قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين ها انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال المصنف رحمه الله تعالى وهو الشيخ محمد ابن عبدالوهاب رحمة الله عليه في كتابه التوحيد باب قول الله تعالوا على الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون فقوله يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين فقوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم صلى الله عليه وسلم حين القي في النار فقالها محمد صلى الله عليه وسلم وفي بعض روايات واصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له وفي رواية اخرى لما قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم قال تعالى فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل هذا عن متن المصنف رحمه الله ام عن الشرح فالتوكل بمعنى الاعتماد توكلت على الله اعتمدت على الله لقضاء حوائجي وشؤوني اعتمدت على الله في كل احوالي واموري اعتمدت عليه كي يقضي حوائجي هذا وقد ان دلت عدة نصوص على ان التوكل لا يكون الا على الله وحده قال تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وقال تعالى في حديثي عن بني اسرائيل والعهد الذي عهد به اليهم الا تتخذوا من دوني وكيلا فقال تعالى ايضا رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا قال بعض العلماء ان كانت لك حاجة في المشرق فالله وكيلك قد كنت اجتهدت لايصال الالف دينار اليك ولكني لم اجد سفينة فادي الالف دينار مرت الايام ودارت ولم يكن المرسل يتوقع ان تصل الى صاحبه ولكنه حسن ظن عظيم بالله سبحانه يقضيها لك لك حاجة في المغرب فالله وكيلك يقضيها لك في اي مكان توكل على الله فالله كافيك ومن يتوكل على الله فهو حسبه وعلى الظاهر والله اعلم انه لا يجوز ان يقول الشخص انا متوكل على الله وعليك او متوكل على الله ثم عليك فكلاهما غير جائز ولم يرد ان النبي قال له احد او قال لاحد قل توكل على الله ثم على فلان فالمشيئة تختلف ما شاء الله ثم شاء محمد تجوز لكن متوكل على الله ثم على محمد لا تجوز متوكل على الله سم على فلان من الاحياء ايضا لا تجوز. فالتوكل الاعتماد انما يكون على الله سبحانه وتعالى وحده ولكن الوكالة الدنيوية المعروفة كأن تتخذ شخصا وكيلا عنك في البيع يبيع نيابة عنك او في الشراء يشتري نيابة عنك او في حل مشكلة تتخذه وكيلا للادلاء باقوالك نيابة عنك فهذا لا مانع منه. ولذا عقد العلماء باب الوكالة في كتب الفقه كالبخاري رحمه الله تعالى اذ اورد في صحيح كتاب الوكالة واكثر الفقهاء على ذلك اما التوكل على احد بمعنى انه يعتمد عليه لقضاء اموره فهذا لا يكون الا على الله والذي يمكن في الدنيا هو كان ممكن في ابواب الدعاء في ابواب الاستعانة الاستعانة الاستعانة ممكن تستعين بشخص في الدنيا لقضاء حوائجك ولكن اصالة الاستعانة لا تكون الا بالله سبحانه لكن لا يجوز لك ان تستعين بالاموات فانهم ما يستطيعون لانفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. انما تستعين بالاحياء فيما يقدرون عليه كما جاءت بريرة تستعين برسول الله صلى الله عليه وسلم لقضاء الديون التي عليها هذا وقد قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي ومن يعتمد على الله حق الاعتماد فالله يكفيه. ويحفظه ويسلمه ومن اعلى ذلك على مقاماته توكل الخليل ابراهيم صلى الله عليه وسلم على ربه لما اخذ للالقاء في النار قال حسبي الله ونعم الوكيل فسلمه الله من النار واصحاب محمد وبعد احد ولما رجع ابو سفيان كان في طريق الرجوع وتكلم قوم وهو يظن انه منتصر فقال قائل لابي سفيان ومن معه ماذا صنعتم لا محمدا قتلتم ولا الكواعب اردختم بئس ما صنعتم فهموا بالرجوع الى رسول الله واصحاب رسول الله لاستئصالهم فجاء النذير الى رسول الله ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم قال تعالى فزادهم اي هذا القول ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فماذا كان؟ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم فالتوكل انما يكون على الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له هذا وقد قال تعالى في كتابه الكريم ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله اي كافينا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون فذكر الايتاء والارضاء لله ورسوله. اما الحسد فهو الكافي الكفاية فلم تكن الا لله فاذا امعنت ودققت النظر في قوله تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله فالايتاء من الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله فلم يقولوا حسبنا الله ورسوله انما قالوا حسبنا الله. فلذا فالكافي والحافظ هو الله سبحانه وتعالى وهذا الاصل لابد وان يتأصل ان الحفيظ هو الله الكافي هو الله. ومعنى حسبنا الله كافينا الله. يكفينا شر كل ما اهمنا وقد ورد في فضل التوكل ما لا يخفى عليكم فمن السبعين الف الذين يدخلون الجنة بغير حساب قوم لا لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون قال ربهم يتوكلون وكلما ازداد يقين الشخص ازداد توكله على الله ولعل مما يدل على ذلك قصة الرجل الذي كان قد استسلف رجلا مالا قال ائتني بكفيل قال ما عندي كفيل كف بالله كفيلا بوكيل قال ما عندي وكيل قال كفى بالله وكيلا فلما جاء وقت السداد وقد اخذ المال زهب يرد المال فما وجد سفينة توصله الى قرية الذي اقترض منه ما وجد الا خشبة عائمة في البحر فاخذها فنقرها ووضع فيها الالف دينار ثم سمرها فانطلقت الخشبة في البحر سائرة بتيسير ربها وتسيير ربها اما صاحب دين فقد خرج الى البر فخرج الى البحر ينتظر السفينة القادمة لاسترداد ديونه فما وجد سفينة قدمت ولكن وجد خشبة قال اخذها يحتطب بها اهلي فجاؤوا يكسرونها يشقونها فوجدوا الالف دينار ورسالة من المدين يقول فيها فقد الف دينار اخرى وذهب الى صاحب الدين وذهب الى بلده وسلم عليه واعطاه الالف دينار فقال له هل كنت ارسلت الي بمال قال اخبرتك ان السفينة تأخرت وهذه الالف دينار قال اذهب فقد ابدى الله عنك ووصلت رسالتك فحسن توكل على الله وحسن ظن بالله جعل المال يحفظ وجعل الرسالة والاموال تسلم الى اصحابها فالنوايا اذا خلصت وقوي اليقين ازداد حفظ الله سبحانه وتعالى لك وكما قال تعالى انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني عليه فالاعتماد لا يكون الا على الله ولذا قال الانبياء اني توكلت على الله كنوح وهود ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم ويصدر التذكير بمعنى قوله حسبنا الله ونعم الوكيل ان يكفينا الله كل ما اهمنا ونعم من وكلناه لقضاء حوائجنا ولنصرتنا وللدفاع عنا هذا من معاني حسبنا الله ونعم الوكيل تأتي مسألة اخرى وهي مسألة الاخذ بالاسباب هل الاخذ بالاسباب ينافي التوكل على الله؟ هل الاخذ بالاسباب ينافي التوكل على الله ولا ينافيه لكن احيانا يكون عدم الاخذ بالاسباب ايضا افضل اما كونه لا ينافيه ذلك لان الله قال فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور فعلمنا ان الرزق مقدر ومع ذلك امرنا بان نأخذ بالاسباب علمنا ان الزرية مقدرة ولكن كما سلف اذا تزوج شخص امرأة قال لها من الليل قبل البناء قومي ندعو ربنا بالزرية الصالحة قامت ودعت ونام مسل اللوحين بجانب بعضهما وتكرر هذا في اليوم الثاني والثالث والرابع والعاشر وكل ليلة يقولان اللهم ارزقنا ذرية صالحة ولم يحصل جماع بالطبع ان الله قال في كتابه ومصدق القائلين وهو قادر على كل شيء الا انه قال فلان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم فهذا هذا امر الله سبحانه وكذا علمنا ان النصر مقدر الا ان الله قال واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. ولكن هذا الذي لا املك القوة وليست امامي فرصة للاخذ بالسبب هل اترك التوكل على الله واعتقاد ان الله يرزق او ينصر؟ لا بل علي ان اعتقد ان الناصر خير الناصرين هو الله سبحانه وان عجزت عن الاسباب فالله قادر. فابذل ما عندي ان كان بوسعي فعل شيء مع اعتقادي ان ما افعله سبب قد يفشل وقد ينجح فقد اخرج مبتغيا الاخذ بالاسباب في الصباح للتجارة كي اربح وارجع خسرانا من الاموال الافا. مع انني خرجت مع انني خرجت ومشيت في مناكبها للاكل من رزقه. ولكني رجعت بخسارة فادحة وقد اتصل اتصالا هاتفيا يكون سببا في مربح عظيم لي نأخذ بالاسباب في المواطن التي نقدر عليها. ولكن احيانا يترك الاخذ بالسبب ايضا الم يقل الرسول للمرأة التي كانت تصرع وجاءت تسأل اني اسرى فادعوا الله لي يا رسول الله. قال ان شئت دعوت الله فشفاك وان شئت صبرت ولك الجنة قالت اصبر ولي الجنة. وتركت الاخذ بالاسباب تركت ان يدعو لها الرسول بالشفاء. مع ان الرسول خيرها. لكن لما رأت ان شيئا ما افضل اختارت الافضل بتعليم رسول الله لها. اذ قال ان شئت دعوت الله لك فشفاك. وان شئت ولك الجنة فاحيانا تقوى العزيمة ويقوى التوكل على الله. ولا تنافي حينئذ فالاخذ بالاسباب له مواطن وحسن التوكل على الله له مواطن ايضا. والله اعلم قد قال موسى عليه السلام لقومه ففررت منكم لما خفتكم قال تعالى ايضا فخرج منها خائفا يترقب وهذا كله اخذ بالاسباب وقال نوح لقومه يا قومي ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله فعلى الله توكلت فاجمعوا امركم وشركائكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي ولا تنظرون فيا له من حسن توكل على الله سبحانه وتعالى. يا قومي ان كان الخبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله انشق عليكم مقامي في اوساطكم وتذكيري لكم بايات الله فاعلموا اني معتمد على الله. هو حسبي وحافظي وكافيني فاجمعوا امركم اتفقوا كلكم على كلمة واحدة انتم والياتكم الاتكم التي عبدتموها مع الله ثم لا يكن امركم عليكم غمة سم لا تختلفوا. اتفقوا على كلمة واحدة في شأن تنفذوها في قال ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي نفذوا في ولا تؤخروني لحظة اعلم انكم لن تستطيعوا ان تفعلوا بي شيئا لم يقدره الله علي لذا فاني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم اذا عزمت فتوكل على الله. اذا عزمت امرك فامض فيما انت في معتمدا على الله مستعينا بالله. هذا وبارك الله فيكم وصل اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين