الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونثني عليه على نعمه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ارحب بكم في اللقاء الساني من لقاءاتنا حول قواعد التفسير كنا في اللقاء السابق اخذنا مفهوم قواعد التفسير والفرق بين قواعد التفسير واصول التفسير والفرق بين عدد من المصطلحات المشابهة لهذه الكلمة. وعرفنا انواع قواعد التفسير واهمية هذا العلم والعلاقة بين هذا العلم وبين غيره من آآ العلوم وفي هذا اليوم باذن الله عز وجل سنأخذ عددا من القواعد التي يسير عليها المفسر في تفسير ايات القرآن من اه المتعلقة بالقراءات القراءات جمع قراءة وهي مصدر مأخوذ من الفعل قرأ والمراد بالقراءات انواع ما قرأ به القراء ايات القرآن والقراءات على ثلاثة انواع نوعي الاول قراءة متواترة موافقة للعربية وللمصحف فهذه قراءة مقبولة وتعد من القرآن ويجب العمل بها والنوع الثاني قراءة لم تثبت من جهة اسنادها انما وردت باسانيد ضعيفة فهذه لا قيمة لها ولا منزلة نوع الثاني الثالث القراءة الشاذة وهي التي وردت باسناد صحيح لكنه احاد ولم تخالف آآ بقية اه القراءات وهذه تسمى القراءة الشاذة وسنأتي ان شاء الله تعالى آآ لها القراءة المتواترة هي جزء من القرآن ويجب اه اعتقادا انها من القرآن وآآ من امثلة ذلك قراءة مثلا من اه قرأ اه قوله جل وعلا الى العظام كيف ننشزها. وفي قراءة الى العظام كيف ننشرها ومثله قوله عز وجل هو الذي ارسل الرياح بشرا في قراءة نشرى. هذه قراءة متواترة ثابتة عن النبي ثابتة آآ باسانيد متواترة الى النبي صلى الله عليه وسلم ما هي قواعد التفسير المتعلقة بالقراءات القاعدة الاولى ان القراءة المتواترة قراءة ثابتة ومن ثم فهي بمثابة الاية المستقلة ومن هنا فاننا لا يمتنع ان نثبت للاية معنيين مختلفين بناء على اختلاف القراءات اذا لا يمنع ان نثبت للاية تفسيرا مستقلا اه او تفسيرين مختلفين غير متعارضين بناء على هذه القراءات المختلفة مثال ذلك قوله تعالى ذو العرش المجيد وفي قراءة ذو العرش المجيد فعلى القراءة الاولى ذو العرش المجيد تكون المجيد صفة لله عز وجل وعلى قراءة ذو العرش المجيد تكون هذه الصفة المجيد العرش وكلاهما قراءة صحيحة ثابتة القاعدة الثانية من قواعد التفسير المتعلقة بالقراءات ان القراءة ان القراءة ان القراءات المختلفة اذا كانت متعلقة بذات واحدة بصفات متعددة فان جميع تلك الصفات توصف بها تلك الذات ومن امثلة ذلك قوله جل وعلا هو الذي ارسل الرياح بشرا وفي قراءة نشرى اما بشرى فلان السحاب يبشر الناس بنزول المطر باذن الله واما القراءة الثانية نشرى اي ان السحاب ينزل الله منه الماء الذي يحيي آآ به الله الارض بانبات النبات القاعدة الثالثة ان القراءات يفسر بعضها بعضها الاخر فان ما يخفى من معنى الاية حال قراءة من القراءات يمكننا ان نفسره بواسطة القراءة آآ الاخرى ذلك لان القرآن لان القرآن آآ بمثابة الشيء الواحد ومن امثلته قوله عز وجل مالك يوم الدين هذه قراءة متواترة ومن قراءة المتواترة ملك يوم الدين. وكلاهما يفسر آآ القراءة الاخرى ويوضح المراد منها القاعدة الثالثة ايضا من امثلته قوله عز وجل يسألونك ويسألونك عن المحيض قل هو ادم فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن وفي قراءة يتطهرن ويطهر ما قد يراد بها توقف الدم واما يتطهرن فالمراد بها الاغتسال ومن ثم قلنا بانه لابد من تقييد المعنيين بعضهما ببعض. فمن ثم لا يجوز للزوج ان يقرب زوجته الا بعد ان يتوقف الدم وتغتسل. اما اذا لم آآ تغتسل بعد فحينئذ لا يصح للزوج ان يقربها ومن امثلة ذلك قوله تعالى او لامستم النساء مع قوله هناك قراءة او لمستم النساء فمن هنا لامستم آآ تفسر بالجماع ولمستم يراد بها مجرد المس ومن ثم لا لا يمتنع ان يكون المراد بالاية اه جميع المعنيين فيكون كل منهما ناقضا للوضوء وقيل بان احدى بان احد اللفظين يفسر الاخر فيحمل عليه القاعدة الاخرى من قواعد التفسير المتعلقة بالقراءات ان القراءة الاحادية وهي القراءة الشاذة تكون مقبولة ويعمل بها لانه اذا ورد آآ وردت الاية بقراءة متواترة ثم وردت هناك قراءة شاذة صحيحة الاسناد لكنها وردت في طريق الاحاد فحينئذ نفق نفسر الاية المتواترة بهذا اللفظ لان القراءة الاحادية حقيقتها ان الصحابي سمع هذا اللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم وظنه قرآن وهو ليس قرآنا وانما هو تفسير من النبي صلى الله عليه وسلم لهذا اللفظ قال من امثلة ذلك مثلا قال الله جل وعلا فمن لم يجد يعني من لم يجد الاطعام والكسوة والرقبة في كفارة اليمين. فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم فجاء في قراءة شاذة فصيام ثلاثة ايام متتابعات ولذلك اشترط كثير من اهل العلم في صيام الثلاثة ايام في كفارة اليمين ان تكون متتابعة ايضا من امثلة ذلك قوله جل وعلا والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما هذه قراءة متواترة وجاء في قراءة ابن مسعود فاقطعوا ايمانهما فاقطعوا ايمانهما حينئذ نقول بان المراد قوله والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما المراد به اليد اليمنى ومن امثلة ذلك ايضا قوله عز وجل وان كان رجل اه او امرأته وله اخ او اخت اه قوله جل وعلا في آآ سورة النساء وله اخ او اخت وان كان رجل يورث كلالة او امرأة وله اخ او اخت فلكل واحد منهما السدس هذه هي القراءة المتواترة. جاء في قراءة شاذة وله اخ او اخت منامه فحينئذ نحمل هذه الاية على ان المراد به الاخ من الام وهو الذي اشترك مع الميت في امه وابوهما مختلف القاعدة الاخرى من اه قواعد تفسير القرآن المتعلقة بالقراءات ان القراءة الشاذة اذا خالفت القراءة المتواترة ولم يمكن الجمع بينهما فهي باطلة ولا يصح العمل بها وهذه ايضا يمكن ان تكون منتهية باطلة ولا يصح العمل بها وهذه ايضا يمكن ان تكون من قواعد الترجيح ومن امثلة ذلك قوله عز وجل ان الصفا والمروة من شعائر الله. فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ان يطوف بهما على الاثبات. ورد في قراءة شاذة فلا جناح عليه الا يطوف به. بهما. فان لا يطوف هذه قراءة شاذة وتكون مخالفة للمتواترة. ومن ثم فانه لا يعمل بها ولا يحتج القاعدة الاخرى من قواعد القراءات ان القراءة ان القراءة المتواترة حجة يجب العمل بها ولا يصح ابطالها بقراءة اخرى ولو وجد اه ترجيح او سبب ترجيح لاحدهما على الاخرى كأن تكون احداهما موافقة للغات العرب ومن امثلته قوله عز وجل فاتقوا واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام حيث قرأ حمزة والارحامي هنا يختلف المعنى هل هو معطوف على قوله اتقوا الله او معطوف على الظمير في قوله تساءلون به فهنا قراءتان متواترتان. ومن ثم يجب العمل بهما والقول بهما ولا يجوز. ورد احدى القراءتين بناء على وجود القراءة الاخرى ومن امثلته قوله عز وجل يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا حيث ورد في قراءة فتثبتوا فتكون احداهما مفسرة للقراءة الاخرى ومن امثلته ايظا قوله عز وجل واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها في قراءة امرنا مترفيها فكل من هذه القراءات ثابتة ايضا من القواعد المتعلقة اه التفسير من قواعد التفسير المتعلقة اه القراءات ان القراءة المتواترة تقرر معنى جديدا وحكما جديدا وانه لا يلزم ان تكون تلك القراءة متوافقة مع القراءة الاخرى ايضا من القواعد المتعلقة بالتفسير من قواعد التفسير المتعلقة بالقراءات ان القراءة الشاذة المخالفة للقراءة المتواترة باطلة ولا يلتفت اليها اه تقدم اه الكلام في هذا ايضا من القواعد التفسير المتعلقة بالقراءات ان القراءة الثابتة يجب اثباتها ولا يجوز ردها بناء على مخالفة آآ قياسا عربي او فشو اللغة فلا يلتفت الى القراءة آآ فلا يلتفت الى فلا يلتفت في القراءة الى مخالفة اه اللغة ومن امثلة ذلك قراءة حمزة اه فاتقوا الله الذي تساءلون به والارحام على ما تقدم قبل اه قليل عظة من القواعد المتعلقة القراءات ان القراءة الاحادية يخصص عموم القراءة المتواترة ومن امثلة ذلك قوله عز وجل حافظوا على الصلوات الوسطى والصلاة حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ورد في احدى القراءات والصلاة الوسطى صلاة العصر وحينئذ نثبت ان المراد بقوله الصلاة الوسطى هي صلاة اه العصر اذا هذه نماذج من قواعد التفسير المتعلقة بالقراءات يمكن ان يفسر القرآن بناء عليها من امثلة ذلك بقوله عز وجل ووجد فوجدها تغرب في عين حمئة اذ ورد في قراءة اخرى حامئة حامية فالاولى حمية من الحمأة وهو الطين المنتن الذي تغير لونه والقراءة الثانية حامية اي حارة وآآ بالتالي فاننا نصف هذه العين بالوصفين مع ايظا من امثلة القراءات قوله عز وجل بل عجبت ويسخرون حيث ورد في بعض القراءات بل عجبت ويسخرون آآ من ثم لا مانع ان نثبت هذا الوصف لله عز وجل بناء على هذه القراءة اما القراءات التي لم تثبت باسنادها الى النبي صلى الله عليه وسلم فانه لا يصح تفسير القرآن بها ومن امثلته قراءة لتكون لمن خلفك اية هذا في سورة يونس حيث وردت قراءة لتكون لمن خلفك وفي لفظ لمن اه خلقك كل هذه قراءات لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا باسناد موثوق لا باسناد متواتر ولا باسناد احاد. ومن ثم لا يصح ان نلتفت الى هذه القراءات ومن امثلة ذلك ايضا ما ورد في قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء حيث ان المراد بالاية ان العلماء هم الذين يخشون الله حق خشيته وردت قراءة لكنها لم تثبت وانما وردت باسناد ضعيف برفع لفظ الجلالة الله انما يخشى الله من عباده العلماء وهذه القراءة لا يصح تفسير القرآن بها وذلك لان القراءة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا بطريق احد ولا بطريق متواتر. ومن ثم فانه لا يصح الالتفات الى هذه القراءة وذلك لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم عظا من الامور التي لا بد ان نلاحظها في هذا ان القراءات غير الثابتة لا يصح لنا ان ننسبها الى القرآن ولا يصح لنا ان نعمل بها ولا يصح لنا ان نخصص عموم القرآن بها. ولان نقيد مطلق القرآن بها ولا نلتفت اليها ولا نحتج بها مطلقا وذلك لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم اه هذا الذي اخذناه في هذا اليوم نماذج من قواعد التفسير المتعلقة بالقراءات ويمكن ان يكون هناك قواعد اخرى لكن هذه نماذج اه نسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة. وان يجعلنا واياكم الهداة المهتدين. كما نسأله سبحانه على ان يفقهنا واياكم بشرعه ودينه وان يعلمنا آآ كتابه العظيم وان يفهمنا المراد آآ من هذه من هذا القرآن كما نسأله جل وعلا ان يعطينا من القدرة ما نتمكن به من تفسير القرآن وفهمه هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين