ان التشابه هو بمعنى ها غموض المعنى ودقته هذا هو التشابه الذي يقع في المعنى في القرآن وقلنا ان هذا التشابه هل هو عام كلي او خاص جزئي هاه خاص جزئي بمعنى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين رحمه الله تعالى في كتاب قواعد الاصول والسنة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول غير القرآن او فعل او تقرير القول حجة قاطعة اليد وعلى من سمعه العمل بمقتضاه لدلالة المعجزة على صدقه نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد قد اخذنا في الدرس الماظي ما يتعلق بموضوع المحكم والمتشابه وتلخص لنا مما مر معنا انه انه يقع لبعض الناس في بعض الاوقات يقع لبعض الناس في بعض الاوقات اما التشابه العام الكلي بمعنى انه لا يوجد من يعلم هذا من الناس اطلاقا الا الله سبحانه وتعالى وقلنا ان هذا بالنسبة للمعاني غير موجود في القرآن فكل القرآن مما يمكن ان يعلم ومما يمكن ان يتدبر اما بالنسبة للكيفيات لما استأثر الله عز وجل بعلمه فان التشابه هنا عام كلي. نعم هناك اشياء لا يعلم احد معناها من البشر ولكن هذا ليس في المعاني انما هو بالحقائق والكيفيات التي استأثر الله عز وجل بها قيم وماذا عن اطلاق ان اياتي الصفات الالهية من المتشابه هل هذا صحيح او غير صحيح قلنا انه اذا نظر الى المعنى فلا شك ان هذا الكلام غير صحيح فان كل صفات الله عز وجل التي جاءت في القرآن وكذا التي جاءت في السنة معلوم معناها لكن المجهول هو ماذا كيفيتها والله جل وعلا اخبر عن نفسه انه استوى على العرش فاخبر في سبعة مواضع انه على العرش استوى. الرحمن على العرش استوى وكلمة استوى معلومة من جهة اللغة العربية لان القرآن نزل بلسان عربي مبين ليعقد معلوم ان الاستواء في اللغة هو العلو والارتفاع والاعتدال على الشيء قال جل وعلا واستوت على الجود يعني علت وارتفعت على الجبل سفينة نوح عليه السلام اما باعتبار الكيفية فان لا شك ان صفات الله جل وعلا كيفياتها مما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه فمن قال ان الصفات من المتشابه بي اعتبار الكيفية قلنا هذا المعنى صحيح المعنى الذي اراده وهو ان الكيف مجهول بالنسبة لنا هذا الكلام ماذا صحيح لكن اكثر من يطلق هذه الجملة يريد ماذا يريد المعنى وهذا هو مذهب اهل التفويض. وهو الذين وهم الذين حام المؤلف رحمه الله حول مذهبهم وان كان ليس مذهبه او ليس ما ذكره هو مذهب المفوضة بتمامه. فان المفوضة المذهب الذي استقر عليه عامة المفوضة هو اعتقاد ان ظواهر النصوص على خلاف معناها ومعناها لا يعلمه الا الله وهذا لم يذكره المؤلف لكن مجرد القول بانه يؤمن بها ولا يتعرض لتأويلها مع الجهل بمعناها لا شك ان هذا هو المدرجة الى قول اهل التفويض ثم انتقل المؤلف رحمه الله للكلام عن مسائل اصولية تتعلق بالدليل الثاني وهو السنة السنة والقرآن كلاهما وحي من الله سبحانه وتعالى والقرآن ارفع من السنة منزلة وهو والسنة في منزلة في منزلة واحدة من جهة التكليف اذا من حيث النظر الى كل من القرآن والسنة في منزلة هذا ومنزلة ذا فلا شك ان منزلة القرآن ارفع وان السنة دون القرآن منزلة فكلام الله جل وعلا ليس ككلام النبي صلى الله عليه وسلم من كل الوجوه واما من حيث التكليف والتشريع فهما في منزلة واحدة لا يفرق اهل السنة والجماعة بين الدليل من القرآن والدليل من السنة والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم الا واني اوتيت القرآن ومثله معه. تأمل في قوله ماذا مثله فالقرآن مثل السنة والسنة مثل القرآن من جهة التشريع فكلاهما يجب الاخذ آآ به ويجب العمل به ولا يجوز بحال اه ان يتنكب الانسان ما دل عليه دليل الكتاب او السنة قال والسنة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول غير القرآن او فعل او تقرير هذا التعريف هو الذي يقرره الاصوليون للسنة فهي ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير و قلنا ان هذه هي السنة عند الاصوليين لان السنة تطلق باعتبارات المحدثون تعريفهم للسنة اعم فان وصف النبي صلى الله عليه وسلم داخل عندهم في ماذا في معنى السنة. اما الاصوليون فيركزون على قوله صلى الله عليه وسلم وعلى فعله وعلى تقريره قال من قول غير القرآن لماذا استثنى هذا الاستثناء لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بالقرآن فحينما تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن كلامه هذا لا يعتبر ماذا من السنة لا يعتبر من السنة وبناء على هذا ايضا اذا كنا سنستثني هذا الاستثناء واكثر الاصوليين لا يذكرونه لوضوحه فان المراد الكلام الذي انشأه النبي صلى الله عليه وسلم اذا قالوا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول يريدون ماذا ما انشأه لا الذي بلغه بلفظه لا الذي بلغه بلفظه صلى الله عليه وسلم اقول اذا كنا سنستثني القرآن فينبغي ايضا ان نستثني ماذا ها الحديد القدسي ينبغي ان يضاف ايضا كما قال من قول غير القرآن نقول والحديث القدس لان الحديث القدسي ايضا من كلام الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا به تبليغا لا ان شاء الذي قال انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. من قلنا الكلام يقال لمن قاله مبتدأ لا لمن قاله مبلغا ينسب اليه من الذي قال او من هو الذي تكلم بهذا الكلام الله جل وعلا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء اذا الحديث القدسي كلام الله سبحانه وتعالى. هو الذي تكلم به جل وعلا و لا يشكل على احد قولنا ان الحديث القدسي من كلام الله جل وعلا اه ورود ايراد وهو انه اذا كان كذلك فلما لا يكون في حكم القرآن والجواب عن هذا ان كلا من كلام الله جل وعلا ولكن لا شك ان القرآن له حكم مخصوص ليس للحديث القدسي فالحديث القدسي له خصائص والقرآن له خصائص القرآن متعبد بتلاوته بخلاف الحديث القدسي القرآن فيه من الثواب لتلاوته ما ليس للحديث القدسي القرآن معجز و يعني حصل الاعجاز به لجميع الخلائق والحديث القدسي ليس كذلك القرآن آآ يتعلق به احكام فقهية من جهة مسه نحو ذلك وهذا كله ليس واردا في شأن الحديث القدسي. كل ذلك لا يمنع ان يكون ماذا الحديث القدسي وكلام الله جل وعلا. لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا بذلك فقال قال الله تعالى كذا وكذا. اذا علينا ان نؤمن ان الحديث القدسي كلام الله سبحانه وتعالى. قال من قول آآ غير القرآن او فعل او تقرير قال فالقول حجة قاطعة يجب على من سمعه العمل بمقتضاه القول يعني ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم لا شك انه حجة مطلقا سواء اكان ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم مما وافق القرآن او مما بين مجمل القرآن او كان فيه حكم زائد او خبر زائد على ما في القرآن كلام النبي صلى الله عليه وسلم حجة مطلقا فلا فرق اعندنا معشر اهل السنة والجماعة بين قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي يؤيد ويؤكد ما جاء في القرآن او كان فيه بيان لمجمل جاء في القرآن او كان فيه شيء زائد لم يرد في القرآن الكل عند اهل السنة والجماعة حق والكل حجة والكل واجب الايمان لا يجوز ان يفرق الانسان بين سنة وسنة بل كل حجة قاطعة اذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بما امر الله به قلنا على الرأس والعين واذا فصل النبي صلى الله عليه وسلم احكاما جاءت مجملة في القرآن قلنا على الرأس والعين واذا تكلم النبي صلى الله عليه وسلم باحكام لم ترد في القرآن كتحريم مثلا ان يجمع الانسان بين المرأة وعمتها او المرأة وخالتها كتحريم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير وامثال ذلك من الادلة او من الاحكام التي لم ترد في القرآن قلنا ايضا على الرأس والعين اما الذين يجعلون قبولهم للسنة مرتبطا بموافقة القرآن فهؤلاء لا شك انهم على ضلال عظيم بل من رد سنة النبي صلى الله عليه وسلم وابى قبولها لا شك انه على شفا هلكة فلا شك ان هذا كفر بالله سبحانه وتعالى وهذا مذهب من يتسمى في هذا العصر بالقرآنيين وهؤلاء فتنة وهؤلاء فتنتهم لم تمت بل لا تزال اه تقوى من حين الى اخر تجد ان لهم اه ترويجا لهذا المذهب وشبهات يبثون في جهال المسلمين تجد احدهم آآ يرفض ان يقبل حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يجد مستنده في القرآن وهذا لا شك انه اه كفر بالله عز وجل بل كفر بالقرآن لان لان في القرآن قول الله لان في القرآن قول الله سبحانه وما اتاكم الرسول فخذوه اذا وجب على الانسان الا يتردد لحظة في قبول ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وجد ما يؤيده في القرآن او لم يوجد فالحديث حديث النبي صلى الله عليه وسلم حجة بنفسه لدلالة الادلة القطعية على ذلك قال يجب على من سمعه العمل بمقتضاه يجب على من سمعه مباشرة او كان في حكم من سمعه ولا فرق بين الاول والثاني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وهم الصحابة فان ما سمعوه حجة عليهم يجب عليهم قبوله فان كان خبرا وجب تصديقه وان كان حكما وجب العمل به كذلك من كان في حكم من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي بلغه خبر النبي صلى الله عليه وسلم بطريق صحيح. بطريق ثابت. متى ما بلغ النبي متى ما بلغ الرجل كلام النبي صلى الله عليه وسلم فانه في حكم من سمعه قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين الا ليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ اوعى من سامع اذن كل من بلغه كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولو بواسطة بواسطة موثوقة فهو في حكم من سمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم فواجب عليه ان يقبل به قال لدلالة المعجزة على صدقه يجيب المؤلف في هذه الجملة عن استشكال قد يستشكل لم يجب علي ان آآ اتبع ما جاء في السنة ولما كان هذا حجة قاطعة علي فالجواب جاء في قوله لدلالة المعجزة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم اه كلمة المعجزة مضى في دروس سابقة التنبيه عليها وقلنا ان هذه الكلمة لم ترد في القرآن والسنة ولكن ان استعملها اهل السنة فمرادهم مراد صحيح والا المعجزات هي الدلائل والبراهين والايات على صدق الانبياء نبينا صلى الله عليه وسلم دلت الادلة القطعية على صدقه وصحة نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم وانه رسول رب العالمين ارسله الله لجميع الثقلين. من الجن والانس. منذ بعثته صلى الله عليه وسلم والى قيام الساعة كل من جاء بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فانه ملزم الزاما لا خيار له فيه في ان يتبع هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم بعثت الى كل احمر واسود بعث النبي صلى الله عليه وسلم لكل احد يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فلا يستثنى احد من لزوم اتباعه النبي صلى الله عليه وسلم والايمان به و الادلة على ثبوت صحة رسالته صلى الله عليه وسلم كثيرة ومر معنا في دروس اه غير هذا ان الادلة على ثبوت النبي ثبوت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة. يمكن ان نقسمها الى مجموعات اولا من يذكر اولا الايات الحسية التي اجراها الله عز وجل على يد نبيه صلى الله عليه وسلم مثل شق القمر ايوا نبع الماء بين اصابع النبي صلى الله عليه وسلم ايضا ارفع صوتك تسليم الاشجار على النبي صلى الله عليه وسلم. اذا هذه كثيرة جدا جمعها كثير من اهل العلم. وذكر بعضهم انها بلغت الف دليل تدل على اه صحة رسالتي ونبوته صلى الله عليه وسلم. ثانيا هذا القرآن الذي بين ايدينا اعظم دليل على ان هذا النبي صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله قال الله جل وعلا او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم كل من تلا كتاب الله جل وعلا بتجرد وخلى من الهوى فانه لا يملك الا ان يذعن بان هذا القرآن كلام الله وان يردد قول الله وما كان هذا القرآن ماذا ان يشترى من دون الله لا يمكن ان يفترى هذا القرآن من دون الله جل وعلا و القرآن حجة قاطعة على انه كلام الله من كل جهاته. اذا نظرت الى لفظه اذا نظرت الى معنى الى ما اذا نظرت الى هدايته للقلوب اذا نظرت الى الطمأنينة التي يكسبها النفوس التي تتلوه من كل الجهات لا يملك الانسان الا ان يقطع انه كلام الله حقا ايضا نعم استنى اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالغيبيات؟ لا شك انها من الادلة لا شك ان هذا من الادلة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم و كون النبي صلى الله عليه وسلم يخبر انه سيكون كذا وكذا فيتحقق ما يخبر به صلى الله عليه وسلم لا شك ان هذا من اعظم الادلة على صدقه صلى الله عليه وسلم يعني كون النبي صلى الله عليه وسلم يخبر الناس ان الله يقول غلبت الروم في ادنى الارض. وهم من بعد غلبهم سيغلبون. اولا اخبر انه سيحصل غلبة للروم على الفرس بل ويحدد هذا بماذا لمدة زمنية محددة. قال فيكم في بضع سنين اي كاذب لا يمكن ان يجازف هذه المجازفة اليس كذلك لانه لا يدري ان ان هذا سيكون او لا يكون. فاذا لم يكن فانه سوف يقضي على دعوته. اليس كذلك فلم يكن احد اه يجرؤ على ان يخبر بان هذا سيكون في المستقبل الا اذا كان عنده علم من الله سبحانه وتعالى واخبار به ذكرت لكم قصة احد الدكاترة الذين اه اسلموا وجاؤوا الى هذه المملكة ودرسوا فيها بعد ان اسلموا و كان اسلامه بسبب هذه المسألة وهي هذه القضية وهي اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بامر غيبي كان هذا الرجل يقرأ في ترجمة القرآن اخذ القرآن من الفاتحة وبدأ يقرأ يجد ما يدل على ان هذا القرآن حق لكنه كان يريد ان يبحث عن دليل قطعي لا يقبل ادنى شك حتى وقف في اخر القرآن عند قول الله جل وعلا تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب اغلق الكتاب وقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله يقول هذا الرجل وهو رجل عاقل قال هذا الكلام لا يمكن ان يقوله الا الله لا يمكن ان يكون من اختراع النبي صلى الله عليه وسلم لم لان كون ابا لهب سيصلى نارا ذات لهب هذا امر غيبي ولو ان ابا لهب لما بلغه هذا الكلام اراد ان يكذب النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم ولو كذبا ولو ظاهرا لسقطت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لكن كون هذا الرجل لا يسلم و كون الناس يعلمون انه لن يسلم وانه سيكون مآله الى كذا فان هذا دليل قطعي على ان الذي تكلم بهذا الكلام هو من يعلم مآلات الامور اذا اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالمغيبات والقرآن حافل بذلك و احاديث النبي صلى الله عليه وسلم كذلك حافلة بذلك هذا من اعظم الادلة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصحة رسالته ايضا من الادلة وهو الامر الرابع دليل الرسالة نفسها الرسالة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم دليل على انه صادق. وعلى انها من عند الله هذه الشريعة الكاملة الجامعة لكل المحاسن التي ما تركت خيرا الا دلت عليه ولا شرا الا حذرت منه هذه الشريعة التي نظمت كل شيء ورتبت كل شيء. وذكرت الحكم الشرعي في كل شيء بما يعود على الانسان وغيره بالسعادة من علاقات الدول والى كيف يلبس الانسان حذاءه مرورا بالعبادات كلها بالمعاملات بالاخلاق بالنكاح بالطلاق بالصناعة بالزراع بكل شيء فصلت ذلك تفصيلا بديعة لا يملك ان يأتي احد بهذا من البشر هذا لا بد ان يكون من وحي رب العالمين سبحانه وتعالى. الذي يعلم كل شيء وهو الحكيم الخبير جل وعلا ايضا من الادلة وهو الامر الخامس قلنا دليل الاحوال يعني دليل حاله صلى الله عليه وسلم هو نفسه صلى الله عليه وسلم سيرته ما عرفه الناس القريب والبعيد العدو والحبيب عنه صلى الله عليه وسلم دليل على انه رسول من عند الله و اشار الله جل وعلا الى هذا الدليل لقوله فقد لبثت فيكم عمرا من قبله. يعني انتم تعلمون صدقي وامانتي ونزاهتي تعلمون ما هو عليه صلى الله عليه وسلم من الاخلاق النبيلة الشريفة فهذا من اعظم الادلة على انه رسول من عند الله حقا ولعلكم تذكرون ما ذكر سابقا في بعض الدروس ما قرره اهل العلم من ان النبوة لا يدعيها الا خير الناس او شر الناس لا يمكن ان يدعي النبوة الا من هو خير الناس وهو النبي الصادق او شر الناس وهو الكاذب المتنبأ المدعي والتفريق بين الصادق والكاذب من اسهل الامور على كل احد معرفة من هو من اهل الخير ومن هو من اهل الشر هل هو امر صعب معقد الناس في احوالها في مجتمعاتها الا تميز بين الطيب والسيء بين الخير وللشرط اظن ان هذا من اسهل الامور. اليس كذلك؟ العوام والاميون الصغار والكبار كل يميز بين من كانت حاله وسيرته محمودة او كانت حاله وسيرته مذموم والكل يقطع من السابقين واللاحقين من المؤمنين والكافرين ان اعظم البشر خلقا وحالا وسيرة هو نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم اذا هذا دليل قطعي على انه رسول من عند الله حقا اذا اذا ثبت صدق النبي صلى الله عليه وسلم ثبتت صحة رسالته فلا شك اذا ان كلامه صلى الله عليه وسلم اضحى حجة قطعية على كل من بلغه صلى الله عليه وسلم قال واما الفعل انتقل الان الى النوع الثاني من السنة قلنا الاول هو السنة ماذا القولية الثاني هو السنة الفعلي قال واما الفعل السنة الفعلية الكلام فيها كثير والبحث فيها طويل والامر فيها من جهة البحث والتقرير ليس كالكلام في قول النبي صلى الله عليه وسلم بين ايدينا في افعال النبي صلى الله عليه وسلم انواع واقسام ويحتاج الكلام فيها الى فقه ودقة خلافي اه شأن اقواله صلى الله عليه وسلم فالامر فيها واضح المؤلف رحمه الله قسم افعال النبي صلى الله عليه وسلم كما ستسمع ان شاء الله الى اربعة اقسام وكل قسم له حكم وفيه بحث. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الفعل فما ثبت فيه امر الجبلة كالقيام والقروض وغيرهما فلا حكم له وما ثبت خصوصيته به وما ثبت وما حدث شخصيته عندكم خصوصا انا عندي خصوصه وعندك خصوصيته طيب الامر سهل على كل حال بقيام الليل فلا شريك لغيره وما فعله بيانا اما بالقول كقوله صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي او بالفعل كرفع الصارم الرفع السارق من ما عندك كلمة يد طيب كقطع يد السارق بقطع يد السارق من الكوع هو معتبر اتفاقا في حق غيره وما سوى ذلك التشريك فان علم حكمه من الوجوب والاباحة وغيرهما فكذلك اتفاقا وان لم يعلم ففيه روايتان تاهوما ان حكمه الوجوب لقول ابي حنيفة وبعض الشافعية والاخرى الندب لثبوت ريحان الفائز دون المنع من وقيل الاباحة وتوقف المعتزلة للتعامل والوجوب احوط احسنت قسم المؤلف رحمه الله افعال النبي صلى الله عليه وسلم الى هذه الاقسام الاربعة اولا ما ثبت خصوصه به صلى الله عليه وسلم والثاني ما عفوا اولا ما ثبت انه من امر الجبلة والثاني ما ثبت نصوصه او خصوصيته صلى الله عليه وسلم والثالث الفعل المبين لمجمل نزل في القرآن والرابع ما لم يكن من احد الاوصاف الثلاثة السابقة اما الاول فافعال الجبلة يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم فعلها بمقتضى انه انسان والنبي صلى الله عليه وسلم بشر. قل انما انا بشر مثلكم وبالتالي فانه يفعل ما يفعله البشر. فيأكل ويشرب وينام ويقوم ويمشي وكل هذا يفعله بمقتضى انه انسان وبالتالي الحكم في هذا واضح انه لا حكم له من جهة الاتباع لا حكم له من جهة الاتباع لان هذا امر مشترك بين جميع البشر فلا يتعلق به حكم تكليفي لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكلف الامة بمتابعته عليه يبقى النظر في هذا الموضوع من جهتين الاولى انه قد يكون اصل الفعلي جبلية ولكن يتعلق به وصف تشريعي وهنا يتعلق التكليف بماذا بالوصف التشريعي مثال ذلك الاكل من حيث هو امر ماذا جبلي لا يتعلق به حكم لكن ثمة اوصاف يعني اداب جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاكل والشرب هذه هي التي اه تكون محل ماذا محل التكليف ويطلب من المسلم بحسب درجة او بحسب دلالة الدليل من جهة الوجوب او الندب يطالب باتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وجوبا في الواجب واستحبابا في المستحب يعني كون الانسان يأكل بيمينه هذا وصف تعلق بفعلهم هو في الاصل ماذا؟ جبلي. هذا القدر ماذا هذا القدر واجب يجب ان يتبع فيه النبي صلى الله عليه وسلم وثمة اشياء اه لا تصلوا الى هذه الدرجة وبالتالي فانها اه فانه يطالب المسلم باتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيها على جهة الاستحباب اللباس مثلا من حيث هو امر جبلي لكن جاء من النبي صلى الله عليه وسلم تقييدات جاءت اوصاف فانه يتبع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاوصاف والتكليفات اه التقييدات التي تعلقت باللباس الامر الثاني ثمة اشياء اه يتردد النظر فيها هل فعلها النبي صلى الله عليه وسلم لكونها فعلا جبلية محضا او انه فعلها تعبدا لله عز وجل. مثال ذلك كون النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة اول ما دخلها من فداء قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحج بعد ان نزل من منى بات في المحصن افعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى ان هذا هو الذي اتفق معه اراد ان يستريح في مكان فاستراح في هذا المكان دون ان يكون هناك قصد التعبد هذا مما يتردد فيه النظر ولذا نجد الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في ذلك فعائشة وابن عباس رضي الله عنه تجد انهما يقولان ان ذلك فعل جبلي. بالتالي فلا تعبد فيه بخلاف رأي ابن عمر رضي الله عنهما فانه يميل الى انه فعله على جهة التعبد قول النبي صلى الله عليه وسلم يذهب يوم العيد من طريق ويعود من طريق اخرى اهذا من جهة التعبد او يقع من النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الافعال الجبلية التي اه لا يطالب الانسان باتباعه صلى الله عليه وسلم فيها هذا ايضا من الامور التي يتردد فيها النظر وهذا من ادق واغمض المسائل ويحتاج الى حسن تأمل ودقة في النظر للوصول الى الصواب وربما احتاج الانسان الى ان ينظر في قرائن خارجية تعينه على الترجيح بمثل هذه المسائل طيب قد يقول قائل ولماذا لا يكون الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الامور الجبلية لماذا لا يتعبد الانسان لله باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الامور الجبلية التي فعلها صلى الله عليه وسلم بمقتضى طبيعة البشرية؟ الجواب ان القاعدة هي ان الاتباع هو ان تفعل ما فعل. لانه فعل على الوجه الذي فعل انتبه لهذه القاعدة ضابط الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ان تفعل ما فعل لانه فعل وهذا تنبيه على النية والقصد على الوجه الذي فعل على الوجه الذي فعل صلى الله عليه وسلم فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم فعله تعبدا فالاتباع ان تفعله ماذا على هذا الوجه تتعبد لله عز وجل بهذا الفعل واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ما فعله تعبدا فليس لك ان تتعبد بما لم يتعبد اذا الاتباع ان تفعل ما فعل لانه فعل ماذا على الوجه الذي فعل فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ما تعبد فعليك ايضا الا تتعبد هذا هو حقيقة الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك هذا الذي نحن فيه افعال جبلية فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بحكم البشرية بحكم العادة فاذا كان ذلك كذلك فان هذا ليس من التعبدات ويبقى النظر كما ذكرت لك في بعض المسائل التي هي مسار خلاف ونظر عند اهل العلم قال وما ثبت نصوصه صلى الله عليه وسلم به كقيام الليل فلا شريكة لغيره فيه هذا هو النوع الثاني من افعاله صلى الله عليه وسلم ان يثبت دليل على انه فعل مختص به صلى الله عليه وسلم و الحكم في هذا النوع انه لا شريكة له فيه. يعني لا يشارك النبي صلى الله عليه وسلم او في هذا الحكم انما هو شيء ماذا مختص به صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك بقوله كقيام الليل مراد المؤلف ان قيام الليل كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم فهذا حكم مختص به يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا فهذا الحكم مختص به صلى الله عليه وسلم. لا مشروعية قيام الليل انما ماذا وجوب قيام الليل فوجوب قيام الليل شيء اختص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم واما امته فان الشأن فيهم ان لهم حكما ماذا اخر وهو استحباب قيام الليل في حقهم وهذا على القول بالخصوصية. والا فالمسألة فيها بحث وخلاف بين اهل العلم من اهل العلم من قال ان الوجوب مما اختص به صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال ان هذا الحكم منسوخ وجب على النبي صلى الله عليه وسلم ثم نسخ واضحة في حقه مستحب على كل حال قلنا القاعدة هي الشأن لا يعترض المثال اذ قد كفى الفرض والاحتمال لسنا في مقام التحقيق في الامثلة انما نريد فقط مثالا يوضح لنا القاعدة او الضابط الاصولي لكن يمكن ان آآ يمثل لهذا من جهة اه التعبدات ومن جهة ايضا غير التعبدات يعني ان تكون له احكام خاصة به صلى الله عليه وسلم من ذلك من ذلك الوصال كونه النبي صلى الله عليه وسلم يصل صيام يوم بيوم دون ان يفطر بينهما هذا حكم مختص به صلى الله عليه وسلم ولذا نهى امته عنه فلما اخبروه صلى الله عليه وسلم انه يواصل اجابهم بانه صلى الله عليه وسلم ليس كهيئتهم انما يبيت يطعمه ربه ويسقيه فدل هذا على انه حكم ماذا مختص به صلى الله عليه وسلم ايضا في غير التعبدات الجمع بين اكثر بين اكثر من اربع نسوة هذا حكم ماذا خاص به صلى الله عليه وسلم الزواج بالهبة دون عوض هذا حكم خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم خالصة لك من دون المؤمنين امام من سواه فلابد ان يكون النكاح بماذا بعوض اذا هذه احكام خاصة به صلى الله عليه وسلم وبالتالي ما الحكم فيها لا يشارك فيها صلى الله عليه وسلم هو هذا النوع كلفظه حكم مختص به صلى الله عليه وسلم اود ان انبه هنا الى انه ينبغي ان تلاحظ في هذا المقام ان الاصل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما فعل ويبقى ما سوى ذلك استثناء من الاصل بمعنى اننا لا نقبل القول بالخصوصية الا بدليل واضح صريح والا فالاصل ان كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فان امته تتأسى به فيه ويدل على هذا الحديث السابق النبي صلى الله عليه وسلم لما واصل واصل اصحابه و احتجوا بين يديه بماذا بكونه هو واصل اذا احتجوا بفعله لان المستقر عندهم ان الاصل هو ماذا اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما فعل ولاجل هذا تنبه الى ان المسلك الذي يذكر في بعض كتب الفقه من اللجوء الى الخصوصية عند ادنى ما يستشكل من معارضة بين قول وفعل فيقال ان هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ان هذا المسلك غير اه دقيق يعني تجد مثلا اه ما هي النبي صلى الله عليه وسلم عن استقبال القبلة او استدبارها حال البول او الغائب ثم ثبت في حديث ابن عمر رضي الله عنهما ماذا انه استدبر الكعبة تجد من العلماء من يقول ان ها هنا الحكم ماذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا يمكن ان يقال الا بدليل واضح هذا لا يمكن ان يقال الا بدليل واضح لان امامنا او لان عندنا قاعدة محكمة واية بينة وهي وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اذا الاصل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء الا ان يثبت دليل الخصوصية بسورة واضحة قطعية حينئذ نحكم بان هذا حكم مخصوص للنبي صلى الله عليه وسلم لعلنا نكتفي بهذا القدر ونكمل بعون الله عز وجل في حرص قادم. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسولنا نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان