نعم هذه عبارة يرددها بعض الدعاة الاسلاميين الذين نرى نحن انهم دعاة اسلاميون عامة اسلاما عاما اما الدعاة الدعاء الى اسلام مرجعه الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح فنحن لا نعلم جماعة تقوم بهذه الدعوة الحق الا الذين يعلنون عن انفسهم انهم من اهل الحديث او انهم من انصار السنة او انهم اتباع السلف الصالح اما الجماعات الاخرى فلا يعلنونها وان كانوا يشتكون بقولهم نحن معكم على الكتاب والسنة ولكنها كلمة يقولونها لا يستطيعون تطبيقها بحذافيرها لانهم لم يعنوا بدراسة الشريعة على ضوء الكتاب والسنة الا بقدر يسير فهم يقولون نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه هذا الكلام كما يقال له محل من الاعراب اذا وضع له حيل وهو اما الفقرة الاولى فلا اشكال فيها. نتعاون على ما اتفقنا عليه انما النظر في الفترة الثانية ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه هذه الجملة الثانية معقولة فيما اذا وضعنا لها قيد. الا وهو يعمل بعضنا بعضا بعد القيام بواجب التناصح الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لم يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين ولعامتهم فاذا رأينا انفسنا مختلفين حتى في اصل التوحيد الا وهو شهادة ان لا اله الا الله فلا ينبغي ان ندع الاختلاف كما هو بدعوى يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه. وانما علينا ان نتحاكم الى كتاب الله والى سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وان نتقارب ما استطعنا الى ذلك سبيلا ولا يمكن اقرار الاختلاف وبخاصة فيما يتعلق بالعقيدة والعقيدة لا تقبل الاختلاف بخلاف المسائل التي يسمونها بالمسائل الفرعية فالمسائل الفرعية ممكن ان يقع فيها اختلاف ومع ذلك فيجب التناصح فاذا تناصحوا ثم بقي كل من المتناصحين على رأيه السابق فهنا نقول يعبر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه اما ان نبقي الخلافة والاختلاف على ما هو عليه بدعوى انه لازم يعذر بعضنا بعضا ثم لا نسعى لاماتة هذا الاختلاف بقدر ما نستطيع فهذا ينافي الايات والاحاديث التي تأمل بتوحيد الصف ومن اعظم ما يؤكد وحدة الكلمة ووحدة الصف هو الرجوع كما قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا نحن نعلم ان الذين يقولون هذه كلمة يجعلون الخلاف شريعة مقرراتا وانه امر لابد منه ونحن نخالفهم في هذا اشد الاختلاف ونقول علينا التحاكم دائما وابدا الى كتاب الله والى سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فان بقي شيء من الاختلاف فلا ينبغي ان يفرقنا وان يتداور يتدابر المسلمون بعضهم عن بعض ولنا في هذه النقطة بخاصة اسوة باصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم فانهم كانوا يفظعون بالحق ولا يقولون اذا وجدوا الخليفة نفسه اذا وجد الخليفة نفسه خالف في حكم لا يسكتون عنه بل ينكرونه. ولكن اذا اصر على رأيه ما يخرجون عليه ولا يعهدونه وانما يردون سائرين معه يأمرهم بالجهاد يقاتلون في سبيل الله جميعا مع انهم لا يزالون على شيء من الخلاف من الامثلة المعروفة في ذلك ويكاد الوقت ينتهي ان ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان قد نهى الناس عن العمرة في الحج وله في ذلك رأي معروف يسوغ له ان يفعل ذلك ولكن الصحابة الاخرين قال خوه في ذلك وان كان رأيه قد انتقل بعده الى الخليفة الذي جاء اه على اثره وهو عثمان ابن عفان رضي الله رضي الله عنه ومع ذلك فنجد عليا كما في صحيح مسلم يأتي عثمان بن عفان فيقول له ما لك تنهى الناس عن التمتع بالعمرة الى الحاج قال دعني عنك لم يجد له حجة فقال دعني منك او انسى فقال لن ادعك لبيك اللهم بعمرة وحج فجابه بالسنة التي عرفها من الرسول عليه السلام لان عليا لما حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع كان في اليمن طبعا وصلته الاخبار بان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد للحج الى بيت الله الحرام فخرج علي من اليمن حاجا ولما التقى مع الرسول عليه السلام في مكة قال له بما اهليت قال بما اهل به النبي صلى الله عليه واله وسلم اي كان حجه مطلقا لم يقل لبيك اللهم بحج قالوا لبيك اللهم بحج وعمرة او لبيك اللهم بعمرة اي بالتمتع. وانما قال لبيك اللهم بحجة فحجة النبي صلى الله عليه واله وسلم قال فاني قد قرنتك علي رضي الله عنه يعرف ان النبي صلى الله عليه واله وسلم انه كان قارنا فحينما ينهى خليفة الراشد كعثمان عن قرن العمرة للحج يجابهه ويخالفه ويقول لبيك اللهم في عمرة وحج. ومع ذلك فلا يوجد بينهم شيء من التنافر والتباغض استظلوا صفوفهم بخلاصة هكذا يجب ان يعيد المسلمون ذلك العصر الذهبي وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداء من خلف خزائن الرحمن تأخذ بيدك كالى الجنة