بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاحباب في حلقة جديدة من برنامج في اروقة رمضان وموعدنا اليوم مع نصر عزيز عظيم من آآ انتصارات امتنا المجيدة في زمانها في زمانها الذهبي وفي في عصرها العبقري اليوم موعدنا مع معركة وصفت بانها المعركة الطاحنة وهذه المعركة هي التي مهدت للمعركة الفاصلة بين المسلمين والفرس في القادسية آآ معركتنا اليوم هي معركة البويب معركة البويب الطاحنة وقعت في مثل هذا اليوم تلتاشر رمضان في سنة تلتاشر للهجرة وكانت بقيادة البطل الكبير والفارس الباسل المثنى ابن حارثة الشيباني تعالوا نحكي هذه القصة تبدأ القصة من اخر حروب الردة فبعض القوات من الفرس يعني القوات الفارسية ساعدت بعض القبائل المرتدة في جهة العراق وشرق الجزيرة العربية وكان ممن تصدى لاولئك المرتدين البطل الكبير فارس بني شيبان المثنى ابن حارثة الشيباني فكان يعني استتبع ذلك يعني وهو يكافح المرتدين فكان من توابع ما فعله ان اشتبك مع بعض هذه قوات الفارسية وطاردها وفيما بعد ارسل المثنى الى ابي بكر رضي الله عنه الخليفة الاول يستأذنه في ان يجعله واليا على المسلمين في ناحيته. ويعني هذا الامر هو بمثابة الشرعية او اكتساب الشرعية لان هو بالفعل زعيم القوم في ناحيته فالمسألة يعني نوع من الولاء نوع من الولاء والوفاء للدولة الاسلامية وانه يضع نفسه في خدمة الخليفة استشار ابو بكر رضي الله عنه الصحابة رضوان الله عليهم فاثنوا على المثنى وعمله وعلى اصله وعلى آآ كفائته. فبعث له ابو بكر بالولاية وآآ اه فيما بعد يعني بعد ان انتهى انتهت حروب الردة بدأت الفتوحات لما بدأت الفتوحات كانت الجبهة الاولى التي لابد من السير اليها هي الجبهة الفارسية لانه الاشتباك قد اندلع بالفعل وقع بالفعل بين المسلمين وبين الفرس ومن هنا فعند بداية عام اتناشر للهجرة كانت بداية الفتوحات الاسلامية العظيمة وكانت الانطلاقة من الجزيرة العربية الى العراق آآ كان الهدف الاول لجيش المسلمين هو مدينة الحيرة. مدينة الحيرة هي اول العواصم المهمة في الامبراطورية فارسية هي عاصمة العرب عاصمة العرب المناذرة اللي هم الملوك التابعين للفرس فسيدنا ابو بكر رضي الله عنه سير جيشين يعني يحاول بذلك ان يطوق الحيرة وانه يعني يقطع الطريق امام ان انه يحصل تطويق لجيشيه فاحد هذين الجيشين كان بقيادة آآ خالد ابن الوليد وخالد ابن الوليد عاد من معركة اليمامة اللي هو بعد يعني بعد ان قضى على آآ ردة مسيلمة الكذاب اللي هي اخطر حركات الردة. التي كانت في بني حنيفة فالثغرة اه خالد ابن الوليد نحو الابلة وهذه على مقربة من الجزيرة من الخليج العربي ثم منه الى الحيرة الجيش الثاني كان بقيادة سيدنا عياض ابن غنم الفهري. وهذا سينطلق من دومة الجندل الى مدينة اخرى تسمى المصيخ ومنها الى الحيرة وسيدنا ابو بكر كان نوع من التحفيز قال بانه من سيصل من هذين الجيشين الى الحيرة اولا فهو القائد العام على الجيشين. يعني هذان الجيشان مخطط لهما ان هم ايه؟ يلتقوا عند الحيرة سيدنا خالد آآ يعني انطلق يقود هذا الجيش كان على ميمنته الفارس المشهور آآ عاصم ابن عمرو التميمي طبعا اخوه اشهر منه اللي هو اخوه القعقاع ابن عمرو التميمي وكان على ميسرته آآ عدي بن حاتم عدي بن حاتم الطائي طبعا حاتم الطائي هو الرجل المعروف المضروب به المثل في الكرم سيدنا خالد خاض خمسة معارك صاعقة سحق فيها خمسة جيوش للفرس في خلال شهرين فقط اللي هم شهر المحرم وسفر من سنة اتناشر للهجرة آآ كانت المواقع في كاظمة وفي المزار والولجة والليث انغيشيا وبعد هذه المعارك تقدم الى الحيرة طبعا لما سمع والي الحيرة باقتراب جيش المسلمين انسحب من امامهم تاركا وراءه عرب الحيرة لمصيرهم آآ كان الحيرة لها اربع حصون حاصرتها اربع فرق من الجيش الاسلامي الذي يقوده خالد. وفي خلال ايام كانت الغارات والمناوشات يعني قد دفعتهم الى آآ الاستسلام وطلب الامان والموافقة على دفع الجزية فهذه الانطلاقة الاولى الصاعقة لخالد بن الوليد نستطيع ان نقول بها تمت المرحلة الاولى في فتح فارس وحققت انهيار هيبة الامبراطورية الفارسية وسطع نجم المسلمين وقائدهم البارز خالد بن الوليد وبدأ تمركز المسلمين في الحيرة وبالتالي صارت الحيرة مركزا حربيا متقدما للمسلمين في اتجاه الفرس وكانت بالتالي طبعا مركز امداد وتموين ممتاز لامدادهم اذا غلوا الى المناطق الفارسية وكذلك من مزايا الحيرة انه من خلفها الصحراء. يعني هي تقع على حدود الاراضي الخصبة وعلى حدود فروع الانهار. فبالتالي آآ يعني من ينحني اليها يستطيع ان يستند خلف ظهره الى الصحراء. طبعا خلف ظهره هذا بمعنى ان هي ناحية الغرب وناحية الجنوب طيب اما جيش عياض ابن غنم الفهري فتوقف في المحطة الاولى اللي هي في دومة الجندل. هو صحيح حاصر دومة الجندل لكنه ايضا حوصر بجيش من خلفه ظل الوضع هكذا يعني كان محاصرا ومحاصرا ولا يقوى اي من الطرفين على تحقيق انجاز حاسم. واستمر الوضع سنة على هذا الحال فطبعا كان على خالد بعد ان وصل الى الحيرة ان آآ يذهب بجيشه الى نجدة جيش عياض ابن غنم الفهري هذا المحاصر لكن انه قبل ان يصل اليه كان عليه ان يؤمن ظهره في يعني بالنسبة للمراكز الفارسية والجيوش التي يتوقع ان تهاجمه فبعدما وصل الى الحيرة خاض تسعة معارك اخرى هذه التسعة معارك ثلاثة منها في شهر رجب في الانبار وعين وعين التمر وهذه كانت في شهر رجب سنة اتناشر وبعد كده خاض آآ معارك اخرى في مناطق يعني آآ ربما الاسماء تكون غريبة على بعض المشاهدين لكن هذه كانت اسماؤها قديما كان حصيد والخنافس والمصيخ والزميل وغيرها. وهذه كانت في شهر شعبان سنة اتناشر ومعركة الفراد وهذه كانت في ذي القعدة سنة اتناشر هنا ظهر ان سيدنا خالد بن الوليد ليس فقط قويا على جهة القوة والكفاءة وانما ايضا متميز بالسرعة وصفت سرعته بانه يسبق الاخبار. يعني الجيش الفارسي يحاول يستطلع الاخبار قبل ان يأتيه الخبر يكون قد وصل جيش خالد نفسه فكان يفاجئ الفرس فيزيدهم ذهولا وكان يتركهم حيرة لا يجدون الا الدفاع او الاشتباك المباشر وفق خطته والموقع الذي حدده هو وكان طبعا يعتمد على مخابرات يقظة كان يقوم عليها بنو شيبان بقيادة فارسهم المثنى ابن حارثة الشيباني رضي الله عن الجميع وبهذا آآ يعني انتهى خالد بن الوليد الى الحيرة من كاظمة يعني وصول من كاظمة البداية الى الحيرة في اربعين يوما فقط وبالتالي كان الموقف الاستراتيجي والعسكري قد تغير تماما في اربعة عشر شهرا فقط هي مدة بقاء آآ سيدنا خالد في العراق حصل امر غير متوقع جعل خالد بن الوليد يترك العراق كلها هذا الامر غير المتوقع ينقلنا الى مشهد اخر بين المدينة والشام لذلك الوقت كان سيدنا ابو بكر قد بدأ الفتوح في الجبهة الشامية يعني الجبهة الشمالية تسيطر عليها الروم بطبيعة الحال. في هذه الجبهة ارسل سيدنا ابو بكر اربعة جيوش لفتح الشام. جيش بقيادة ابي عبيدة ابن الجراح وهو القائد العام وجيش بقيادة يزيد ابن ابي سفيان آآ ابن ابي سفيان ابن حرب يزيد ابن ابي سفيان وجيش بقيادة سرحبيل ابن حسنة وجيش بقيادة عمرو بن العاص وهذه في جبهة فلسطين وهناك فرقة خامسة متأخرة عنهم يعني في شمال الجزيرة العربية هذه قادها خالد بن سعيد بن العاص طبعا اه يعني بعض التفاصيل لا يتسع لها الان اه حصلت في الجبهة الرومية لكن خلاصة هذا الامر انه هذه الجبهة تجمد موقفها يعني تأخرت في تحقيق فتوحات مؤثرة وصارت البلاد تتراوح بين المسلمين والروم. يعني احيانا يفتحونها واحيانا ينسحبون منها ولم تنجح محاولات المسلمين في تقسيم جيش الروم لكن اصر الروم على خطتهم في المسير جيشا واحدا. يعني الفكرة كانت عند سيدنا ابو بكر ان هو لما يسير اربعة جيوش هذا سيضطر الروم الى تقسيم جيشهم الى اربع جيوش فتخف يعني يخف الفارق العددي بين كل جيش وكل فرقة الروم فهموا هذه الاستراتيجية فاصر هرقل على ان يتحرك الجيش الرئيسي جيشا واحدا فيبتلع كل جيش من جيوش المسلمين وبالتالي كان يضطر المسلمين الى الانسحاب من المدن بعد ان يفتحوها. فامام هذا الواقع المتأزم انه ما فيش آآ يعني آآ فتوحات حاسمة. امام هذا الواقع عزم ابو بكر على ان يستدعي خالد ابن الوليد بنصف الجيش الذي معه في العراق ويعني هياخد معه يعني هو طبعا الجيش اللي في العراق كان تمنتاشر الف. فهياخد منهم تسعة الاف امرهم بالتوجه الى الشام وجعل القيادة العامة حين يصل خالد بن الوليد الى الشام لخالد بن الوليد وهذا كان في بداية آآ عام تلتاشر للهجرة بهذا بدأت جبهة الشام بالفعل تحقق تقدما حين انضاف اليها خالد بن الوليد وهؤلاء الجيوش وبدأوا يخوضون معارك مهمة آآ وطبعا آآ لكن الاشكال اللي حصل لما هذا الجيش ذهب الى الشاب. الاشكال اللي حصل انه نصف القوة الاسلامية الموجودة في العراق تحت قيادة المثنى ابن حارثة لا تستطيع ان آآ تحقق آآ شيئا كبيرا. يعني هم فعلا حققوا نصر كبير في موقعة مهمة اللي هي موقعة بابل. لكن هذه القوة الباقية للمسلمين ان لم تكن كافية بحال لمواصلة الانجاز العسكري في جبهة العراق ترى ماذا سيفعل المثنى هذا ما نراه ان شاء الله بعد هذا الفاصل بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. ما زلنا معكم في مواجهة هذه معضلة التي حصلت في الفتوحات ابو بكر امر بنقل نصف الجيش الذي يفتح العراق الى الشام لكن نصف الجيش الباقي الذي موجود في العراق وتحت قيادة المثنى ابن حارثة الشيباني لا يستطيع ان ان يتقدم اكثر من ذلك ماذا يفعل يعني ثمانية الاف او تسعة الاف في مواجهة الامبراطورية الفارسية فلذلك ارسل المثنى ابن حارثة الشيباني الى ابي بكر في المدينة يطلب المدد لكنه لم يتلقى ردا سريعا فقرر سيدنا المثنى يعني طبعا ما فيش وقت لانه البلاد التي استولوا عليها ربما مع وجود او قدوم جيوش كبيرة من من فارس فذهب سيدنا المثنى ابن حارثة الشيباني بنفسه الى المدينة. وهناك وجد ابا بكر على فراش الموت. كان الخليفة في اخر ايامه وفعلا بعد وصوله بيوم او يومين تقريبا توفي ابو بكر بالفعل وكان اخر ما اوصى به ابو بكر رضي الله عنه سيدنا عمر ابن الخطاب خليفته ان يحسد الناس للخروج مع المثنى آآ يعني كان وضع يعرفه الجميع انه هذه القوى الباقية معه لا تستطيع آآ مواصلة الفتح طيب سيدنا عمر نادى في الناس ان آآ يخرجوا مع المثنى وان ينتدبوا للمثنى ونفذ وصية سيدنا ابو بكر رضي الله عنه لكن كانت المشكلة انه العرب كان وجه الفرس بالنسبة لهم اكره الوجوه ما تزال هيبة الامبراطورية الفارسية كامنة في صدر العرب. فاستجابة الناس كانت ضعيفة اولا لا تزال في قلوبهم الهيبة كما قلنا ثانيا انه هذه الجبهة الفارسية فقدت سيدنا خالد بن الوليد. خالد بن الوليد راح فين؟ راح آآ الى الجبهة الرومية وبالتالي هم لا يعرفون هذا القائد الجديد اللي هو المثنى ابن حارثة الشيباني ولم يختبروا قتاله هو من بني شيبان وهم قوم يقيمون قريبا من فارس يبقى عندهم هيبة الامبراطورية الفارسية القائد المتعلقين به خالد ابن الوليد مش موجود. المثنى ابن حارثة قائد لا يعرفونه. وبالمناسبة يعني هذا السبب نفسه سبب التعلق بخالد بن الوليد هو الذي دفع سيدنا عمر لعزل خالد بن الوليد لان هو رأى ان الناس افتتنوا به وتعلقوا بقيادته. طبعا سيدنا خالد لم يهزم قط. فالمعركة اللي كان فيها سيدنا خالد يعني نعرف طبيعة الحال كده انها معركة انتصر فيها المسلمون فهو يعني احد افراد التاريخ الذين لم يهزموا ابدا فسيدنا عمر عزل سيدنا خالد عن القيادة العامة حتى في الجبهة الرومية وهو يقول قولته المشهورة اردت يعني رأيت افتتان الناس به فاردت ان يعلموا ان الله هو الصانع نعم لكن الان في الجبهة الفارسية بقى كان من وسائل سيدنا عمر لتحفيز المقاتلين ان هو اعلن بان اول الناهضين لحرب الفرس هو سيوليه على هذا الجيش سيكون ستكون له الامارة فكان اول من نهض لذلك هو ابو عبيد ابن مسعود الثقفي وبذلك كان اميرا على هذا الجيش ما زال عمر يحرض في الناس ويجمعهم حتى اجتمع له جيش من عشرة الاف بقيادة ابو عبيد ذهب بهم الى العراق. وبالفعل خاض بهم ابو عبيدة انتصار في ثلاث مواقع مهمة آآ موقعها تسمى النمارق واخرى السقاطية وموقعة اخرى باقة السياسة كلها كانت في آآ شهر شعبان سنة تلاتاشر للهجرة وكان بين المعركة والتانية حوالي اربع ايام خمس ايام يعني ايضا الفتوحات تمت على قدر عالي من السرعة لكن حصلت مفاجأة كبرى ومفاجأة مؤلمة جدا في المعركة الرابعة المرة في الرابع دي المعركة اشهر من كل اللي فات اسمها معركة الجسر في هذه المعركة ابو عبيد بن مسعود الثقفي ارتكب خطأ فادحا قال فبه اهل الخبرة وخالف به حتى منهج خالد في القتال منهج سيدنا خالد في القتال ان هو لا يندفع الى القتال في الاراضي اللي فيها انهار ومستنقعات بل يقاتل على حافة الصحراء يعني يترك الصحراء خلفه اما كمدد او حتى كامان اذا اراد الانسحاب قبيل معركة الجسر اصطف الجيشان وبينهما نهر فرعي فارسل الفرس الى ابي عبيد هل تعبرون الينا ام نعبر اليكم فيما يبدو يعني كان ابو عبيد حريص على الا يبدو في الموقع الخائف او المتهيب للفرس فقال لهم بل نعبر اليكم. حاول بعض قادة جيشه ومنهم المثنى ابن حارثة الشيباني ان هو يثنيه عن مرحلة يعني عن فكرة انه يتقدم. لكن ابو عبيد فعزموا رأسه الجيش المقابل اللي هو الجيش الفارسي كان جيش كبير وعليه واحد من اهم قادتهم قائد مشهور اسمه بهمن جاذويه والنهر الذي يفصل بينهما كان عليه جسر جسر معقود. وبعد هذا الجسر هناك منطقة ضيقة محصورة يعني بين فرعين من فروع النهر وبعد هذه المنطقة يبدأ يتسع النهارين لكي تكون ساحة مناسبة للقتال فابو عبيد امر بعبور الجسر لكي يعبر النهر وما ان اكتمل عبور الجيش بعد الجسر حتى انقض عليهم الفرس في هذه المنطقة الضيقة اللي هي يعني ينقض عليهم بالسهام وبالفرسان وبالفيلة في هذه المنطقة الضيقة. فحصر جيش المسلمين وضغط عليهم حتى انه ابو عبيد ابن مسعود الثقفي قائد الجيش نفسه قتل تحت قدماه من اقدام الفيلة وتقهقر المسلمون اللي هم كانوا محصورين بالفعل بين فروع النهر وزاد الوضع سوءا ان احد المسلمين تحمس يعني قطع الجسر كمحاولة ان هو يثبت المسلمين وان يزيدهم في البسالة والمقاومة. لكن هذا كان له اثر عكسي لان هو ايه؟ يعني زاد من اعداد الغرقى المتراجعين تحت ضغط جيش الفرس في هذه المنطقة الضيقة استطاع سيدنا المثنى ابن حارثة الشيباني ان هو يعني آآ يأخذ بزمام الوضع بسرعة. الت اليه القيادة سارع آآ يعني آآ كانت اول مهماته اصلاح الجسر لمحاولة تنفيذ انسحاب منظم تجاه الصحراء. ولما اكتمل عبور آآ الجيش او بقية الجيش لهذا الجسر قطعه لكي لا آآ يلحق به الفرس انقضى يوم الجسر وده كان فيه تلاتة وعشرين شعبان سنة تلاتاشر للهجرة مسفرا عن قتل اربعة الاف من المسلمين وغرق اربعة الاف اخرين وانسحب المثنى باربعة الاف اخرى وقتل من الفرس ستة الاف لكن الهزيمة كانت فيه على المسلمين وهذه هي اول واخر هزيمة للمسلمين في فتوح العراق هنا يجب التوقف هنا يعني مع هذا التجرد الذي كان عند سيدنا المثنى ابن حارثة الشيباني هذا الرجل كان قائد قومه ثم نزل عن هذه القيادة لما جاء خالد ابن الوليد ثم تولاها مرة اخرى لما ذهب خالد الى الشام ثم نزل عنها لما ولى عمر بن الخطاب ابا عبيد بن مسعود الثقفي وها هي الان تعود اليه مرة اخرى فهذه السلاسة في النزول عن المناصب يعني آآ هي من المزايا التي تضاف لسير يعني قوادنا الاوائل رضي الله عنهم المسمى مع هؤلاء الاربعة الاف حقق آآ يعني بعض الانتصارات في مصر في معركة اسمها اوليس الصغرى وبعدين آآ وصلته امداد جديدة. وهنا ايضا نحتاج الى وقفة من تتبع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة خلفائه الراشدين سيجد بوضوح انه النبي وخلفاؤه لم يكونوا يقبلون ابدا باستقرار هزيمة على المسلمين. لانه التأثير الذي تشيعه الهزيمة في نفوس المهزومين تأسير مدمر لذلك يعني سنجد النبي صلى الله عليه وسلم يعزم على المسلمين ان يخرجوا الى غزوة حمراء الاسد في اليوم التالي لغزوة احد ويرفض ان يخرج معهم من لم يكن قد خرج معهم بالامس في احد كذلك حتى سيرة سيدنا ابو بكر في حروب الردة. يعني ربما ارسل الجيش تلو الجيش تلو الجيش وهذه الجيوش تهزم ولا يسمح باستقرار الهزيمة فيرسل الجيش الاخر حتى يأتي النصر. بحيس انه الهزيمة تبقى عابرة ما تبقاش لحظة مستقرة ولا يشيع تأثيرها في النفوس. نفس هذا الكلام عمله عمر كما نرى الان انه بمجرد ان عرف به هزيمة الجسر اطلق امدادا اخرى لانقاذ جيش المسلمين في العراق وبهم خاض المثنى ابن حارثة الشيباني معركتنا اليوم اللي هي معركة البويضة الطاحنة بعد عشرين يوم فقط من هزيمة الجسر. احنا قلنا كانت الجسر فيه تلاتة وعشرين شعبان. وهذه المعركة البويضة الطاحنة في تلتاشر رمضان نستطيع ان نقول ان معركة البويب كانت تكرار معكوس لمعركة الجسر او يعني تطبيق لمعركة الجسر لكن مع تبادل المواقع. لان المثنى ابن حارثة رفض عبور النهر بل ارسل الى الفرس ان يعبروا هم وكرر عليهم تقريبا ذات الخطة التي اضافوها مع اضافة انه ارسل فرقة خاصة لقطع الجسر لكي آآ يعني لكي يبيد اكبر قدر ممكن من آآ هؤلاء الفرس. طبعا هذا كان من الاخطاء التي كان من آآ يعني شأنها ان تجعل للفرس يستبسلون في القتال الا آآ انه آآ يعني قدر الله تبارك وتعالى النصر وكانت المعنويات المنهارة عند الفرس جعلتهم يفرون تجاه الجوانب بعيدا عن مواجهة المسلمين وكان ذلك اليوم آآ يوما حافلا بالنصر الكبير قتل فيه من الفرس ما قدرته بعض الروايات وفي هذا الرقم مبالغة بمائة الف ولكن هذا الرقم فيه مبالغة لكنهم يعبر عن مقدار الهزيمة التي لحقت بالفرس. وتعقب المثنى ابن حارثة الشيباني لهم بفرق من جيشه يعني كأن المثنى اراد ان آآ يبيد اكبر قدر ممكن من القوة العسكرية الفارسية آآ لكي لا يفكروا فيما بعد في مواجهة المسلمين او على الاقل لكي يسهل عليه فيما بعد فتح ما بقي من البلاد التي كانت خاضعة لسيطرة الفرس معركة البويض هذه كانت اقوى المعارك التي جرت على الفرس ما قبل القادسية وهي تعتبر تمهيدا آآ مهما هذه المعركة الفاصلة معركة القادسية. وبهذا اذهب فالمثنى ما علق بالمسلمين من هزيمة الجسر وشن غارات خاطفة قوية على انحاء العراق واقترب من المدائن اللي هي العاصمة الفارسية وآآ يعني في العاصمة الفارسية بدأت مرحلة جديدة لانه الفرس بدأوا ينصبوا عليهم امبراطور جديد وآآ كانت هذه ختام آآ حياة المثنى ابن حارثة الشيباني بانه توفي من جراحات اصيب بها ولم يبق الا آآ ان ارسل سيدنا عمر ابن الخطاب الجيش الكبير بقيادة سيدنا سعد ابن ابي وقاص والذي سيكون على يديه فتح المدائن نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته