القاعدة الثانية لا يملك جلب الخير ودفع الضر الا الله عز وجل. لا يملك وجلب الخيرات ودفع المضرات الا الله عز وجل. يقول الله عز وجل قل افرأيتم ما تدعون اي تعبدون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره؟ او ارادني برحمته هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. فلا يتوكل في جلب الخيرات ودفع المضرات والشرور والافات الا على الله عز وجل. يقول الله عز وجل ولا تدعو من دون الله ما لا ينفع ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين. ويقول الله عز وجل قل اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم. وقال الله عز وجل قل من رب السماوات والارض قل الله قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم ايش ضرا ولا نفعا لا ينفعون ولا يضرون. جميع من عبد من دون الله لا ينفع ولا يضر. بل لا ينفع ولا يضر حتى نفسه فضلا عن ان ينفع من يعبده او يضر من يعبده. ولذلك لما هشم ابراهيم عليه الصلاة والسلام الاصنام لم يستطع صنم منهم ان يدافع عن نفسه. بل قال الله عز وجل واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون. لو تأمل الكفار هذه الاية لتبين لهم سذاجة عقولهم في عبادتهم لهذه الاشياء يقول الله لهم ان هذه الاصنام التي تعبدونها انما تعبدونها ترجون ان تنصركم. هي في الحقيقة لا لا لا تستطيع ان تنصر نفسها فضلا عن ان تنصر عابديها بل هي تحتاج لكم حتى تكونوا كالجند حواليها لتحموها ممن ارادها بسوء لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون. يعني ان الاصنام هي التي تحتاج الى جنود حولها يقول الله عز وجل يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا جبلا لا لن يخلقوا بيتا اصغر. لن يخلقوا سيارة اصغر. لن يخلقوا لعبة اطفال اصغر. لن يخلقوا ذباب ذبابا ولو اجتمعونا. وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب. ضعف الطالب والمطلوب فاذا هؤلاء الكفار يقبلون على عبادة هذه الاشياء يرجون نفعها وضرها والمتقرر في قواعد المسلمين انه لا يجلب الخير على الحقيقة الا الله ولا يدفع الضر على الحقيقة الا الله. اذا علم هذا فليعلم ان من الافعال المخالفة للعقيدة التعليق التمائم. تعليق التمائم. والتمائم قسمان من القرآن ومن غير القرآن. وقد اجمع العلماء على حرمة التمائم الشركية واختلفوا شيئا من الاختلاف في التمائم من القرآن والقول الحق منعها لعموم الادلة المحرمة للتمائم وسدا لذريعة الوصول الى التمائم الشركية واحتراما وسدا الاستهانة بالمصحف. يقول الناظم واحذر هديت من التمائم كلها حتى وان كانت من القرآن لعمومها اعني النصوص كذلكم سد الذريعة يا اخ العرفان وكذاك خشيتنا دخولك في الخلاء فامنع هديت قلائد الشيطان. لو سألت من يعلق التمائم على يده او على دابته او في بيته او على رقبته لم تعلقها؟ قال لاني ارجو ان تجلب لي خيرا وتدفع عني شرا. فلا يجلب الخيرات الا الله ولا يدفع المضرات الا الله. قاعدة عظيمة هذه. تسد عنا باب التمائم. وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم التمائم بانها شرك قال في حديث ابن مسعود ان الرقى والتمائم والتولة شرك. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من تعلق تميمة فلا اتم الله له. ومن تعلق ودعه فلا ودع الله له. وفي حديث رويفع قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا رويفع لعل الحياة تطول بك. فاخبر الناس ان من عقد لحيته او تقلد وترن هذه التميم او استنجى برجيع دابة او عظم فان محمدا بريء منه. وفي صحيح الامام مسلم عن ابي بشير الانصاري رضي الله عنه انه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره. فارسل رسولا الا يبقين في رقبة في بعير قلادة او قال قلادة من وتر او قلادة الا قطعت. ورأى بعض الصحابة على بعض الناس خيطا فقال ما هذا؟ قال خيط من الحمى فنزعه وتلا قوله عز وجل. وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. وفي الموقوف على سعيد بن جبير قال كانوا قال من قطع تميمة من انسان كان كعدل رقبة وقال ابراهيم النخعي كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن من القرآن وغير القرآن. فالتمائم كلها محرمة من القرآن وغير القرآن. التمائم محرمة بمختلف اشكالها وتباين انواعها كلها محرمة. لانه لا يجلب الخيرات الا الله. ولا يدفع المضرة الا الله عز وجل. فان قلت وهل هي من الشرك الاصغر او الاكبر؟ فاقول قد تكون كذا وقد تكون كذا على حسب اعتقاد معلقها فان علقها معتقدا انها هي بنفسها وذاتها. من يجلب الخير او يدفع الشر فانه قد اشرك في توحيد الربوبية. الشرك الاكبر المخرج عن الملة. وان اعتقد ان الله هو الذي يجلب الخير ويدفع الشر ولكن تعليقها مجرد سبب من الاسباب فان هذا شرك اصغر لانه اعتقد سببا ما ليس بسبب لا شرعا ولا قدرا ولان وسيلة من وسائل الشرك الاكبر. وما اكثر التمائم في هذا الزمان! لا سيما عند الذين لم يتربوا على عقيدة التوحيد التربية الكاملة الصادقة الصحيحة فيجب علينا ان نحذر انفسنا ومن تحت ايدينا والمسلمين جميعا من تعليقها القاعدة عفوا ومن الامور التي تدخل تحت هذه القاعدة مسألة التطير فان التطير من الافعال المخالفة لعقيدة المسلمين قال الله عز وجل قال الله عز وجل قالوا انا تطيرنا بكم لان لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم. وقال الله عز وجل الا انما طائرهم اي حظهم ونصيبهم عند الله وفي حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة اي ولا سفر وهو الشهر المعروف فقد كان اهل الجاهلية يتشائمون به. ولهما من حديث انس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طير ويعجبني الفأل. قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة. قال الكلمة الطيبة ولابي داوود بسند صحيح من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل ولا ترد مسلما فان رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم انه لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت. ولا حول ولا قوة الا بك. فالطيرة كلها شرك وهي حقيقتها وحقيقتها التشاؤم اما بزمان او بمكان او بمسموع او بمرئ او بمأكول او مشروب. لا يجوز لك ان تتطير من شيء ابدا وقد كانت العرب تتطير بالبومة وبالغراب وبالحية وبالعقرب. فكان احدهم اذا اراد سفرا فسمع كلمة نابية ردته عن سفره او رأى غرابا او طيرا ميتا فرده عن سفره. وهكذا يستمر مسلسل التطير الى هذا فالدول بعض الدول تتطير في يوم نكستها فتنكس اعلامها وتغلق حوانيتها في ذلك اليوم وبعض الناس يتطير من طريق اصابه فيه حادث فلا يسلكه مرة اخرى. وبعض الناس يتطير من اكل اكله فمرظ واعتل بعده لا يأكله ابدا مع عدم وجود الخطر الطبي عليه. وبعضهم ربما يصيبه شيء من الامراض في بعض البلاد فلا يرجع لها ابدا. وكل من التطير المحرم والتشائم المنهي عنه. فان قلت وهل التشاؤم من الشرك الاكبر ام الاصغر؟ فاقول هذا يختلف باختلاف اعتقاد صاحبه فان اعتقدت ان ان ما تشاءمت به من طير او زمان او مكان او ليل او نهار. او مسموع او هو الذي يجلب الضر بذاته هو الذي اصابك بالضر بذاته بدون تقدير الله عز وجل فلا جرم ان هذا من الشرك الاكبر المخرج عن الملة بالكلية. وان اعتقدت انه مجرد سبب للضرب والله هو الذي بيده الضر. فهذا شرك اصغر لانك اعتقدت سببا ما ليس بسبب. ولانك ارتكبت وسيلة من وسائل الشرك الاكبر. وما كان وسيلة للشرك الاكبر فهو شرك اصغر. ما حكم قول الناس اذا رأى شيئا يؤذيه او يضره؟ يقول خير يا طير نقول هذه من جملة عقائد العقائد الشركية واللوثات الجاهلية. خير يا طير كانه يتمنى الخير بعد رؤية هذا الطير وهو معتقد جاهلي لا يجوز ان ينطق به المسلم. لانهم كانوا اذا رأوا الطير قالوا خيرا خيرا ان شاء الله يا طير. خيرا خيرا فهم يتشائمون بالطيور. فاذا لا يجوز لنا ان نعمل هذه الكلمة على السنتنا ويجب علينا ان ننبه على ذلك. لم حرم التطير لان المتقرر في القواعد انه لا يجلب الخيرات الا الله ولا يدفع المضرات الا الله. الفرع الثالث من هذه القاعدة نسبة الخير والرياح والامطار والغيث الى النجوم والانوار. كقول بعضهم بنوء كذا وكذا نسبة الخير الى غير الله عز وجل. من النجوم والانواء والافلاك هذا من جملة ما يخالف العقيدة الاسلامية قال الله عز وجل وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. يعني شكر ما رزقكم الله انكم تنسبونه لغير الله عز وجل؟ تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وبسبب النجم الفلاني بسبب طلوعه او او اختبائه كل ذلك من النسب التي لا تجوز. وفي الصحيحين من حديث زيد بن خالد الجهني قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على اثر سماء كانت من الليل. مطر من الليل وهي تمطر. فلما سلم اقبل بوجهه فقال اوتدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله قلنا الله ورسوله اعلم. قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فمن قال مطرنا بفضل الله ورحمته. فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن مؤمن بالكوكب. فان قلت وما اقسام نسبة الخير الى النجوم والانواع. فاقول هي ثلاثة اقسام. ان تنسب هذا الخير الى النجم نسبة خلق وايجاد واحداث وتدبير وتصريف. يعني ان هذا النوء او النجم هو الذي فعل ذلك بذاته فلا جرم انها من شرك الصابئة الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة ويقيمون لها الهياكل في الارض. والكواكب السبعة هي التي جمعها الناظم بقوله زحل شرى مريخه من شمسه فتزاهرت لعطارد الاقمار فهذه الانجم السبعة او الكواكب السبعة هي التي كان يعظمها الصابئة من دين ابراهيم. من دين قوم ابراهيم ولذلك قال الله عز وجل عنه فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم. لانهم كانوا يعبدون النجوم اما افلا قال لاحب الافلين. فلما رأى القمر فلما رأى الشمس كلها يريد ان يستدل لهم على بطلان عبادتهم لهذه الكواكب النسب الخير من الرياح الطيبة او من المطر النافع لغير الله عز وجل نسبة احداث وايجاد فقد فقد اشرك بالله العظيم. واما من نسبها لغير الله نسبة سبب. يعني ان الله هو الذي بيده الخير. ولكن هذه الاشياء مجرد اسباب فقد وقع في الشرك الاصغر. لانه اعتقد سببا ما ليس بسبب ولانه ها سلك مسلك الاصغر. واما اذا نسب الاشياء اليها نسبة توقيت فقط. يعني انه جرت العادة ان عند خروج النجم الفلاني حل الوسم فهو فهو وقت صالح لهطول الامطار فهذه نسبة لا بأس لا بأس بها. ولذلك فالمعتمد عند العلماء ان النجوم خلقها الله لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فمن تأول فيها غير ذلك فقد اضاع واخطأ نصيبه. يقول الناظم اياك والتنجيم فهو مناقظ للدين. فاحذر يا اخ العرفان ان النجوم لها ثلاث مصالح ذكرت لها في محكم القرآن للرجم والتزيين اعني للسما وللاهتداء وليس ثمة ثاني. من قال فيها شيئا غير ذلك فهو في درن الضلال وباء بالخسران. وباء بالخسران. وهذا امر سيستمر في امة محمد. نسبة المطر الى وسوف يستمر يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي مالك الاشعري اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم. وهو هذا والاستسقاء بالنجوم والنياحة. فاذا اعتمد هذه القاعدة لا يجلب الخيرات. الا الله ولا يدفع المضرات الا الله فاي قول او فعل يناقض ذلك فهو مخالف لعقيدة للمسلمين