الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول السائل احسن الله اليك لها ابنة في الثانوي تقول في اختبار الرياضيات غشت منها زميلة لها في الاختبار الشهري وزميلتها تقول اخذت درجة جيدة ولم تكن متعودة عليها المعلمة فنادت المعلمة ابنة هذه وسألتها هل زميلتك غشت منك في الامتحان ام لا فقالت لا ادري تقول وقد حلفتها وحلفت ايضا وقالت لها بذمتك ولا اسامحك وامامك مستقبل ولن اسامحك اذا كنت تدرين ولم تخبريني بذلك تقول طبعا المعلمة بينها وبين تلك الطالبة مشكلة وتقول لابنتي لا اريد المشاكل فالاولى انها تسأل الطالبة اذا كانت تقول عموما هل على ابنتها ذنب في ذلك؟ تقول ابنتها تخشى الا تتوفق في مستقبلها الحمد لله رب العالمين. المتقرر عند العلماء حرمة الغش بكل انواعه ومختلف صوره سواء غش الامتحانات او غش السلع والتجارات او غيرها فما كان يدخل في مسمى الغش فانه يعتبر حراما. لما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من غش فليس منا. وهذا القول وان كان واردا في الغش في البيوع الا ان المتقرر عند العلماء ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. ويقول صلى الله عليه وسلم ما من عبد ترعيه الله رعية يموت يوم يموت. وهو غاش لرعيته الا لم يجد عرف الجنة الا الا حرم الله الا حرم الله عليه الجنة والادلة الواردة في تحريم الغش كثيرة. فمنها اخذ العلماء هذه القاعدة العامة. وهي ان كل ما كان يدخل في مسمى الغش فانه يعتبر حراما شرعا. ومن ذلك الغش في الامتحانات. فلا جرم ان ما ارتكبته ابنتك الله يعتبر حراما. ولكن الحرام له علاجه وهو التوبة. فان كل من وقع في ذنب فان الواجب عليه ان يتوب لقوله لقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا قل يا عبادي الذين يقول الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ويقول الله عز وجل وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم التوبة تجب ما قبلها؟ فاذا كانت التوبة تجب الشرك وهو اعظم من الغش. ويغفر الشرك بالتوبة اجماعا في هذه الحياة فكيف بالغش؟ فما ارتكبته ابنتك يعتبر حراما وذنبا من الذنوب. وهو كبيرة من الكبائر لان المتقرر في قواعد اهل السنة ان كل ذنب علق عليه قوله ليس منا من فعل كذا وكذا فهو كبيرة ولكن يجب عليها بعد ذلك ان تتوب. التوبة الصادقة المستجمعة لشروطها وان تندم على ما فات. وان تعزم على عدم العودة فاذا قبل الله عز وجل توبتها زال فاذا قبل الله عز وجل توبتها زال ضرر هذا ذنب عنها واما حلفها كذبا او حلف تلك البنت كذبا على المدرسة بانها لا تدري وهي في الحقيقة تدري فهذا يعتبر يمينا غموسا. واليمين الغموس من جملة الكبائر. وهي ان يحلف الانسان على امر مضى وهو عالم بانه كاذب فيه. وفي صحيح البخاري من حديث عبدالله ابن ابن العاص رضي الله تعالى عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين النفس واليمين الغموس. فهي من جملة الذنوب الكبيرة وعلاجها التوبة. فعليها ان تتوب الى الله عز وجل وان تقلع عن هذا الذنب وان تندم على ما مضى من حلفها الكاذب وان تعزم على عدم العودة اليه مرة اخرى فاذا تابت من حلفت كذبا من حليفها وتابت من غشت توبة صادقة من غشها فان اثار هذه المحرمات والذنوب تزول باذن الله عز وجل. واما اخبار المعلم فلا يجب لانه اخبار قد يتضمن مفسدة ما حصل من البنت ومن زميلتها انما هو التوبة الصادقة المستجمعة لشروطها ويزول اثار فعلهما اذا قبل الله عز وجل توبتهما والله اعلم