هذا لتعلموا فضل الصحابة الاوائل الذين تركوا ديارهم واموالهم وملاعب صباهم وهاجروا الى الله ورسوله في اية في سورة النساء قال الله عز وجل ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله هذه الاية كان لها سبب نزول رجل كبير في السن كان يسكن في مكة بعد هجرة النبي عليه الصلاة والسلام الى المدينة ونحن نعلم ان الله عز وجل قد وضع وجوب الهجرة عن الرجال الكبار وعن النساء وعن الصبيان واوجبها على كل قادر فهذا رجل معذور عذره الله عز وجل لكبر سنه لكنه لم يتحمل برودة الكفر في مكة وبيتخيل الصحابة وكيف يصلون خلف النبي عليه الصلاة والسلام وكيف يصافحون وجهه كل يوم؟ لم يتحمل ان يعيش في مكة فخرج من مكة الى المدينة ومن مكة الى المدينة قرابة اربعمية وخمسين كيلو متر يعني هي مسافة طويلة وكثير منكم ذهب الى الحج او ذهب الى العمرة ويعلم المسافة ما بين مكة والمدينة وبينما هذا الرجل يسير في الطريق بعدما قطع مرحلة منه اذ ادركته الوفاة سيموت وشعر بدنو منيته وانه سيموت فماذا فعل هذا الرجل ضرب كفا بكف لم يضرب كفا بكف ندما على ما فعل كما نفعل ونحن مثلا اذا لم يعجبنا شيء نعمل كف بكف يعني ضاعت راحت لأ ضرب كفا بكف. ضرب الكفة الاولى هكذا وقال اللهم هذه بيعتي لك وضرب كفه الاخرى وقال اللهم هذه بيعتي لنبيك فنزلت الاية ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة. ومن اخرج من بيتي مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله لم يعين له جزاء ولا اجرا انما قال اجره علي انا وابهام الاجر دلالة على عظم الجزاء