ان تكون مخلصا يعني ان يكون لديك احساس قلبي وجداني في انك تتوجه الى الله جل وعلا والى الله وحده توجه وجدانيا عاطفيا قلبيا فهذا هو الاساس الذي بني عليه مفهوم الدين في الاول وعليه تتأسس كل المعارف وكل المعاني وكل الاعتقادات. وفي الحديث النبوي الشريف النبي عليه الصلاة والسلام يقول وخير دينكم الورع. والورع احساس قلبي. سنحاول اذا بعد هذا التأسيس يوم الدين ان نرتقي خطوة اخرى خطوة ادق في سياق فهم الدين. هذه الخطوة ستكون الان مع المفتاح الاساس للاسلام وهو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن واضح جدا ان الشطر الاول من الشهادة هو الاصل الذي ينبني عليه الشطر الثاني. ولذلك في الحديث الصحيح المتواتر من حيث معناه يعني هو كلية كليات الدين ان خير الكلام وخير القول في كل الدين هو قول لا اله الا الله وصح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام باسانيد عدة قوله صلى الله عليه خير ما قلت انا والنبيئون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اذا نظرنا الى الشهادة بالاسلام لا اله الا الله. هذه العبارة الاولى الاساس المنطلق الاصل وجدناها تقوم على مصطلحين او على لفظين رئيسين. والبقية ادوات ربط لغوي. لا نافية الا التي فيها الحصر اي حصر الالوهية في ذات الله جل وعلا. فبقي لنا لفظان ها هنا مهمان لفظ الاله ولفظ الجلال الله جل وعلا لنبدأ بهذا اللفظ الاخير الذي هو الاساس الذي يرجى من المؤمن ان يوحد التوجه اليه بقوله لا اله الا الله واعني لفظ الجلال. الله. هذا اسم علم على الذات الالهي. هو الاسم الجامع لكل ولكل الصفات العلى التي هي لله جل علاه وتعالى جده سبحانه وتعالى بارك امره وسلطانه فبما هو اذا مفظوم علم على الذات الالهية فهذا اللفظ ليس فيه اشكال من حيث التوجه ومن حيث الاعتقاد يعني اقول يعني في الاصل ولذلك فهذا اللفظ لا يجمع مفظول مفرد في العربية لا جمع له وهكذا هو اشتق من اللفظ الاول الاله لكن صار علما على الله عز وجل. لكن الإشكال كل الإشكال انما هو في اللفظ الأول هذا الذي ينبغي تحقيقه وهو لفظ اله لفظ اله لفظ يجمع الهة ويمكن ان يقع على غير ذات الله اي يمكن ان يوصف به كائن اخر غير اله عز وجل. طبعا يوصف به باطلا لا حقا. اما لفظ الله فلم يطلق الا على خالق الكون عند المسلمين وعند غيرهم. اليوم يطلق الا على خالق الكون. بينما اله يطلق على الله عز وجل الخالق وعلى غيره ممن يخلق شيئا حتى انه يطلق على الهوى والشهوات الذاتية. افرأيت من اتخذ الهه هواه ولذلك يجمع على الها لان الناس يتخذون من دون الله الهة اذا بما ان الامر كذلك فقد جعل الله عز وجل مدخل الدين الذي تحدثنا عنه في البداية اي المدخل به الانسان يتذوق الدين قلبيا جعله كله في تحقيق معنى الالوهية اي في تحقيق بمعنى اله وفي توحيد هذا المعنى يوحده في ذات الله بقوله لا اله الا الله. بقي الان لنا ان نحقق معنى اله. لانه لتحقيق معنى اله. سندرك ما معنى قولنا لا اله الا الله حقيقة تذوق كل المسلمين يقول هذه العبارة. والا ما كان مسلما بمعنى مسلم؟ بقوله لا اله الا الله محمد رسول الله فاذا لا بد ان اعرف ماذا تعني لا اله الا الله. لانه في حقيقة الامر الذي لا يدرك طبيعة المفتاح فانه لا يستطيع ان يفتح الباب بصورة جيدة. ويكون دخوله وان دخل دخولا مضطربا فيه تشويش لان الباب لم ينفتح له على مصراعيه كاملا. وبيسر فلابد اذا من معرفة لفظ الاله بل من تذوق هذه العبارة بدلالاتها الوجدانية القلبية. لذلك اقول ان لفظ اله لفظ ومعنى قلبي قبل ان يكون اي شيء اخر تماما كرفض الدين لانه هو المفتاح للدين اذا كان الدين في اصله معنى قلبيا اذا كان الدين في اصله معنى قلبيا فلابد ان يكون مفتاحه المعنى قلبيا لان الدخول الى القلوب لا يكون الا بمفاتيح قلبية وجدانية. هذا اللفظ في العربية الاصيلة الى الاصل اللغوي. وهذا شيء مهم جدا في فهم حقائق الدين ومصطلحاته العرب قديما كانت تستعمل هذا الفعل اله يأله هذا جذر يعني جذر لغوي جذور لغوية اي الالفاظ الاولى التي اشتقت منها سائر الصيغ الصرفية التي جاءت بعد في مدار واحد اساسي. وهذا المدار هو الشعور بالمحبة بالدرجة والشعور بالشوق والشعور ايضا احيانا بالحزن فكل ذلك معان قلبية تتداخل تتداخل بعضها الى بعض فمثلا كانت العرب من عادتها كما هو في البدو او لدى اهل البادية في في كثير من مناطق العالم الان وكما عندنا في البادية بالمغرب من الذين لهم صناعة او بالاحرى رعي الابل لهم يعني رأس مالهم او كسبهم وتجارتهم هي رعي الإبل والإكتساب بالإبل وجعل اموالهم في الإبل والجمال فحينما يكون هنالك جمل صغير يصل درجة من النضج والنمو يظن صاحب الابل وراعيها يظن انه قد بلغ مرحلة ينبغي ان يفطمه فيها ان يفصله عن امه. يفصلونه اي يفطمونه بان يجعلوا كمامة على فمه فيقال له انئذ فصيل. العربي اذا قالت فصيل في سياق آآ رعي الإبل يعني الجمل الصغير الذي اي فطم وهذا رفض ايضا موجود في القرآن كما في قوله عز وجل وفصاله في عامين اي الانسان اي فصاله فطامه في فالايميل اذا حينما كانت تفطم صغارها تسمى الصغار فصائل فصائل مفرده فصيل جمل صغير هذا الجمل حينما يبقى مفصولا عن امه معزولا وتذهب هي الى المرعى لترعى انئذ يحصل له وهو حديث عهد بالرضاعة. يعني قبل ايام كان يرضع. يحصل له نوع من الشوق والحنين الى امي. يصيبه نوع من الحزن بالشعور بالعزلة. والانفراد فينوح ويصدق صوتا اشبه ما يكون بالبكاء. يعني لي عاشر الجمال في المغرب وغير المغرب يعرف انه الإبل ملي تحس بالألم اا تغوت وترفع الصوت ديالها تلغو بواحد الصوت بحال البكاء ديال الإنسان سبحان الله العظيم هذا من الجمل الصغير. فماذا تقول العرب؟ اله الفصيل كيعبرو على هاد الحالة التي عبر عنها ذلك الجمل الصغير الفصيل برفع صوته شوقا الى امه لما حسن لو داك الحنين وداك الحزن فقالوا اله الفصيل يا اله الا هم. ويقال ايضا الوله. الهمزة كتبدا الواو. العربية في كثير من الحالات فهو اولهم وايضا الانسان اذا اصابه حزن شديد حتى جن رجلا كان او امرأة بسبب فقد عزيز او ما يشبه ذلك قيل له رجل واله امرأة ولوه. اي انها يعني حزنت حتى جنت بسبب فقد عزيز او محبوب. فهذا يحصل للانسان والحيوان. فيسمى الوله. والاله ايضا ولهم واله. اله وولها