السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اخوتي الكرام لا زلنا نتكلم عن حكمة الله عز وجل. وكيف انك عندما تتأمل حكمته تعالى في الابتلاء يكون ذلك سببا في زيادة محبة الله. قبل تجربة الاسر كنت اتساءل كيف يصبر المؤمنون الذين يبتليهم الله بابتلاءات شديدة؟ كنت اؤمن بقدرته تعالى على ولكني اتمنى ان يطمئن قلبي. وعندما خالطت نماذج من هؤلاء الناس كان من نعمة الله علي ان فهمت كيف يصبرون. فاورثني ذلك سلامة صدر تجاه اقدار الله تعالى. رأيت اولا ان من حكمة الله تعالى انه لا يبتلي عباده المؤمنين بتواصي ظهر لا يتحملونها بل ببلاء يتناسب مع ايمانهم. روى الترمذي عن سعد ابن ابي وقاسم قال قلت يا رسول الله اي الناس اشد بلاء؟ قال الانبياء ثم الامثل فالامثال يبتلى الرجل على حسب دينه. فان كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه. وان كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه. فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الارض وما عليه خطيئة. ثانيا رأيت انه تعالى يرفق بعباده المؤمنين. فيتدرج في ابتلائهم يبتلي على قدر الايمان ثم يصبر. فيزيد الصبر الايمان الى درجة تؤهله لتحمل ابتلاء اشد. يبتليه الله ذلك البلاء ثم وهكذا فيبقى البلاء يمتزج بالايمان فيرتقيان بالعبد في المنازل الى درجة ما كان يحلم بها ولا يتصور انه اهل لها في بداية دي بلاقي ثالثا حتى على فرض ان بلاء شديدا حل بالمؤمن فجأة. رأيت كيف انه تعالى يمنح عبده المؤمن مذاقات تذاق ولا توصف. تماما كطاعة الفاكهة ورائحة العطور. لو طلبت منك ان تصف لي طعم البرتقال او التفاح او رائحة الياسمين او الريحان. هل تستطيع؟ هذه مذاقات تذاق ولا لا توصف. كذلك فان عباد الله هؤلاء الذين لا تتصوروا كيف يصبرون ذاقوا طعم السكينة والانس بالله. وتعلق القلب به والرضا بقضائه هذه المعاني مذاقات تذاق ولا توصف. ذقت في تجربتي شيئا منها فعرفت اثرها. لكني في الاسر خالطت اناسا احسبهم خيرا مني واكثر عيشا المعاني مني كانت بلاياهم شديدة اشد من بلائي بكثير ولكن وجوههم مع ذلك كانت تشرق بالرضا والبشر والسكينة. السنتهم كانت دائما تنطق بحمد الله واستصغار صبرهم ما دام لوجه الله تعالى. بل ان احدهم قال لي اني وانا ادعو الله بالفرج اكاد احيانا اسأل الله ان لا يستجيب دعائي. تصور؟ يقول اني وانا ادعو الله بالفرج اكاد احيانا اسأل الله الا يستجيب دعائي لما اتذكره من عظيم اجري حين في الدار الاخرة ان اخر الله جزاء الدعاء الى الاخرة. كنت اذكر لهذا الاخ اني احسن الظن بالله تعالى انه سيجعل لي فرجا ومخرجا قريبا فكان يقول لي كلاما عظيما. قال لي جميل جميل ان تحسن الظن بالله ان يجعل لك فرجا ومخرجا. ولكني اريد لك ايضا مستوى ارقى من ذلك اريدك ان تستمتع بنعمة البلاء. انظر الى هذه التعبيرات الجميلة. قال اريدك ان تستمتع بنعمة البلاء لم افهم كلماته هذه في حينها لكني بدأت اعيشها بعد فترة من استمرار تجربة الاسر لقد رأيت في تجربتي طرفا من حكمة الله في الابتلاء. بدا البلاء خفيفا في البداية وظننت انه سيزول قريبا. ظننت اني لن ابقى في الاسر الا اياما قليلة صبرني الله واشتد عودي فزاد البلاء وطال الاسر وكلما اشتد بلاءه كانت تنزل من الله سكينة تصبر. فالحمد لله الحكيم الرحيم عرفت كيف اصحاب البلاءات الطويلة. الله سبحانه وتعالى الحكيم في ابتلاء قادر سبحانه وتعالى على ان يصبر غيري في ابتلاءاتهم الاشد هذه المذاقات العجيبة مذاقات الانس بالله والرضا بقضائه وتعلق القلب به ان لم تذقها فلك ان ترى اثارها. انظر الى في فرعون السبعين. هذا العدد سبعون ذكره ابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما اه سحرة فرعون ما كان لهم هم عندما جاءوا فرعون الا ائن لنا لاجرا ان كنا نحن الغالبين. يعني هم يريدون ان يمارسوا الشعوذة والسحر والدجلة كذب على الناس ويريدون مقابل ذلك اجر من فرعون. كل طموحهم ارضي طيني دنيوي. قال نعم وانكم اذا لمن المقربين. ولكن ما الا لحظات من الهدى واليقين والصبر والسكينة جعلتهم جبالا رواسي امام التهديد بالتقطيع والتصليب يقول لهم فرعون لو قطعن لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنك اجمعين ومع ذلك ماذا ردوا عليه؟ هؤلاء الذين كانوا بالامس بل حتى لحظات قريبة كانوا سحرة لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر طموحهم دنيوي بحت ماذا قالوا له؟ لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ماء انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر والله خير وابقى. اناس دنيويون طينيون في لحظة ذاقوا فيها هذه المذاقات التي لا توصف تحولوا الى عمالقة تعلقت ارواحهم بالدار الاخرة لا يرجون من بشر نفعا ولا يخافون ضرا. فاذا رأيت اناسا صالحين يبتلون بلايا شديدة وثارت في صدرك تساؤلات عن حكمة في ابتلائهم فقل علي نفسي. هل وكلني هؤلاء الصابرون كي اتظلم لله نيابة عنهم؟ هم لم يشكوا ربهم سبحانه وتعالى لاحد. فان كانوا راضين بقضاء الله فما شأني انا؟ الله تعالى ارحم بهم مني؟ خلاصة الحلقة من حكمة الله تعالى ان يمنح اصحاب البلاء الشديدة مذاقات لا توصف. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته