بل يكاد كل قادر ان تكون يعني كل قادر او كل غني ان تكون عادته في رمضان مد المائدة امام بيته او امام المنظرة او المنظرة كما تقال في بعض البلاد بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم في اروقة رمضان وهذه الحلقة الثالثة من هذا البرنامج نتحدث فيه عن آآ معنى مهم يغيب كثيرا عن بالنا آآ تعالوا احدثكم عن رمضان في الزمن الذي لم يكن فيه اذاعة ولا تلفاز ولا فضائيات طبعا وبالتأكيد لم يكن فيها ايضا انترنت ولا آآ هاتف المحمول او الجوال آآ وذلك لكي نفهم اوضاع المسلمين بل حتى نفهم اوضاع جميع الشعوب اليوم يجب ان نعرف بداية القاعدة مهمة. قاعدة مهمة في العلاقة بين الاعلام والسياسة آآ السلطة دائما ما تهتم بجهاز الاعلام. فمن خلال اجهزة الاعلام السلطة تنشر فكرتها وتشرعن نفسها وتروج انجازاتها او حتى تصنع لنفسها انجازات وهمية ومن خلال وسائل الاعلام ايضا تهدد وتنذر وتثير الخوف في الناس. او تحمسهم وتحشدهم آآ ليخرجوا معها في الحروب وهكذا فيعني جهاز الاعلام هذا اقوى الحكام والطغاة لا يمكن ان يستغني عن الاعلام ابدا الاعلام يوفر له قوة لا يمكن ان تتوفر بسلاح الجيوش او برعب الشرطة. يعني حتى فرعون الذي هو اطغى طغاة البشر عبر التاريخ. نرى القرآن الكريم آآ في عديد من الايات انه كان ينادي في الناس ينادي في الناس يعني يجمعهم لكي يعلمهم فتقرأ مسلا قول الله تعالى ونادى فرعون في قومه قال يا قومي اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي افلا تبصرون ام انا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين. فهذه وسيلة اعلامية. في اية اخرى مثلا آآ يقول الله تبارك وتعالى فحشر فنادى فقال انا ربكم الاعلى في اية اخرى آآ لما آآ يعني كان الموعد المرتقب بين موسى والسحرة انظر الاية كيف تقول تقول وقيل للناس هل انتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين ففضلا عن اجتماع الناس تأملوا هنا انهم يعني لم يقولوا للناس لعلنا نتبع الغالبين او لعلنا نرى من سيغلب سواء كان موسى او كان السحرة بل كان الاعلام موجها نحو اتباع السحرة فقط لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين في عصرنا الحديث هذا آآ وفرت فيه التقنيات الحديثة للسلطة ادوات اعلامية جبارة تدخل كل بيت الصحافة اولا مع اكتشاف المطبعة ثم الازاعة ثم التلفاز وبهذا صارت السلطة تستطيع الوصول بهذه الاجهزة الى كل الناس داخل بيوتهم دون ان تتكلف جمعهم في تجمعات جماهيرية لان صحيح طبعا هي لا تزال تجمعهم احيانا لانه المشهد الجماهيري ايضا مشهد مهم لان له تأثيرات نفسية وله تأثيرات اجتماعية مهمة لكن الاجتماعات الكبيرة صارت قليلة صارت السلطة الان تستطيع ان تخاطب كل الافراد تقريبا وليس فقط العدد الذي تمكن من الاجتماع حين نادت فيه وصارت تستطيع ان تخاطبهم على مدار اليوم كله. يعني ليس مجرد مرة في الاسبوع او ساعة في اليوم او في الشهر لأ على مدار اليوم كله. كذلك فان ما اضافه التقدم التكنولوجي الى قدرة السلطة على الرقابة والمتابعة جعلها تتحكم في سائر الانشطة التي تجري في البلد بدءا من الاعلام والتعليم وحتى تصريح الخطابة او تصريح القاء الدرس في المسجد او التعليم او غيره اه يعني هكذا لم يقتصر الامر على ما اتيح للسلطة من وسائل ترويج ضخمة لافكارها وثقافتها. بل ايضا لم يعد بالامكان تقديم افكار اصلا الا باذن السلطة مأساة امتنا المسلمة يعني المأساة التي نعيش فيها. انه هذا التقدم العلمي الذي وفر للسلطة كل هذه الامكانيات حصل في وقت ضعف الامة الاسلامية وحصل في زمن الاحتلال يعني في الزمن الذي كانت فيه السلطة المتحكمة في بلادنا الاسلامية هي سلطة الاحتلال الاجنبي او السلطة المحلية العميلة التي وضعها الاحتلال الاجنبي وبالتالي صارت وسائل الاعلام هذه وسائل الاعلام القوية والخطيرة والمتغلغلة في كل بيت والتي تعمل على مدار اليوم صارت كل هذه الوسائل ناطقة باسم السلطة وبافكار السلطة وتحاول من خلال هذه الوسائل الاعلامية ان تصنع امة على نحو ما ترغب السلطة في صناعتها شهر رمضان مثلا من الحالات التي تعبر عن المعركة بين الامة وبين السلطة في هذه العصور يعني قبل عصر الدولة المركزية كان شهر رمضان شهر تصنعه الامة فالامة هي التي تصنع ملامح رمضان اجواء رمضان مشاعر رمضان ولكن بعد هذه الادوات الاعلامية صارت آآ يعني صارت ملامح رمضان واجواء رمضان ومشاعر رمضان تغلب السلطة على صناعتها. يعني الان ما يرسخ في اذهاننا نحن ان رمضان قدم بالاغاني المعروفة المسابقات وزير ونحو هذه الامور فقبل هذا العصر كانت الامة تحيي رمضان بالعديد من التقاليد التي تكثر فيها خطب العلماء ودروسهم. آآ تكثر فيها قراءة القرآن في المساجد او في الساحات او في فاعليات الافطارات الجماعية او في تقديم العون للمحتاجين توزيع الاموال والصدقات ادخال السرور على الاطفال وهكذا طيب اذا جاء الليل في رمضان القديم تحولت بيوت العائلات الكبيرة الى مجالس يقرأ فيها القرآن تنشد فيها المدائح النبوية يستضيفون قارئ القرآن والمنشد والواعظ لمدة شهر يفتحون هذه المجالس لكل الناس فيضيفونهم حتى انه كان يعرف انه القارئ الفلاني آآ تأخذه العائلة الفلانية وانه الفقيه الفلاني مختص بالعائلة العلانية وهكذا طوال الشهر وفي نهاية هذا الشهر يكافئون هؤلاء القراء والمداحين والوعاظ وكان الاغنياء يوقفون من اراضيهم واملاكهم على هذه المجالس. يعني يوقف ارضا ويوقف املاكا لكي يستمر الانفاق على هذه المجالس بعد وفاتهم. ولذلك يعني هذه المجالس استمرت في ذلك الى وقت قريب. بما اوقف عليها من الاوقاف لكن ما ان دخلت الاذاعة ودخل التلفاز الى البيوت حتى دخل علينا رمضان جديد نقول انه صنعته السلطة فكأن السلطة انتزعت مساحة كبيرة من رمضان انتزعته من الامة. ورأينا تقاليد جديدة آآ الفوازير والف ليلة وليلة المسلسلات المسابقات انماط البرامج المثيرة الكاميرا الخفية مثلا آآ برامج الاعترافات آآ برامج الربح السهل للاموال وهكذا فالمسلم في ذلك الزمن القديم كان يقضي نهار رمضان في عمله او بين الوعظ والدرس والتعليم فاذا افطر في بيته او في بيت قريب له خرج للمسجد فصلى التراويح ثم التمس مجلس وعظ او انشاد ديني او قراءة قرآن. وكانت هذه هي الحياة الطبيعية في رمضان لكن المسلم في زمن الاذاعة والتلفاز يقضي نهاره في عمله متعبا من سهرة الامس ومتخما من وليمة الامس ايضا ومستعدا لجولة جديدة سيقضيها اليوم في وليمة مكتظة بالوان الطعام وفي سهرة مكتظة ايضا بالوان المسلسلات والبرامج والفوازير فيعني لو هو صلى التراويح فانه يعد من عباد الناس وطبعا لا تسأل عن التهجد الا للندرة النادرة من الناس في ندرة نادرة ايضا من المساجد المسلم الغني في رمضان القديم كان يرى في هذا الشهر شهرا يحتفل فيه بالفقراء فاغنياء المسلمين كان يفتح يعني الغني من المسلمين كان يفتح بيته للفقراء في النهار وفي الليل وكان يؤكلهم من مائدته في الافطار وفي السحور. وكان يعطيهم من زكاة ما له. ومن زكاة فطره. وكان يعطيهم مباشرة يعني من يده الى ايديهم اللي هي المكان الذي يجتمع فيه العائلة ويدعى اليها كل عابر سبيل او كل محتاج او كل طالب صدقة وكانوا الناس يعرفون بعضهم وما اكثر ما تتحول هذه الموائد يعني كلما خرج الانسان بمائدته امام بيته ما اكثر ما تتحول هذه الموائد من كثرتها الى مائدة واحدة تقريبا فكان هذا الشهر الكريم في ذلك الزمن من عوامل توثق الصلة والعلاقة والتراحم بين الاغنياء والفقراء فيما بعد ذلك رمضان بقى الحديث المسلم الغني في زمن الاذاعة والتلفاز اذا لم ينفق ما له على نفسه في الوان الطعام والشراب فانه ينشئ مائدة للرحمن بعيدة عنه وهذا قل في الاغنياء ينشأها في مناطق الفقراء والمحتاجين او يعطي زكاته لجمعية خيرية مثلا توزعها او لامام المسجد او يعني قد يعطيها للمؤسسة الرسمية التابعة للدولة. لانه وقع بالفعل تباعد بين الفقراء والاغنياء وانقطعت الاواصر وتعاظم التفاوت الطبقي بين الناس وذهبت هذه الروح التراحمية فتجد الغني يتأفف من الفقير وينفر منه كما تجد انه الفقير يحسد الغني وقد يحقد عليه ايضا طبعا هذا التغيير لم يحصل فجأة وطبعا مظاهر رمضان كما تصنعها الامة لم تنتهي فجأة وكذلك السلطة من ناحيتها ايضا كانت في البداية تزيد في جرعة البرامج الدينية تضيف مثلا برنامج او اثنين بين فيضان البرامج التافهة والمحرمة وتضع مسلسل ديني بين طوفان المسلسلات المنحلة والمحرمة طبعا لكن القصد انه رمضان في وجدان الاجداد واجدادهم يعني رمضان في وجدان اجدادنا غير رمضان في وجدان هذا الجيل تماما. بل على الحقيقة صار مناقضا له فهذا رمضان يعني رمضانهم كان كل شعائره اقتراب من الله تبارك وتعالى وهذا رمضان الذي نحن فيه كل شعائره ابتعاد عن الله واقتراب من التغريب والانحلال وبهذا صار لدى المسلم عبء جديد في رمضان فمن اراد ان يحافظ على هذا الشهر ليكون شهر عبادة وتربية فعليه دائما ان يجتهد ويبتعد عن وسائل الاعلام وعن القنوات التلفازية لكي لا تجذبه الى الحرام نكمل معكم هذا الامر ان شاء الله بعد فاصل قصير بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله آآ طبعا كنا نتحدث عن مزاهر رمضان قبل دخول الاذاعة والتلفاز ومظاهر رمضان بعد دخول الاذاعة والتلفاز وكيف ان رمضان القديم كانت رمضان تصنعه الامة ورمضان من بعد ما دخل الاذاعة والتلفاز صارت تصنعه السلطة لانها صارت متحكمة من خلال هذه الوسائل الاعلامية في مشاعر الناس وفي اجواء رمضان آآ في الحالة المسيطرة على رمضان طبعا يعني لن يتسع الوقت للحديث المفصل عن مظاهر رمضان في العصر الحديس لكن يعني من يقرأ المقالات التي كتبها العلماء والدعاة والكتاب الاسلاميين في المجلات بالذات المجلات القديمة يعني من يفتح المجلات التي كانت موجودة قبل خمسين او ستين او سبعين سنة يستطيع ان يكون صورة عن هذا التحول وانا في هذا المقام انصح بكتاب جميل جدا آآ جمع بعض هذه المقالات وهو آآ كتاب الدكتور محمد موسى الشريف آآ فك الله اسره له كتاب اسمه مقالات الاسلاميين في شهر رمضان الكريم ونقل فيه عددا من عيون المقالات المكتوبة في رمضان وخصص فيه فصلا للمقارنة بين رمضان الماضي الذي كاد يختفي ويزول وبينما طرأ على احوال رمضان من التغيرات ومما اه ذكره اه الدكتور موسى الشريف في هذا الكتاب اه يعني نقل مقالة للاستاز احمد الزيات. احمد الزيات اديب مشهور جدا وكان صاحب مجلة الرسالة. هذه الا سيطرت على العالم العربي وعلى ثقافة العالم العربي. تقريبا في مرحلة ما قبل الخمسينات من القرن الماضي فمن ضمن هذه المقالات احمد زايد كتب مقالا يقول فيه الاتي يقول ان كان في بيوت المحافظين قارئ يقرأ القرآن وذاكر يذكر الله فليكن في بيوت المتجددين يعني يقصد المتغربين راديو يرجع اصوات الغناء وحاكم يردد اهازيج القصاص فهذا المقال نشروه في سنة الف تسعمية تلاتة وتلاتين في مجلة الرسالة فهنا نرى انه البيوت التي دخلها الراديو صار لديها رمضان اخر. رمضان فيه اغاني وفيه آآ قصاصين بينما رمضان الذي في البيوت التي لم تدخل فيها الاذاعة والتلفاز يعني كان رمضانا يهيمن عليه الدين وهذا حتى في يعني بعض هذه الامور تجدونها في كتب المذكرات ايضا في ذلك الوقت كيف كان رمضان في القرى عند الفلاحين اه وعند المبتعدين عن اه الصحافة والطباعة والاذاعة والتلفاز رمضان ربانيا بينما كل هذا اختفى في المدن وفي البيوت التي دخلتها الاذاعة والتلفاز الان تطور الامر مع التقدم التقني ظهر الانترنت وظهرت الهواتف المحمولة وظهرت طبعا مواقع التواصل الاجتماعي والواقع انه آآ يعني هذه الموجة الجديدة فيها مزايا وفيها عيوب. من اهم مزاياها هو قدرة المسلم على الاختيار. يعني الانسان في عالم الانترنت وعلى مواقع التواصل يستطيع ان يستمع الى الدروس الدينية والمشايخ والبرامج النافعة هذا الاختيار كان منعدما فيما قبل. يعني آآ فيما قبل ظهور الانترنت الناس في البلد لم يكونوا يستطيعون مشاهدة شيء غير القنوات الرسمية. القنوات الرسمية المصرية السورية العراقية وبالتالي لم يكن لديهم آآ يعني ميزة هذه آآ ميزة الاختيار. كانوا مجبرين على لا ما تبثه هذه القنوات لكن من عيوب آآ يعني آآ الانترنت والهواتف المحمولة والجوالات من عيوبها انها فتحت عالما جديدا من الحرام التام وهذه هي المشكلة يعني السلطة مهما كانت فاسدة ومنحلة الا انه بعض التوازنات والمصالح كانت تجبرها على التوقف عند حد معين في الانحلال يعني عند حد معين في ترويج الحرام لكن الخطير في هذه الموجة الجديدة اللي هي موجة الانترنت انها بلا حد فكل الحرام موجود بلا اي اه يعني اه بلا اي نهايات والاكثر خطورة من هذا انه هذه الوسائل نقلتنا من سلطة الانظمة المحلية الى سلطة النظام العالمي الذي يتحكم فيه الغرب والغرب الان في حالة قبيحة جدا من الانحلال الاخلاقي ودعم الاباحية وترويج الشذوذ وهذا كله ينعكس على مواقع التواصل لانه مواقع التواصل ترفع من معدلات الوصول والترويج للمقاطعة يعني للمقاطع المحرمة التي فيها رقص واسفاف هلال وتعري يعني تمارس الاغراء الدائم عبر الاشعارات المتكررة. يعني في الاخر كان اللي عايز يروح للازاعة او يروح للتليفزيون هو اللي بيروح للازاعة التليفزيون لكن دلوقتي عندك اشعارات متكررة عندك نوتيفيكيشنز دايما تأتيك على التليفون المحمول فدايما فلان نشر مقطع جديد فلانة وضعت صورة فلان ارسل رسالة جديدة وهكذا طبعا هذا كله يعني يعني جعل رمضان يتواصل فيه الخفوت يعني يخفت رمضان في اذهاننا وارواحنا ومشاعرنا ولا يعود كما كان شهر العبادة والتربية والتهذيب بل في الواقع لا يستفيد من رمضان المعاصر الا من كان قوي الارادة جدا وكان ضابطا لنفسه جدا ومتحكما في رغباته وهؤلاء نضرة من الناس بطبيعة الحال ولذلك فلابد ولا بديل عن الصحبة الصالحة ويعني هذا امر يستحق التكرار والتركيز الصحبة الصالحة الصحبة الصالحة الصحبة الصالحة لانه ندر ان يستطيع انسان ان ينجو بنفسه طيب بهذا نرى انه رمضان قديما كان يستفيد منه معظم الناس لانه الاجواء العامة الايمانية هي الاجواء المنتشرة لانه صناعة رمضان كانت بيد الامة. الامة هي التي تصنع ملامح رمضان هي التي تقيم الافطارات وتأتي بالمنشدين وتأتي بالوعاظ وهكذا لكن منذ دخلت السلطة والانظمة على الخط صار في الواقع لا يستفيد من رمضان الا من كان متمسكا بدينه وكان حريصا عليه. لكن غالبية الناس يعني تسقط في فخ التفاهة والفساد المصنوع باعلام السلطة هذا يفسر لنا ايضا امر اخر الان اه صار احد الاشكالات المعاصرة التي تثار. وطبعا لم يكن هذا الاشكال موجودا قبل ذلك وهي مسألة المجاهرة بالافطار في رمضان الافطار في رمضان في عصرنا هذا يبدو وكأنه حرية شخصية وربما يعني وقعت النقاشات على مواقع التواصل او غيره انه بعض الناس شايف ان هي حرية شخصية. وآآ يعني ازاي آآ يعني بقى مستغرب انه الذي يجهر بالفطرة في رمضان حكمه في الاسلام ان يعاقب وان يعزر وان يجلد وحين يعني حتى احيانا بعض الناس تستنكر الهجوم على الذي يفطر في رمضان السر في هذا ايها الاحباب انه هذا العصر الذي نحن فيه هو عصر العلمانية آآ تقديس الحريات الشخصية الحياة يهيمن عليها مبدأ الفردانية. كل انسان آآ مهتم بنفسه ولا حق للمجتمع على الفرد. وان الفرض فيه تليق من اي اعتبارات او قيود اجتماعية لهذا يعني ينسى الكثيرون في عصرنا الان انه الاسلام ليس مجرد طقوس وشعائر الاسلام نظام حياة وهو نظام اجتماعي يعني ليس فقط هو عبادات فردية شخصية تتعلق بالفرد في نفسه. لأ هو نظام اجتماعي. وعباداته وشعائره وتتداخل فيها الجوانب الفردية اللي هي تهذيب النفس وتربية الروح وضبط الشهوة تتداخل مع الجوانب الاجتماعية العامة التي هي التكافل التراحم والتزاور والتصدق وبث الاخلاق الحسنة والمحافظة على السمت العام للمجتمع وبالتالي فالجهر بالافطار في رمضان وفي ميزان الاسلام اعتداء على النظام الاجتماعي لانه استهانة بهذه الشعيرة المقدسة التي تمثل اساسا ثابتا في دين هذا المجتمع وبالتالي فهي تضرب سائر ما في هذه الشعيرة من معاني تربوية ونفسية. يعني هو يشبه مثلا اذا حاولت ان اقرب الى الذهن المعاصر يشبه ان ترفع مثلا علم اسرائيل آآ في دولة عربية او ان ترفع مثلا آآ يعني علم آآ تنظيم جهادي مثلا في دولة اوروبية يعني المسألة هنا مسألة ليست مجرد قناعة شخصية او فكرة شخصية وانما فيها نوع الاعتداء على نظام المجتمع وعلى قيم المجتمع فبالتالي آآ حين يجهر المرء بالفطر في رمضان او بالافطار في رمضان فهو يضرب هذه المعاني التربوية والنفسية. ولذلك تهتم الشريعة عقوبة هذا الذي يجهر بالفطر في رمضان لكنها بطبيعة الحال لا تفتش عن الناس في بيوتهم. يعني من اراد ان يفطر في بيته فالشريعة لا تتعقبه داخل البيت. فالذنب طالما كان مستترا فحساب المذنب عند ربه لكن خروج هذا الذنب الى العلن لابد ان تكون له آآ عقوبة ولابد ان يكون له حساب عند المجتمع وآآ في شريعة هذا وقانوني نسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا برمضان وان يعيده علينا اعواما عديدة وازمنة مديدة وان نخرج منه وقد غفر الله لنا ونخرج منه. وقد وحد الله تبارك وتعالى امتنا وزادنا من الالفة والتماسك والتعاضد وهذه دعوة آآ مني الى سائر من يستطيع ان يحاول ان يعيد من جديد مشاعر رمضان القديمة. مشاعر رمضان القديمة التي فيها الالفة والتماسك والتعاضد والتزاور والتراحم واقامة يعني المجالس العامة التي آآ يتلى فيها القرآن وتنشد فيها المدائح النبوية. وتتقارب فيها الارحام ومسألة يعني تفطير الصائم الخروج الى الشوارع والساحة العامة ونحو هذه من المظاهر التي هي بطبيعتها تزيد من الفة المسلمين وتزيد من توحدهم وتماسكهم كما انها تزيد من الاجواء الايمانية المهيمنة عليهم وان نكافح ما استطعنا ونواجه ما استطعنا هذه الفيضانات من التفاهة والانحلال والاباحية التي تنهمر علينا من وسائل الاعلام يعني عسى الله تبارك وتعالى ان يخرجنا من هذا الشهر الكريم وقد غفر لنا سائر ذنوبنا واسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته