قناديل الصلاة مشاهدات في منازل الجمال تأليف فريد الانصاري وخر راكعا واناب كانت امواج النور القرآنية تمضي بسفينتك تجاه ساحل الوارد الفياض حيث توحيد الله في ربوبيته والوهيته وصفاته يملأ القلب تنزيها لذاته فيشتعل الشوق باشرعتك الخفاقة في الافاق صعدا الى مقام التعظيم. غصنك الساعة يكاد يذوب فناء من وهج عوالم النور عندما ولجت قوسا رأيت في عالمه من صنع الله وتدبيره ما يزرع جناحيك فرقا من ايام الله ويتسع الشعور بعظمة الملك في قلبك. وانت تجول في مملكته حتى يملأ عليك جميع كيانك. فاي قلب هذا الذي لا يتصدى من خشية الله ولا يذوب صخره تحت سلطان عظمته. وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار. وان من على ما يتشقق فيخرج منه الماء. وان منها لما يهبط من خشية الله وكما ترى الاحجار تتهاوى. تستبد بك انت ايضا رغبة قوية في الهبوط من خشية الله. وتشتد رياح الشوق على الضعيف تنحني راكعا لله الله اكبر تكبيرة فاضت من اعماق القلب تنزيها لله من كل متأله جبار. وتحطيما لكل من ينازعونه عزته تعالى وكبريائه. فتتهاوى عروش الغرور في قصد الشهود كمال المجد والعظمة. المشع من عرش الملك الواحد احد الله لا اله الا هو رب العرش العظيم وهو سبحانه ملك الدنيا وملك الاخرة. مدبر عالم الغيب وعالم الشهادة. اوليس هو الذي له ملك السماوات سوى الارض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. هو الاول والاخر والظاهر والباطن. وهو بكل شيء ان عليم هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. يعلم ما يلج في الارض وما يخرج ومنها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصير له ملك السماوات والارض والى الله ترجع الامور بلى والذي نفسي بيده. وتتحلق انوار الملائكة من حول عرشه العظيم. وهي تخفق باجنحتها طائعة متبدلة تسبح بحمد الملك الوهاب. وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم الاجلال والتعظيم والتنزيه على خفقات قلبك. وانت تتمنى جلال مولاك ورحمته. وعظمة سلطانه وعلوه وسعة ملكه وعلمه وحكمة تدبيره وتقديره يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤود حفظهما وهو العلي العظيم. فركوعا اذا لعظمة الله وترديدا لارشاد امام الامة في ادبهم مع الله فاما الركوع فعظموا فيه الرب وتتوالى التسبيحات للملك العظيم تترا. سبحان ربي العظيم. سبحان ربي العظيم. سبحان ربي العظيم سبوح قدوس رب الملائكة والروح اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وتتكلم اثر القناديل حتى يتدفق النور من الفؤاد. وفي الركوع صفار الغصن المنحني الى مقام تقويم النفس ورياضتها قال دليل السالكين الى الله اذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين اصابعك ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه ويتذلل الغصن بين يدي خالقه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي وتغرق احوال الصفاء في عبارات التسبيح والتعظيم. كذلك كان دليل السالكين ومعلمهم عليه افضل الصلاة والتسليم اذا ركع سوى ظهره حتى لو صب عليه الماء لاستقر. فعليك الصلاة والسلام يا سيد الخاشعين كانت الانفاس تتجول في مملكة الله مأذونة وهي منحنية المواجيد اجلالا لسيدها العظيم. وكلما طال بنائها ازداد ارتقاؤها في مقامات النور. فيتوالى التسبيح بحمد الرب العظيم. صعدا الى جوار ذي العرش المجيد حتى تشعر بنسيم فصل جديد. فصل ربيعي الاريج يفتح اقواسه الخضراء بين يديك. فاذا دقات قلبك ابدأوا ما تكون والطف ما تكون كان مقام الانس يرشح عليك بانداء غفران جديدة وفوز جديد. ويحليك ببهجة الرضوان وجمال العطاء وحسن فاستغفر ربه وخر راكعا واناب. فغفرنا له ذلك. وان له عندنا لزلفى وحسن مآب ويمضي العبد في تذوق مزيد من رشفات التسبيح. خاضع الفكر والوجدان. مستغرقا في تملي عظمة الله وما عن اسمائه الحسنى من صفات الكمال ملكا قدوسا سلاما مؤمنا. مهيمنا عزيزا جبارا متكبرا. خالقا بارئا مصورا حكيما فتاحا عليما. وتنشر الاسماء الحسنى محاسنها المتدفقة من مشكاة الله. معاني تملأ غصنك الراكع رهبة ورغبة في مقام التنزيه والتعظيم انا يا صاحي اوقد سراج القلب من زيت هيبة الجليل. واقتبس شعاعا من نورها المتجلي على صفوف الراكعين ببابه. تنكشف عنك ظلمات الشرود وتنبت دالية المحبة بصدرك. فيهب عليها ريح الخشية نسيما قادما من فضاء التمل انوار الاسماء الحسنى تسبيحا وتنزيها وتعظيما. فيتشكل الذكر اقواسا من نور وهاج تلج منها الى افق المعرفة بالله كانت ايات العظمة تنساب من جلال ذاته تعالى وبحار صفاته. كل بحر منها تمده ابحر القدم والدوام. الزاخرة في اللا زمان واللا مكان. فاذا تجليات الهيبة تتدفق على مجاري الانفاس الخاشعة تنزيها لذي الجلال والاكرام. سبحان ربي العظيم. سبحان ربي العظيم. سبحان ربي العظيم. ومضى جناح يخفق تحت ظلال العظمة. فرارا الى عفو الملك الغفار. ومضت الانفاس تسبح خالقها حتى فنائها. متبدلة بارتشاف رحيق التنزيه والتقديس. كما يليق بجلال الجمال في نور وجهه العظيم. وتحلق اجنحة الفؤاد اذا اصداء الحفيف زفرات مرتعشة. حبا ومهابة. سبوح قدوس. رب الملائكة والروح. فيورق غصن وكافيه انحنائه مقامات مزهرة ايمانا واسلاما. وتوكلا وتذللا وخضوعا. فتدعو وتدعو اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت انت ربي خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي استقلت به قدمي لله رب العالمين. واي جارحة بمقدورها ان تشرد عن رعشة الغصن في نسيم الرهبة واي فننن يستطيع كف ازهاره عن سح الندى. اذا ما انبجست السماء بقطر لطيف. يا ايتها الامطار النت حبن هذي الدوحة في ذاتي تنشر اكبادا من حطب. فاديمي رشحك يا بارقة الليل ولا تحتجبي. ذلك ولركوع الليل الساجي اخبات الزرع. اذا تدلت سنابله خاشعة عند سكون الريح. اذ يستشعر القلب ولوج الكائنات قام الفناء فلا صدى الا لكلمات التنزيه. تنطلق من فؤاد العبد الساري وهو يقتفي اثار النور في دلجة الصحراء حتى اذا انسدل عليه مقام الغربة ورشقه بمشاعر الوحشة الرهيبة بكى خشية ان يضل بعاصفة من بعد ركوع قانت وخضوع. وما يدريك فالظلمات الحياة ما زالت تنذر بلياليها القارسة. الم يغرق نبي الله يونس عليه السلام. ويلتقمه الحوت بعد ركوع وسجود. لولا ان تداركه الحليم الكريم. وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه. فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين تستغيث مولاك يا صاحب منزها اياه بعبارات التعظيم اللائقة بجلال ملكه العظيم. سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة فينهمر النور على قلبك انسا بجوار من لا يذل جاره ولا يعز عدوه ويعشب المسرى الليلي بين يديك نورا متهادي الظلال عن اليمين وعن الشمال. وينشط الحادي بقلبك شوقا الى ديار المحبوب كانت واردات النور تغمر غصنك الساكنة في انحناء جميل. وكانت التسابيح ترسم لشهودك وقتا لا تنسخه الافلاك ابدا كل انفاسك الساعة مبسوطة تلهج بالتنزيه لذاته تعالى وصفاته نافرا انفاسك قطرة قطرة حتى اخر رمق من رحيق العود. فاذا بفؤادك ينبسط لنسيم من نور علوي الذوق. فترشف منه احوال جمال وسكينة. تكسوك ربيعا من رضا مولاك. فكانت تلك اشارة اذن كريم. كي ترفع غصن كرتون لقاء بمعراج التعبد