ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكما مالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما وبعد وقد ذكرنا اكثر من مرة ان من العلم للعمل واما اي علم لا يقترن به العمل به يكون العلم وبالا على صاحبه فلا جرم انه قد جاء عن بعض السلف قوله ويل للجاهل مرة وويل للعالي سبع مرات المقصود من العلم العمل ولهذا فلا ينبغي لكم ان يكون همكم انما هو العلم فقط بل ان يقترن العمل مع العلم ومن العلم الذي صار ذائعا ومنتشرا بين كل المسلمين لا ترقى في ذلك بين عالم او طالب علم او غيرهم هو قوله عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه هذا هو نذر الحديث في الصحيحين ثم جاء الحديث بزيادة توضح المقصود المراد من الحديث باوضح سبيل الا وهو قوله عليه السلام من الخير اي لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه من الخير الواجب على كل مسلم ان يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير وهذا الحب للخيل لكل مسلم هو من مكارم الاخلاق والتي صرح النبي صلى الله عليه واله وسلم بقوله فيها انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق وانا الاحظ مع الاسف ان الناس اليوم يهتمون بالجانب الاول الا وهو العلم ولا يهتمون بالجانب الاخر الا وهو الاخلاق والسلوك فاذا كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يكاد يحصل دعوته من اجل محاسن الاخلاق ومكارمها حينما يأتي باداة الحصر فيقول انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق فانما ذلك يعني ان مكارم الاخلاق جزء اساسي من دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام والواقع انني كنت ابتداء طلبي للعلم وهداية الله عز وجل اياي الى التوحيد الخالص والصراع على ما يعيشه العالم الاسلامي من البعد عن هذا التوحيد كنت اظن اما المشكلة في العالم الاسلامي انما هي فقط ابتعادهم عن فهمهم لحقيقة معنى لا اله الا الله ولكني مع الزمن قلت اتبين ان هناك مشكلة اخرى في هذا العالم تضاف الى المس بالمشكلة الاولى الاساسية الا وهي بعدهم عن التوحيد المشكلة الاخرى انهم اكثرهم لا يتخلقون باخلاق الاسلام الصحيحة الا بقدر زهيد لقد جاءت احاديث كثيرة اسرى عن النبي صلى الله عليه واله وسلم تأمر بحسن الخلق قد جاء في بعضها ان رجلا صوصا او طلبة من النبي صلى الله عليه واله وسلم وصية فقال له عليه الصلاة والسلام عليك بحسن الخلق عليك بحسن الخلق وجاء في الحديث الاخر وهو حديث عظيم جدا الا وهو قوله صلى الله عليه واله وسلم ان الرجل ليدرك بحسن خلقه لرجل قائم الليل وصائم النهار ان كثيرا من المتعبدين تراهم طوانا قائمين في الليل والناس نيام ومع ذلك ولم يتخلقوا لاخلاق الاسلام الا بقدر زهيد جدا فقوله صلى الله عليه واله وسلم ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار امره عظيم جدا لان من كان في معاملته مع المسلمين حسن السلوك فكأنه قام الليل وصام النهار ولذلك فعلينا نحن معشر المسلمين ان نخرج العلم الى العمل والعمل هو منه حسن الخلق مع اخيك المسلم فانا في الوقت الذي استبشر خيرا من تزاحمكم هذا التزاحم الشديد على جلوس لطلب العلم بقدر ما يفرحني هذا يحزنني تدافعتم وتزاحم تزاحمكم حتى لا يكاد الطفل الصغير يذهب بين اقدامكم فاذكركم والذكرى تنفع المؤمنين انكم يجب ان تتسم وان تتخلقوا بالسكينة وقد ذكر النبي صلى الله عليه واله وسلم في الحديث الصحيح اذا اتيتم الصلاة فأتوها وعليكم السكينة والوقار ولا تاتوها وانتم تسعون فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاثموا ان المساجد هي بيوت الله تبارك وتعالى وهي تقصد ليس للصلاة فقط بل ولي العمر وطالما سمعتم للمحاضرين والواعظين ان مساجد الاسلام الاول لم تكن فقط من اجل الصلاة يصلي رجل اربع ركعات او اقل او اكثر ثم ينصرف وانما كانت المساجد ايضا مدارس يتعلم الناس فيها العلم والسلوك والاخلاق. فاذا كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يأمر المسلم انه اذا خرج من بيته الى المسجد الا يسعى وان يمشيوا عليه السكينة والوقار فانتم تاتون الى هذا المجلس لتلقي مثل هذا العلم الوارد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم فعليكم ان تمشوا على السكينة والعقار فكيف وانتم ترفضون ما اقول رفض جواب وانما تركضون ركظا لا يليق بكم على اعتباركم طلابا للعلم فارجو ان اراكم عند حسن الظن من العمل بما جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ومن ذلك الا تتدافعوا وان لا تتزاحموا وان يكون عليكم السكينة والبخار فيما اذا قصدتم مجلس علم تريدون به التقرب الى الله تبارك وتعالى هذه بشرى وذكرى تنفع المؤمنين. وارجو الا اراكم مرة اخرى الا كما ينبغي في المواسم من حسن الخلق مع بعضكم بعضا. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة