يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم ونحن في هذا اللقاء نقرأ تفسير سورة المرسلات قال المؤلف اثابه الله قوله تعالى والمرسلات عرفا. فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرى. عذرا او نذرا يقسم الله تعالى بهذه المسميات واختلف في المرسلات والعاصفات والناشرات فقيل هي الرياح وقيل الملائكة او الرسل وعرف اي متتالية كعرف الفرس واختار كونها الرياح ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وقتادة واختار كونها الملائكة ابو صالح عن ابي هريرة والربيع بن انس وعن ابي صالح انها الرسل قاله ابن كثير واختار الاول وقال توقف ابن جرير والواقع ان كلام ابن جرير يفيد انه لا مانع عنده من ارادة الجميع لان المعنى محتمل ولا مانع عنده واستظهر ابن كثير انها الرياح لقول الله تعالى وارسلنا الرياح لواقح وقوله وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته قال صاحب التتمة اثابه الله وهذا هو الذي اختاره الشيخ رحمه الله تعالى في مذكرة الاملاء اما الفارقات فقيل الملائكة وقيل ايات القرآن ورجح الشيخ الاول واما الملقيات ذكرا عذرا او نذرا فقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيانها في سورة الصافات عند قول الله تعالى فالتاليات ذكرا وفي مذكرة الاملاء قوله عذرا اسم مصدر بمعنى الاعذار ومعناه قطع العذر ومنه المثل من اعذر فقد انذر وهو مفعول لاجله والنذر اسم مصدر بمعنى الانذار وهو مفعول لاجله ايضا والانذار هو الاعلام المقترن بتهديد واو في قوله او نذرا بمعنى الواو اي لاجل الاعذار والانذار ومجيء او بمعنى الواو مجيء ذلك في قول عمرو بن معدي كلب قوم اذا سمعوا الصريخ رأيتهم ما بين ملجم مهره او شافع اي وسافع قوله تعالى انما توعدون لواقع هو المقسم عليه والواقع ان بين كل قسم ومقسم عليه مناسبة ارتباط في الجملة غالبا والله تعالى يقسم بما شاء على ما شاء لان المقسم به من مخلوقاته واختيار ما يقسم به هنا او هناك غالبا ما يكون لنوع مناسبة ولو تأملناه هنا تواجدنا المقسم عليه هو يوم القيامة وهم مكذبون به فاقسم لهم بما فيه اثبات القدرة عليه الرياح عرفا تأتي بالسحاب تنشره ثم يأتي المطر ويحيي الله الارض بعد موتها وهذا من ادلة القدرة على البعث والعاصفات منها ما كان بشدة وقد تقتلع الاشجار وتهدم البيوت مما لا طاقة لهم به ولا قدرة لهم عليه وما فيها من الدلالة على الاهلاك والتدمير وكلاهما دال على القدرة على البعث ثم تأتي الملائكة بالبيان والتوجيه والاعذار والانذار انما توعدون لواقع والله تعالى اعلم قوله تعالى فاذا النجوم طمست واذا السماء فرجت واذا الجبال نسفت كلها تغييرات كونية من اثار ذلك اليوم الموعود وطمس النجوم هو ذهاب نورها كقوله جل وعلا واذا النجوم انكدرت وقوله واذا السماء فرجت اي تشققت وتفطرت كما في قوله تعالى اذا السماء انشقت وقوله اذا السماء انفطرت ونسف الجبال تقدم بيانه في عدة محال وما يكون لها من عدة اطوار من دك وتفتيت وبث وتسيير كالسحاب ثم كسراب وتقدم في سورة قاف عند قوله تعالى افلم ينظروا الى السماء فوقهم مما فيه بيان لذلك قوله تعالى واذا الرسل اقتت تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان هذه الاية في سورة الواقعة عند قول الله تعالى قل ان الاولين والاخرين لمجموعون الى ميقات يوم معلوم وقوله تعالى لاي يوم اجلت ليوم الفصل يوم الفصل هو يوم القيامة يفصل فيه بين الخلائق بين الظالم والمظلوم والمحق والمبطل والدائن والمدين كما بينه تعالى بقوله هذا يوم الفصل جمعناكم الاولين وكقوله ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود قوله تعالى ويل يومئذ للمكذبين. وعيد شديد من الله تعالى للمكذبين قال صاحب التتمة اثابه الله وقد تقدم معنا ذلك للشيخ رحمه الله عند اخر سورة الذاريات عند قول الله تعالى فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ايها المستمعون الكرام بهذه الاحالة على ما سبق من كلام الشيخ نأتي على نهاية لقائنا وسوف نكمل ما وضعه المؤلف في تفسير سورة المرسلات في لقاءنا القادم ان شاء الله وحتى نلقاكم نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته