يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم الاية قال جماعة من العلماء المراد بالناس القائلين ان الناس قد جمعوا لكم نعيم ابن مسعود الاشجعي او اعرابي من خزاعة كما اخرجه ابن مردويه من حديث ابي رافع ويدل لهذا توحيد توحيد المشار اليه. في قوله تعالى انما ذلكم الشيطان الاية قال صاحب الاتقان قال الفارسي ومما يقوي ان المراد به واحد قوله انما ذلكم الشيطان توقعت الاشارة بقوله ذلكم الى واحد بعينه ولو كان المعنى جمعا لقال انما اولئكم الشيطان هذه دلالة ظاهرة في اللفظ انتهى منه بلفظه قوله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما. ولهم عذاب مهين ذكر في هذه الاية الكريمة انه يملي للكافرين ويمهلهم لزيادة الاثم عليهم وشدة العذاب وبين في موضع اخر انه لا يمهلهم متنعمين هذا الامهال الا بعد ان يبتليهم بالبأساء والضراء فاذا لم يتضرعوا افاض عليهم النعم وامهلهم حتى يأخذهم بغتة كقوله وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس اباءنا الضراء والسراء فاخذناهم بغتة وهم لا يشعرون وقوله ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا الى قوله اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون وبين في موضع اخر ان ذلك الاستدراج من كيده المتين وهو قوله سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. واملي لهم ان كيدي متين وبين في موضع اخر ان الكفار يغترون بذلك الاستدراج ويظنون انه من المسارعة لهم في الخيرات وانهم يوم القيامة يؤتون خيرا من ذلك الذي اوتوه في الدنيا لقوله تعالى ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات. بل لا يشعرون وقوله افرأيت الذي كفر باياتنا وقال لاوتين مالا وولدا وقوله ولئن رددت الى ربي لاجدن خيرا منها منقلبا وقوله ولئن رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى وقوله وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا. الاية كما تقدم والبأساء الفقر والفاقة والضراء المرض على قول الجمهور وهما مصدران مؤنثان لفظا بالف التأنيث الممدودة قوله تعالى لتبلغن في اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور ذكر في هذه الاية الكريمة ان المؤمنين سيبتلون في اموالهم وانفسهم وسيسمعون الاذى الكثير من اهل الكتاب والمشركين وانهم ان صبروا على ذلك البلاء والاذى واتقوا الله فان صبرهم وتقاهم من عزم الامور اي من الامور التي ينبغي العزم والتصميم عليها لوجوبها وقد بين في موضع اخر ان من جملة هذا البلاء الخوف والجوع وان البلاء في الانفس والاموال هو النقص فيها واوضح فيه نتيجة الصبر المشارة اليها هنا بقوله فان ذلك من عزم الامور وذلك الموضع هو قوله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقسم من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون وبقوله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ويدخل في قوله ومن يؤمن بالله الصبر عند الصدمة الاولى بل فسره بخصوص ذلك بعض العلماء ويدل على دخوله فيه قوله قبله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله وبين في موضع اخر ان خصلة الصبر لا يعطاها الا صاحب حظ عظيم وبخت كبير وهو قوله وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم وبين في موضع اخر ان جزاء الصبر لا حساب له وهو قوله انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب قوله تعالى ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك وقنا عذاب النار ذكر في هذه الاية ان من جملة ما يقوله اولو الالباب تنزيه ربهم عن كونه خلق السماوات والارض باطلا لا لحكمة سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا وصرح في موضع اخر لان الذين يظنون ذلك الكفار وهددهم على ذلك الظن السيء بالويل من النار وهو قوله وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار قوله تعالى وما عند الله خير للابرار لم يبين هنا ما عنده للابرار ولكنه بين في موضع اخر انه النعيم وهو قوله ان الابرار لفي نعيم وبين في موضع اخر ان من جملة ذلك النعيم الشراب من كأس ممزوجة بالكافور وهو قوله ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا نكتفي بهذا القدر هنا تنتهي سورة ال عمران سنكون في الحلقات القادمة ان شاء الله نمضي مع المؤلف في تفسير سورة النساء فالى لقاء قريب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته