في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دروس نافعة بها يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب فلو حضر كم عالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كم عالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر كالقائد في فعله قدوة ترفع همة قد فتر كم قصة تفعم قلب الفتى. يملأ منها سمعه والبصر لك مني قصصا ازهرت فيها العظات يا اخي والعبر. في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب ما لو حضر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين فظرف حكاية اليوم مرحلة عصيبة من تاريخ المغرب وصلت فيها الدولة السعدية الى حالة خطيرة من التشرذم والضعف وتداعت الامم الاستعمارية على سواحل البلد تحتلها وتهدد ما وراءها من المدن بهذا الظرف الخانق كانت الزاوية الدلائية قبلة للعلماء وطلبة العلم وكان لها دور مهم في الحفاظ على العلم واهله وسط الازمات السياسية الخطيرة التي كان المغرب يمر منها اسست الزاوية الدلائية في اواخر القرن العاشر الهجري حوالي عام اربع وسبعين وتسعمائة للهجرة على يد ابي بكر الدلائي باشارة من شيخه ابي عمر القسطلي لذلك تسمى ايضا الزاوية البكرية نسبة الى اسم ابي بكر مؤسسها بدأ ابو بكر اولا باطعام الطعام على نحو ما يفعله شيخه بمراكش حتى ذاع صيت الزاوية وكثر قاصدوها. فبدأ بتشييد عدد من البناءات حول مسجده وحفر العيون ووسع الاودية واشترى الرباع في غالب البلاد واوقفها على الطلبة والضعفاء والمساكين فتحولت الزاوية الى ما يشبه الجامعة العلمية الضخمة التي احتضنت اكثر من خمسة الاف عالم في تخصصات شرعية وكونية مختلفة كان لابي بكر الدلائي بعض الادوار السياسية المهمة مثل دعوة الناس الى اتباع المجاهد العياشي في قتاله للنصارى وتبعه بعد موته ابنه محمد فزاد من اشعاعه العلمي والفكري ووسع مناطق نفوذها وبعد موته خلفه ابنه محمد الحاج الذي يعتبر ابرز رؤساء الزاوية ففي عهده امتدت سلطة الدلاحيين الى فاس ومكناس بسبب استغاثة الناس بهم لتأمين البلاد فقبل محمد الحاج الدلائي بيعة القبائل ليكون سلطانا على المغرب وقد سيطر الدلائيون على مناطق واسعة من المغرب ووصلوا الى مدينة سلا على شاطئ الاطلسي واقاموا علاقات تجارية مع بعض الدول الاوروبية كفرنسا وانجلترا وهولندا ومعاهدات صلح معها ايضا كما اتفقوا مع دولة العلويين الناشئة على تقسيم مناطق النفوذ بينهما لكن استمرت المعارك مع ذلك حتى جاء المولى الرشيد العلوي فانتصر على الدلائيين واحتل زاويتهم عام الف وتسع وسبعين للهجرة وعفا عن سكانها ومنهم محمد الحاج الذي ارتحل الى فاس ومنها الى تلمسان حيث توفي وانتهت بذلك بك الزاوية الدنائية الى جانب هذه الاحداث السياسية الزاخرة عرفت الزاوية الدنائية خصوصا بنشر العلم وتدريسه للطلبة فقد كان منهج التدريس يشمل علوما كثيرة الرياضيات والفلك والهندسة والطب والمنطق. والتاريخ اضافة الى علوم الشريعة والادب وقد تخرج منها وكان يدرس فيها عدد من اكابر العلماء منهم جماعة من الاسرة الدلائية نفسها مثل عبدالرحمن بن ابي بكر الدلائي ومحمد المرابط الدلائي واحمد الحارثي ابن ابي بكر الدلائي والمسناوي بن محمد بن ابي بكر الدلائي ومن غيرهم ابو علي الحسن اليوسي الذي قال فيه العياشي صاحب الرحلة من فاته الحسن البصري يصحبه فليصحب الحسن اليوسي يكفيه وقد الف عشرات الكتب من اشهرها المحاضرات وزهر الاكم في الامثال والحكم وغير ذلك وقد قضى ما يزيد عن عشرين سنة في الزاوية الدلائية تلميذا ثم مدرسا بعد ذلك ومنهم ابو العباس احمد بن محمد المقري التلمساني صاحب كتاب نفح الطيب وازهار الرياض وغيرهما وابو حامد محمد العربي ابن الشيخ ابي المحاسن يوسف الفاسي المؤرخ الاديب صاحب كتاب مرآة المحاسن وقد كانت الزاوية توفر المأكل والمسكن للطلبة فكان باحدى مدارسها فقط الف واربعمائة بيت ولكثرة الطلبة كان يسكن بالبيت الواحد من هذه المدارس العديدة طالبان فاكثر وفيها مكتبة ضخمة شبهها بعضهم بخزانة الحكم المستنصر الاموي فيها الاف الكتب وقد كان لكرم رؤساء الزاوية واعتنائهم بطلاب العلم والضيوف دور في جلب عدد من الاساتذة من مختلف انحاء المغرب وقد قال محمد بن الشريف العلوي في رسالة الى محمد الحاج الدلائي يقول اما العلوم فقد اقررنا لكم في انصافا بالتسليم لو قصدتم بها العمل واجر التعليم وقد استمر الاشعاع الثقافي للزاوية حتى بعد خرابها فكان للعلماء الدلائيين منزلة رفيعة في العاصمة فاس وزاحموا علمائها على منابر التدريس والخطابة وتولى كثير من الفقهاء الدلائيين خطة القضاء والافتاء في فاس ومكناس وتتلمذ لهم كثير من الناس من جميع الطبقات كما ان كثيرا من علمائها رثوها ومن اشهرهم الحسن اليوسي الذي نظم قصيدة رائية في رثاء الزاوية الدلائية وشرحها بعض علماء الدلائيين كما الف المؤرخ والفقيه والاديب محمد المسناوي الدلائي المقامة الفكرية في محاسن الزاوية البكرية وبقيت الزاوية الدلائية حاضرة بمخيلة ادباء لم يروها ولا عاشوا في اكنافها ان في هذه الزاوية الدنائية عبرا كثيرة اولها لا ينبغي ان ينتظر الناس من السلطة السياسية ان تفعل كل شيء وان تحل كل المشكلات فان هذه السلطة قد تمر بمراحل زمنية تكون فيها في قمة الضعف والهوان متخبطة فيما لا يحصى من المشكلات تعاني من الضعف والتشرذم ففي هذه الحالة ينبغي على العلماء والمصلحين ان يحملوا الامانة كاملة وان يطلعوا ببعض الادوار السياسية التي هي في الاصل ليست من صميم اختصاصهم. ولكن للضرورة احكام ولزلك رأينا الدلائيين في الاصل يمارسون العلم والدعوة ولكن حين احتاج الناس اليهم لضعف السلطة السياسية المركزية وتسلط الاعداء على الثغور بادروا الى تحمل المسؤولية دون تردد ثانيا ان الدور الاول والاساسي للعلماء هو نشر العلم والدعوة الى الخير. وبيان الحق بالتدريس والتأليف والتربية والفتوى ونحو ذلك ونحن حين نقول ان العالم يمكن عند الحاجة ان يتحمل بعض المسؤوليات السياسية فلسنا نقصد ان يكون ذلك في الاحوال كلها. ولا ان يكون ذلك على حساب مهمة العالم الاولى التي لا ينبغي ان يفرط فيها يقول عبدالله جنون في كتابه النبوغ المغربي عن الزاوية الدنائية فكأنما بعثها الله لحفظي تراث العلوم والاداب الذي كاد ان يضيع فقامت عليه خير قيام وما هي الا مدة قليلة حتى صارت مركزا مهما لنشر الثقافة العربية بين قبائل المغرب ومرزا حصينا للعلوم الاسلامية بالبلاد وقد تخرج فيها عدد لا يحصى من العلماء الفطاحل. والادباء الاماثل لقد ابتلينا اليوم بكثير من الجنوح عن جادة التوسط فبعض العلماء وطلبة العلم يبالغون في الانسواء. والانعزال عن مجتمعاتهم ولا يكون لهم ادنى رأيا في قضايا واقعهم واخرون يبالغون في الخوض في المجريات السياسية اليومية. ويتركون منابر التدريس والدعوة. تشكو من المتصدقين فيها بغير علم والحق وسط بين هذين الغلوين وثالثا لقد كانت مدارسنا العتيقة تعرف تكاملا معرفيا عجيبا وكان التدريس موسوعيا فلا يتخرج الطالب منها الا بزاد علمي متنوع يشمل علوم الشريعة من عقيدة وفقه وتفسير وحديث واصول وغيرها مع علوم العربية والادب من النحو والصرف والبلاغة والعروض والقوافي والادب والانشاء والترسل والمحاضرات الى جانب العلوم الكونية من الفلك والحساب والمواقيت والطب وغير ذلك. مع ما يتعلمون في تلك المدارس من علوم التزكية والتربية وما يأخذونه عن شيوخها من الفوائد العملية والسمت الحسن والمحافظة على الشعائر الظاهرة فليت مدارسنا اليوم تستفيد من هذه المناهج مع الاستفادة من المناهج الحديثة ايضا والله الموفق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دروس نافعة بها يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر. قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها. يصبح من غاب كما لو حضر كما عالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كما عالم قد بقيت بيننا. اقواله والدة كالدرر كالقائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كم قصة تطعم قلب الفتى يملأ منها سمعه والبصر فهاك مني قصصا فيها العظة يا اخي والعبر. قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها. يصبح من غاب كما لو حضر