وذلك ان القرآن فيه انواع كثيرة من العلم وآآ معرفة هذه الانواع من العلوم يفيد الانسان في فهم كلام الله عز وجل وقد قيل بان القرآن يحتوي على الاف العلوم قال وقال ابو بكر ابن العربي في كتابه قانون التأويل ان ام علوم القرآن ثلاثة اقسام توحيد وتذكير واحكام اه ذكر ان التوحيد يدخل فيه معرفة الخالق باسمائه وصفاته وافعاله الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم في اللقاء الثالث من لقاءات قواعد التفسير بهذا اللقاء باذن الله عز وجل نتكلم عن قواعد التفسير المتعلقة بعلوم القرآن سبق ان عرفنا ان التفسير هو العلم الذي يعرف به فهم كتاب الله وبيان معانيه واستخراج احكامه وحكمه علوم القرآن يراد بها يراد بها تلك الانواع من العلوم التي تتعلق بالقرآن واما التذكير فمنه الوعد والوعيد والجنة والنار واما الاحكام فمنها التكاليف هناك انواع كثيرة من انواع علوم القرآن هذه اه العلوم اه يمكن بعضها متعلق بالفاظ القرآن وبعضها يتعلق بغيره انواع العلوم علوم القرآن التي اه يمكن ان تكون طرائق لفهم القرآن على انواع نأخذ النوع الاول حسب ما ذكره الزركشي في كتاب البرهان قال نوعي الاول معرفة اسباب النزول وذلك ان معرفة سبب النزول يفيد في فهم الايات القرآنية ويعرفنا بمراد الله عز وجل بهذه الايات ومن امثلة ذلك ما جاء في قوله تعالى قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طعام يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفورا او لحم خنزير فهذه الاية لها سبب نزول وذلك ان الكفار لما حرموا ما احل الله له ما احل الله عز وجل من الاطعمة واحلوا ما حرم الله وكانوا مناقضين لكتاب الله عز وجل نزلت هذه الاية بيان ان ما انتهجوه من هذا المنهج منهج مغاير وليس بصحيح وانه ينبغي ان يرجع في التحليل والتحريم الى الله عز وجل ومن هنا فهمنا المراد بهذه الاية من امثلة ذلك مثلا في قوله عز وجل ومن شر النفاثات في العقد النفاثات يراد به اهل السحر الذين ينفثون في العقد هذه الاية ليس المراد بها خصوص النساء وانما اوتي بالنساء هنا لكون بنات لبيد سحرن رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا قالا طائفة قالوا ولذلك قال النفاثات و بعض اهل العلم قال المراد بالاية ومن شر النفاثات تلك الالسن والشفاه التي تنفث في العقد لان الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم هو لبيد ابن يا اعصاب ولبيد ابن الاعصم كما ورد ذلك في صحيح البخاري ومن امثلة ذلك مثلا في قوله عز وجل ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها فان هذه الاية فان هذه الاية قد نزلت في رد مفاتيح الكعبة الى بني شيبة ومن امثلة ذلك ايضا قوله عز وجل الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا عندما يأتي احد المبتدعة ويفسر الجبت والطاغوت بان المراد بهما اشخاص باعيانهما نقول انظر الى سبب نزول الاية ان هذه الاية نزلت في كعب ابن الاشرف وكان قد قدم من المدينة الى مكة وحرض الكفار على الاخذ بثأرهم من معركة بدر وحرضهم على غزو النبي صلى الله عليه وسلم فسألته قريش من هو من الذي من هو الاهدى سبيلا؟ هل هم اهل مكة اهدى سبيلا ام النبي صلى الله عليه وسلم فقال كعب بن الاشرف انتم مع انه يعلم انه كاذب في هذه الكلمة وانه ليس بصادق آآ مع ان الله عز وجل قد انزل عليهم الكتب واخذ عليهم المواثيق الا يكتموا الحق فكان المراد بهذه الاية بالجبت والطاغوت ان الجبت يراد به السحر وان الطاغوت مجاوزة امر الله عز وجل والغلو في ذلك فمن هنا عرفنا ان قوله بالجبت والطاغوت ليس المراد به اشخاص بعيانهما وانما المراد بذلك اه السحر والطغيان اذا معرفة سبب النزول يفيدنا كثيرا ومثل هذا ايضا في قوله عز وجل ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا. اذا ما اتقوا ان بعض الناس قد يفهم من هذه الكلمة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يجوز لهم تناول جميع المطعومات والمشروبات وذلك لان اه اه انه قال ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا وبينما هذه الاية نزلت بسبب نزول معين وهو ان هذه الاية نزلت لان آآ لانه لما نزل تحريم الخمر قال بعض المسلمين ما حال اولئك الذين ماتوا والخمر في بطونهم قبل ان تحرم الخمر فنزلت هذه الاية لبيان انه ليس عليهم اثم لماذا؟ لانهم لما تناولوا الخمر كانت مباحة لهم. فقال تعالى ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما ثم قال اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات ومن امثلته ايظا قوله عز وجل ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله فانه قد يأتينا بعض الناس ويقول يجوز استقبال اي جهة في الصلاة بناء على هذه الاية بينما هذه الاية نزلت في قوم من المسلمين خرجوا في آآ خارج المدينة فاشتبهت عليهم جهة القبلة فنزلت هذه فصلوا حسب اجتهادهم. فنزلت هذه الاية ولله المشرق والمغرب. فاينما تولوا يعني اذا لم تعرفوا القبلة فسم وجه الله حينئذ نعرف ان معرفة اسباب النزول مفيدة في فهم القرآن وفي آآ تفسيره ايظا من القواعد المتعلقة بهذا الباب ان معرفة المناسبة بين الاية والاية يفيد كثيرا في فهم القرآن وذلك ان الايات القرآنية ان يكون بين بعضها وبعضها الاخر مناسبة وبالتالي جمع اه بينهما والمراد بالمناسبة الرابط الذي يكون بين الاية والاية سواء كانت سببية روابط سببية او نحو اه ذلك من امثلة آآ هذا ان آآ قوله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم هنا الصراط المستقيم نحتاج الى تفسيره وتوظيح المراد به. فلما نزل قوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم بهم ولا الضالين ونتبين ان المراد بالمغضوب عليهم الذين عندهم علم لم يعملوا به. وان الظالين هم اولئك الذين عندهم عمل لكن بدون ان يستندوا الى علم عرفنا ان المراد بقوله اهدنا الصراط المستقيم تحقيق ان المراد بقول قل اهدنا الصراط المستقيم اي هب لنا العلم الصحيح النافع والعمل المستقيم الصالح ومن امثلة اه ذلك يعني لابد ان نعلم ان الايات يرتبط بعظها ببعظ ويكون لها اه ثمرة وفائدة من هذا مثلا في قوله عز وجل يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها فان آآ فان بعض الناس قد يتساءل ما الرابط بين الاهلة وبين اتيان البيوت من ابوابها فيقال في هذا ان الشارع قد امرنا بجعل الهلال هو الذي يعول عليه في بالمواقيت من مثل الحج ومن مثل الصيام ومن هنا لا يصح لنا ان نجعل هناك طرائق اخرى لاثبات الشهور. سواء بالحساب او بغيره اثبات الشهور سواء بالحساب او بغيره ولما قال بعد ذلك آآ اه وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها كانه قال لا تثبتوا هذه الشهور بطريق اخر غير طريق بغير طريق آآ الهلال ايضا من امثلة اه ذلك بقوله عز وجل سأل سائل بعذاب واقع فان الله جل وعلا ذكر اولا عذاب الكفار وانه لا دافع لهم لهم اه لا دافع لهذا العذاب من الله عز وجل. ثم قال اه تعرج الملائكة والروح اليه فهذه تصف آآ الله ذي المعاهج اه ايظا من القواعد المتعلقة بعلوم القرآن معرفة الفواصل ورؤوس الاي فان هذا ايضا يفيد في آآ تفسير آآ القرآن خصوصا ان الايات قد تأتي لتقرير معنى مستقل ايظا من اه اه الامور المتعلقة بهذا ان من المواضع التي يتأكد فيها معرفة المناسبة مقاطع الكلام واواخره و ونحو ذلك كذلك من علوم القرآن علم المتشابه فانه يفيد كثيرا في تفسير ايات القرآن والمراد بالمتشابه ان يكون هناك لفظ يفهم منه معنيان احدهما مراد لله عز وجل والاخر غير مراد فمن ثم المتشابه نرد اللفظ المتشابه لللفظ المحكم لنعرف المراد منه ومن امثلة ذلك قوله عز وجل انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فان هذا من الالفاظ المتشابهة لاحتماله ان يكون المراد به الواحد المعظم لنفسه ويحتمل ان يكون المراد بقوله نحن آآ الجمع ومن ثم نرد هذا المتشابه الى المحكم فنعرف ان المراد بهذا آآ فنعرف ان المراد بهذا آآ الواحد المعظم لنفسه. فان الله لما قال قل هو الله احد ولما قال انما الله اله واحد انما الهكم اله واحد دلنا هذا على ان المراد بقوله انا نحن الواحد المعظم لنفسه كذلك من علوم القرآن اسرار الفواتح والسور فان الاية فان السور القرآنية تتنوع بطرائقها في الاستفتاح منها ما يبتدأ فيه الثناء ومنها ما يبتدأ فيه بالنداء ايها الناس ومنها ما يبتدى فيه جمل خبرية ومنها بقسم ومنها بامر ومنها بخبر وهذا ملاحظة اسرار الفواتح يفيد اه في تفسير ما بعده من الايات ومثله ايظا معرفة اه الخواتم هكذا ايظا معرفة مواطن النزول. هل هذه الايات مكية؟ او هذه الايات مدنية؟ يفيدنا في اهل القرآن وايات القرآن. وذلك لان الايات المكية قد جاءت لتقرير معاني من آآ توحيد الله واثبات الميعاد ونحو ذلك بخلاف الايات المكي المدنية فانها قد جاءت لتقرير الاحكام الشرعية على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ونفي بعض الشبهات هكذا ايضا معرفة ما يتعلق اه رسم القرآن فانه يفيد كثيرا في آآ تفسير آآ القرآن لان الرسم له اثر في فهم المراد آآ الكريمة ايظا من علوم القرآن ما يتعلق بمعرفة ما وقع في القرآن من اللغات المغايرة للغات اهل الحجاز فان اه هناك اه ايات قرآنية وقد جاءت بلغة مغايرة للغة قريش ومن امثلة آآ زلك قولا عز وجل ومن يرتدد منكم عن دينه فقد آآ فك التضعيف هنا ولم يقل ومن يرتد منكم عن دينه ومن مثلها ايضا آآ قوله عز وجل ما هذا بشرا؟ على النصب لان آآ قراءة النصب انما توافق لغة بني آآ تميم هكذا ايظا من علوم القرآن معرفة الكلمات التي اصلها غير عربي في القرآن ومعرفة معانيها في تلك اللغات ومن امثلة ذلك قوله عز وجل مشكاة وآآ قوله بساتين وهذه الكلمات وان كانت في الاصل غير عربية الا انها دخلت في العربية ايظا ما يتعلم من علوم القرآن معرفة غريب القرآن. وهذا اه له اثر في تفسير القرآن كبير كذلك معرفة التصريف تصريف الكلمات ويراد به آآ معرفة ما يلحق الكلمة ببنيتها سواء كانت بصياغة الكلمة باوجه متعددة او تغيير طريقة الكلمة لمعنى من طارئ عليها هكذا ايظا من علوم اه القرآن ما يتعلق بمعرفة الوقف والابتداء فانه يفيد في تفسير القرآن ومن امثلته قوله عز وجل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا فانه اذا كان الوقف على كلمة الله فان الراسخين في العلم لا يعلمون تأويل المتشابه واما اذا لم يكن هناك وقف على كلمة الله فانه حينئذ يكون من عطف والراسخون في العلم على قوله وما يعلم تأويله الا الا الله. فيكون الراسخون في العلم ممن يعلم اه تأويله من هذا ايضا آآ آآ يعني هذا نموذج اه لهذا الباب ومن امثلته ايظا قوله عز وجل ولم يجعل له عوجا. قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه. هنا وقف على يوجه لان لا يفهم ان قيم وصف اه آآ لم يجعل له وجاع ايضا من انواع القرآن ما يتعلق ما يتعلق بمعرفة اه فظائل القرآن وخواصه وهذا يفيد كثيرا في تفسير القرآن لانك اذا عرفت ان الاية عظيمة المعنى فحينئذ سيجعلك تدقق فيها المعاني العظيمة التي اشتملت عليها الاية من امثلة ذلك آآ اية الكرسي اية عظيمة وهي افضل من غيرها من الايات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم هل آآ تعلم اي اية معك من كتاب الله اعظم ويريد بذلك اية الكرسي واذا عرفت ان لها معنى عظيما فانك حينئذ لابد ان تعرف انها مشتملة على ايا على معان كثيرة تتناسب عظمة هذه الاية هكذا ايظا فيما يتعلق اه فيما يتعلق بالاداب التي اه يتأدب بها قارئ القرآن والمستمع له والتالي والمتدبر فهذه تفيد كثيرا في معرفة طرائق التفسير فان الانسان اذا عرف اداب قراءة القرآن فان ذلك سيؤثر على فهمه للايات القرآنية وآآ ايظا من علوم القرآن معرفة الامثال. معرفة الامثال. فان القرآن قد وجد فيه امثال كثيرة وظرب المثل في القرآن من اجل معاني متعددة. قال تعالى وتلك الامثال نظربها للناس وما يعقلها الا العالمون. فعند معرفة طرائق هذه الامثال واساليب القرآن فيها فان هذا يفيد كثيرا في تفسير القرآن اه هكذا ايظا في اه معرفة وجوه المخاطبات وانها تفيد كثيرا في فهم اه القرآن ومثل ذلك ايظا معرفة اساليب القرآن ومعرفة لغات القرآن اه كذلك من علوم القرآن التي نستفيد منها في ما يتعلق تفسير القرآن معرفة آآ انواع الاساليب التي يسير عليها القرآن هناك اسلوب الترقي هناك اسلوب آآ آآ تدرج هناك آآ اساليب التغليب آآ هناك اساليب القصة كل هذه تفيد اسلوب الالتفات هذي كلها تفيد في فهم القرآن ومعرفة اه المراد منه واظنكم قد اه اخذتم اه في علوم القرآن هذه الانواع وتوضح او اتضحت لكم حقيقة هذه الانواع عندكم ومن ثم اذا عرفتموها فان هذا يفيدكم في فهم القرآن وفي القدرة على آآ تفسيره اذا اخذنا في هذا اليوم قواعد التفسير المتعلقة بعلوم القرآن وكيف كانت مؤثرة على قدرة الانسان في تفسير القرآن. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة كما اسأله سبحانه ان يفهمكم كتابه العظيم وان يعرفكم بمعاني كتابه. هذا والله اعلم وصلى الله