العلماء ليسوا طائفة مخصوصين خلقهم الله جل وعلا لذاك ولا يحصل الا لهم لا لكن من تعلم علم ما كتب الله جل وعلا له من ذلك. وهناك قصة ذكرتها عدة مرار وهو ان احد رواة الحديث فيما رواه الخطيب البغدادي في الجامع لاخلاق الراوي واداب السامع ان احد رواة الحديث طلب العلم علم الحديث والرواية فلم يدرك شيئا او ادرك شيئا قليلا ورأى الناس يمرون. وقد حصلوا علما جزيلا. فقال انا لا اصلح لهذا العلم. فتوجه الى غيره. قال فمررت يوما فاذا بماء ينسكب ويتقاطر من على صخرة. وتحته حجر وقد اثر فيه حفرة. قال فوقفت متدبرا متأملا. فقلت هذا الماء على لطافته. اثر في هذا الصخر على كثافته يعني على غلظه وعلى قسوته هذا الماء على لطافته اثر في هذا الصخر على كثافته فليس قلبي باقصى من الصخر وليس الماء بارق والطف من وليس العلم بارق من الماء فرجع وطلب الحديث حتى صار من المشهورين ومن من علماء الحديث. او من الرواة المعروفين لا شك انه لابد من اخذ العلم شيئا فشيئا. كما قال القائل اليوم علم وغدا مثله من نخب العلم التي تلتقط يحصل المرء بها حكمة. وانما السيل اجتماع النقط. تأمل في كل شيء عبرة. تأملوا السيل اجتماع النقط اذا نظرت الى وحدة السر وحدة المطر واحدة كيف؟ قطرات تأتي هل يمكن ان تسير اودية او انهار؟ انما اجتماع النقط فاذا اجتمع عندك خير واحدا تلو الاخرى فانك تحصل مع الزمن خيرا كثيرا من العلم وانما العلم بالتعلم