قوله من كان يؤمن بالله واليوم الاخر قوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصم. قوله من كان يؤمن بالله واليوم الاخر. هذا تهييج لاهل الايمان ان يتصفوا بهذه الصفات. فان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر فلتكونوا من اهل هذه الصفات وفيه حث للمسلم على ثلاث امور على ثلاث ثلاثة امور عظيمة من اتى بها نال ثوابه. الاول قال فليقل خيرا او ليصمت. حث على استقامة اللسان من اعظم ما يتقرب به العبد الى الله ان يستقيم لسانه. على وفق ما اراده الله ورسوله. قد جاء في ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يضمن لي ما بين لحييه فكيه. وما بين رجليه اي فرجه اضمن له الجنة. فقال عليه الصلاة والسلام لما قال لمعاذ املك عليك لساني قال يا رسول الله وان لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال ثكلتك امك يا معاذ. وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. وفي الحديث الاخر ان الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها. يزل بها في النار مما بين المشرق والمغرب. فامر النبي صلى الله عليه وسلم في اللسان بامرين. احدهما مقدم على الاخر الاول امر بقول الخير. قال فليقل خيرا. وهذا يشمل كل ما كان خيرا. وهو ما غلبت مصلحته على مضرته. او ما كان مصلحة محضة. لا مضرة فيه. مثل من يمثل لي تعليم العلم احسنت ايظا احسنت ها اعطوني شيئا خيرا محض نعم. الذكر. الامر بالمعروف. اذا هذا خير فليقل خيرا هذا داخل. ثم امر بالامر الثاني وهو قال او ليصمت. فالصمت ليس خيرا يؤجر الانسان عليه. وهذا يشمل الصمت عن الكلام المحرم. والصمت عن الحرام واجب ويشمل الصمت عن فضول الكلام. وهذا مندوب اليه. كل كلام ليس فيه مصلحة دينية ولا دنيوية فالصمت عنه اولى. ومن هنا كان ابو بكر يأخذ بلسانه ويقول هذا الذي اوردني الموارد احذر لسانك ايها الانسان لا يلدغنك انه ثعبان. كم في المقابر من قتيل لسانه؟ كانت تهاب لقاءه الاقران ولذا قيل ان كان يعجبك السكوت فقط او فانه قد كان يعجب قبلك لك الاخيار ما ان ندمت على سكوت مرة ولقد ندمت على الكلام مرارا. فالكلام بالخير اولى منه والصمت عما لا فائدة منه قول من الكلام. وعدم الاكثار من الكلام خوفا منها عواقبه اولى. اولى من اطلاق الكلام