الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فمرحبا بكم في اللقاء الثاني عشر من لقاءات قواعد التفسير حديثنا في هذا اليوم يتعلق بقواعد التفسير التي آآ آآ انبنت على مواظيع القرآن القظايا الاساسية التي جاء القرآن اه تقريرها اذا حديثنا هذا اليوم في قواعد التفسير المتعلقة بالقضايا الكبرى التي التفت القرآن اليها ونبه الناس عليها القاعدة الاولى في هذا الباب ان كتاب الله القرآن العظيم اعتنى بتقرير التوحيد ونفي ضده خصوصا ما يتعلق بتوحيد الالوهية وافراد الله جل وعلا بالعبادة فان القرآن قد اخبر بان دعوة الانبياء والرسل كانت تنطلق من دعوتهم الى افراد الله بالعبادة قد اخبر الله ان ارسال الرسل وانزال الكتب وخلق اه الجن والانس انما كان من اجل هذا المعنى العظيم تواترت النصوص القرآنية بتقرير هذا المعنى ومن هنا فان الراغبة في تفسير القرآن لابد ان يعرف ان هذه القضية وهي قضية التوحيد قضية اساسية بالقرآن ومن ثم لابد ان تكون في ذهنه قبل ان يذهب الى تفسير كتاب الله جل وعلا القاعدة الثانية ان القرآن اعتنى بتقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم آآ اه هذه القضية قد جاءت في ايات كثيرة من كتاب الله جل وعلا فقد اخبر الله عز وجل عن هذا النبي بصفات تدل على صدقه وعلى صحة نبوته وآآ نزهت هذا النبي الكريم من الصفات التي تتنافى مع مقام اه النبوة وهكذا ايظا آآ قد جاءت آآ ايات القرآن ببيان ان طريقة هذا النبي تماثل طريقة الانبياء عليهم السلام وقد جاء القرآن ايظا باخبار ان ما بالاخبار عن كثير من آآ الامور التي حدثت في الامم السابقة ممن لا يطلع عليه الا اناس قلة هكذا ايظا قد جاءت الايات القرآنية تخبر ان هذا النبي الكريم قد بشر به الانبياء عليهم السلام وقد جاءت الايات ايضا ببيان ان الله يحفظ هذا النبي ويعصمه من الخلق ونحو ذلك مما جاءت به النصوص القرآنية للدلالة على صدق هذا النبي الكريم ومن اظهار معجزته العظيمة القرآن الكريم. قال تعالى ولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم بصفات عديدة منها الرحمة بالخلق والشفقة عليهم ونحو ذلك القاعدة الثالثة المتعلقة بهذا الباب ان القرآن اعتنى بتثبيت عقيدة اليوم الاخر وان اه رب العزة والجلال سيبعث الناس بعد اه موتهم. ومن هنا جاءت الايات الكثيرة تتحدث عن يوم القيامة مرة تستدل عليه كمال قدرة الله وعدم عجزه عن خلق الناس في النشأة الاولى فكيف فكيف يعجز عن اعادتهم في النشأة الاخرة ومنها قياس ذلك على احياء الارض الميتة بانبات النبات الى غير ذلك مما جاءت به الشريعة في هذا الباب كما ان الشريعة قد بينت ان الله عادل ومن صفات العادل انه يؤاخذ اه المذنب بذنبه ويجازي المحسن باحسانه وان الله حكيم والحكيم لا يليق به ان يترك الناس سدى مهملين لا يؤمرون ولا ينهون. وآآ اه نحو ذلك من اه الامور التي جاءت في هذا الباب القاعدة الرابعة في اه مما يتعلق بالقضايا الاساسية التي ينبغي بمفسر القرآن ان يعرفها ليتبين له ان القرآن اعتنى بها هي ان الله عز وجل يخاطب المؤمنين بالاحكام الشرعية بافضل الطرق وباسهل العبارات وان الله عز وجل لا يأمر الا بالخير ولا ينهاه الا عن ما فيه آآ الشر والنصوص القرآنية آآ الدالة على هذه القاعدة كثيرة تبين ان من التزم طريقة الشريعة فاز وافلح القضية الخامسة التي كانت مدار اهتمام للايات القرآنية دعوة الكفار الى الدخول في دين الاسلام والايمان بهذا النبي الكريم من خلال الحديث عن صدق هذا النبي والحديث في ذكر محاسن دين الاسلام والحجج والبراهين الدالة على صدق هذا القرآن و اه اه نحو ذلك القاعدة السادسة التي آآ اعتنى القرآن بتقريرها وهي قضية كلية على مفسر القرآن ان يهتم بها وان يعرف آآ اه اه قيمتها ان القرآن قد خاطب كل واحد بحسبه كل واحد بحسبه يخاطب الكافر بخطاب يناسبه ويخاطب المعرض بخطاب يناسبه ويخاطب المقبل بخطاب يناسبه وقد يكون اه مناسبة الخطاب اما في الترغيب او في الترهيب او حتى في انتقاء الالفاظ التي تناسب كل واحد منهم ملاحظة تغير الخطاب القرآني بتغير احوال المخاطب هذا مما يعين الانسان على فهمي كلام الله عز وجل ويجعله يتوصل الى التفسير الصحيح في ذلك القاعدة السابعة ان القرآن اعتنى بالمجادلة والمحاجه مع المخالفين بطريق حسن وبحجة واضحة وقوية واذا نظر الانسان في تلك المحاجات التي وقعت بين انبياء الله عليهم السلام واقوامهم وجد هذا واضحا اه جليا من اه القضايا الكلية التي اه اعتنى القرآن بتقديرها والاهتمام بشأنها وكرر الكلام اه فيها من اجل اه ان اه تكون اه مدار اهتمام المفسر ان القرآن حرص على توجيه البشارات لاهل الايمان من اجل ان تطمئن قلوبهم ويزداد ايمانهم ومن امثلة ذلك ان الله عز وجل ذكر نصرته لنبيه وقال وما جعله الله الا بشرى. ولتطمئن به ومن امثلة ذلك ايضا قوله عز وجل الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ومن ذلك قوله عز وجل ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وفي الاية الاخرى ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا وبخلاف اولئك الذين يقابلونهم فقد يعطون ببعض فقد يعطون بعض النعم من اجل استدراجهم. قال الا والذين كذبوا باياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وقد يصيب المؤمن بعض المصائب لكن عاقبته النصر آآ من امثلة ذلك قول الله آآ جل وعلا قول الله آآ جل وعلا وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان نصر الله آآ قريب فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا من القواعد المتعلقة بهذا ان الشريعة قد جاءت بتقرير معان كلية او سنن كونية في الامم السابقة في الامم اه السابقة. من اجل بيان ان سنة الله الكونية لا تتخلف وان كانت قد تتأخر من القواعد القرآنية المتعلقة بالايات القرآنية ملاحظة ختم الايات بالاسماء الحسنى المناسبة التي آآ لها علاقة بما جرت الايات في الحديث عنه كما كمثل قوله عز وجل وتب علينا انك انت التواب الرحيم ومن امثلته قوله عز وجل الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير اللطيف الذي يعرف دقائق امور الخبير العارف بحقائقها قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اعترفوا بسعة علم الله وانهم لا يعلمون واعترفوا بكمال حكمة الله فالله جل وعلا يضع الامور فيما يناسبها فعلم ادم الاسماء ولم يعلم لله وانهم لا يعلمون واعترفوا بكمال حكمة الله فالله جل وعلا يضع الامور فيما يناسبها فعلم ادم الاسماء ولم يعلم اه الملائكة الى غير ذلك من الايات القرآنية التي من لاحظها وجد منها ذلك كما في قوله عز وجل ولله المشرق والمغرب. فانما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم. اي واسع الفضل الملك جميع جميع الجهات ملك له سبحانه وتعالى من القواعد القرآنية المتعلقة بهذا الباب ولابد من آآ ملاحظتها بالنسبة للمفسر ان اه القرآن العظيم قد اعتنى اعطاء كل اناس ما يناسبهم من الكلام ومن آآ طريقة الاسلوب ونحو ذلك ايضا من الظوابط التي اعتنى بها كتاب الله ملاحظة عوائد الناس واعرافهم واعطاء احكام تتناسب معها فهناك اه فهناك امور يتعارف الناس عليها اه تتحقق بها المصالح. ولذا جاءت الشريعة بربط اه بعظ الاحكام بها من مثل قوله عز وجل وعاشروهن بالمعروف وفي النفقة قال جل وعلا ولهن في النفقة والطاعة هن مثل الذي عليهن بالمعروف كذلك من آآ الامور التي اعتنى القرآن بها محاولة تقريب المعلومة الى اذهان قارئ القرآن باي طريقة يمكن ان تصل تلك المعلومة لكن بشرط ان تكون طريقة صحيحة فمن امثلة ذلك مثلا ان الله جل وعلا اكثر من ضرب الامثال في القرآن من اجل ايصال العديد من المعلومات الى اذهان آآ قارئ القرآن ليعرف حقيقة مراد الله جل وعلا ومن امثلته مثلا في اوائل اه سورة البقرة او كصيب من السماء في ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين من قواعد التفسير المتعلقة بموضوعات القرآن حرص القرآن على التوسط والاعتدال وذم التطرف بنوعيه قال تعالى قل امر ربي بالقسط والقسط هو العدل وقال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان ان الله يأمر بالعدل والاحسان. ولذلك الايات القرآنية كلها عدل. لا يتناقض منها شيء من القواعد التي قد جاء القرآن بتقريرها التأكيد عليها مما يجعلنا نؤكد على مفسر القرآن بان يلاحظها ربط الاحكام الشرعية بعللها. ربط الاحكام الشرعية بعللها ومصالحها وفوائدها كما في قوله تعالى ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون فربطها بالمصلحة وهي كونها حياة وهي كونها حياة مما يدل على ان تقرير امر القصاص يحصل به الحياة الحقيقية للناس لانهم بذلك يتدارأ بعضهم عن قتل بعضهم الاخر خوفا من آآ خوفا من آآ القصاص وان يقتل القاتل اه كذلك من ما اعتنى به القرآن واكد عليه زكر اوصاف المؤمنين اوصاف المؤمنين تلك الاوصاف الجميلة التي تكون لتعريف الناس صفات المؤمنين ومن ثم يقتدي بهم اهل الخير. من مثل قوله عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون قل اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم في ايات كثيرة ايظا في بداية سورة المؤمنون آآ من الامور التي لا بد من ملاحظتها ان القرآن ليس مقتصرا على علم واحد بل فيه جميع العلوم التي تؤدي الى استكمال آآ المعرفة الشرعية الدينية فمن هنا ظن بعظهم ان القرآن انما هو نصوص الهية مجردة ليس فيها مخاطبة للعقول هذا ظن خاطئ بل في القرآن من الايات القرآنية بل في القرآن من الحجج العقلية ما لا تصل اليه اذهان كثير من البشر من قواعد تفسير القرآن ايضا ان الاسماء ان الاسماء آآ الحسنى لله عز وجل يراد بها اثبات الاسم لله عز وجل واثبات المعنى الذي دل عليه الاسم واثبات الاثار التي تترتب على هذا الاسم ذلك الرحمن هذا من اسماء الله فنؤمن به كاسم ونثبت صفة الرحمة لله بناء على ذلك واثار ذلك من اثار الرحمة نثبتها لله جل وعلا ايضا من القواعد او من الامور التي لا بد ان يلاحظها المفسر عند تفسير القرآن ان ايات القرآن التي ذكرت ربوبية الله جل وعلا على العباد اه على نوعين ربوبية عامة يدخل فيها جميع المخلوقات البر والفاجر من مثل قوله عز وجل قل اعوذ برب الناس فهذه الربوبية تشمل الجميع تسمى ربوبية عامة والثانية رب الربوبية الخاصة التي تكون للمؤمنين. الاولى تقتضي العلم تقتضي الاحاطة تقتضي القدرة بينما النوع الثاني يقتضي التوفيق ويقتضي التيسير للخير وازالة الشرور وصدها عن المؤمنين ونحو ذلك فمثلا قوله عز وجل اليس الله بكاف عبده هذه الاية في العبودية الخاصة وكما تقدم معنا ان عبده هنا لا يصح ان نفسرها بخصوص النبي صلى الله عليه وسلم وحده من القواعد اه التي اه يعنى بها في هذا الباب ان يلاحظ ان حديث القرآن عن امراض القلوب عن الامراض اه يقسم امراض القلوب الى امراض شبهات وامراض شهوات في اول سورة البقرة في قلوبهم مرظ فزادهم الله مرظا. هذا في مرض آآ الشبهات مرظ اه الشبهات ومن امثلته ايضا قوله عز وجل واما الذين في قلوبهم مرض فزادهم فزادتهم رجسا الى رجسهم وقوله ليجعل الله ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض. والقاسية قلوبهم وهناك نوع اخر هو مرض الشهوة التي تجعل الانسان يميل عن طاعة الله عز وجل كما في قوله جل وعلا ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما قال تعالى فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرظ اي مرض شهوة وارادة للفجور ملاحظة هذا يفيد مفسر القرآن آآ كثيرا من قواعد اه التفسير التي يستفيد منها المفسر لكتاب الله عز وجل ان القرآن قد يأتي بالتفظيل بين الطوائف وبين الاشخاص وبين الافعال وبين اه من مثله لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الظرر والمجاهدون في سبيل الله وقوله ولولا رجال مؤمنون ونساء رجال مؤمنون ونسائه ولولا رجاله ولم تعلموهم ان تطأوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم اه كذلك ايضا من القواعد الشرعية التي اه جاءت في القرآن تقرير ان المعتدي يجوز مقابلة اعتدائه باعتداء مماثل له و اه كذلك من قواعد القرآن في اه اعتبار المقاصد في ترتيب الاحكام بحيث ينظر الى نية العباد. قال تعالى ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما وفي نصوص كثيرة تلاحظ النية وتلاحظ مقاصد اه الناس ايضا من القواعد التي اه اه يجب على مفسر القرآن ان يلاحظها في تفسيره لكلام الله عز وجل مما يتعلق موضوعات اه القرآن ان نلاحظ ان آآ القرآن قد جاء التفاتات لكل علم او لاصول كل علم ينفع الناس. مثلا في علم حفظ الصحة جاء في قوله تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. وهكذا ما يماثلها من الايات من القواعد التي لا بد ان يلاحظها مفسر القرآن عند تفسيره للقرآن ملاحظة تقرير الحقوق ووجوب اداء الحقوق لاصحابها سواء كان حقا لله او حقا لرسوله صلى الله عليه وسلم او حقا للوالدين او لغيرهما من الناس فهذه قاعدة كلية تقرير الحقوق واثبات الواجبات قد جاءت بها الشريعة هكذا ايضا جاءت الشريعة بالامر بالتثبت والتبين بحيث لا يسارع الانسان آآ الى كل قضية عليه حتى يتأكد من آآ صحتها وعدم مناقضتها الواقع آآ هذا شيء من قواعد التفسير المتعلقة بالموضوعات اه القرآنية وهي قواعد مهمة وما اوردناه انما هو اه نماذج تدل اه على شيء من المعنى الكلي هذه القواعد واسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين