زهرة وجهرة اهتزت كالعهن وما اشبهه وكذا ان وقع بعدها حرف من حروف الحلق نحو قوله تعالى ان الله على و ما قدروا الله حق قدره و ولله غيب سماوات وما اشبهه وكذلك و سلطان يأخذوه على مذهب من اثبت الهاء في الوصل بناء على الوقف فان سكنت والتقت بمثلها من كلمة او كلمتين اضغمت من غير تكلف شديد. وذلك نحو قوله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة واتم التسليم على معلم الناس الخير نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا المجلس السادس من مجالس قراءة كتاب التحديد في الاتقان والتجويد للامام الجليل ابي عمرو عثمان بن سعيد الداني الاندلسي رحمه الله تعالى قال الامام الداني رحمه الله تعالى ذكر الالف وهو حرف هاو مجهور لا معتمد له في شيء من اجزاء الفم كالنفس. وانما هو صوت في الهواء ولذلك نسب الى جوف فاذا لم يلق همزة ولا حرفا ساكنا مظهرا او مدغما اشبع اللفظ به واعطي من المد والتمكين بمقدار ما فيه من ذلك. مما هو صيغته من غير زيادة في الاشباع ولا تكلف في التنطيط وذلك نحو قوله تعالى وانه بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين واوذينا و اوتيما و العدوون. العليم. و من القليل. وما اشبهه وكذلك ان وقع في حروف الهجاء طرفا نحو الراء من الف و الف ميم راء والهاء والياء من كاف ها يا عيني صاد والطاء والهاء من طه والياء من ياسين والحاء من حميد وما اشبهه وان لقي همزة او حرفا ساكنا مظهرا او مدغما زيد في تمكينه واشباع مده بيانا للهمزة لخفائها. وليتميز بذلك الساكنان احدهما من الاخر ولا يجتمعا. وكذلك حكم المكسور ما قبلها والواو المضموم ما قبلها. مع الهمزة والساكن ومع غيرهما كحكم الالف سواء. وذلك نحو قوله تعالى الا اولئك وخايفين شاء الله و يا ايها و ثلاثة قروء و قالوا امنا و و بريء ويا وما اشبهه. هذه الهمزة واما الحرف الساكن المظهر فنحو الكاف والصاد والعين في صاد واللام والميم في الف ميم والسين من ياسين والنون من نون والقلم وما اشبهه من حروف الهجاء اذا كان الحرف على ثلاثة احرف. والاوسط منها الف او واو او ياء واما الساكن المدغم فنحو ولا الضالين والعادين و من البيت ولا و الدواء وصواب و من يشاء الله و ومن الله وما اشبهه وكذلك واللذان و اتعدا و اتحاو اني و فبما تبشرون و وتأمروني وما اشبهه على قراءة من شدد وقد زعم بعض اهل الاداء ان هذا الضرب من الممدود انقص مدا لانه يعدل حركة وبعض اهل الاداء يجعل ما كان مدغما من حروف الهجاء في غيره اشبع مدا مما هو مظهر منها بحال الادغام اذ كان الصوت يتصل فيه وينقطع في المظهر وذلك نحو اللام من الف لام و الف ميم را و ميم صاض وكذلك السين والنون من ميم ويسير نون والقلم في مذهب من ادغمه في الميم والواو وكذلك الصاد من صاد وقد قرأتها بقراءتي الشامي وحمزة والعاشر حيث امالوا الياء وحدها مع ادغام الصاد في الذال كما اراد المؤلف في هذا الموضع في مذهب من ادغم الصاد في الذال وبعضهم يسوي بين المدغم والمظهر في الاشباع لكون الموجب له موجودا في الضربين وهو التقاء الساكنين. ومن اهل الاداء ايضا من يشبع مد الميم في قوله تعالى الف ميم في اول ال عمران على مذهب الجميع غير عاصم من رواية الاعشى. عن ابي بكر عنه وفي اول العنكبوت على مذهب ورش عن نافع اعتمادا على تقدير سكونها. ومنهم من لا يشبع مدها اعتدادا بها حركتها وكذا منهم من لا يبالغ في اشباع مد العين في قوله تعالى صاد طاء لانفتاح ما قبل يائها ومنهم من يبالغ في اشباع مدها لاجل الساكنين والمذهبان في الكل جيدان صحيح ان. قال ابو عمرو وقد رأى عن حمزة في تمييز المد مع الهمزة ما لا يؤخذ به. اذ لا يصح عنه اداء. ذكر الهاء وهي حرف خفي مهموس فاذا اتت ساكنة او متحركة فينبغي للقارئ ان ينعم بيانها من غير تكلف ولا ابتهار وذلك نحو قوله مستهزئون الله يستهزأ بهم وعهدا ومن اهتدى وليهلك من هلك اينما يوجه ومن يكرههن وكذا ما لي هلك عني سلطانية على مذهب من جعلها كالاصلية واثبتها في الحالين. فان جاء الضمير المذكر ولم تلقى ساكنا وانضمت وصلت بواو في اللفظ وان انكسرت وصلت بياء تقوية لها لخفائها. ثم حذفت تلك الصلة اذا وقف عليها. لانها زائدة. فلو اثبت لاشتبهت بالحرف الاصلي اللازم. وذلك كالتنوين الذي يصحب الاسم في الوصل ويفارقه في الوقف لذلك المعنى فالموصولة بالواو نحو قوله خلقه امره ورسله ونجعله يخلفه وما اشبهه والموصولة بالياء نحو بمزحزحه وبه وبرسوله وما اشبهه فان كانت غير ضمير لم يجز ان توصل نحو ما نفقه وفواكه وما اشبهه. وحال الهاء من قوله هذه حال هاء المذكر. توصل بياء وتحذف عند الوقف. لشبهها من جهة الاضمار والزيادة والمثلان اذا التقيا في كلمة او كلمتين وتحركا انعم تفكيكهما. ولخص بيانهما من غير هزرمة ولا تمطيط كقوله تعالى جباههم وعلى وجهها ووجهها اه وفيه هدى وكذا عليهم ومن يبتغي غير الاسلام. وكذا ما اشبهه من سائر الى الحروف ذكر العين وهو حرف مجهور فاذا جاء ساكنا او متحركا انعم بيانه واشبع لفظه من غير ولا تكلف نحو قوله يعمهون ورجعناك ورفعناه ولا تعتذروا. الاعمى. وفاخلعن عليك ويعرفونه وتعريفهم. وما اشبهه وكذا ان التقى بشيء من حروف الحلق نحو قوله تعالى ولا تتبع اهواءهم. ارجع اليهم ودع اذاهم فاتبعها فلا تطعهما لا تطعه و الم اعهد اليكم وكأن لم يسمعها. وفات ومن يتبع بيعهن ويتبع واسمع غير مسمع. وما اشبهه. وكذا ان التقى بالثاء والفاء والتاء والشين والصاد وسائر حروف الهمس رخص وبين والا ربما انقلب حاء لما بين الحاء وبينهن من المشاركة في الهمس نحو قوله تعالى يوم البعث وولا بعثكم ولا تعفوا واعثرنا وليعفوا ويعفوا فاعترفوا و فاعتلوه ويعتدون و ولا تعتدوا يا معشر ومن يعش ومعشار ومن يعص واعصار المعصرات. ويعصرون و ويمتعكم وشبهه. فان التقى بمثله وهو ساكن ادغم من غير تكلف. كقوله تعالى ما لم تستطع عليه. وشبهه ذكر الحاء وهو حرف مهموس فاذا التقى بشيء من حروف الحلق ساكنا كان او متحركا لخص وبين. لشبهه بها كقوله تعالى وفصفح عنهم وسبحه ليلا وزحزح عن و لا يصلح عمل المفسدين المسيح عيسى. وحروف الحلق لا يدغم منها شيء. الا ما تماثل في اللفظ لا غير لقلتها ذكر الغين وهو حرف مجهور مستعل فان التقى بشيء من حروف الحلق انعم بيانه وتكلف اشباعه وتلخيصه. من غير شدة ولا تعسف. وذلك نحو قوله تعالى ربنا افرغ علينا صبرا افرغوا عليه قطرا ثم ابلغهم مأمنه وما اشبهه وكذا ان اتى بعده قاف او سين او شين او تاء او ثاء او فاء فينبغي ان ينعم بيانه ولا يتساهل في ذلك. فرب انقلب مع الحروف المذكورة غير القاف خاء. لما بين الخاء وبينهن من الاشتراك في الهمس. واندغم في القافل المقاربة التي بينهما كقوله تعالى فاغسلوا يستغشون واستغشوا والليل اذا يغشى. كالذي يغشى عليه ونظر المغشي عليه متسل وموتة والا من اغترف. فاذا افرغت فانصب. ولا يغتب بعضكم. بعضا ولو تغفلون. ويغفر لكم قم ويغفرون. وفغفر لنا. ضغ ثاء وشبهه وكذا حكمه في جميع القرآن نحو فاغرقناه ولا يغني فاغنى واغلالا واغطش ليلها. وما اشبهه والله الموفق والمعين. ذكر الخاء وهو حرف مهموس مستعل وحكمه في انعام البيان والتلخيص حكم الغين. فان التقى بالشين او التاء تعامل بيانه. والا ربما انقلب كقوله تعالى ولا تخشى ومختلف ان تخشاه واختار موسى ويختار ومختال ويختم على قلبك ولقد اخترناهم وما اشبهه ذكر القاف وهو حرف مجهور مستعل فيلزم تعم بيان جهوره واستعلائه. والا صار كافا وذلك نحو ويقتلون. واقسموا مقرنين يقطين و لو انفقت ما في مقتحم ومقتا واقترب لا تقنطوا ويقنطون. ومقتصد واقصد وفقصص ولا تقصص فلا تقهر وليقضي علينا وما اشبهه الا ترى انه متى لم ينعم بيانه في قوله تعالى فالموريات قدحا. صار اللفظ بها لفظي بقوله تعالى وكذا واخا ومشرقين ومشركين ولا تقف ما ليس لك به علم و او لم يكف بربك انه وكتاب وسحاب مركون وشبهه فتغير اللفظ وانقلب المعنى فان التقت القاف بالكاف وهي ساكنة قلبت مثلها وادغمت فيها وذهبت قلقلتها بالقلب والادغام. وذلك في قوله تعالى وان التقت بمثلها وهي مشددة او مخففة انعم بيان جهورها واستعلائها. نحو حق قدره و وهو فلما افاق قال وما اشبهه ذكر الكاف وهو حرف مهموس مستفل وحكمه في تأمل البيان والتلخيص كحكم القاف لئلا ينقلب الى لفظه فيزول عن صورته ويتغير معناه كقوله تعالى يكسبون اكتسب واكتتبها ويكتمون ويكتبون ولا نكتم وما اشبهه فان التقى بمثله وهو ساكن ادغم بتسهيل وتيسير. كقوله تعالى وكذلك حكم سائر المثلين اذا التقيا وسكن الاول منهما. ما لم يكن ياء مكسورا ما قبلها او واوا مضموما ما قبلها اما ادغامهما في مثلهما في المنفصل لا يجوز للمد فيهما. كقوله تعالى يوسوس وفي يوسف و امنوا واتقوا و فولوا وجوهكم. وشبهه فان انفتح ما قبلهما اضغما في مثلهما لنقصان مدهما. كقوله تعالى اتقوا وامنوا وعن او ونصرو واوزنوهم. وكذلك في الكلام نحو اخشى يحيى وتعالي يا امرأة اذا امرت المؤنث وكذلك ما اشبهه وبهذا ختام المجلس السادس من مجالس قراءة كتاب التحديد في الاتقان والتجويد للامام الداني، رحمه الله تعالى، وبالله التوفيق اصلي واسلم على معلم الناس الخير نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين