وجشعهم حتى تعدوا الى الصيد فيه. فعاقبهم الله بالحرمان التام مع تحويلهم قردة وخنازير ولذا فيترك المرء مجالسة اهل الحرص على الدنيا لعله يسلم مما هم فيه. اسأل الله جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. قلوب الصائمين. قلوب الصائمين من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ سعد ابا الناصر الشثري. قلوب الصائمين من تنفيذ جمعان بني ناصر الجمعان قلوب الصائمين. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين. اما بعد اسأله جل وعلا ان يجعلنا واياكم ممن رزق القناعة في كل شأنه ان من عبادات القلوب التي يتقرب المؤمنون بها الى ربهم عبادة القناعة. فيقنع الانسان بما قدره الله من الرزق والقناعة رضا العبد بالمقسوم من الارزاق. مع عدم تطلع القلب الى غير ما في يديك بصاحبه. القناعة نعمة عظيمة. ينعمها الله على بعض عباده. فتهنى نفوسهم وترتاح قلوبهم. وقد فسرت الحياة الطيبة في قوله تعالى فلنحيينه حياة طيبة بالقناعة والرضا والرزق الحسن ان كثرة ما للمرء لا تعني غناه ولا سعادته وانما الغنى في القناعة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض. ولكن الغنى غنى النفس متفق عليه. ومن اسباب القناعة عدم تطلع الى من فضله الله عليه في امور الدنيا. وانما يطالع من كان اقل منه. كما قال النبي صلى الله عليه ايوا وسلم انظروا الى من هو اسفل منكم ولا تنظروا الى من هو فوقكم فانه اجدر الا تزدروا نعمة الله عليكم وبذلك يحصل للمرء القناعة والرضا بما رزقه الله. فيكون من اهل العفاف. يقول النبي صلى الله عليه عليه وسلم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله متفق عليه. ان القناعة كما يحصل بها راحة البال وهدوء النفس يحصل بها الفلاح والنجاح دنيا واخرة. في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه عليه وسلم قال قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه. عند ابن حبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال طوبى لمن هدي الى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنعه الله به. وفي الحديث اخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم من اصبح معافا في بدنه امنا في سربه عنده قوت يومه وليلته فكأنما حيزت له الدنيا عند ترك الانسان للقناعة تنشأ الخصومات الجالبة للسوء في والاخرة. جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والله ما الفقر اخشى عليكم ولكن اخاف ان استطاع عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها. فتهلككم كما اهلكتهم فجعل الدنيا المبسوطة هي المهلكة بسبب حبها وشدة الحرص عليها والمنافسة فيها والجزاء اي من اجلها فما اشنع اثار ترك القناعة؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما ذئبان جائعان ارسلا افي غنم بافسد لها من حرص الرجل على المال والشرف لدينه. كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ان يجعله من اهل القناعة. فقد ورد ان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بين الركنين رب قنعني بما ارزقتني وبارك لي فيه واخلف علي كل غائبة بخير. القناعة لا تعني ان يرد العبد ما تلو اليه من ارزاق الله او من الهدايا والهبات. ولكن القناعة عدم تطلع العبد الى ما لم يقدم الله له وعدم حزنه على فوات بعض الارزاق عليه. فمن كان كذلك فما اعظم بركة الله عليه جاء في حديث حكيم ابن حزام قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاني ثم سألته فاعطاني ثم سألته فاعطاني ثم قال يا حكيم ان هذا المال خضر حلو فمن اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن قذه باشراف نفس لم يبارك له فيه. وكان كالذي يأكل ولا يشبع. قال سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه يا بني اذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فانها مال لا ينفذ. واياك والطمع فانه فقر وعليك باليأس فانك لم تيأس من شيء قط الا اغناك الله عنه. ولن يترك المرء القناعة الا لاحد اما حرص وجشع واما لخسة ومهانة واضاعة. ان القناعة لا تعني ان يترك انسان سبل الاكتساب او الا يبذل المرء الاسباب لتحصيل الارزاق فذلك ليس من القناعة في شيء هل هذا من الكسل وعدم القيام بما رغب الله فيه من الاتجار. قال انس رضي الله عنه اربع من الشقاء جمود العين وقساوة القلب وطول الامل والحرص. فان الحرص والجشع مما يضاد قال ابن القيم الحرص والكلب على الدنيا رأس كل خطيئة. واصل كل بلية واساس كل رزية ولذا قيل القناعة كنز لا يفنى واطيب العيش القناعة. قال بعضهم اول ذنب عصي الله به نتج من الحرص والكبر والحسد. فالحرص من ادم والكبر من ابليس والحسد من قابيل. وقال ابن القيم عن سوء الخاتمة لسوء الخاتمة اسباب اعظمها الانكباب على الدنيا وطلبها والحرص عليها ولاعراظ عن الاخرة ان القناعة تجعل العبد يؤدي حقوق الله المالية. بل تجعله ينفق في الطاعات من غير للواجبات فيعظم بذلك اجره ويخلف الله عليه ما انفقه. فان الله قد وعد المنفقين بالخلف. وما اانفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. وفي الحديث القدسي يا ابن ادم انفق انفق عليك. وفي الحديث النبوي ما من صباح الا وينادي فيه مناديان. يقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا. ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا ومما يعين العبد على تحصيل القناعة. العلم بان الارزاق بيد الله. كما قال يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له. ومما يعين على ذلك ان يعلم العبد ان الله قد تكفل بل بيصال الارزاق الى العباد. وتكفل بايصال ما قدر لكل عبد اليه. كما قال سبحانه وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. وفي الحديث ان الرزق ليطلب العبد كما يطلبه اجله. ان الحرص تنقص من قدر المرء عند الله وعند الخلق. ان الحرص لا يستجلب رزقا ولا يؤثر في قضاء الله. وفي الخبر لا تستبطئوا الرزق فانه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ اخر رزق الله. فاجملوا في الطلب خذوا ما حل ما حرم. ان الحرص مؤثر سلبا على قلب المرء وتصوراته. فانه يمنعه من تمام العلم. وكمال التصور فالحرص يمنع من الاستمتاع بنعم الله. والقناعة تورث الطمأنينة القلب وانشراح الصدر. بينما الجشع يورث قلق القلب واضطرابه وهمه وغمه. ان ترك القناعة يؤدي الى الشح والبخل والظلم. وهي افعال مذمومة شرعا فان اصل الشح شدة الحرص فيتولد عنه البخل والظلم. قال تعالى ومن يوق شح نفسه فولاي هم المفلحون. اباح الله لبني اسرائيل الصيد في جميع ايام الاسبوع الا يوم السبت. فلم يدعهم حرصهم ان يرزقنا واياكم القناعة وان يبعد عنا الحرص والجشع. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. قلوب قلوب الصائمين قلوب الصائمين من اعداد وتقديم. فضيلة الشيخ سعد ابا الناصر الشثري. قلوب الصائمين من تنفيذ جمعان بن ناصر الجمعان قلوب الصائمين