يقول الله عز وجل المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير ام لا. فقد قسم الله هذا هو وتعالى امور الدنيا واحوالها واعمال اهلها وما يكون لهم فيها الى امور هي من زينة الحياة الدنيا. وهي زينة المباحة ولله الحمد ما اخذه الانسان من مصاريفها الحلال وبذلها في المباح قد جبنت النفوس على محبة المال ومحبة الاولاد كما قال عز وجل زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المنقطعة من الذهب والفضة وقد اباح الله للانسان ان يستمتع منها بما هو مباح وسائر له شرعا قال عز وجل قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده. وطيبات من الرزق ثم ذكر القسم الثاني والقسم الاهم والاجل والاعظم. فقالوا الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا. وفي الايات الاخرى هو خير مردا فقسم الاعمال الى قسمين قسم من الباقيات الصالحات التي تبقى للانسان وان عملها فيما تقادم من السنين بل تبقى له حتى وان ارتحل من هذه الحياة وهي الاعمال الصالحات وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم ان من قال ان الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله لا اله الا الله والله اكبر. ولا ينفي هذا او لا ينافي هذا. كون اعم من ذلك واشمل فان ذكر في الحديث هو بعض افرادها ولا ينافي شمولها لكل عمل صالح. والمقصود ان من الاعمال ما هو باق ومنه ما هو فان. فعند المفاضلة بين المال والبنين وبين الباقيات الصالحات لا ريب ان الباقيات الصالحات خير واتم وافضل وازكى عند الله عز وجل. ولهذا قال عز وجل خير عند ربك ثوابا وقد تؤثر بعض النفوس زينة الدنيا وتنهى وتتشاغل بها عن الباقيات الصالحات. ولهذا قال عز وجل عند ربك فهذا الحكم الفصل العدل وفيه حصن النفوس وتهييجها على الاجتهاد في العمل الصالح. كون هذا العمل يبقى لصاحبه وغيره يفنى فعندما يرحل الانسان من هذه الحياة لا يتبعه الا عمله الصالح. كما قال صلى الله عليه وسلم اذا مات العبد تبعه وثلاثة اهله وماله وعمله. فيرجع اثنان ويبقى واحد وعجيب منا ايا اخوان ان يتشاغل الانسان بما يتركه وراءه وما يتركه لغيره عما يقدم عليه امامه وعما يعمله لنفسه خاصة لا يشركه فيه احد فالموفق يا اخوان من يجتهد في نيل قدر اوفى من الباقيات الصالحات الى الخيرات وينافس في الطاعات امتثالا لقول ربه عز وجل وسارعوا الى الى مغفرة من ربكم وجنة عرظها السماوات والارظ اعدت للمتقين. اللهم اجعلنا جميعا منهم ليس الى اسبابها واسبابها الاعمال الطيبة الزاكية التي يعملها الانسان في يجتهد المسلم في الباقيات الصالحات لانها وتنمو وتزداد. فكلما عمل الانسان عملا صالحا فمن فضل الله عز وجل وكرامته له ان يقدر له عملا وعملا وعملا وهكذا تستمر الاعمال تتتابع على الانسان كثرة يأخذ بعضها برقاب بعض والحسنة تقول اختي اختي كما السيئة تقول اختي اختي واقرأوا يا اخواني ان شئتم قول الله عز وجل فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى. وكذب بالحسنى سنيسره للعسرى. لماذا يسر هذا لليسرى؟ ولماذا يسر الاخر للعسرى؟ انما الاول لليسرى لانه فعل اسبابها. وانما يسر الاخر للعسرى. لانه فعل اسبابها