في شر بدر علي لا يجاهد. لقن الاعداء درسا في الصمود. جدنا الزبير لا يخشى الشدائد جدنا الحمزات صياد الاسود. اننا الابطال اننا الابطال لا نحمل الرؤوس نحمل رؤوسا. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاحباب في حلقة جديدة من سلسلة قادة المعارك الرمضانية والتي نلقي فيها ضوءا سريعا ونأخذ لمحة عابرة عن عشرة من اشهر القادة الذين قادوا انتصارات رمضانية. موعدنا اليوم مع سلطان جديد من سلاطين المسلمين قاد معركة فاصلة وحاسمة مع المغول وهي معركة شق حب وهذه غير معركة عين جالوت. هذه معركة بعدها بنصف قرن. لان هي هذه معركة شقحب وقعت في مطلع القرن الثامن الهجري في سنة سبعمية واتنين للهجرة وهزه هي المعركة التي شارك فيها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وبها انقطع امل المغول في الديار الشامية والمصرية الان في هذه الحلقة نتحدث عن قائد هذه المعركة وهو مع الاسف ليس مشهورا بين المسلمين مع ان انتصاره هذا كان الشبه من انتصار سيف الدين قطز في معركة عين جالوت التي تكلمنا عنها في الحلقة الماضية قائد هذه المعركة هو السلطان الناصر محمد ابن قلاوون وهو من سلاطين المماليك بل هو اطول سلاطين المماليك بقاء على العرش في مصر ذكرنا في الحلقة الماضية انه مشكلة الدول العسكرية ومنها الدولة المملوكية ان يعني انه ليس فيها نظام مستقر الشرعية. يعني هي بخلاف الدول الملكية مثلا يرى الناس ويرى الاجناد ان هناك عائلة هي الاولى بالحكم وهي الاقدر عليه مثلا طبعا في ذلك الزمن ايضا لم يكن هناك نظام انتخابات واختيار عام. فبالتالي كانت في الدول العسكرية الشرعية هي شرعية القوة. ما ان يأنس المقاتل المملوك من نفسه قوة ويستطيع ان يدبر مع بعض اصحابه اه خطة حتى يفكر في ان يكون هو سلطانا ثم يبدأ في انقلابه فاذا نجح صار سلطانا واذا اخفق صار قتيلا او سجينا او هاربا. ولذلك كل مملوك حاول ان يغير الامر الى الشرعية الى ان يجعل حكمه وراثيا في ابنائه من بعده ذكرنا انه هذا الامر بدأ حين قتل بيبرس السلطان سيف الدين قطز وحكم بعده في مطلع الدولة المملوكية لكن مثلما ذاق بيبرس حلاوة السلطنة وفاز بها فهو لم يستطع ان يجعلها وراثية في اولاده من بعده. يعني لما مات بيبرس جاء مقاتل مملوك قوي وهو سيف الدين قلاوون اسمه قلاوون وعزل ابن بيبرس وتولى هو السلطنة. قال ومن هذا؟ هو الوحيد الذي استطاع ان يؤسس سلطنة يتوارثها ابناؤه من بعده لكنها مع ذلك لم تخلو من محاولات عزل وخلع وقتل لكن بالنهاية توازن قوة المماليك ويعني العديد من العوامل المؤثرة في ذلك الوقت جعلت ابناء قلاوون يستطيعون استمرار في الحكم حتى بفترات متقطعة من الانقلابات عليهم ولم يكن هذا لاحد غير ابناء قلوون هؤلاء. اهم ابناء قلاوون الذي يعد ذروة عصر السلطانة المملوكية ويعد اطول المماليك عمرا في السلطنة هو صاحبنا في هذه الحلقة وهو السلطان الناصر محمد ابن قلاوون والذي كان قائد معركة شقحب ايضا السلطان لم يسلم من الخلع والعزل لكنه كان يخلع ثم يعود من جديد فهو تولى السلطنة ثلاث مرات يعني هو خلع مرتين. في المرة الاولى تولى السلطنة كان في التاسعة من عمره. لانه يعني حصل انقلاب على اخيه الاكبر اخوه الاشرف خليلي ابن قلاوون طيب الاشرف خليل ابن قانون بالمناسبة هذا الرجل ايضا من ابطال التاريخ الاسلامي هو فتح عكا وعكة دي كانت اخر المعاقل الصليبية له فضل تطهير الساحل الشامي من الصليبيين لكن لما انقلب عليه الامراء هؤلاء الامراء كانوا في حالة من التوازن والحذر بحيث لم يستطع احدهم ان ينفرد بالسلطنة المقريزي يقول وذلك حتى لا ينسب الى ظلم ولا حيف لانه كان يعظم عليه ان يذكر عنه انه ظالم ويصعب عليه ان يذكر عنه ان ايامه كان فيها خراب او خلل. فلذلك هو كان يحرص على حسن مقال الناس فيه. فمن اجل هذا كان حريصا فبالتالي كان الحل ان يأتوا بهذا الاخ الصغير الاخ الصغير لخليل وهو ابن قلاوون استاذهم اللي هو محمد ليحكم هو آآ يعني بشكل اسمي ويحكمهم فعليا من حوله. فبالفعل بدأت الفترة الاولى وكما قلنا كان في التاسعة من عمره. لكن هذه الفترة لم تستمر سوى سنة وبعد كده وجد واحد اسمه الامير كاتبغة وجد في نفسه القوة فانقلب عليه وتولى هو السلطنة بعد فترة من الفوضى والنزاع والتفاصيل التي لا يتسع لها الوقت غلب على رأي امراء المماليك ان يرجعوا الناصر مرة اخرى لانه هو الان يعني بمفهومهم ممثل الشرعية باعتباره ابن استاذهم قلو وكذلك ابن اخي السلطان اه الاشرف خليل الذي كان يعني يحظى بشبه اتفاق فجيء به مرة اخرى في سنة ستمية تمانية وتسعين ساعتها كان في الرابعة عشرة من عمره لكن كانت السلطة الفعلية والسيطرة الفعلية لاميرين قويين وهما الامير سلار والامير بيبرس الجشنكير هنا في هذا الوقت دهمت المماليك حملة مغولية قوية على الشام قادها ملك شاب قوي وهو الملك محمود قازان. محمود قازان هذا كان زعيم المغول الايخانيين. المغول الايلخانين هم المغول الذين حكموا ايران لانه الامبراطورية المغولية انقسمت بعد جنكيز خان الى اربعة ممالك في الصين وفي الهند وفي اوروبا الشرقية اللي هي القبيلة الذهبية وكذلك في ايران. فمحمود هذا كان زعيم الايلخانيين الذين كانوا يحكمون ايران. طيب فلذلك خرجت حملة مملوكية لملاقاة قازا لكن هذه كانت حملة مخذولة وفيها تفاصيل المهم يعني هزم فيها الجيش المملوكي شر هزيمة واجتاح المغول دمشق وهنا برز اسم شيخ الاسلام لمن يقرأ في هذه الفترة وكانت اياما عصيبة يعني خيمت فيها الاحزان على مصر وعلى الشام وهزم الجيش المملوكي وكان السلطان قائدا اسميا في الخامسة عشرة من عمره. لكن حقيقة سرعان ما عدا المماليك الى القاهرة رتبوا صفوفهم تجهزوا من جديد ورفضوا عرض هدنة قدمه قازان وجمعوا الجيوش وانطلقوا للمواجهة الثانية الكبيرة اه في المعركة الرمضانية وهي معركة شقحب في عام سبعمية واتنين للهجرة. وهذه المعركة انتهت باكتساح القوات المغولية. وبسحق القوات المغولية حتى قال المؤرخون لم يفلت منهم الا القليل فالقيادة القيادة اسميا كانت للسلطان الناصر لكن القيادة العملية الفعلية كانت للامير العسكري بيبرس الجاشنجير. طيب هنا امر لابد ان نشير اليه في عجالة سريعة يعني الان يشيع ان حكم المماليك كان حكم استبدادي وحكم تعسفي. وانهم اكثروا من الظلم وسفك الدماء وصار يضرب المثل في الحكم مصري بحكم المماليك طيب صحيح نعم يعني نحن لا نستطيع ان ننفي عن هذه الفترة ما وقع فيها من المظالم وبعضها شديد وشنيع لا شك ولا نستطيع ان ننكر انه حصل تنافس على الاموال وهناك اموال نهبت وغصبت وهناك اموال احتيل عليها لكن يجب ان نتذكر ايضا انه المماليك كانوا جنود الاسلام وكانوا اكبر قوة عسكرية في وقتهم واذا جاءهم العدو جاهدوا هذا العدو ودافعوه وبعد الجهاد فتحوا البلاد يعني هم كسروا المغول وازالوا الصليبيين واعادوا فتح جزيرتي قبرص ورودس وآآ المماليك كانوا ابناء الاسلام ام لم يكونوا خائنين؟ لم يكونوا اه منسحبين لم يكونوا خوارين. وبالنهاية كان فيهم دين وكانوا في الجملة يحترمون العلماء ومصر في وقتهم امتلأت مصر والشام امتلأت بالعمارة والنهضة العلمية. يعني اغلب الاسماء التي نسمعها الان من اسماء العلماء الكبار كانوا يعيشون في اصل المماليك يعني النووي والعز بن عبدالسلام وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والذهبي والمقريزي وابن حجر وابن خلدون وكل هؤلاء عاشوا في في ظل المماليك فيعني هنا لما نتكلم عن بيبرس الجاه شنكير الذي هو القائد العسكري. يعني لو اردنا ان نقيم عصره وسلطته داخليا سنرى انه لم يكن حاكما عادلا ولم يعرف عنه كثير تدين يعني او خشية لله تبارك وتعالى. لكن في نفس الوقت هو كان قائد عسكري موهوب وكان سلطانا قويا وانقذ بلاد الاسلام من هجمة مغولية شرسة جدا فالمماليك تعرف منهم وتنكر يعني بخلاف هؤلاء الذين يحكموننا الان وهذه الانظمة العسكرية المعاصرة التي ابتلينا بها يعني هذه انظمة خلت وفرغت وانتفت عنها المحاسن والمناقب فهم ظلمة وطغاة ومجرمين في الداخل وهم عبيد وخانعين ومنبطحين للخارج للعدو الاجنبي مع الاسف الشديد فيعني وان كنا نتكلم الان عن محمد ابن قنون لا نستطيع ان ننسى ايضا القيادة التي كانت لببرص الجشنكير. طيب نرجع الى محمد ابن قلاوون. محمد ابن قلوان في هذا الرجوع الثاني قضى عشر سنوات وظهر ان الامور تبدو مستقرة لكنه شاب وآآ يعني يعني اندرج ونشأ ذو نفس طموحة وذكية فعرف انه لن يبلغ شيئا في هذا الوضع ولن تصير اليه ابدا السلطة الحقيقية حتى مهما كبر. لذلك قرر وهو في الرابعة والعشرين من عمره يعني سنة سبعمية وتمانية للهجرة بعد الانتصار الذي ذكرناه بست سنوات. قرر ان يتنازل عن السلطة وان يتركها للامير القوي فعليا اللي هو بيبرس الجيش شنكير هنا حين تركها تركها لمدة سنة واحدة لكن في هذه السنة اضطربت الامور على بيبرس الجشنكير وعلى نائبه اللي هو الامير سالار ذكرناه وحدث ما هو متوقع انه الناس تتعاطف مع الامير المظلوم وانه بعض الناس يعني يطالبون بعودته. وكذلك بعض الامراء ربما يطالب بعودته وينحاز اليه. يعني الناس بطبيعتهم يتعاطفون مع المخلوع المهضوم. لا سيما لو كان آآ يعني ابن اسرة عزيزة ولها تاريخ ولها انتصارات لاسرة قلاوون وكذلك الامراء والعساكر ايضا يعني يسهل عليهم التفكير في الانقلاب على بيبرس الجيشانكير لكن لا يسر ذلك عليهم في آآ سلطان صاحب كالملك الناصر وايضا العساكر يعني ستجدهم بين الرغبة والرهبة. لانه بالنسبة لهم يسهل عليهم كما قلنا ان ينقلبوا على الجشنكير يعني اي انسان طموح يرغب في هذا. وكذلك يخاف انه آآ يعني في حالة من التنافس وفي حالة من الخلاف وفي حالة من العداء مع بيبرس الجشنكير فبالتالي الناصر لما سحب نفسه جعل نفسه بديلا ممكنا للحكم مرة اخرى. وجعل نفسه موضعا للامراء الراغبين او الكارهين للجشنكير بالتالي صار الناصر هنا يعني طبعا هو ذهب الى الكرك. الكرك في الاردن الان. صار في موضعه هذا موضع خطر هو حتى ما يعتبرش بعيد لان هو قريبا من القاهرة فلذلك تخوف بيبرسيل جاشنكير من وجود الناصر ومن هذه الحركة التي تحيط به فحاول ان يجرد الناصر من كل قوته فنشبت بينهم العداوة ويعني جرت فصول كثيرة من الاحداث في نهايتها انتصر السلطان الناصر على الجشنكير وعاد مرة اخرى مرة اخرى الى القاهرة مظفرا ومنصورا لتبدأ الفترة الثالثة هذه الفترة هي التي حكم فيها بنفسه وكان فيها سلطانا على الحقيقة وامتدت من هذا الوقت الى وفاته ساعتها كان في الخامسة والعشرين من عمره الذي ظهر من مواهب محمد ابن قلاوون ومن قدرته ومن قوته في السياسة جعل كثيرا من يتوقعون انه لما انسحب كان يخطط لكل هذا يعني انه فهم بذكائه ان الانسحاب في هذا الظرف افضل له وانها تجعله بديلا في وقت قريب. وهو ما كان فعلا وبالتالي ظهر من السلطان فيما بعد ذكاء شديد وفطنة شديدة واستطاع ان ينفرد بالسلطنة حتى انه الغى المنصب المستقر اللي هو منصب نائب السلطان. طبعا هو الغاه لكي لا يتكرر عليه الانقلاب. ولكن هو وايضا يذكر انه كان قوي الذاكرة جدا فكان يعرف الاسماء والرواتب وتفاصيل الاعمال التي يتولاها رجاله. فهاء قوة الذاكرة والالمام بالتفاصيل هذا مما ساعده على ان ينفرد بالامن وان يقوم به بدون حاجة الى نائب. ويذكر عنه انه كان حريصا للغاية على اقامة العدل. وايضا انشأ دار عدل الضر عندي انا زيي كده ووزارة العدل دلوقتي يعني مكان متخصص لرفع المظالم وانه عهد بولايتها لكفؤ امين وانه ابطل الضرائب التي فرضها بعض الامراء ومنع انفراد الامراء العساكر بمعاقبة الناس دون رجوع اليه ويعني يذكر المقريزي ان لشدة حبص محمد ابن قلاوون على العدل والا ينسب الى ظلم يقول كان ذات اده. تؤدة يعني هدوء وروية وصبر يقول المقرزي حتى انه اذا غضب على احد كتم ذلك واسره في نفسه. طبعا هذا اصلا نادر في الملوك يعني نادر ان تجد يعني نادر الا يبطش من يملك ان يبطش فالمقاييس يذكر انه كان اذا غضب على احد تركه واسر ذلك في نفسه حتى اذا وقع في الخطأ الظاهر اخذه به وربما ظل ساكتا وصابرا سنين على استكمال هذا العدل وحتى لو كان هذا يعني يكلفه الصبر وكذلك وصفه المقريزي بانه كان على يعني غاية من الحشمة ورياسة النفس وحسن السياسة. وذكر انه لم يسمع منه كلمة فحش لا في غضب ولا في انبساط. حقيقة يعني هناك كثير من التشابه بين محمد ابن قلاوون وبين نور الدين في بعض هذه الصفات. وتكلمنا عن نور الدين في حلقة سابقة. وكان ايضا من من يوقر العلماء ومحمد ابن قارون كان ممن يجل شيخ الاسلام ابن تيمية ويوقره يعني من يقرأ في سيرة ابن تيمية لابد انه سيكون قد عبر على اسم ابن قلاوون وفوق ذلك كانت له ايضا اصلاحات وعمارة ونهضة في في القاهرة وكذلك في الحرمين ومهد الطريق الى مكة ورعاية الحجاج وهو اه هذا محمد بن قلون هو السلطان الذي لما زار مصر آآ ابن بطوطة كان هو الذي يحكم مصر في ذلك الوقت. يعني ابن بطوطة لما مدح سلطان مصر وما يبذله للحجيج انما كان يمدح آآ محمد ابن قلاوون وايضا محمد ابن قلاوون نفسه حج حجة مشهودة. طيب باعتبار ان احنا الان نتكلم عن يعني قادة المعارك الرمضانية فحقيقة لا اريد ان انسى ايضا حق الامير بيبرس الجشنكير. لانه الفترة التي قضاها محمد ابن قلاوون وصنع فيها كل هذه النهضة ما كان يمكنه ان يصنعها لولا انه لولا هذا النصر الذي نفذه واقام عليه بيبرس الجيجا شانكير لانه بانزاله هذه الهزيمة الساحقة بالمغول قطع املهم في البلاد. فاستقرت الامور خارجيا الى حد كبير. وبقي ان يتفرغ الملك لهذه النهضات العلمية والعمرانية والادارية وفي هذه النهاية نسأل الله تبارك وتعالى ان يعيد علينا ايام امجادنا ونسأله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته