ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم. وبعد فان ان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم. وشر الامور محدثاتها. كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم اما بعد. مع حلقة جديدة من سلسلة قصة موسى عليه السلام مع قومه. وما ورد من ذكرها في القرآن بعد ان عتى وتجبر وتكبر قوم موسى فاظهروا العناد والشقاق وقالوا بنبرة ملؤها الاستعلاء والكبر مهما تأتنا به من اية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنون منين وبعد ان تكرر منهم نكس العهد فقد عاهدوا موسى عليه السلام مرارا ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني اسرائيل. فلما افنى عنهم العجز الى اجل هم بالغوه اذ هم يمكثون. نكسوا وتكرر منهم النكسة والنقد وازن الله عز وجل لموسى عليه السلام بان هؤلاء قد طبع على قلوبهم او ان هؤلاء قد لا يؤمنون. هنا توجه موسى عليه السلام الى ربه قائلا ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة واموالا في الحياة الدنيا. رب ليضلوا عن سبيلك. ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم. فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم. موسى عليه السلام قد امتسل كلام ربه فان الله عز وجل قد امره واوحى اليه كما قال عز وجل في اه كتابه واوحينا الى موسى واخيه ان تبوأ لقومكما بمصر بيوتا. واجعلوا بيوتكم قبلة وكذلك اذا اضلوا الناس فانهم ما اضلوهم الا وهم ضالون مثلهم طيب ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة واموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك اللام هنا العلماء وقفوا عليها واقيموا الصلاة وبشر المؤمنين. كان على صعيد تهيئة بني اسرائيل وتعبئتهم التعبئة الروحية فان ساعة الحسم قد اقتربت وان الفصل بين بني اسرائيل وبين القوم المتجبرين المتكبرين من فرعون واله قد اقتربت ساعة الحسم. فلابد من تعبئة روحية وتهيئة ايمانية مع التعبير النظامية حتى يسهل الخروج من بني اسرائيل من مصر. فاوحى الله عز وجل لموسى عليه السلام ولاخيه ان بوأ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة كما يقول صاحب التحرير والتنوير فانهم كانوا يسكنون قبل ذلك في بيوت. ولكن المقصود ان يسكنوا في بيوت اخرى غيرها. ان يسكنوا في بيوت اخرى غيرها وكانه قد امر ان يخرج بهم الى البادية ويتخذوا بيوتا يستخفونها من الوبر والشعر والخيام وكانت هزه البيوت تقام فيها صلواتهم بعدما ضيق عليهم فرعون وبعدما شدد عليهم في امر العبادة. فكان من هذه التهيئة الروحية ان اه يأمر موسى عليه السلام قومه ان يتخذ ان يتخذوا بيوتا وان يجعلوا بيوتهم قبلة على ما ورد في التفسير يعني ان يوجهوها تجاه القبلة وقيل يتخذوها مساجد. وقال سعيد بن الزبير لتكون متقابلة بعضها لبعض. لتتمكن الروابط الاخوية يحدس التلاحم والترابط بين بني اسرائيل. التعبئة الروحية التعبئة النظامية ضروريتان في غاية الضرورة. خاصة قبيل المعارك والمشقات وبعض الناس يستهين بهزه التعبئة الروحية ولكن سبحان الله يعني كل قصص القرآن اللي فيها اثبات الصراع وعرض الصراع بين قوى الكفر وبين اهل التوحيد والايمان. بل كل التجارب الواقعية التي سطرها التاريخ تثبت ان العقيدة هي السلاح الاول والحاسم في المعركة. وان اي سلاح مهما تقدم وتطور في يد جند خائن العقيدة لا يساوي شيئا عندما تشتد المعارك فكان لابد على اهل الايمان مهما اشتد بهم البلاء ان يحرصوا دائما على هزه التقوية الروحية والاعداد الروحي العقدي لعباده من تهيئة النفوس واتصالها بالله عز عز وجل مهما اشتد الامر مهما كثرت البلاء مهما كثرت الابتلاءات ومهما اشتدت الغربة لابد ان يتهيأ ويتعبأ تهيئة وتعبئة عقدية روحية ايمانية عبادية يستحق بها ان يتنزل عليهم نصر الله عز وجل ويستجلب بها المعية والتأييد من الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام بدأ هذا الدعاء بقوله. قال الله عز وجل وقال موسى ربنا استفتاح هزا الدعاء بربنا ليه التوسل الى الله عز وجل بقهره وربوبيته وقوته وقدرته على الخلق مع التوسل بالانكسار والعجز والعبودية فانت ربنا سيدنا خالقنا مدبر امرنا انت القوي القدير المتين سبحانك. وانا عبد مربوب منكسر فقير. اسألك بربوبيتك ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة واموالا في الحياة الدنيا الزينة اسم لما يتزين به الانسان من الملبس واواني الطعام والشراب من المركب من المسكن كل ما يستعمله الانسان في حياته ملابس مطاعم مشارب اواني مراكب مساكن كل هذا ما يتزين به الانسان يسمى زينة. وهي تطلق على كل ما يستعمله الانسان للرفاهية. وكانت الفراعين بلغوا منزلة كبيرة في هذه الزينة وهزه الرفاهية. او ما يعرف حاليا بالحضارة فرعون ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة واموالا. والمال يشمل الزينة ويشمل غيرها اه مما يتملكه يتملكه الانسان ويصرف به شئون حياته طيب موسى عليه السلام يزكر زلك والله عز وجل به عليم. يعني ربنا يعلم زلك. لكن العلماء يقولوا هذه مناسبة استفتاح الدعاء مناسبة لاستفتاح الدعاء. يعني يهيئ الامر ويستفتح ويذكر بين يدي دعائه انك يا ربنا قد اعطيت هؤلاء زينة واموالا فيسموها يسميها العلماء توطئة للدعاء عليهم وليس المقصود حقيقة الاخبار فان موسى عليه السلام يوقن بان الله يعلم ذلك. قال موسى عليه السلام ربنا انك اتيت فرعون عون وملأه زينة واموالا في الحياة الدنيا. ربنا ليضلوا عن سبيلك قرأ الكوفيون عاصم وحمزة والكسائي قرأوا بالضم ضم الياء ليضلوا عن سبيله. وقرأ غيرهم ليضلوا عن سبيله والقراءتان متلازمتان لمازا او ان معناهما متحد لانهم ازا ضلوا في انفسهم وهم قادة قومهم وكبراؤهم كان ضلالهم تضليلا لغيرهم الا ذلك هو الخسران المبين. كذلك قال الله عز وجل فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول رب ما معنى ليضلوا عن سبيلك زهب آآ علماء البصرة الخليل وسيباويه وده اللي اختاره آآ الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله وكذلك عليه كثير من المفسرين ان اللام هنا لام السيرورة والعاقبة كقول الله عز وجل فالتقطه ال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا. يعني ليصير لهم عدوا وحزنا ما هو اللام هناك لها ايه؟ يعني نفسرها على ايه؟ في معنى للسيرورة والعاقبة في معنى للتعليل فالقول الاول في هذه الاية انها تكون لام الصيرورة والعاقبة وهزا كما قلت نصره الخليل وسيباويه والاخفش واصحابهم على نحو قوله عز وجل فالتقطه ال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا هذا اختيار اه الطاهر بن عاشور كذلك في التحرير والتنوير. ومعنى وجيه فان الله عز وجل انزل اليهم المال اختبارا وابتلاء لكن ال امرهم ان سيروه لاضلال الناس ليضلوا ويضلوا عن سبيل الله عز وجل. والقول الساني وده اللي اختاره ابن جرير ان هنا لام التعليل وده اللي اختاره ابن كثير ولم يذكر غيره. اللام هنا لام للتعليل. كقول الله عز وجل لنفتنهم فيه واسقيناهم ماء غدق لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا. يبقى هنا ربنا سبحانه وتعالى اعطاهم مالا وزيرة بوفرة وكثرة ليضلوا يعني ليستدرجهم بهذه النعم ليقعوا في الاضلال الضلال وليكون بزلك قد استوجبوا عقاب الله عز وجل وهزا اختاره الامام الطبري كما قلت. وكزلك ابن كسير رحمه الله. وزهب بعضهم الى ان اللام هنا لام الدعاء كما قال ابن الانباري انه يدعو عليهم يعني ربنا ليضلوا عن سبيلك يعني اللهم اجعلهم ضالين فاللام هنا كانها لام الدعاء عليهم وهزا وجه بعيد طيب ربنا ليضلوا عن سبيلك. يبقى لام العاقبة والسيرورة او لام التعليل وده اللي اختاره ابن جرير وابن كسير وان هزا كان من الله عز وجل استدراجا لهم بالنعم. وفيها فائدة مهمة ان كل انسان منا ينظر فيما في حاله في زينته في امواله في اولاده في منصبه في وضعه ويرى كيف ال وضعه الان بعد هذه النعم كيف صار امره في امور الشريعة في امور الاخرة في امور الدين امره ايه في ازدياد ام في نقص هزه النعم الزينة الاموال قربتك من الله عز وجل ام كانت سبيلا للاستدراج بي الاستدراجك والتردي بك نحو مهاوي العقوبة والسخط والعياذ بالله. ربنا انك اتيت فرعون وله زينة واموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك. ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم. ليه ايه معنى الكلام الزينة سبب الكبر والخيلاء والطغيان على الناس. وكسرة الاموال تمكنهم من زلك وتخضع رقاب الناس لهم كما قال عز وجل كلا ان الانسان ليطغى كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى الزينة توجب او تكون سبب للكبر والطغيان والخيلاء على الناس وكثرة الاموال هي تمكن من الزينة وكزلك تستعمل في اخضاع الرقابة. ولزلك خشي موسى عليه السلام ان يفتن الخلق ليه يفتن الناس؟ لما نجد ان الكافر العاتي المتمرد العنيد المتجبر معه كل هزه الاموال وكل هزه الزينة اما ان يكون زلك اغراء لبعض ضعاف النفوس وبعض مرضى القلوب ان يتفلت من احكام الدين. او ان فيما هو فيه. احنا هو احنا صح ولا غلط؟ ومعقول نبقى احنا صح والكفرة والملحدين والمجرمين معهم كل هزا العدد والعتاد الخيلاء والزينة والاموال. معقول والتمكين! عشان كده ربنا سبحانه وتعالى في اكثر من موضع من القرآن يعالج معنى هذه القضية. قال الله عز وجل ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة. الا ذلك هو الخسران المبين. يبقى المال والزينة دي اختبار وابتلاء. ليس علامة رضا وليس علامة صحة منهج. وليس علامة سداد بعض الناس بيضل بهزا الامر ربنا بيحكي لنا الحكاية دي من الناس من يعبد الله على حرف يعني على وجه من الخصب والسعة والنماء وكثرة الاموال والاولاد. ان لم حقق له زلك قال هذا دين شؤم والعياذ بالله فينقلب. ان اصابه خير ايه هو الناس ما يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به. وان اصابته فتنة انقلب على وجهه ارتد والعياذ بالله. خسر الدنيا والاخرة باهانة كلا بل لا تكرمون اليتيم. كلا يعني هزا كان ليس صحيحا ليس الاعطاء علامة الاكرام وليس الرزق علامة الاهانة. كلها ابتلاء ابتلاه ربه فاكرمه ونعم. ابتلاه فقدر عليه رزقه. ولزلك الله سبحانه وتعالى يعلم خلقه ويعلم النفوس والقلوب التي تمرض بمثل هذا. فقال سبحانه وتعالى ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ببيوتهم ابوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا. لولا ان يكون الناس امة واحدة في الكفر. كلهم يتواطؤوا على الكفر لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة. ربنا بقى يجزل لهم المثوبة استدراجا حتى تحكم عليهم الايه؟ العقوبة. فلا يفلتوا منها. السبب الساني اللي ممكن يضل به الناس ان هؤلاء الطغاة اذا كثرت اموالهم وكثرت زينتهم كان هزا مدعاة لتجبرهم وتكبرهم وشعورهم انهم على الصواب. واستعمالهم هذه الاموال في ازلال يعني تعذيب واهانة غيرهم من اهل الايمان واهل التوحيد فهذا الامر اصاب موسى عليه السلام بالخوف ازا هو غارة لله واشفق على عباد الله ان تصيبهم فتنة من جراء هذا. فدعا ربه هزا الدعاء. لم يدعو هزا الدعاء انتقاما لنفسه ولم يدعوه تشفيا ابدا. انما حمله على ذلك الغيرة لله سبحانه وتعالى ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا وحتى يروا العذاب الاليم. يعني يا رب اطمس. على اموالهم واشدد على قلوبهم ايه معنى الطمس؟ الطمس معناه الاتلاف والاهلاك ومحو اثر الشيء يقال طمس الشيء ويطمث طموسا اذا زال بحيث لا يرى ولا يعرف لذهاب صورته. يعني يا رب انزل بهم اهلاكا واتلافا يمحو اثار ما عندهم وهناك معنى اخر ورد في هذه الاية هو ان طمس اموالهم انها تصير حجارة كما اه ذكر ذلك عن محمد بن كعب القرظي قال اطمس على اموالهم يعني اجعلها حجارة. وخلقت هذا بلغنا ان زروعهم تحولت حجارة ويروى مسل زلك عن اه عمر ابن عبدالعزيز انه اه قرأ على محمد ابن كعب هذه الاية فقال له عمر بن عبدالعزيز يا ابا حمزة اي شيء الطمث؟ قال عادت اموالهم كلها حجارة. فقال عمر بن عبدالعزيز لغلام له ائتيني بكيس. فجاءه بكيس يعني من عند آآ كان حصله من مصر فاذا فيه حمص وبيض قد قطع حول حجارة. يعني في كل اموالهم اتحولت لحجارة والقول الساني انه الطمس يعني الاتلاف والاهلاك. باي طريقة يقدرها الله عز وجل. واشدد على قلوبهم. اشدد على قلوبهم الشد الربط باحكام. يعني يا رب اربط على هذه القلوب واطبع عليها ربطا محكما وشدا محكما بحيث لا يدخل اليها شيء من الهدى. نعوذ بالله. ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم. فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم. هزا دعاء عليهم ان يطبع الله على قلوبهم حتى يوافوا الله عز وجل كفرة لا يؤمن فيصيبه العذاب الاليم ويهلك على هذا الكفر. ابن كسير رحمه الله يقول وهذه الدعوة كانت من موسى عليه السلام غضبا لله ولدينه على فرعون وملأه الذين تبين انه لا خير فيهم ولا يجيء منهم شيء كما دعا نوح عليه السلام فقال ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا. وهنا مسألة مسألة فقهية يقول القرطبي رحمه الله وقد استشكل بعض الناس هذه الاية فقال كيف دعا عليهم وحكم الرسل استدعاء ايمان قومهم فالجواب انه لا يجوز ان يدعو نبي على قومه الا باذن من الله واعلام انه ليس فيهم من يؤمن ولا يخرج من اصلابهم من يؤمن دليله قول نوح عليه السلام انه قال الله له انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن. قول الله عز وجل لنوح انه لا يؤمن قومك الا من قد امن وعند ذلك قال نوح ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا. المسألة دي مسألة مهمة عشان بعض الناس هيسأل يقول هل يجوز ان احنا ندعي على واحد انه يموت كافر ما هو بعض الناس كده لما يتعرض آآ ظلم لما يتعرض لاهانة لما يتعرض للبغي. ويجد في قلبه نار تحرق وليس له متنفس. لا يستطيع ينتصر لنفسه فممكن يعتدي في الدعاء فيدعو على ظالمه ان ربنا يبتليه ويموت كافر او انه يموت مرتد الكلام ده غير صحيح الامام احمد رحمه الله قال الدعاء قصاص ومن دعا على ظالمه فما صبر لكن عموما الدعاء يشرع على الظالم بما لا يتجاوز مظلمته يقول الامام القرافي رحمه الله في الفروق وحيث قلنا بجواز الدعاء على الظالم فلا تدعو عليه بمؤلمة من انكاد الدنيا لم اقتضيها جنايته عليك بان يجني عليك جناية فتدعو عليه باعظم منها فتكون جانيا عليه بالمقدار زائد والله تعالى يقول فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. ولا تدعوا عليه. ودي مهمة جدا. انما القراف يقول ولا تدعو عليه معصية من معاصي الله ولا بالكفر صريحا او ضنيا يعني ما تدعوش عليه بالكفر او بالردة او غير زلك. يقول لي طب ما سيدنا موسى دعا. سيدنا موسى ده الوحي سيدنا موسى ربنا سبحانه وتعالى ازن له في زلك لزلك ربنا لم يلومه. بل قال قال قد اجيبت دعوتكما. فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذي لا يعلمون. العجيب ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو من هو في منزلته سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم لما في غزوة احد تعرض الجرح اللي تعرض للجرح آآ اسرت رباعيته وجحشت ركبتاه ودخلت حلقات المغفر في وجنتيه صلى الله عليه وسلم وسالت الدماء الشريفة من وجهه صلى الله عليه وسلم من رأسه من قدمه ومن ركبتي فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ودعا على على اناس باعينهم على صفوان ابن امية وعلى سهيل ابن عمرو والحارس ابن هشام فنزل قول الله عز وجل ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون. ومن هؤلاء الذين دعوا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم من تحولوا بعد زلك الى الاسلام وصاروا من عباد الله الصالحين وصحابة ابرار وكان لهم جهود في خدمة الدين ونصرة يقول السعدي رحمه الله تعليقا على هزه الاية يعني انما عليك البلاغ وارشاد الخلق والحرص على مصالحهم وانما الامر لله تعالى. هو الذي يدبر الامور ويهدي من يشاء ويضل من من يشاء فلا تدعو عليهم بل امرهم راجع الى ربهم. ان اقتضت حكمته ورحمته ان يتوب عليهم. ويمن عليهم بالاسلام فعل وان اقتضت حكمته ابقاءهم على الكفر وعدم هدايتهم فانهم هم الذين ظلموا انفسهم وضروها وتسببوا فعلا اي فعل الله به زلك وقد تاب الله على هؤلاء المعينين وغيرهم فهداهم للاسلام رضي الله عنهم وفي هذه الاية ما يدل على ان اختيار الله غالب على اختيار العباد وان العبد وان ارتفعت درجته وعلى قدره قد يختار شيئا وتكون الخيرة والمصلحة في غيره. وهزا كان مما اه رجع فيه النبي صلى الله عليه وسلم وصوب فيه آآ اختياره صلى الله عليه وسلم. ازا اه يجوز الدعاء على الكافرين دعاء عاما كما سبت في دعاء القنوت في في قنوت الوتر عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة انهم كانوا يدعوا على اليهود والنصارى دعاء عاما اما الدعاء على شخص بعينه ان يموت على الكفر والا آآ يمن الله عز وجل عليه بالاسلام فهذا لا اه يشرع انما وقع لبعض الانبياء حين اعلمه الله بان قومه لن يؤمنوا وهو وحي لم يعد آآ لهم متسع الان فان النبوة وقد انقطعت وانقطع خبر السماء عنا بموت النبي صلى الله عليه وسلم طيب يبقى وقال موسى ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة واموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك. ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم. فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم قال قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون. قال الله عز وجل لموسى عليه السلام ولاخيه هارون قد اجيبت دعوتكما. مع ان اللي دعا موسى عليه السلام. لكن لما كان هارون واثقا له في المنهج ومعه في بنفس الطريق يحمل نفس الهم ويقوم بنفس البلاغ والدعوة. اشركه معه في الضمير. كذلك قال بعضهم ان موسى عليه السلام دعا وان هارون قد امن على الدعاء فسمي التأمين دعاء قال قد اجيبت دعوتكما. طيب اجابة الدعوة دي منة من الله عز وجل اجابة الدعاء منة من الله عز وجل. فمات يعقب هذه المنة ان يشكرها الانسان وغاية الشكر ان الانسان يستقيم على طاعة الله لان الانسان يستقيم على طاعة الله عز وجل. لذلك قال الله عز وجل فاستقيما فاستقيما امرهما بالثبات والاستقامة على ما هم عليه من الوحي والحق والدعوة رغم كل الصعوبات والمعوقات فاستقيما. والامر بالاستقامة ورد كزلك لنبينا صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا. انه بما تعملون بصير وكزلك مدح الله عز وجل عباده قال ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا. وقال ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا. يعني بعد ما امنوا استقاموا على هزا الايمان فلم ينتكسوا ولم يرتكسوا ولم يرتدوا على اعقابهم. وكذلك كان من احاديس النبي صلى الله عليه وسلم التي عدت من جوامع كلمة. وآآ عدت من اصول الاسلام حديث سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه. اخرجه مسلم وغيره قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. قال قل امنت بالله ثم استقم. الاستقامة آآ فسرها السلف بتفسيرات متعددة. وهي كلها حق فسروها بالاستقامة على التوحيد والاستقامة على الامر والنهي استقامة على الطاعة وعدم المراوغة روضان الثعالب غير زلك فالاستقامة اصلها استقامة القلب فيستقيم القلب على الايمان حبا لله. وخوفا ورجاء وتوكلا وانابة. وشوقا اليه سبحانه وتعالى زهدا في الدنيا ورغبة فيما عند الله. وشكرا لنعمه وصبرا على بلائه ورضا بقضائه. خلوا بالكم اخواني ان دي عبوديات الطائفة المؤمنة في مرحلة الاستضعاف في مرحلة القهر والتعرض للابتلاءات فاستقيم امر لموسى عليه السلام واخيه ولمن ورائهم من بني اسرائيل الاستقامة اصلها يكون في القلب استقامة القلب على الايمان حبا لله عز وجل وخوفا ورجاء وتوكلا وانابة ورضا. وزهدا في الدنيا ورغبة في الاخرة اخرتي وشكرا لنعم الله وصبرا على بلائه. واستقامة القلب هذه يتفرغ عليها بعد ذلك انواع اخرى من الاستقامة منها استقامة اللسان واستقامة السمع واستقامة البصر استقامة البطن واستقامة فرج فلابد للمؤمن ان يكون مهتما بحال قلبه وبما يرد عليه مفتشا فيما يقع في من خواطر وارادات وعزائم. ينظر فيها مستبصرا من اين اتته فهي مما امر الله عز وجل به ام هي مما يلقي الشيطان من بذور الشر والفساد؟ لتنبت في القلب انواع الامراض التي يريد ان يهلك بها انسان من ارادة العلو والفساد في الارض. ارادة العلو بالرياسة والملك والسلطان وارادة الفساد بالتعباع هواتي الدنيئة الخسيسة. ولزلك جعل الله الدار الاخرة للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا وجعل العاقبة للمتقين. فاصل الاستقامة يكون استقامة القلب وحسن توجهه الى الله ويتفرع عنه بعد زلك استقامة الجوارح. وهذا مما نعاني منه الان. ودي من الامراض اللي بتصيب الطائفة المؤمنة ان يكون افرادها مع ما هم فيه من بأساء وضراء وما هم فيه من قهر وظلم وابتلاء وتضييق ومصادرة لحقوقهم الا انهم لا يقومون بالعبودية اللائقة. لا يحققون الاستقامة سواء في امور العقيدة والايمان او في الاستقامة في العبادات على الاستقامة على العبادات يعني اداء العبادة على وجهها وفي وقتها وعدم التقصير فيها وكذلك التزام السنة في اداء العبادات لاستقامة في كف النفس عن المحرمات ومواجهة الشهوات بالصبر وبالزهد في الدنيا هزا امر في غاية الاهمية فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون هنا توجيه اخر للطائفة المؤمنة. مع لزوم الاستقامة كما قلنا في العقائد والايمان والعبادات والمعاملات والاحوال وكف النفس عن المحرمات لا تتبعان سبيل الذين لا يؤمنون الكامل من سبيل الزين لا يعلمون. الزين لا يعلمون يدخل فيهم مين ؟ يدخل فيهم الكفار رأسا كما قال عز وجل في اه سورة اه الروم ولكن كثيرا من الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا ولكن اكثرهم لا يعلمون يعلمون ظاهرا من حياة الدنيا فمع الكفار ما هم فيه من معرفة الدنيا واسبابها واوجه التلقي فيها الا انهم في الحقيقة لا اعلمون في الحقيقة يوصفون بالجهل وعدم العلم ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا. فالذين كفروا على اختلاف انواعهم واصنافهم يهود نصارى ملحدون اه مرتدون عن الاسلام ومنابذون لاهل الملة ومنابذون لشرع الله عز وجل فكل هؤلاء يدخلون رأسا في الذين لا يعلمون. الذين لا يعلمون من المنافقين والزنادقة الذين يظهرون الاسلام ويبطلون الكفر ويظهر نفاقهم ويظهر بغضهم لله ولرسوله ولدينه. في اقلامهم المسمومة وفي المشؤومة وما يبثونه في المجتمع المسلم من الامراض والتشكيك في ثوابت الاسلام والاعتراض على احكام الشريعة وانتقاص النبي صلى الله عليه وسلم والطعن في ثوابت الملة. يدخل في الذين لا يعلمون المبتدعة الضلال الذين احدثوا في دين الله ما ليس منه. يدخل في الذين لا يعلمون الجهال الذين اعرضوا عن الكتاب والسنة وهو المصدر الحقيقي للعلم وخاضوا في الفلسفات الفاسدة وعلم الكلام اه اه الذي لا اه يمكن ان يثبت عقيدة ولا ان يزيلوا شكوكا من القلب. تركوا الوحي المنزل وعمدوا الى اراء الرجال. والمذهبية البغيضة في في في صورتها المذمومة والا فان هناك في المزهبية صورة مقبولة تلقتها الامة بالقبول. وهو التعلم عن طريق المذاهب كمدارس فقهية للتعلم. والاستفادة من تراس الائمة اما والعلماء فيها لكن ان تتحول المزهبية الى غاية تقدم على الوحي المنزل من عند الله عز وجل ويتبع المرء كلام متأخري المزاهب المناقض لصالح الادلة المناقض لكلام الائمة الاول الكبار بزعم ان هزا هو المزهب ولا يسعني الخروج عنه هزا جهل وهؤلاء من الذين لا يعلمون. ازا توجيه الله عز وجل للطائفة المؤمنة في هذه الحقبة مهم جدا لان ده توجيه لنا توجيه للمؤمنين في كل زمان ومكان. قال قد اجيبت دعوتكما. فاستقيما استقامة بمعناها الذي ذكرناه ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون. لا تتبعان سبيل الذين يعلمون براء كامل تبرؤ كامل الان لان بنجد بنجد الامم المستضعفة حتى ولو كانت هي الامة المؤمنة يقع لها اه نوع من الهزيمة النفسية فتتشبه وتستورد ما عند الامم المنتصرة القوية ولو كانت كافرة. فنجد التأثر بهم في العقل قائد تأثر بهم في الاعياد التأثر بهم في العادات التأسر بهم في نمط المعيشة في الافكار في القيم وهزا امر في غاية الخطورة. وجب التبرؤ من هؤلاء ومراعاة ان مهما كانت الامة مستضعفة الا انها قوية بعقيدتها وانه لا يسوغ لها ابدا ان تقع في هزه التبعية المهينة والزليلة يبقى هزه الاية فيها اولا فائدة الدعاء وانه يجب الوقت وان الله يرفع به بلاء وان الله يقسم به ظهور جبابرة ومتكبرين متجبرين سانيا واجب الوقت الاستقامة. وكل انحراف عن الاستقامة تأخير للنصر والتمكين. واستدعاء للبلاء عقوبة سالسا المفارقة والمباينة والتبرأ الكامل من الذين لا يعلمون ومن سبيل الذين لا يعلمون. فانهم ما اذن الله عز وجل في متابعتهم. وما اذن الله عز وجل في الاقتداء بهم وما ازن الله سبحانه وتعالى في ان آآ يتمثل لا عقائدهم ولا عبادتهم ولا هديهم دي كانت التوجيهات الايمانية في هزه المرحلة فاننا قد اقتربنا من مرحلة الحسم ومرحلة الفصل وهو تبدل الاحوال وان يصدق ما قد آآ ذكره الله عز وجل في بداية سورة القصص. وتتحقق ارادة الله عز وجل ويقع امر الله الذي لا رد له. فان الله غالب على امره. وان الله يحكم لا معقب لحكمه. ولا راد لامره سبحانه وتعالى وقد قال ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة فها قد اقتربت هذه الساعة كيف سيجعل الله عز وجل بني اسرائيل ائمة ويمكنهم في الارض ويورثهم ارض فرعون وملأه كيف سيتحول فرعون المتكبر المتجبر الى غريق قد انجى الله عز وجل جثته لتكون عبرة للناس. هذا ما نتكلم عنه ان شاء الله في الحلقة القادمة. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك