فكيف نفهم هذين الحديثين الاول قول الرسول عليه الصلاة والسلام مثل امتي مثل المطر لا يدرى اوله خير ام اخره وبين قوله خير الناس قرني. الحديث الاول لا يخالف الحديث الاخر خير الناس قرني الى اخره فان هذا الحديث يفضل القرن الاول على الثاني والثاني على الثالث لكن الحديث الثاني وهو قوله عليه السلام امتي كالمطر لا يدرى الخير في اوله ام في اخره ليس فيه الا ان الخير قد يكونوا في اخر الامة كالمثل قد لا يجرى الخير في اوله ام في اخره اما بالنسبة للسلف وقد عرف الخير فيهم بل عرف فيه انه افضل خير وجب على وجه الارض على الترتيب المذكور في خير الناس اما الحديث الاخر امتي كالمطر ما يجرى الخير في اوله ام في اخره فانما هو بشارة من النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قد يكون في اخر الامة خير ولا ينفي ان يكون في اول الامة خير وقد اثبت ذلك للاحاديث المتواتر الذي اشرت اليه انفا وانما يريد ان يلقي الروح الامة وان يخفى عنهم اليأس من الرحمة ويقول ان الخير قد يكون في اخر هذه الامة كما كان في اولها والاحاديث التي يصلح لقوله بمثل قوله عليه الصلاة والسلام لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي امر الله او في رواية حتى تقوم الساعة هذا الدليل ان الخير مستمر في الامة وليس ينقطع ولكن ليس كالخير الذي كان في اول الامة في القرون الثلاثة كذلك تفسيره عليه الصلاة والسلام لهذه الامة لخروج المهدي ونزول عيسى عليهما السلام في اخر الزمان بمثل قوله صلى الله عليه واله وسلم لا تنقضي الدنيا وفي رواية لا تذهب الدنيا حتى لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل يوافق اسمه واسم ابيه اسم ابي يملأ الارض قسط معزى كما ملئت جورمهما يملأ الارض قسطا وعزا كما ملئت جورا وظلما وكقوله عليه السلام في نزول عيسى ليس بكم اذا نزل عيسى ابن مريم فيكم وانكم منكم وكذلك الاحاديث التي جاءت في خصوص عيسى عليه السلام وفي بعضها ان السيدة في تلك الايام تكون خيرا من الدنيا وما فيها فاذا قوله صلى الله عليه واله وسلم امتي كالمثل لا يدرى الخير في اوله ام في اخره انما يعني ان الخير لا ينقطع عن هذه الامة. وان كان اكثر في القرون الاولى. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة