هناك حديثان الحديث المشهور لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس وكما نقول دائما وابدا ان النص اذا جاء مطلقا او عاما فيجب ابقاءه كذلك الا ان دخل الا اذا دخل عليه فتخصيص او تقييد. فحين ذاك يعمل بالنص العام او بالنص المسبق مع النص المخصص او المقيد وهكذا وقع في هذا الحديث تخصيصات كثيرة وكثيرة جدا او تقييدات فقوله صلى الله عليه واله وسلم في هذا الحديث الصحيح ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس يشمل كل الوقت الممتد من بعد صلاة العصر الى غروب الشمس لكن هذا الوقت قد دخله قيد في الحديث الذي سمعتم السؤال عنه الا وهو قوله عليه السلام لا صلاة بعد العصر الا ان تكون الشمس مرتفعة وفي بعض الروايات نقية اي بيظاء صافية فاذا ظننا الحديث الثاني الى الحديث الاول فان ان الاطلاق المذكور في الحديث الاول غير مراد بدليل الحديث الثاني الا ان طول الشمس مرتفعة نقية فهكذا يجب العمل بالاحاديث كلها ولا يجوز ضرب بعضها ببعض. والنتيجة الفقهية من هذه العملية ان المكروه من الصلاة بعد العصر ليس هو بعد العصر مباشرة اذا صليت صلاة العصر في وقتها اي اذا صار ظل الشيء مثل فصلى قبل العصر الحديث الثاني يعني ان الصلاة بعد صلاة العصر هذه جائزة غير منهية عنها لان الوقت لا يزال بياضا ونقيا والشمس مرتفعة ويؤكد هذا ما جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان لا يكاد يصلي يوما صلاة العصر ويدخل عند السيدة عائشة الا وصلى ركعتين بعد صلاة العصر وهذه سنة مجهولة عند اكثر الناس وبخاصة المذهبيين الذين لا يدرسون السنة فلا يعلمون مثل هذا الحديث وان كان بعض من سلف قد تنبهوا لهذا الحديث ولكنهم جعلوه من خصوصيات النبي صلى الله عليه واله وسلم لانهم لم يعلموا النص المقيد لقوله عليه السلام لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس فقالوا ان صلاة النبي صلى الله عليه واله وسلم بهاتين الركعتين بعد العصر هذه من توصياته لكن الصحيح ان هذا مما سنه النبي صلى الله عليه واله وسلم لامته لان الصلاة بعد العصر مباشرة تجوز بدليل ذاك الحديث وهو مرئي عن صحابي الاثنين فلا مجال للشك في صحته احدهما علي ابن ابي طالب والاخر انس ابن مالك اله ما روى عن النبي صلى الله عليه واله وسلم لا صلاة بعد العصر وفي وفي لفظ نهى عن الصلاة بعد العصر الا ان تكون الشمس مرتفعة ولذلك قال الامام ابو محمد ابن حزم في حديث علي اسناده في غاية الصحة فهذا الاستثناء الصحيح في هذا الحديث يفتح مجال اتباع النبي صلى الله عليه واله وسلم بالركتين اللتين كانا يصليهما بعد العصر ويرفع دعوى انهما من خصوصياته الصلاة والسلام فلذلك كان بعض السلف يصلي هاتين الرحاسين وهو عبدالله ابن الزبير ابن صف عائشة اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما فكان يصلي هاتين الركعتين بعد العصر مما يدلنا على ان السيدة عائشة وهي خالة عبد الله بن الزبير لقنت عبدالله بن زبير هذه السنة على انها سنة ليست من خصوصياته عليه الصلاة والسلام وانما هي مشروعة ايضا لكل المصلين. وعلى ذلك فلا وجه للقول للخصوصية لان النبي صلى الله عليه وسلم طلعها ولن يزل على انها تختص به دون الناس اولا ثم قد رفع الحظر عن الصلاة بعد العصر مباشرة وسمح للصلاة حتى تصيب الشمس قصرا اي قبل غروب الشمس بنحو نصف ساعة على الازهر. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة