ومما ينبغي الحذر فيه وهذا خاص للتجار ان نحذر من الاحتكار فنحتكر مواد الشتاء في الصيف حتى اذا جاء نغليها عليهم او العكس. وقد جاء ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وهو يخاطب اهل السوء لا حكرة في سوقنا لا يعمد رجال بايديهم فضول من اذهاب الى رزق من رزق الله. نزل بساحتنا فيحتكرونه علينا ولكن ايما جالب جلب على عمود كبده في الشتاء والصيف فذلك ضيف عمر فليبع كيف شاء الله وليمسك كيف شاء الله. رواه مالك في الموطأ. وينبغي على المسلم ان يختار في الشتاء نوعا من الطيب ابرد للنفس ادفأ للنفس واعطر للروح خلافا للصيف فانه بحاجة الى اطياب تكون باردة للنفس باردة للروح. وقد جاء ما يدل على ذلك ادهنوا باللبان فانه احظى لكم عند نسائكم وادهنوا بالبنفسج فانه بارد في الصيف حار في الشتاء مرفوعا وهو لا يصح ومن رفعه فقد وضعه كما ذكر ذلك اهل العلم ان الذي رفعه وظاع ويروى موقوفا على علي وعلى كل حال فان العرف معروف ان الناس لهم اطياب في الشتاء تكون دافعة للنفس وفي الصيف اطياب تكون باردة للنفس وخير من هذه الاطياب كلها ان قلوبنا بالاحكام الشرعية المتعلقة الشتاء