قد اعذر الله الى عباده حيث ارسل رسلا وانزل كتبا واقام الحجة الرسالية ولم يبقي لاحد عذرا يعتذر به. حتى انه لو لم تبلغ الحجة الرسالية لا لاختبره الله يوم القيامة يقول ربنا عز وجل وان من امة الا خلا فيها نذير. ويقول ايضا وما كنا معذبين حتى نبعث فان قال قائل فما القول في من لم تبلغه الرسالة؟ ممن قد يوجدون في مجاهل افريقيا او في غابات الامازون او في اطراف الدول ممن لم تبلغهم رسالة يقال لو قدر وجود احد لم تبلغه الرسالة فان الله سبحانه وتعالى يختبره يوم القيامة فقد جاء في الحديث ان اربعة يحتجون على الله يوم القيامة شيخ ثان اتاه الرسول وقد خرف طفل مات قبل ان يبلغ الحمل ورجل من اهل الفترة يعني بين رسولين ومجنون فيقول الشيخ الفاني يا ربي اتاني نبيك وقد خرفت. ويقول الصبي الذي لم يبلغوا الحنت مت قبل ان ابلغ. ويقول المجنون لا عقل لي. ويقول الرجل من اهل الفترة لم يأتني بشير ولا نذير فحينئذ يختبرهم الله اختبارا خاصا يجعل لهم نارا ويقول ادخلوا فيها فانهم اجابوا نجوا. وانهم ابوا قال اياي عصيتم. فكيف برسلي؟ اياي عصيتم فكيف برسلي؟ لان ان الله تعالى اعلم بما هم عاملون. لكن من باب اقامة الحق والعدل يجعل لهم هذا الاختبار. فيجب على كل مؤمن ومؤمنة ان انه لا يهلك على الله الا هالك. وان الله ليس بظلام للعبيد. وان الله قد اقام الحجة على كل احد لا يمكن لاحد ان يحتج على الله ولا ادل على ذلك من اعتراف هؤلاء حين قالوا حين قال الله فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير