من وصايا ابن مسعود رضي الله عنه ومن ومن كلماته انه قال انك ما دمت في الصلاة. فانت تقرع باب الملك من يكثر قرع باب الملك ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له. انك ما دمت في الصلاة فانت تقرع باب الملك الديان ملك الارض هو السماوات. الذي هو على كل شيء قدير. واذا ادمنت القرع عدم كذلك فانه يوشك ان يفتح لك. هذا الاثر رواه ابو نعيم بالحلية والبيهقي في الكبرى وغيرهما. هذا من ابن مسعود تعظيم لشأن الصلاة. وقد قيل له ان فلانا يطول الصلاة. يعني صلاته قال ان الصلاة لا تنفع الا لمن اطالها. قال جل وعلا ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر الصلاة التي تقام واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لا شك انها تفتح للمرء ابوابا من الخيرات من غثيان المعروف ومن ترك المنكر. وما دمت في الصلاة فانت تقرع باب الملك الديان. هذا القول من ابن مسعود فيه تنبيه الى ان الذي يطيل الصلاة لا يمكنه ان يطيلها الا اذا كان يعقل ما يقول لانك ما دمت في الصلاة فانت تقرع باب الملك ولاحظ ان قوله فانت تقرأ باب الملك ان فيه تشبيها بمن يقرع الباب. ويتكلم والذي يقرع الباب ويتكلم مركز فيما يقول مستحضر لما يقول لانه يريد ان يدخل. فشغله الشاغل في ان يفتح له. وهذه حال المتدبرين لما قولون كثير من الناس لا يتدبرون ما يقولون في الصلاة. ومن العجب ان يكون المرء كثير. ما يصلي الفرائض والنوافل واذا سألته عن معاني ما يقول وما يناجي به الله جل وعلا لم يحسن من ذلك اما القليل. اذا سألته عن معاني التسبيح ما درى ما يقول. لما كانت هنا سبحان ربي العظيم ما هو معنى التسبيح؟ سمع الله لمن حمده. ما معنى السماع هنا؟ سبحان ربي الاعلى. التحيات لله والصلوات هو الطيبات ما معنى ذلك؟ كثير من الخلق يعني من المسلمين يقرأون هذا حفظوه ويتلفظون به دون علم بمعانيه. وهذا لا شك انه يفوتهم فيما يقولون الخشوع في الصلاة. لان الخشوع في الصلاة عن التدبر وقد ثبت في السنن والمثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل لينصرف من الصلاة وما كتب له الا عشرها الا تسعها الا ثمنها الا سبعها الا سبعها الا خمسها الا ربعها الا ثلثها الا نصفها. قال العلماء سبب ما فات من اجل الصلاة هو ما فات من الخشوع. الخشوع في الصلاة ليس بواجب. هو الطمأنينة ركن والخشوع بمعنى خشوع القلب وخشوع الجوارح مستحب. الا اذا كانت حركة جوارحه تخرجه عن هيئة الصلاة فهذا يكون مبطلا له. لكن الخشوع في اصله مستحب. والناس يتفاوتون فيه ما السبيل الى خشوع في الصلاة؟ السبيل اليه ان يكون المرء متدبرا لما يقول. هل يتدبر ما يقول دون ان يعلم لابد اذا من العلم. العلم بما تقول. معاني الفاتحة. هذه السورة العظيمة. ما معانيه كثير من الناس لا يحسن ذلك. يفتتح الصلاة فيقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك. ولا اله غيرك. ما معنى ما معنى وتعالى جدك؟ وتبارك اسمك؟ يقول كلاما يردده ولا يحسن ذلك. ولهذا من الناس بل نقول ان اثنين يقفان في الصلاة وبين هذا وهذا من فقه الصلاة ومن الاجر فيها كما بين المشرق والمغرب والصلوات درجات. تأمل ذلك الصحابي الذي قال بعد ان عطست قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. فلما انصرف عليه الصلاة والسلام من الصلاة قال ايكم قال هذه الكلمة فسكت القوم ثم قال انه لم يقل الا خيرا. فقال يا رسول الله انا قلتها. فقال لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها ايهم يرفعها؟ هل هذا يحصل لكل احد؟ لا يحصل لكل كلمة عظيمة من قلب وعى ما يقول فعظم به الرب جل وعلا فوافق القلب في ذلك فوافق اللسان في ذلك القلب هذا لا شك يحتاج الى تأمل. قال الوزير ابن هبيرة صاحب كتاب الافصاح في معاني الصحاح. لقد تأملت وجه كونك الملائكة الذين ابتدروها ليرفعوها بضعة وثلاثين ملكا. لم لم يكونوا عشرين او عشرة او خمسين. قال فلما تأملت وجدت ان عدد حروف تلك الكلمات بضعة وثلاثين حرف دول مشددين حتى تأملت وكأني انظر الى الملائكة يزدحم الملك مع الملك في الحرف مسدد بان الحرف المسدد عبارة عن حرفين. حرف ساكن ومتحرك. قال فتأملت فكأني انظر ينتظران الحرف المشدد كل يريد ان يأخذ نصيبه من ذلك الحرف المشدد. هذا لا شك انه من المقامات العظيمة انما هذا لمن لمن وعى وتدبر القرآن. من وعى وتدبر ما يقول. اذا صليت الصلاة اذا صليت الان وقلت التحيات لله والصلوات والطيبات ولن تبقى معناها فبادر الليلة فقلت سبحان ربي العظيم ما تعرف معنى التسبيح؟ سمع الله لمن حمده ما تعرف معاني الحمد فبادر وابحث فان هذا من العلم وبه تحصل الفظيلة التي قالها ابن مسعود رظي الله عنه في هذه الوصية انك ما دمت في الصلاة فانت اقرعوا باب الملك ومن يكثر ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له. اذا فتح لك فاين تذكر انك تدخل الى معية الله جل وعلا لعبده المعية الخاصة بتوفيق الله واعانته وتشتيبه وهذا كله انما يكون لمن ادام الصلاة وكان دوامه في الصلاة دوام فقيه فيها