الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد حديث معاذ حديث عظيم فيه فوائد جليلة كثيرة نقف على ابرز ما فيه من الفوائد من فوائد الحديث بيان حرص الصحابة رضي الله عنهم على جوامع الخير اه اختصارهم في المسألة ووضوح مطلوبهم باسئلتهم. فهذا معاذ يقول للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله دلني على عمل يدخله يدخلني الجنة ويباعدني من النار مسألة مختصرة واضحة جلية وفيه سمو مطالبهم حيث طلب ما ينجيه حيث طلب عملا يحصل له به نجاة النجاة من النار والفوز بالجنة وهذا غاية المطالب بغاية المطالب اسماها ان يوفق العبد لدخول الجنة والنجاة من النار وفيه عظيم ايمانهم الاخرة وتعلق قلوبهم بها ولذلك كانت مسائلهم دائرة على ما يحصل به نجاتهم فيها وفوزهم بفظلها وفيهم لا الفوائد ان النجاة من النار والفوز بالجنة لا يكون الا بعمل فانه قد قال دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار وهذا لا يعارض ما جاءت به النصوص من ان دخول الجنة لا يكون بالعمل كما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة لن لن يدخل احد الجنة بعمله فان ذاك محمول على ان العمل وحده لا يستقر بدخول الجنة بل لا يكون الا العمل مقرونا بفظل الله عز وجل ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لما قالوا له ولا انت يا رسول الله لما قال لن يدخل احدا منكم اه لن يدخل احدا منكم عمله الجنة. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله بفضل ورحمة فدل هذا على انه لا يدخل احد الجنة بعمله استقلالا فلا يستقل العمل بادخال الجنة بل لابد من من فضل الله ورحمته والا فالعمل دلت الادلة على عظيم تأثيره في دخول الجنة كما قال الله تعالى وتلك تلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون وقال تتجافى جنوبه عن مضاجعه يدعون ربهم خوفا وطمعا وما رزقناهم ينفقون ثم قال فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون فجعل ذلك العطاء من عظيم البر والكرم مما لا تعلمه النفوس وكذلك قرة الاعين ذلك كله مرتب على ما كانوا يعملون وفي تشجيع النبي صلى الله عليه وسلم السائلين على المسائل العظيمة النافعة التي يحصل بها مقصود المؤمن من الفوز بالجنة والنجاة من النار لذلك قال لقد سألت عن عظيم وهذا فيه حث السائل على سلوك هذا المسلك في سؤاله وبيان اهمية السؤال وانه سؤال مهم ففيه الحث مع بيان منزلة السؤال ومرتبته وفي من الفوائد انه مهما عظم المطلوب فانه يسير اذا يسره الله تعالى ولذلك لا يستبعد الانسان المطالب العالية بل يبذل الجهد لادراكها وليعلم انها يسيرة اذا يسرها الله تعالى عليه الجنة اعظم المطالب. اعظم المنى وغاية المطالب ان يرزقك الله تعالى الجنة وهذا المطلب عظيم لكنه يسير في حصوله والعمل لادراكه لمن يسره الله تعالى عليه وفيه بيان منزلة الواجبات من العمل وان اعظم ما يدخل الجنة القيام بالواجب والفرض ولذلك بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بذكر اصول الاسلام وانها سبب دخول الجنة. قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت هذه الاصول هي التي يحصل بها دخول الجنة فكل من حقق اركان الاسلام فهو موعود بدخول الجنة والنجاة من النار هذا فضل عظيم لهذه الاعمال ولهذه الخصال والاركان التي بها يقوم بناء الاسلام فلا يستهين فلا يستهن احد هذه الاصول التي هي مفاتيح دخول الجنة وفيه من الفوائد ان اكد ما يحصل به النجاة من النار ودخول الجنة هو الواجبات ثم بعد ذلك ابواب النوافل والطاعات على نحو ما قال النبي صلى الله عليه وسلم وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فذكر اولا التقرب اليه بالفرائض وهكذا هنا في الدلالة على العمل الذي يدخل به الجنة بين النبي صلى الله عليه وسلم اول الفرائض ثم عاد بمزيد بيان وايظاح لما يحصل به دخول الجنة والمباعدة من النار بذكر ايش الوان العمل الصالح قال الا ادلك على ابواب الخير اي من النوافل والتطوعات التي يتحقق بها دخول الجنة والمباعدة من النار وذكر في ذلك ثلاثة اعمال الصوم والصدقة و وقيام الليل ذكر ثلاثة اعمال الصوم والصدقة وقيام الليل. وذكر لكل عمل ثمرة حاضرة الصوم جنة في الدنيا والاخرة والصدقة تطفئ الخطيئة في الدنيا والاخرة و القيام ايضا يحصل به الخير للانسان في الدنيا والاخرة. حيث قال وصلاة الليل وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعه وهذه نص عليها لانها مكملة للفرائض فذكر هذه الاعمال الصوم والصدقة والصلاة على وجه الخصوص لماذا؟ لانها تكمل الفرائض ما يمكن ان يطرأ عليها من نقص وهي متيسرة لكل احد. طيب لماذا لم يذكر الحج لان الحج ليس فرضه عاما على كل مسلم في كل مكان انما على المستطيع فلذلك لم يذكر العمرة او التنفل والتطوع بالحج لانه لا يكون في الغالب الا لان الاصل في الحج انه مفروظ على الاستطاعة مشروط الاستطاعة في فرظه فذكر الاعمال التي تتصل التي يستطيعها غالب الناس هذا وجه تخصيص هذه الاعمال الثلاثة صدقة والصوم وقيام الليل من فوائد الحديث بين مراتب العمل مراتب العمل وهذا فقه يعوز كثيرا من الناس فان اختلال فقه مراتب الاعمال يفضي الى تقديم المفضول على الفاضل والادنى على الاعلى والنفل على الفرض تبين النبي صلى الله عليه وسلم ان مما يفيد السالك في تحقيق مطلوبه من الفوز بالجنة والنجاة من النار ان يفقه مراتب العمل وهذا وجه قوله صلى الله عليه وسلم الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه فانه تنبيه الى وجوب مراعاة الترتيب في مراتب العمل عاموده رأس الامر الاسلام وهو الشهادتان قد تقدم ذكرهما في قوله تعبد الله لا تشركوا به شيئا ثم بعد ذلك قال وعموده الصلاة الصلاة هي التي يقوم بها هذا البناء فلا قيام اسلام ودين الا بالصلاة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقد قال صلى الله عليه وسلم بين الرجل والشرك او الكفر ترك الصلاة الثالث قال ذروة سنامه الجهاد ذروة سنامه يعني اعلى ما يكون من اعماله الجهاد وهو ثمرة كل هذه الاعمال فاذا حقق المؤمن هذه الاعمال من الاسلام صلاة والزكاة اذا كان ذا مال والصوم والحج فانه يبلغ الذروة ببذل نفسه في سبيل الله فذروة سنام الاسلام اعلى خصاله واعماله الجهاد هذا معنى ذروة سنامه الظمير يعود الى الامر الا اخبرك برأس الامر والامر هنا المقصود به الدين الذي جاء به صلى الله عليه وسلم وهو الاسلام رأس الامر الاسلام وذروة وعموده الصلاة وذروة سنامه رأس الامر رأس الدين الاسلام وعموده عمود الدين الصلاة وذروة سنامه الجهاد والجهاد في الاصل يطلق كما تقدم في الشرح على قتال الكفار وفي منزلة هذه الطاعة والعبادة ولهذا عد بعض اهل العلم الجهاد في سبيل الله ركنا من اركان الاسلام وقد قيل لعبدالله بن عمر لما عد اركان الاسلام والجهاد قال الجهاد حسن جميل اي هو في المنزلة كما تعرفون من الحسن والجمال ولكنه اخبر بما سمع من قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة و صوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا بعد ذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبرك بملاك ذلك. من فوائد الحديث زيادة النبي صلى الله عليه وسلم للسائل خيرا وبرا فانه لم يقتصر فقط على ادنى اجابة بل استوعب الجواب على نحو استوفى كل ما يمكن ان يكون سببا لدخول الجنة والمبعدة من النار فقوله الا ادلك على ملاك ذلك كله؟ يعني ما يجمع لك اسباب دخول الجنة والنجاة من النار وهذا مزيد بيان وايظاح وفيه من الفوائد ان كف اللسان من اعظم اسباب النجاة ودخول الجنة والنجاة من النار وذلك ان اللسان خطره عظيم على الانسان فانه يورده المهالك يحبط عمله ويفسد قلبه ويوقعه في ما لا مخرج له منه لهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من غوائله وعواقبه كما جاء ذلك في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب كلمة واحدة وهذه الكلمة قد تكون في حق الله وقد تكون في حق الخلق وقد جاء في السنن من حديث عائشة انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا فقال لقد قلتي كلمة كلمة جملة واحدة يحسبك من صفية كذا وكذا لو مزجت بماء البحر لمزجته اي لغيرت لونه هذا يبين خطورة الكلام وان له اثرا يبلغ هذا الحد انه هذا الماء الماء العظيم ماء البحر الكبير الذي يعظم في نفس الانسان ورؤيته يمكن ان يتغير لونه باثر كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته لخلط لخلطت وغيرت لونه ورائحته وبهاء منظره وقد قال صلى الله عليه وسلم ان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم وهذه رواية اخرى من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وقوله صلى الله عليه وسلم كف عليك هذا يفيد ظرورة العناية بخطورة اللسان وضرورة العناية به وان لا ينفعل الانسان له آآ الاطلاق دون مراعاة لما يصدر عنه وفيه ان الصحابة رضي الله عنهم قد يخفى عليهم حجم الذنب. مع علمهم اصله فان قوله او ان مؤاخذون بما نقول ليس مقصوده كما تقدم عدم عدم العلم بالمؤاخذة بما يقوله الانسان انما انه يؤاخذ بكل ما يقول وان حجم ما يكون من اللسان على هذا النحو الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وفيها ان اكثر ما يدخل ان اكثر ما يدخل الناس النار ما يكون من خطايا اللسان لذلك قال وهل يكب الناس على وجوههم وفي رواية مناخرهم الا حصائد السنتهم ولذلك يجب على المؤمن ان يكون رقيبا على لسانه وان يكثر الصمت الا فيما فيه خير من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت هذي بعض الفوائد المتصلة حديث معاذ رضي الله عنه وهي واضحة وبينة ما آآ يتسع به الوقت هو هذا آآ ثمة فوائد اخرى اه نكتفي بهذا القدر