بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله في هذا اللقاء المبارك وفي هذا اليوم المبارك وهو اليوم السابع من ذي الحجة من عام الف واربع مئة اثنين واربعين والكتاب الذي بين ايدينا هو القواعد الحسان في تفسير القرآن ومؤلفه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى اه هذا كتاب قرأنا فيه مواضع كثيرة ونستكمل ما توقفنا عنده والقاعدة التي بين ايدينا هي القاعدة التاسعة وقال المؤلف القاعدة التاسعة في طريقة القرآن في امر المؤمنين وخطابهم بالاحكام الشرعية يعني الله سبحانه وتعالى كلف العباد باحكام شرعية وتكاليف هذه الاحكام الشرعية من الاوامر والنواهي والحلال والحرام هذه جاءت بطرق في القرآن جاءت بطرق مختلفة آآ طريقة القرآن لما اراد ان يوصل هذه الاحكام الى العباد سبلا وطرقا شتى ما هي الطرق التي سلكها لا يأمرهم الا بطريق معين المؤلف حاول ان يستقرأ الطرق التي سلكها القرآن كيفية توصيل هذا الامر يمتثلوا او توصيل هذا النهي ليجتنبوه ممكن من يقال يعني الله يأمر وينهاه والعباد يمتثلون نقول لا الله يأمر وينهى نعم لكنه يأمر وينهى بحكمة ويسلك مسالك ليرغب العباد في قبول هذه الاوامر او الحذر من الوقوع في المناحي طيب نقرأ كلام المؤلف رحمه الله يقول قد امر الله تعالى بالدعاء الى سبيله بالتي هي احسن ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة حبايبي اقرب الطرق او باقرب طريق موصل المقصود اذا اراد العبد ان يدعو الى الله يسلك اقرب طريق يوصله الى هذا القصد يقول نحصل للمطلوب طريق للمقصود المحصل للمطلوب ولا شك ان الطرق التي سلكها الله في خطاب عباده المؤمنين بالاحكام الشرعية هي احسنها واقربها افضل الطرق القرآن. قال فاكثر ما يدعوهم الى الخير وينهاهم عن الشر بالوصف الذي من عليهم به وهو الايمان يعني دائما اذا اراد الله ان يأمر عباده بامر او ينهاهم عن امر فانه يذكرهم بما عندهم الايمان يقول يا ايها الذين امنوا يا من امن يا من صدق يا من علم وتعلم وعرف الله وارفع امر الله ونهيه فيذكرهم بالايمان فيقول يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا واتركوا كذا لان في ذلك دعوة لهم من وجهين احدهما من جهة الحث على القيام بلوازم الايمان وشروطه ومكملاته الحث على القيام لوازم الايمان. هذا الايمان الذي انت تتصف به له لوازم وله شروط ولهم مكملات يحثك الله على ان تلتزم لوازم الايمان وان تكمل ايمانك وان تتمم الشروط يقول فكأنه يقول يا ايها الذين امنوا قوموا بما يقتضيه ايمانكم. من امتثال الاوامر واجتناب النواحي. والتخلق بكل خلق حميد والتجنب لكل خلق رذيل اين ايمانك اذا كان عندك ايمان فامتثل امر الله اذا كان عندك ايمان اجتنب ما نهاك الله عنه وحذرك اذا كان عندك ايمان تخلق بالخلق الحسن واجتنب الخلق الرذيل يقول فان الايمان الحقيقي هكذا يقتضيه ولهذا اجمع السلف ان الايمان يزيد وينقص. وان جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة الايمان ولوازمه كما دلت على هذا ثم دلت على هذا الاصل الادلة الكثيرة كما ان جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة من الايمان من الايمان ولوازمه يقول على هذا الاصل الادلة كثيرة من الكتاب والسنة وهذا احدها حيث يصدر الله امر المؤمنين بقوله يا ايها الذين امنوا او يعلق جعل ذلك عن الايمان وانه لا يتم الايمان الا بذلك المذكور ايات كثيرة نسمع ان كنتم يؤمنون بالله واليوم الاخر ان كنتم مؤمنين دائما يعلق الشرط يقول ان كنتم يؤمنون بالله وهكذا يا ايها الذين امنوا والوجه الثاني ان يدعوهم بقوله يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا او اتركوا كذا او يعلق ذلك بالايمان يدعوهم بمنته عليهم بهذه المنة التي هي اجل المنن يعني النعمة المنة النعمة اجل المنن اياما من الله عليهم بالايمان تذكروا هذا الايمان الذي انعم الله به عليكم لم تكونوا كالذين كفروا او كالمنافقين وانما خصكم بنعمة الايمان وفظلكم على غيره تذكروا هذه النعمة فامتثلوا امره واجتنبوا نهيه. قال فالوجه الاول دعوة لهم ان ان يتمموا ايمانهم ويكملوه بالشرائع الظاهرة والباطنة يعني يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله يعني تمموا ايمانكم وزيدوا في ايمانكم قال والوجه الثاني دعوة لهم الى شكري نعمة الايمان ببيان تفصيل هذا الشكر كيف يشكر العبد نعمة الايمان قال الانقياد التام لامره ونهيه شكر الله ان تمتثل اوامر الله وتجتنب النواهي قال وتارة يدعو المؤمنين الى الخير وينهاهم عن الشر دائما نسمع في القرآن يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم يا ايها الذين امنوا قوموا كونوا قوامين وهكذا يدعو الى الخير وينهى عن الشر يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين يا ايها الذين امنوا وهكذا تجد فيه نواهي كثيرة لا تتخذوا وهكذا قال بذكر اثار وينهاهم عن الشر قال وتارة يدعو المؤمنين الى الخير وينهاهم عن الشر بذكر اثار الخير وعواقبه الحميدة العاجلة والآجلة وبذكر اثار الشر وعواقبه الوخيمة في الدنيا والاخرة قوله تعالى مثلا ومن يؤمن بالله ورسوله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الانهار ومن يعص الله ورسوله يتعدى حدوده يدخله نارا وهكذا ان الذين كفروا باياتنا والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات وهكذا يذكر لك اثار هذا الايمان قال وتارة يدعوهم الى ذلك بذكر نعمه المتنوعة والاءه الجزيلة وان النعم تقتضي فهم القيام بشكرها وشكرها وشكرها هو القيام بحقوق الايمان يذكر النعم الكثيرة لا تكونوا كالذين اوتوا الكتاب ولا تكون وهكذا يذكرك نعمة الايمان. قال وتارة يدعوهم الى ذلك بالترغيب والترهيب مثل ما ذكرنا ومن يؤمن بالله ورسوله ويعمل صالحا وهكذا ويذكر ما اعد الله للمؤمنين الطائعين والذين امنوا جنات تجري من تحتها الانهار وهكذا من الثواب وما للعصاة من العقاب قال وتارة ادعوهم الى ذلك بذكر ما له من الاسماء الحسنى وما له من الحق العظيم على عباده. وان حقه عليهم ان يقوموا بعبوديته ظاهرا وباطنا ويتعبدوا له وحده ويدعوه باسمائه الحسنى وصفاته المقدسة. وهكذا نجد ايات كثيرة يعني يذكرهم الله ما له من الاسماء الحسنى في ذكر الاسماء الحسنى وما له من الحق. يا ايها الذين امنوا اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعلكم الارض فراشا. يذكرهم بنعمه ويذكرهم بما له من الاسماء الحسنى القدير العزيز الرحيم العالم وهكذا فيتعبدوا بأسمائه قال فالعبادات كلها شكر لله وتعظيم وتكبير الصلاة والزكاة والحج والصيام وسائل العبادات كلها الشكر لله وتعظيم وتكبير واجلال واكرام وتودد اليه وتقرب منه. وتارة يدعوهم الى ذلك لاجل ان يتخذوه وحده وليا وملجأ وملاذا ومعاذا ومفزع اليه في الامور كلها وينيبوا اليه في كل حال ويخبرهم ان هذا هو اصل عبادة العبد اصل سعادة العبد وصلاحه اصل سعادة العبد وصلاحه وفلاحه وانه ان لم يدخل في ولاية الله وتوليه الخاص تولاه عدوه الذي يريد له الشر والشقاء ويمنيه ويغره حتى يفوته او حتى تفوته المنافع والمصالح او يفوته المنافع والمصالح ويوقعه في المهالك كثير ما نجد في الايات القرآنية الله يذكر فضله ومنته وولايته على المؤمنين ويقابل ذلك انه ان تولوا وقد تولاهم الشيطان لذلك الله يقول الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا واولياءهم الطاغوت يخرجونها من النور الى الظلمات وهكذا وهذا كله مبسوط في القرآن بعبارات متنوعة كل هذه الطرق الايمان قال وتارة يحثهم على ذلك ويحذره من التشبه باهل الغفلة لا تكونوا كالذين الكتاب والاعراض الغفلة والاعراض والاديان المبدلة الا يلحقهم من اللوم ما لحق اولئك الاقوام كقوله تعالى ولتكونن من الخاسرين وتكونا من الظالمين ولا تكن من الغافلين الانبياء الذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكون كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون الى غير ذلك من الايات كل هذه طرق وسبل يسلكها القرآن في اي شيء في ايصال الاحكام الشرعية والترغيب المؤمنين في التمسك الاحكام الشرعية امرا ونهيا حلالا وحراما حتى يتمسكوا بها ويأخذوا بها ويحافظوا عليها. حافظوا عليها. فاذا سلك القرآن سلكا وطرقا في توصيل هذه المعلومات لتوصيل هذه الاوامر والنواهي والتكاليف فان المؤمن يقبلها يقبلها ويحافظ عليها. فهذه القاعدة في طريقة القرآن وعادة القرآن ومسلكه ومسلك القرآن في امر المؤمنين ومخاطبة المؤمنين بالاحكام الشرعية هذا هذه القاعدة قاعدة جليلة يبين لنا الطرق التي سلكها القرآن ترغيب المؤمنين التمسك باوامر الله والحذر من النواهي اسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا وان يوفقنا لما يحب ويرضى وان يجعل عملنا في رضاه وان يستعملنا واياكم في طاعته والى لقاء اخر وقاعدة اخرى الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين