ومن حكمة الله جل وعلا في ايجاد الشتاء والصيف تغير الاحوال. حتى لا يظنن ظان ان الدنيا باقية وليتيقن انها مرتحلة وانها متغيرة الاحوال. فاذا كان اليوم ربيعا فغدا صيف واذا كان صيف فغدا خريف واذا كان الخريف فغدا شتاء وهكذا احوالها متغيرة الا الجنة. لا يبغون عنها حوالة لا تتغير. وايضا الله جل وعلا غير احوال الدنيا ان كان السير للمصالح الاجواء فيها من الحكم الصحية والنفسية ما لا يعلمها الا الله جل وعلا. ولهذا امتن الله تعالى على بجعل رحلتين لهم في الشتاء ورحلة رحلتين لهم في الشتاء رحلة وفي الصيف رحلة. فكانوا في الشتاء الى بلاد اليمن وما كان في اتجاه بلاد اليمن من مثل بلاد الحبشة وما وراءها واما في الصيف فيرحلون الى الشام وما ورائها قال عز وجل لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب فهذا البيت قال البخاري قال مجاهد لايلاف اي الف ذلك فلا يشق عليهم السير في الشتاء ولا في الصيف. قال عن جعفر ابن سليمان قال كنا نكون عند ما لك بن دينار عشية جمعة فكان يجيء خليفة العبدي بعد العصر فيأخذ بعظادتي الباب يعني يحط ايده على طرفي الباب وهو واقف ويقول يا ابا يحيى عليك السلام يا ابا يحيى لو ان الله تعالى لم يعبد الا عن رؤية ما الا عن رؤية ما عبده احد. لانه عز وجل لا تدركه الابصار. يعني في الدنيا ولكن المؤمنون فكروا في مجيئ هذا الليل اذا جاء فطبق كل شيء وملأ كل شيء ومجيء سلطان النهار يعني من جهة المشرق ومجيء سلطان النهار وتفكروا في مجيء النهار اذا جاء فملأ كل شيء وطبق كل شيء ومجيء سلطان الشتاء. قال وتفكروا في السحاب المسخر بين السماء والارض. وتفكروا في الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وتفكروا في مجيء الشتاء والصيف. فوالله ما زال المؤمنون يتفكرون فيما خلق فيما خلقهم لهم ربهم جل وعلا حتى ايقنت قلوبهم وكانما عبدوا الله عن واياه اورده ابن رجب رحمه الله وقال زبيد اليامي ان لله عبادا ذكروا الله فخرجت نفوسهم به اعظاما واشتياقا وقوما ذكروه فوجدت قلوبهم فرقا وهيبة له. واخرون ذكروه في الشتاء وبرده فارفضوا عرقا من خوفه وقوما ذكروه فحالت الوانهم غبرا وقوما ذكروه فجفت اعينهم سهرا. واورده ابن رجب رحمه الله