الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين. كان لم يغنوا فيها. الا بعدا لمدينة كما بعدت سمود الا لعنة لعنة على هؤلاء وطردا وابعادا لهم من رحمة الله كما بعدت بقية الله خير لكم. ان كنتم مؤمنين. يعني خير لكم فيها بركة وفيها سعة. ولزلك لما ما بينتشر في المجتمع المكاسب المحرمة بيعاقب الناس عقوبة عامة. وآآ ضيق الابواب الرزق الحلال ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. وبعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم اما بعد. نستكمل ان شاء الله اا ما زكرناه قبل في قصة شعيب عليه السلام وذكرنا في هزه القصة ان شعيب عليه السلام قد دعا قومه الى التوحيد ودعاهم الى ترك تطفيف الكيل والميزان ونهاهم عن الفساد في الارض. وامرهم الا يبخسوا الناس اشياء جاءهم ونهاهم عن قطع الطريق وعن الصد عن سبيل الله. فنصح لهم نصحا بالغا لاقامة التوحيد واصلاح الاعمال والاخلاق بما ينفعهم في امر دينهم وفي امر دنياهم. فواجهه قومه بالتكذيب والسخرية والاستهزاء ورموه بالسحر ثم بعد ذلك هددوه قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهتك لرجمناك وما انت علينا بعزيز. هددوه بالقتل وجعلوا المانع من تنفيز هزا التهديد هو انه يأوي الى رهط قبلته؟ او عشيرته التي ينحدر منها وكانوا كفارا. فكان لهم عزة في هزا المجتمع منع الكفار ان يأخذوه عزة هؤلاء الرهط. ولولا رهتك لرجناك يعني لك حفرة وقتلناك رميا بالحجارة وقيل لرجمناك يعني لسببناك. والاول اظهر لان المقام هنا مقام تهديد وانهاء لهزه الدعوة. ولولا رهطك لرجمناك وما انت علينا بعزيز. وتعجب وشعيب عليه السلام فقال قال يا قومي ارهتي اعز عليكم من الله واتخذتموه ورائكم ظهرية ان ربي بما تعملون محيط. يعني ما لكم تبا لكم اي موازين تزنون بها الامور ما هو ميزان القوة والضعف عندكم؟ وانا لنراك فينا ضعيفا. قيل لانه كان قد عمي في في اخر عمره فقالوا ضعيفا يعني ضريرا اعمى. وقيل انا لنراك فينا ضعيفا يعني الذين اتبعوك على دينك هم ضعفاء الناس وكذلك اتباع الانبياء كما في حديث ابي سفيان مع هرقل. وقيل ضعيف بانه ليس عندك منعة وشوكة تمتنع بها منا ازا اردنا ان نوقع بك زلك. وهو يريد ان يصحح له المفاهيم. شعيب عليه السلام كما اسلفنا في الكلام سمي خطيب الانبياء لحسن مراجعته قومه ولحسن عرضه للحجة. فنوع بين اساليب مخاطبة العقل. ومخاطبة العاطفة. واقامة والحجة ثم يجلل ذلك ويغلفه باسلوب رفيق رقيق ملؤه الصبر والحلم والاناة يأخذ بمجامع القلوب السوية. ولكنهم مع ذلك ما قبلوا. وانا لنراك فينا ضعيفا ولو رهتك لرجمناك وما انت علينا بعزيز. قال يا قوم استعمال كلمة يا قوم دي تردم الفجوة اللي بينه وبين يشعرهم ويظهر لهم تمام الشفقة. انا منكم. وابغي لكم النصح قال يا قوم ارهط اعز عليكم من الله؟ الميزان الحقيقي مش كده ميزان العزة والقوة ان الله عز وجل هو العزيز وهو القوي. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. ده ميزان العزة ميزان القوة ان الله عز وجل قوي متين. الله عز وجل قوي شديد العقاب سبحانه وتعالى اهطي اعز عليكم من الله كيف تسنى لكم ان تتناسوا الله رب العالمين. واتخذتموه ارائكم زهرية اتخذتموه يعني اتخذتم اوامره ورسالاته التي بلغتكم اياها وراءكم ظهرية. نبذتوها نبذا نواة واهملتوها ولم تعيروا لها بالا واتخذتموه وراءكم ظهريا ثم يقرع قلوب وهم قرعا قويا بهزه الاية ان ربي بما تعملون محيط. التفكر في بسم الله المحيط وفي صفة الاحاطة فالله عز وجل احاط بكل شيء علما. الله سبحانه وتعالى لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض لو ان الانسان وهو يتحرك في هزه الدنيا يعلم انه يسير على هزه الارض ارض الله استظل بالسماء سماء الله عز وجل. وان الله محيط به لا يخفى عليه شيء من امره. الله عز وجل هو العليم وهو خبير واللطيف والظاهر والباطن لا يخفى عليه شيء ابدا سبحانه وتعالى. ربنا انك تعلم ما نخفي وما تعلن وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء. لو الانسان بيتحرك في هزه الدنيا وفق هزه الاية ان ربي بما تعملون محيط قرع قلوبهم بهذه الاية ولكن هيهات كما قال عز وجل ام على قلوب اقفالها ازا قسى القلب وارتكس وانتكس لا ينتفع بالموعظة. ونسأل الله سلام. هنا تمادى التهديد بهم وكما اسلفنا ايضا فيما وقع من حوار زكره الله عز وجل في سورة الاعراف انهم انتقلوا الى مرحلة اخرى بعد ما هددوا القتل هددوه بوجوب الخروج من بلدتهم او ان يرجع عن دينه. قال الملأ الذين تكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب من ارض والذين امنوا معك من ارضنا او لتعودن في ملتنا. قال او لو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها. وما يكون لنا ان نعود فيها الا ان يشاء الله ربنا تفويض الامر الى الله والتبرأ من الحول والقوة. وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا وده كان بقى مواجهة المكر والكيد. شعيب عليه السلام مستضعف ليس معه شوكة وليس معه غلبة وليس معه قوة. ولكن معه اسلحة لا تنفد ابدا من عند اهل الايمان وهي اسلحة الرسل واتباع الرسل. التوكل على الله عز وجل. وما يكون لنا ان نعود فيه الا ان يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما. تعلق باسماء الله وصفاته تبرأ من الحول والقوة ازدهار التمسك والفداء والبزل من اجل الدين والتوكل على الله عز وجل. على الله توكلنا ثم الدعاء. ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق احكم بيننا وبين قومنا بالحق. اقض بيننا افصل بيننا. وانت خير الفاتحين انتقل قوم شعيب الى مرحلة اخرى من مواجهة هزه الدعوة. قال الملأ الذي كفروا من قومه لان اتبعتم شعيبا انكم ازا لخاسرون. بدأوا يوجهوا الدعوة خلاص يأسوا تماما. هزا الرجل ومن معه عندهم عقيدة راسخة لا يتزلزلون عنها ولا يتحركون. وقد استهانوا بالدنيا وبذلوا انفسهم رخيصة لله فبدأوا يواجهوا بدعوى مضادة في المجتمع يحاولوا يغلقوا الطريق ويحاولوا ان يقطعوا الطريق على دعوة نبي الله شعيب مع قومه فبدأوا يخاطبوا المجتمع. قال الملأ الذين كفروا من قومه لان اتبعتم شعيبا انكم اذا لخاسرون. واجهوا الناس وبدأت دعاية مضادة وانزر الى همة الباطل كيف انهم لم يقنع الواحد منهم بباطله؟ ما فيش حد منهم يقول انا على الباطل وخليني في نفسي ده اهل باطل واهل كفر. لكن يتحرك بالباطل بتاعه ويواجه ويدعو الى هزا الباطل. بيقول للناس لان اتبعتم شعيب انكم اذا لخاسرون. هيخسروا ايه؟ لخاسرون يعني هتخسروا منزلتكم ووجاهتكم في المجتمع. انتم بيتهيأ لكم لما انتم تتبعوا شعيب هتكونوا من هؤلاء القلة المنبوذة. كما قال فرعون لعنه الله. ان هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائزون شرزمة. مجموعة منبوزة كده مضطهدة. يبقى هتخسروا الوجاهة. انكم ازا لخاسرون هتخسروا الاموال. لان شعيب اتى بتشريع يمنعنا من ان نطفف الكيل والميزان. يمنعنا من ان نبخس الناس الناس اشياءهم. هتخسروا ايه؟ هتخسروا كسير مما انتم فيه من الشهوات المحرمة. لان شعيب بنهانا عن الفساد في الارض ولا تعثوا في الارض مفسدين. هيخسروا ايه كمان؟ هتخسروا الطمأنينة والامن ستكونون مضطهدين مطاردين معرضين للعقوبة مثلكم مسل شعيب. شفت التهديد؟ بينشروا هزا الكلام في لان اتبعتم شعيبا انكم ازا لخاسرون. وكزلك استمر بهم القول في الحرية والتكزيب لشعيب عليه السلام قالوا انما انت من المسحرين. انت مسحور اصلا. عقلك ده مش عقل كامل ده عقله ايه ده بعقل متبدل تسلط عليك السحر فافسد عقلك فصرت تهزي شعيب عليه السلام خطيب الانبياء صاحب العبارات الرصينة والحجة البليغة يتقال عليه ايه؟ انك لمن المسحرين. وما انت الا بشر مثلنا. انت زيك زينا. مين اللي قال ان اللي زيي زينا كده ينفع يبقى نبي وان لنراك من الكازبين. انت كذاب. وبعدين استمر العناد بغيان استمر العناد والطغيان فقالوا فاسقط علينا كسفا من السماء ان كنت من الصادقين بدأ بقى مرحلة اخرى من مراحل انتفاش الباطل ومرحلة اخرى من مرحلة التحامق. وهو استعجال العذاب. مش انت نبي وبتقول ان انت نبي فاسقط علينا كسفا. الكسف القطع قطع من السماء. يعني قطع العزاب من النار خلي الدنيا تنزل عليها نار كده من السماء يعني من جهة السماء ان كنت من الصادقين. وبنفس الثبات النبوي وبنفس تركيز الدعوي الزي كان يفعله الانبياء واتباع الانبياء. قال شعيب عليه السلام قال ربي اعلم بما تعملون ان انزال العقوبة ليس الي انما انا منزر ولكل قوم هاد انما انا مبلغ ليس الي انزال العقوبة والله لا يخفى عليه شيء من اعمالكم. قال ربي اعلم بما تعملون. هنا عندما وصل الحوار الى هزه النقطة وعندما وصل التحدي الى هزه النقطة بيسموها العلماء استفراغ الوسائل الدعوية شعيب عليه السلام ومن معه من الطائفة المؤمنة استفرغ وسعه دعويا. استفرغ الوسائل الدعوية القولية والفعلية الترغيب والترهيب اقامة الحجج العقلية مخاطبة العاطفة الترفق اظهار الصبر والحلم والاناة. وقع ما يسمى بالمفاصلة وقع ما يسمى بالمفاصلة. قال شعيب عليه السلام لقومه آآ لما بلغ ومنهم التحدي مبلغا قال يا قومي اعملوا على مكانتكم اني عامل. فسوف تعلمون. من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب. وارتقبوا اني معكم رقيب. اعملوا على مكانتكم. المكانة لها تفسيرين التفسير الاول انها غاية التمكن وغاية بزل الجهد والوسع. يعني افعلوا ما بدا لكم. استفرغوا جميع وسعكم في الكيد لي ولمن معي من المؤمنين. اني ساعمل. اعملوا على مكانتكم اني عامل. يعني ايه؟ ساعمل الى غاية جدي واجتهادي في الدعوة الى التوحيد والاصلاح في الارض والصبر على الازى والقيام بامر الله عز وجل والمعنى الساني اعملوا على مكانتكم يعني على طريقتكم ومنهجكم. اني عامل على طريقتي ومنهجي لانه قال لهم ايه؟ ارأيتم ان كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا. انا على بينة من امري. انا على يقين من هذه الدعوة وهزا الوعي اني عامل. يبقى اعملوا اني عامل. ودي لفتة مهمة جدا للسائلين في طريق الله عز وجل والمصلحين. انك لابد ان تكون على يقين من هزا الطريق. وقد احسن الدكتور عبدالكريم زيدان رحمه الله رحمة واسعة في كتاب اصول الدعوة وهو يتكلم عن عدة الداعية. وكتاب اصول الدعوة ده كتاب رائع جدا. قال الدعوة دي لها اربع اصول. الاصل الاول موضوع الدعوة اللي هو الدعوة اللي هو الاسلام اتكلم عنه كلام بديع جدا. اصل التاني الداعي. اصل التالت المدعو. اصل الرابع اساليب الدعوة عن الداعي بقى قال لابد ان يتحلى بسلاسة اشياء. الايمان العميق والفهم الدقيق والاتصال الوثيق الايمان العميق يعني عنده رسوخ في قلبه وعنده جزم بعقيدته وعنده يقين في طريقه لا يتزلزل ابدا. الجبال الراسيات تزول من اماكنها ولا يزول عنه يقينه وايمانه وثباته. يبقى ده الايمان العميق. الصفة التانية الاتصال الوثيق. اتصال بالرب جل وعلا. عن طريق العبادة. اخلاص العمل تعلق القلب بالله حبا وشوقا وانابة ورغبة ورهبة وخوف ورجاء كل المعاني القلبية مش بس كده والاتصال الوثيق بيع العبادات الظاهرة الصلاة الدعاء آآ تلاوة الوحي بيقول ايه الفهم الدقيق ودي مهمة جدا. لازم الداعي الى الله عز وجل والمصلح يكون عنده فهم. عنده علم. بالشريعة الزي يدعو التي يدعو اليها وعلم بمقاصد الشريعة فهم دقيق للوحي الزي يدعو الناس اليه. الشاهد شعيب عليه السلام قال اعملوا على مكانتكم اني عامل. فسوف تعلمون فسوف تعلمون يعني فسوف ينزل بكم ما يجعلكم توقنون ولا تمترون ولا تشكون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه. والعزاب ازا نزل اخزى نسأل الله عز وجل ان يحفظنا بحفظه ونسأله سبحانه وتعالى الا يذيقنا الخزي في الدنيا ولا في الاخرة. اللهم اجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة. العزاب ازا نزل اخز فالخزي معناه الفضيحة والاهانة. ازا نزل العزاب اخزاهم فضح عوارهم. ضعفهم البشري كزبهم كفرهم وشركهم ادعاءاتهم الباطلة فضحهم لم يبقي لهم شيئا وكذلك اهانهم نكل بهم انزل بهم العقوبة والنكال. نسأل الله السلامة. فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كازب عندما ينجلي الغبار ستعلم فرس تحتك ام حمار مين اللي كان بيتكلم كلام صادق وينصح يبلغ الرسالات من الله عز وجل ومن كان معاند من كان معاندا من كان افاكا اثيما مبطلا فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل ومن هو كازب وارتقبوا اني معكم رقيب. مرحلة التحدي والمفاصلة وانتزار حكم الله عز وجل ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين. قال الله عز وجل في سورة فاخزتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاسمين. الرجفة الزلزلة رجفت بهم الارض رجفة افزعتهم واهلكتهم. والجزاء من جنس العمل كما ارجفوا بشعيب والزين امنوا معه ارجفوهم وهددوهم وخوفوهم بالاخراج من البلد والطرد منها كانت العقوبة جزاء وفاقا اخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين. جثم الطير يعني خر من السماء على الارض لصدره فلم يتحرك يعني لا حراك لهم هامدين. الزين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها. الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين. مين اللي خسر بقى؟ مين اللي خسر الدنيا والاخرة؟ ده من باب المشاكلة في الرد كان بيقول لئن اتبعتم شعيبا انكم ازا لخاسرون. مين اللي خسر بقى؟ اللي خسر الزين كذبوا شعيبا الزين كزبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيه. يغنى غني بالمكان يعني اقام به. كأن لم يغنوا فيها يعني كأنهم ما اقاموا فيها. ولانه ورد في كتب التفاسير والتاريخ ان كيف كان هلاكهم ان الله عز وجل ارسل عليهم ريحا حارة اخزت بانفاسهم. جو كده اتكتم لم يشعروا بالقدرة على التنفس. كادوا ان يختنقوا اخذ بانفاسهم. حتى دخلت على عليهم هزه الحرارة بيوتهم. فخرجوا الى البرية. خرجوا للمكان للسحرة. مكان واسع بعيد عن الدور. فاظلهم الله بظله سحابة ضخمة فوجدوا منها البرد والظل وانسوا بها. فلما اجمعوا تحتها. قال الله عز وجل في قوله فاسقط علينا كسفا من السماء ان كنت من الصادقين. قال ربي اعلم بما تعال تعملون فاخزهم عزاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم. لما اجتمعوا تحتها رجفت بهم الارض واتتهم صيحة من السماء قطعت حلوقهم وقلوبهم ونزل بهم العذاب من السماء الزي استعجلوه. اخزهم عزاب يوم الظلة كسف من نار سقطت عليهم ونسأل الله السلامة. ما اهون الخلق على الله! ما اهون الخلق على الله ان هم عصوه. ما اهون الخلق على الله ان هم عصوه. قال عز وجل في سورة هود بعد قوله سبحانه وتعالى حكاية عن شعيب اعملوا على مكانتكم اني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كازب وارتقبوا اني معكم رقيب قال عز وجل ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين امنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة يبقى هما كده نكل بهم بسلاس انواع من العزاب. ولا يظلم ربك احدا ولا يخاف عقباها. الله عز وجل يعاقب وينكل وينزل العقوبة ولا يخاف عقبها سبحانه وتعالى ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين امنوا معه ان جهد دائما مع الوحي ان انبياء واتباع الانبياء حتى ولو تلفت الانفس في الدنيا بقتل او شهادة فان الدار الاخرة هي الحيوان هي الحياة الحقيقية يرد اهل الايمان فيها فينالون ما وعدهم ربهم من الفضل والنعيم المقيم. ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والزين امنوا معه برحمة منا برحمة منا والله لولا الله ما اهتدينا. رحمة ربنا ورحمة الله عز جل خير للمؤمنين من اعمالهم. لو رحم الله عز وجل العبد لخير له من عمله. وانما الاعمال اسباب ورحمة الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انه لن يدخل احد منكم الجنة بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. الرحمة الشعور بالمعنى ده ان انت بتنجو من العزاب وتفوز بالنعيم برحمة الله عز وجل. بتترك الهلاك والفساد والطغيان وتستقيم وتسلم طريق الله عز وجل برحمة الله. ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين امنوا معه برحمة منا واخذت والله عز وجل لا يحابي احدا من خلقه. ثم ختمت هذه القصة بقول الله عز وجل عن شعيب فتولى عنهم وقال يا قوم لقد ابلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم ابلغتكم رسالات الله عز وجل في العقائد والعبادات والمعاملات والسلوك فيما الله عز وجل رسالة للنجاة. رسائل الرحمة. لقد ابلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم. النصيحة بزل غاية الخير للمنصوح له. استفراغ الوسع في طلب الخير لمن تنصحه. ونصحت لكم فكيف اسى والاسى الحزن على شيء فائت. فكيف اسى على قوم كافرين؟ وقال الله عز وجل بعد ما زكر هلاكهم في قصة الشعراء قال ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين وان ربك لهو العزيز الرحيم. عزيز مشهد عزته في ختام هذه القصة وغيرها. بالتنكيل والاهلاك للكافرين والمجرمين واعزاز النبي ومن معه. العزة يبقى ده مشهد العزة. ان في زلك اية وما كان اكثرهم مؤمنين وان ربك لهو العزيز الرحيم. رحيم باهل الايمان. ينجيهم من العذاب. ينجز لهم وعده في النعيم المقيم والفضل المبين. ده كان ملخص او سرد لما وقع في قصة شعيب عليه السلام ويبقى ان نقف ان نقف مع بعض الفوائد الهامة في هذه القصة. واخترت آآ ما زكره الشيخ السعدي رحمه الله في اه تفسيره الرائق المليء بالفوائد في سورة هود بعد ما زكر قصة شعيب قال وشعيب عليه السلام كان يسمى خطيب الانبياء. لحسن مراجعته لقومه. وفي قصته من الفوائد والعبر شيء كثير. منها من الفوائد الهامة في هذه القصة ان الكفار كما يعاقبون ويخاطبون باصل الاسلام اللي هو اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ما لكم من اله غيره. فكذلك يخاطبون بشرائع الدين فروعه لان شعيبا دعا قومه الى التوحيد ودعاهم اليه كمان ايفاء الكيل والميزان ونهاهم عن فساد في الارض وعن الصد عن سبيل الله. يبقى الكفار يخاطبون باصل الاسلام ويخاطبون كذلك بفروع الشريعة. والله عز وجل جعل الوعيد مرتبا على المجموع. من الفوائد ايضا ان نقص المكاييل والموازين من كبائر الذنوب. وتخشى آآ العقوبة العاجلة على من تعاطى ذلك. وان ذلك من سرقة اموال الناس. وازا كان سرقتهم في المكاييل والموازين اجيب للوعيد فسرقتهم على وجه القهر والغلبة من باب اولى واحرى. في الحديس لا يحل مال امرئ مسلم الا عن طيب نفس منهم وفي الحديس كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. عشان كده كان مكس او المكاس اللي هو اخز الضرائب من الناس قهرا من الكبائر. والعلماء ضبطوها. وقالوا ان الضرايب اصل ليس في المال حق حق سوى الزكاة. هتاخد من الناس ضرايب ازاي؟ وتشارك الناس في ارباحها ليه الكلام ده اا ورد عندك في الشريعة ما يمنع منه واستسنى العلماء في باب السياسة الشرعية بعض احوال ليضطر فيها الحاكم ان يفرض رائد بصورة مؤقتة لسد حاجة معينة او غير ذلك. طب اللي بيقهر الناس على اموالهم اللي هو سرقة بالاكراه ما هي ده داخلة في نفس الباب وايه واشد. طب اللي بيأكل اموال الناس بالباطل بينصب على الناس او بيجحد اموالهم ده داخل في نفس المعنى واشد. ولزلك الشيخ بيقول وهزه موجبة للوعيد وسرقتهم على وجه القهر والغلبة من باب اولى واحرى. فنصيحة التحري التحري في التعامل مع اموال الناس. سواء بقى انت بتشاركهم سواء انت بتبيع بتشتري بتقترض بتشارك بتضارب التحري في اموال الناس فان هزه الحقوق لها عند الله قدر. قال من الفوائد ايضا ان الجزاء من جنس العمل. فمن بخس اموال الناس يريد زيادة ما له عوقب بنقيض ذلك وكان سببا لزوال الخير الذي عنده من الرزق لقوله تعالى اني اراكم بخير. اي فلا تتسببوا الى زواله بفعلكم. سيدنا شعيب وهو بيأمرهم اه ايفاء الكيل والميزان ونهاهم عن تطفيف الكيل والميزان. قال فاني اراكم بخير ربنا مديكم نعم ربنا مديكم آآ منن. ازا لم تحسنوا التعامل معها زالت عنكم. فالانسان يتقي الله فانه ازا امتدت يده الى الحرام فهزا مؤزن بزوال الخير الزي عنده. ومن الفوائد ان العبد عليه ان يقنع بما اتاه الله من الحلال. ويتعفف بهذا الحلال ويقنع به عن الكسب المحرم فان فيما اعطاه الله غنية كما قال عز وجل بقية الله خير لكم. يعني ما يبقيه الله لكم بالحلال بدون بخس الاسنان وبدون تطفيف الكيل والميزان وبدون اكل اموال الناس بالباطل ما يبقيه الله ولكم عقوبة كزلك على الفسق كما قال عز وجل في قصة اصحاب السبت. قال واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة اذ يعدون في السبت اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون ويوم يسبتون ايه؟ لا يسبتون لا تأتيهم يعني الاسبوع كله فقر. واليوم الوحيد اللي محرم الصيد فيه الاسماك تملى البحر. طب ليه وربنا بيعمل مع الناس كده ليه ؟ الله حكيم قال عز وجل كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون. بسبب الفسق اللي في المجتمع بسبب كسرة المحرمات بسبب انتشار الموبقات والكبائر تضيق على الناس ابواب السبل وسبل الرزق الحلال وتفتح امامهم ابواب وسبل رزق الحرام عقوبة تنكيل من الله عز وجل كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون. فانتبه من هذا. ومنها ان القناعة بالرزق الحلال وما يبقيه الله والتعفف عن المكاسب المحرمة هذا من لوازم من الايمان ومن اساره فان الله عز وجل قال بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين. ومنها من الفوائد ايضا ان الصلاة كانت مشروعة للانبياء المتقدمين. وانها من افضل الاعمال حتى انه مقرر عند الكفار فضلها. وتقديمها على سائر الاعمال. وانها تنهى عن الفحشاء والمنكر. وهي ميزان للايمان وشرائعه فباقامتها تكمل احوال العبد وبعدم اقامتها تختل احواله الدينية. انا اضيف على كلام الشيخ احواله الدينية والدنيوية. ازا وجدت انسانا لا يحيا حياة جيدة فاعلم انه لا يصلي صلاة جيدة اعلم ان عنده خلل في الصلاة. الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. الصلاة توجب للنفس واطمئنانا وسكونا ازا قام بها العبد حق قيامها. فانك ازا قمت بين يدي الله واستجمعت قلبك و تدبرت وخشعت فيما تقرأ في صلاتك فان هذا مفتاح لكل خير. وازا اهمل العبد صلاته واساء فيها ساءت احواله ونسأل الله عز وجل ان يعفو عنه. من الفوائد ايضا ان المال الذي يرزقه الله الانسان فليس له ان يصنع فيه ما يشاء فانه امانة عنده. عليه ان يقوم فيه بحق الله. واداء الحقوق المشروعة والامتناع عن المكاسب المحرمة. لا كما يزعمه الكافرون ومن اشبههم ان اموالهم لهم ان يصنعوا فيها ما يشاء هو كل المشكلة معهم ايه؟ ان انت جاي تقول لنا الوحي والله سبحانه وتعالى ده يحكم في اموالكم. يقول لك ما تعملش المكاسب دي ما ما تتعاملش المعاملة دي. هم كانوا رافضين ده تماما. قالوا يا شعيب اصلاتك تأمرك ان نترك ما يفعل اباؤنا او ان ان نترك ما يعبد اباؤنا او ان نفعل في اموالنا ما نشاء انك لانت الحليم الرشيد. وهو ده نفس كلام العلمانيين. الزين عايزين يفصلوا الدين عن الدولة اللي عايز يقول الناس تعيش انظمة الدولة وانزمة المجتمع بعيد عن الوحي. نزام اقتصادي نشوف النظم الاقتصادية اللي في المجتمع ايه اللي في العالم في انزمة رأسمالية في انزمة اشتراكية في انزمة مختلطة طريق ثالث. طب ده بيعتمد الربا ده بيعتمد الاحتكار. ده بيعتمد مصادرة اموال الناس والتأميم مش شاغل باله ايه الحرام وايه الحلال؟ هو شاغل باله انه يعمل نزام اقتصادي وبس. ويبقى فيه سياسة اقتصادية او آآ مزهب اقتصادي البلد تبدأ تمشي عليه. لأ طبعا المال مال الله كما قال عز وجل واتوهم من مال ايه؟ من مال الله الزي اتاكم. المال مال الله عز وجل وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. يبقى المال ده مال الله ونحن مستخلفون فيه. وهزا المال لا ينفق الا وفق الشرع والدين حكم في كل ده والاسلام حكم في كل ده وهي دي النقاط الجوهرية في الخلاف بين بين ما يسمى المنهج الاسلامي او اصحاب التوجه الاسلامي وبين العلمانيين هي ده هو بيقول لك ما تزايدش علي انا اسمي محمد او احمد او عبدالله وانا مسلم زي زيك وبحج وبصوم اقول له طيب الحج والصيام ده شعائر لا نقلل منها ابدا. لكن قل لي بقية حياة حياتك عايشها ازاي؟ انت بتنادي المجتمع يعيش ازاي؟ يقول لك لا افصل الدين عن الحياة افصل دي عن حياة الناس. لأ دي من الفوائد هنا ان التعامل بالاموال بالوحي هو القرآن لما اتكلم عن الربا قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعاف مضاعفة وقال اتقوا الله ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين. انا عايز النهي عن الربا ده كان بيخاطب به مين؟ وده مش كان ده في النزام الاقتصادي؟ الامر بالتكافل للبيع ما هو ده في الاقتصاد وغير زلك. يبقى ان المال الذي يرزقه الانسان لا يتصرف فيه بهواه وانما وفق ما شرعه الله عز وجل والله حكيم لا يشرع شيئا الا لحكمة. ومنها من الفوائد ان من تكملة دعوة الداعي وتمامها ان يكون اول مبادر لما يأمر غيره به. واول منته عما ينهى غيره عنه. قال وما اريد ان ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه. وذم الله عز وجل اقواما فقال لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلوه. فلابد حتى ينتفع المصلح والداعي بدعوته وحتى تنشرح له الصدور وتفتح لها القلوب. لابد ان يكون هو اول من يطبق ذلك. مواعظ الواعظ لن تقبل حتى يعيها قلبه اولا. فيا قومي من اظلم من واعظ خالف ما قد قاله في الملأ اظهر بين الخلق احسانه وبارز الله بالعصيان لما خلا. ونسأل الله السلامة. كذلك من الفوائد ان وظيفة الرسل وسنتهم وملتهم هي ارادة الاصلاح بحسب القدرة والامكان. فالرسل اتوا بتحصيل المصالح وتكميلهم او بتحصيل ما يقدر عليه منها وبدفع المفاسد وتقليلها. ويراعون المصالح العامة على المصالح الخاصة وحقيقة المصلحة هي التي تصلح بها احوال العباد وتستقيم بها امورهم الدينية والدنيوية يبقى الانبياء قضيتهم الاولى ملخصة فيما ذكره شعيب عليه السلام. ان اريد الا الاصلاح ما استطعت اصلاح العقائد اصلاح العبادات اصلاح الاخلاق اصلاح المعاملات اصلاح النفوس وتزكيتها اصلاح القلوب وآآ تنقيتها من امراضها اصلاح المجتمع الاصلاح ايه نقوله الاصلاح بس ما استطعت بقدر الطاقة والاستطاعة لا يكلف الله نفسا الا وسعها. والمصلحة والاصلاح هنا بالاعتبار الشرعي. مش باعتبار العمران والمدنية فقط. والا فبعض الناس يقول لك طب اما اشوف وشوف الاوروبيين وايه لأ هؤلاء اتوا باي وجه من اوجه الاصلاح جزء يسير من اوجه الاصلاح وهو عمارة الدنيا وما عندهم من اخلاق او عادات فيها آآ من الميزات زي مثل العدل والتكافل وغير هذا انما هي من بقايا اما غير كده فاين اصلاح العقائد عندهم؟ اين اصلاح الاخلاق عندهم؟ اين اصلاح النفوس؟ اين اصلاح القلوب؟ اين المعاملات معاملات بقى المادية البيع والشرا والاجارة والهبة وغير زلك فبس حتى لا ننخدع بمسل هزا الكلام. يبقى المصلحة المعتبرة التي اتى بها هي المصلحة الشرعية اللي مردها للوعي. ومن الفوائد ايضا ان من قام بما يقدر عليه من الاصلاح لم يكن ملوما ولا مذموما في عدم فعله ما لا يقدر عليه. فعلى العبد ان يقيم من الاصلاح في نفسه وفي غير ما يقدر عليه. دي مهمة جدا. في زمان الغربة حين تستوحش كمصلح من عموم المجتمع وما انتشر فيه من الفساد ان لم يكن عندك فهم دقيق لهزه الجزئية تسرب اليك امراض الوهن والضعف والاستكانة. امراض الهزيمة النفسية والاحباط والاسى عشان كده ربنا سبحانه وتعالى قال وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير. في وسط الاستضعاف بتطلع امراض فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا. انتبه للمعاني دي لا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون. انت لو فهمت حقيقة التكليف اللي انت منوط بك بترتاح. لا يكلف الله نفسا الا وسعها. ان اريد الا الاصلاح مصلحة تصلح في نفسك في اهل بيتك وبتقوم بقى واجب الاصلاح في المجتمع. طب المفاسد بتزيد والناس بتبعد لن يسألك الله الا تقدر عليه فقط. يأتي النبي يوم القيامة وليس معه احد. النبي اللي جه ما عهوش حد ده. لوحده كده. جاي بقى عمل ايه؟ هل هزا النبي قصر في البلاغ حاشاه بالاجماع الانبياء معصومون ايه؟ عن التقصير في البلاء. طب امال ايه اللي حصل؟ خلاص. قدر الله الا يؤمن الناس. ما فيش مشكلة قال الله عز وجل لنبيه انما انت منذر ولكل قوم هاد. قال ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. ونزلت في وفاة عمه ابي طالب. فالامر في الباب ده يجعل المصلح صاحب همة عالية عزيمة ماضية لا يصيب امراض الاستضعاف. اللي هي الضعف والاستكانة والوهن والحزن والاحباط وغير زلك. ومن الفوائد ايضا ان العبد ينبغي له الا يتكل على نفسه طرفة عين. بل لا يزال مستعينا بربه متوكلا عليه سائلا فيق منه سبحانه وتعالى. وازا حصل له شيء من التوفيق ينسبه لمولاه. ووليه ربه سبحانه وتعالى. قال وما توفيق الا بالله عليه توكلت واليه انيب. ومنها اي من الفوائد الترهيب باخزات الامم. وكذلك اخذ ربك ازا اخز القرى وهي ظالمة. ان اخذه اليم شديد مسل زلك. الله عز وجل اذا غضب على قوم فعاقبهم فانا عقوبته شديدة. فلما اسفونا انتقمنا منهم. فاغضبوا الرب جل وعلا والتمرد على شرعه ومعاندة امره منذر بالهلاك. وكما قال عز وجل وما هي من الظالمين ببعيد. فكل من كان من الظالمين فليعد لعقوبة الله عدة. ونسأل الله العافية. يبقى ينبغي ان يرهب المرء ما وقع للامم والمسونات والاخزات التي اخذت بها الامم. كذلك من من الفوائد المهمة ان تعب من الزنب كمن لا زنب له. يمسح عنه زنبه ويعفى عنه كأن لم يكن. بل ان الله يحبه ويوده. فالتائب مهما سبق منه من جرم. ايه الدليل ان شعيب عليه السلام قال لقومه بعد كل ما لاقاه منهم سخرية وتكزيب وكفر وعناد وتهديد قال واستغفروا ربكم استغفر الله العظيم. ثم توبوا اليه. ان ربي رحيم ودود يعني مهما سبق منكم من كفر وعناد وطغيان استغفروا ربكم وتوبوا اليه ان ربي آآ رحيم ودود يصيبكم من رحمته ومن محبته ومن وده سبحانه وتعالى. ومنها ان الله يدفع عن المؤمنين باسباب كثيرة من الفوائد. قد يعلمون بعضها وقد لا يعلمون شيئا منها بما دفع عنهم بسبب قبيلتهم او اهل وطنهم الكفار. كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه وان هزه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الاسلام والمسلمين لا بأس بالسعي فيها بل ربما تعين ذلك لان الاصلاح مطلوب على حسب القدرة والامكان. واستدل بالدليل ده اللي بيجوزه دخول المجالس النيابية والاشتراك في الحكومات حتى في الدول التي لا تحكم بالشرع. قالوا اذا بشرطين الشرط الاول انه يحقق البراءة من هذا المنكر اعتقادا وقولا وازهارا لها. البراءة من كل ما يخالف آآ شرع الله عز وجل وكل ما يخالف حكم الله عز وجل سانيا ان يكون له نية صالحة في هذا الامر بانه يكثر الخير ويقلل الشر. واستدلوا بها ان الداعي والمصلح لا حرج عليه ان يبحس عما يؤمن له دعوته. فلو ان انسان في امكانه ان يحصل حصانة معينة ومن خلال يدعو الى الله عز وجل فيأمن من بعض الاضطهاد او من بعض التنكيل او التضييق فان هزا امر مشروع. بشرط الا ابذل في سبيل زلك دينه. ودوا لو تدهن فيدهنه. لأ ما ينفعش يدهن. ما ينفعش يداهن. ما ينفعش يبذل دينه في سبيل زلك. لكن ينتفع بمسل هزه الروابط او هزه الحصانات او هزه المواقع او الجائز طبعا. حتى الشيخ هنا بيقول فعلى هزا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الافراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية لكان من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية. وتحرص على ابادتها وجعلهم عمله وخدما له نعم ان امكن ان تكون الدولة للمسلمين وهم الحكام فهو المتعين. ولكن لعدم امكان هزه المرتبة فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة. والله اعلم. تتمة الفوائد حسن الاسلوب في مخاطبة المدعوين الصبر على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر استعمال الوسائل الدعوة المختلفة من الترغيب والترهيب ومن اقامة الحجج العقلية ومخاطبة العاطفة. من الفوائد التجرد في الدعوة الى الله عز وجل وعدم طلب الاجر من من اي احد كائنا ما كان. كما قال عز وجل وما اسألكم عليه من اجر الى اجره الا على رب العالمين يقول ابن تيمية رحمه الله الدعوة الى الله هي الدعوة الى الايمان به وبما جاءت به رسله بتصديقهم فيما اخبروا به وطاعتهم فيما وزلك يتضمن الدعوة الى الشهادتين واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والدعوة الى الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعس بعد الموت والايمان بالقدر خيره وشره. والدعوة الى ان يعبد العبد ربه كانه يراه. ولا يطلب على ذلك اجره. كذلك من الفوائد المهمة في هذه القصة العظيمة ان العاقبة للمتقين وان الله ازا مكل بالمكذبين فانه شديد العقاب. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلني واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم