الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الاصل الثالث لا يجوز ان نتخوض في مسائل الغيب بعقولنا المجردة لا مدخل للعقل في مسائل الغيب. وهذا باجماع اهل السنة والجماعة. لا يجوز لك ايها الطالب بل ايها المسلم ان تتخوض في كيفيات ما اخفاه الله عز وجل عنك من حقائق الاسماء والصفات ومن حقائق اليوم الاخر لانك متى ما اقحمت عقلك في استكشاف ما وراء الغيب فانك سوف تضل وتضل. وان جميع من ضل في هذا الباب في ابواب الغيب انما كان سبب ضلاله الاعظم هو انه اقحم عقله الضعيف العاجز في استكشاف ما اخفاه الله عز وجل من مسائل الغيب. فاذا لا يجوز لك ان تسمح لعقلك ان يسرح في ابواب الغيب الا في حدود ما اجازه النص لك فليكن عاقلك في ابواب الغيب تابعا للنص واياك ان تعكس. فتضل وتضل وتنحرف بك الافهام والتفوقات والتخرصات في امور الغيب عن عن مراد الله عز وجل. وهذا اصل عظيم لابد من الايمان به لان العقائد التي سوف تسمعونها والتي يتكلم عنها اهل السنة والجماعة في في كتبهم انما هي عقائد الغيبية فلابد ان تتفق مع عقلك اتفاقا قبل ان تدخل في دراسة هذه الامور الغيبية لانك ايها العقل اياك ان تتخوف فيما اخفاه الله عز وجل عنك. واعلم ايها العقل واعلم ايها العقل بان الله ما اخفى عنك هذا الشيء الا لمصلحتك فاياك ان تبحث عنه فيكون في فيكون في البحث عنه هلاكك. ولذلك من عقل هلك بسبب ان صاحبه سمح له سمح له بالدخول. والتوغل في استكشاف مسائل الغيب. فعقيدتنا مبنية على الايمان بالله وهو من الغيب. وعلى الايمان باسمائه وصفاته وهي من الغيب. وعلى الايمان باستوائه وعلوه وافعاله واقداره وملائكته وعلى الايمان باليوم الاخر وتفاصيل ذلك من عذاب القبر ونعيم القبر وسؤال القبر والبعث والجزاء والحساب والجنة والنار وغيرها من مسائل الاعتقاد. فاذا لا تسمح لعقلك ان يتخوض في شيء من هذه المسائل الا في حدود ما اجازه النص لك. ان كنت تريد السلامة في هذا ان كنت تريد السلامة في هذا الباب فان قلت وهلا وهل ادخال العقل لا يجوز مطلقا في مسائل الاعتقاد؟ وهل ادخال العقل لا يجوز مطلقا في مسائل الاعتقاد؟ الجواب اعلم ان ادخال العقل ينقسم الى قسمين. الى ادخال ابتدائي والى ادخال تبعي. اما الادخال الابتدائي فهو مرفوض. لا يجوز لك ان تدخل في دراسة مسائل الاعتقاد بناء على ما يقرره عقلك ابتداء فان ما اثبته العقل ابتداء ليس مصدرا من مصادر معرفة الاعتقاد من عدمه اذا لا يجوز لك ان تسمح لعقلك ان يقرر شيئا من العقائد ابتداء. واما اذا كنت تريد ان تدخله ادخالا تبعيا ليقرر العقل ما قرره النص في حدود دائرة النص فهذا لا حرج فيه وهو جائز باتفاق اهل السنة والجماعة وبناء على ذلك فاهل السنة يثبتون وجود الله بالعقل. لكن اصل اثبات وجوده بالنقل. فالعقل هنا ادخال تبعنا ادخال اصل. وكذلك نحن معاشر اهل السنة والجماعة نثبت علم الله عز وجل بالعقل لكنه اثبات تبعي لما اثبته وقررته الادلة في اثبات صفة العلم لله عز وجل كتابا وسنة. وكذلك نحن نثبت علو الله عز وجل بالعقل. اولا تسمعون اهل السنة يقولون ان علو الله ثابت بالنقل. والعقل والحس والفطرة فاذا اعلموا ان قولهم بالنقل اي بالاستدلال الاصلي الابتدائي الاولي. وقولهم بالعقل والحس والفطرة انما هو بالاستدلال التبعي. فاذا يستدل على العقائد بالعقل لكنه استدلال تبعي ثاني. ويستدل بالفطرة على الاعتقاد لكنه بالاستدلال التبعي الثاني. ويستدل على مسائل الاعتقاد بالحس ايضا. ولكنه بالاستدلال التبعية الثاني لا بالاستدلال الاصلي الاولي. فانتبهوا لهذه النقطة لاننا بهذا المذهب قد جانبنا طرفي نقيض قد جانبنا طرفي نقيض. الطرف الاول طرف المعتزلة الذين عظموا العقل في مسائل الاعتقاد. وجعلوا هو المصدر الاول الذي تساق منه الاعتقادات. وجعلوه هو الميزان الذي يوزن به الكتاب والسنة. فمات وافق مع العقل من ادلة الاعتقاد قبلوه. وما تعارض مع العقل من ادلة الاعتقاد ردوه وحرفوه والحدوا فيه واتهموه فهؤلاء عبدة الهوى وعبدة العقل. ليسوا عبدة لله عز وجل وبين طرف اخر ممن عطل العقل عن وظيفته التعطيل المطلق وهم طائفة من الاشاعرة. لا سيما في ابواب الحكمة والتعليل في مسائل القدر فانهم يقولون ان العقل لا مدخل له في معرفة حسن الاشياء ولا في قبحها فالاولون غلوا وتجاوزوا بالعقل حده المسموح به شرعا. والاخرون جفوا وافرطوا حتى انزلوا العقل عن ثبته. واما اهل السنة فتوسطوا. فقالوا لا ندخل العقل في الاستدلال على مسائل الاعتقاد ابتداء كما فعله المعتزلة ولا نسلب العاق لعن مدركاته ومعرفته وفهمه فانه غريزة عظيمة ونعمة كبيرة جلل من الله عز وجل فلا ينبغي تعطيله عن تلك الوظيفة كما فعله معطلة العقل. فاذا عبدة العقل وفي باب الغلو والزيادة والافراط ومعطلة العقل ضلوا في باب التفريط في معرفة منزلة العقل واعطائه منزلته. واما اهل السنة فتوسطوا. ولله در اهل السنة والجماعة فانك تجد جميع المذاهب في مسائل الاعتقاد قد انقسمت الى ثلاث فرق. فرقة وافرطت وفرقة جفت وفرطت وفرقة توسطت هذه الفرقة لا تجدوا في كل مسائل الاعتقاد الا لا تجدهم في كل مسائل الاعتقاد الا الا اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى. اذا هذا اصل عظيم. وهي اننا لا نقحم عقولنا ابتداء. في استكشاف ما وراء الغيب. ولا اسمحوا لعقولنا ان تتجاوز النص فتسبقه في مسائل الغيب بل يكن عقلك عبدا تابعا لسيده هو النص. فهل هذا فيه تعطيل للعقل؟ الجواب لا. بل فيه حماية ومحافظة للعقل. لان ان الله لما خلق العقل جعل له طاقات ومدركات. لا يزال تفكيره سليما ما دام داخل هذه الحدود والطاقات لكن متى ما اخرجه متى ما اخرجه العبد عن دائرة مدركاته فانه سوف يجني عليه ويحمله فوق طاقته فيعجز العقل ويكل. كانسان تحمله مائة طن. فان قواه سوف ويموت فالله عز وجل جعل للعقل طاقة في الادراك. باب الغيب لم يخلقه الله عز وجل ليدركه العقل فالغيب شيء اخر. العقل اعجز من ان يدرك ما وراء الغيب. فان قلت وايهما اعظم واكبر؟ باب الشهادة ام باب الغيب؟ الجواب باب الغيب اعظم. واني اقسم بالله العلي العظيم على حسب النصوص. ان باب الشهادة انما هو بالنسبة لباب الغيب كقطرة في محيط الا ترى الى قول النبي صلى الله عليه وسلم؟ ما السماوات السبع والاراضين السبع؟ في الكرسي الا كحلقة القيت في ارظ فلا تحديث حسن. والكرسي من الغيب. فاذا هذا العالم المشاهد والعالم الذي لم شاهد مما قد يشاهد فيه المكتسبات والقرون القادمة لا يساوي حلقة حديد القيت في صحراء قاحلة فكيف بعالم الغيب؟ فاذا عقلك انقص واقصر واحقر من ان تدخله في استكشاف ما وراء الغيب فاذا كان العقل يعجز عن بعض المحسوسات المشاهدات والمخترعات والمكتشفات التي لا يزال العلماء يكتشفونها وعقولهم تعجز وتحار في عظمة هذا الخالق العظيم في هذا الشيء المشاهد. وهو جزء يسير من هذا العالم المشاهد. فكيف اريد بعقلك ان تدرك ذلك الغيب العظيم والعالم الواسع الذي ليس عالم الشهادة منه الا جزءا يسيرا لا يساوي شيئا فاذا كنت تريد لعقلك ان يستقيم تفكيره وتتزن نتائجه وتصح ارائه فان فاحذر من ان ان تدخله في في استكشاف شيء مما مما هو وراء الغيب