من هم الملائكة الكروبيون لم يثبت فيما علمت حديث ففيه ذكر هذا الاسم للملائكة الملائكة الكروبيون والحقيقة ان هذا الاسم منذ نحو ثلاثين سنة لم يكن مر بي في الاحاديث التي كنت قرأتها بمئات ان لم اقل الوجوه الكتب اكثرها مخصوصة حتى سمعتها او سمعت هذا الاسم في منى بموسم من مواسم الحج كنت جالسا في ليلة هادئة وجميلة في الايام منى اتحدث مع بعض اخواننا من انصار السنة المصريين والسوريين وغيرهم لما دخل علينا شيخ تمثروا لا بأس به سلم وجبه والسمع وبعد ان توقفت قليلا عن الكلام دخل هو في الموضوع يتكلم فبين من كلامه انه من الذين درسوا في الازهر ويحملون في رواية نفوسهم آآ بغضا للدعوة السلفية او دعوة التوحيد وانه متأكد ببعض الدعاوى الكاذبة التي تنسب الى جماعة التوحيد في كل بلاد الاسلام سواء كانوا هنا او في مصر او في سوريا او في غير مكان واذا به يتهجم ويقول انه دعوة الوهابيين بهذا الاسم دعوى جيدة ولكنهم يشبهون الله بالمخلوقات فسألته كيف ذلك قال انهم يقولون لان الله عز وجل سبحان الله يخفئ القرآن وهو لا يشعر قد يقولون بان الله على العرش استوى فقلت له هل هذا قولهم؟ ام قول رب العالمين تدرك فقال يعني هو بانهم يفسرون هذه الاية بمعنى انهم يفسرون الاية بان الله قاعد على عرشه. اقول قلت له يا اخي هذا التفسير ليس صحيح النسبة اليهم الخلاف بينهم وبين مخالفيهم ليس هو في تشبيه رب العالمين للمخلوقين فهذا باطل للاتفاق وانما الخلاف ان يصفح تأويل الاستواء بمعنى الاستيلاء الصحيح ان الاستواء هو الاستعلاء ودخلت في هذا الموضوع طويلا وامر بدعي جدا ان خلاصة العقيدة السلفية في هذه الجزئية ان لله صفة فوقية وهو تمسك بهذه وقال يهدم المعقول ان الله عز وجل يكون فوق وسط العرش معنى ذلك اننا وضعناه في مكان قلت له لا هذا وهم منكم ونحن نتبرأ من عقيدة يجعل الله عز وجل محصورا في مكان وهو العلي الكبير ثم بدأت المناقشة معه بطريقة خاصة قلت له هل انت معي لان الله كان ولا شيء معه قال طبعا قلت قيل كان الله فهل كان هناك عرش؟ قال لا اذا كان الله ولا شيء معه ثم خلق العرش قال نعم فسلسلت معه فقلت له نحن الان في الارض فما الذي فوقنا قال السماء الدنيا ثم الثانية الى ان وصلنا الى السابعة قلت وماذا فوق السابعة قال العرش قلت وهنا الشاهد وماذا فوق العرش قال الملائكة الكروبيون لاول مرة اسمع هذا الاسم ومنذ نحو ثلاثين سنة قلت ما هذا الملائكة الكروبيون فوق العرش نحن نعرف ان الذي فوق العرش هو خالق العرش بدليل الاية السابقة وتأويل السلف لها لانه على العرش السواء فاعلم وكما قال بعض المعتدلين في هذه المسألة ورب العرش فوق العرش لكن بلا وصف التمكن واتصاله. الله غني عن العالمين لكن انا بسمع لاول مرة ان النبي فوق العرش هم الملائكة الكرويون هل عندك اية باثبات اولا ان هناك ملائكة يسمون ملائكة قلوب يقولون قال لا قال طيب قلت طيب هل عندك احاديث لانه جاء ذكرهم فيه بهذه بهذه التسمية؟ قال لا قلت فاذا من اين جئت بهذه العقيدة ان فوق العرش ملائكة قال هكذا درسونا مشايخنا في الازهر الشريف قلت يا عجبا انا اعلم ان علماء الازهر يقررون على الطلبة في دروسهم ما يتعلق باصول عقائد واصول الفقه يقولون لهم حديث الاحاد الصحيحة لا تسقط بها عقيدة فكيف لقنوكم عقيدة ليس مذكورا لا في القرآن ولا في السنة. كيف اعتقدتم وبرهك الرجل ثم تابعت الكلام قلت له ان فوق العرش اولئك الملائكة المسمون عندكم للكروب فماذا فوقهم وقف الرجل وقف حيران وقد كنت قدمت معه كان الله ولا شيء معه وكان مشتق من كن فيكون فلم يكن شيء هناك فقال الله لخلقه كن فكان فاذا انتهى بما ان ما وصلنا الى العرش وبزعمك فوق العرش اولئك الملائكة فماذا فوق هؤلاء الملائكة اعجم ام وجوب قال لا عدم لانه كنا تشرفنا ان نجد الى شيء قبل ان يخلق الله تبارك وتعالى السماوات والارض كان الله ولا شيء معه اذا فقبل ان يخلق الله شيئا لم يكن هناك شيء فإذا انتهى بك العلم الى ان فوق العرش الملائكة الكروبيون ولا شيء وراء ذلك من كون لانه انتهى انتهى الخلق فاذا قال السلفيون لان الله تبارك وتعالى على العرش استوى اي استعنى فلماذا تنسبونهم الى انهم حصروا الله عز وجل في كونه ولا كون هناك لان الكون محصور ومحدود وفي رأينا اخر الكون وعده العرش برأيك انت العرش وعليه الكروبيون ولا شيء بعد ذلك فاذا العقيدة الصحيحة عقلا ونقلا انما هي عقيدة السلف الصالح لانهم لم يجعلوا الله في مكان كما تزعمون لانه لا مكان هناك وراء العرش انما هو العدم المحض الا الله تبارك وتعالى ولكن ما بالكم انتم انكم حينما قررتم مما نسبتم السلفيين اليه وهم براء منه فان الله ليس في مكان لان ما بعد العرش ليس كونا وليس مكانا وهو على العرش استوى. لكن ما بالكم انتم يفرون من اثبات هذه الصفة لله تبارك وتعالى وهي فهد تنزيه تماما لانه ليس في الكون فكيف وانتم تقولون ان الله في كل مكان تحصرونه في كونه الذي خلقه بعد ان لم يكن له وجود فانتم المشبهة وانتم المجسمة وليسنا نحن معشر السابقين الا القائلون بما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولا اساس من هذه الآية في طرفيها ننزهه كهذا تنزيها كاملا ويثبت له الصفات كما يليق بعظمته وجلاله. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة