منع في الحديث الذي رواه الامام مسلم عن انس رضي الله عنه قال وقد كان الرجل يجيء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يريد الا الدنيا. يعني حب شرطي صرف ما يريد الا الدنيا. فما يمسي من نفس اليوم فما يمسي حتى يكون دينه احب اليه واعز عليه من الدنيا وما فيها. اذا تحول حبه لله الى حب حقيقي مبني على سليمة اما ان يعيش الانسان حياته كلها عيشة المؤلفة قلوبهم فهذا وضع خطير غير مقبول لان محبته لله مهددة بالزوال في اية لحظة عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد طوائف من الناس ما الذي حصل المؤلفة قلوبهم من اهل مكة الذين تألفهم رسول الله. لكنهم بعد ذلك بنوا محبتهم لله على اسس صحيحة كانوا هم اسود الاسلام الذين نافحوا عنه ايام الردة وبذلوا في ذلك ارواحهم ودماءهم واموالهم بينما ارتد من بقي حبشوطيا متعلقا بالدنيا عندما واجه فتنة وفاة النبي وتمرد الزعماء ان استقرار هذا المفهوم في نفوسنا محبة الله غير المشروطة يمنحنا فهما اعمق لكثير من حقائق ديننا. فمثلا عندما نقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم احب الاعمال الى الله ادومها وان قد يكون من اسباب ذلك ان الطاعة الكثيرة المتقطعة كثيرا ما تكون مدافعة لبلاء حل او ابتهاجا مؤقتا بنعمة جديدة. خاصة اذا تبعها فتور في الطاعة. اما العمل المستمر من الطاعات فعادة ما يكون نابعا من حب مستقر في القلب لا يتأثر بالحوادث السارة او الحزينة اذا اخي واختي اذا وجدت في نفسك هذا الداء الخطير شرطية محبة الله عليك ان تعترف به وتسعى الى علاجه فهو اخطر من اية مصيبة دنيوية لانه مصيبة في الدين لانه خلل فيما نعيش من اجله تخلص حينئذ من مرض الحب شرطية باعادة بناء المحبة على اسس صحيحة سليمة لا تتأثر بالمتغيرات وستكون حينئذ بصبرك وحبك لله وانت مبتلى معلما للناس معنى المحبة الصادقة. خلاصة الحلقة ابن حبك لله على اسس سليمة لا تزول. والسلام عليكم ورحمة الله