الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه وبعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم في اللقاء الخامس من لقاءات قواعد التفسير بهذا اليوم باذن الله عز وجل سنتكلم عن قواعد التفسير المتعلقة بالالفاظ حيث تقدم معنا ارادوا مقدمة عامة عن هذا العلم وذكر قواعد التفسير المتعلقة بالقراءات وزكر قواعد التفسير المتعلقة بعلوم القرآن وذكر قواعد التفسير المتعلقة بطريقة التفسير ونتكلم في هذا اليوم باذن الله عز وجل عن بعظ القواعد المتعلقة بالالفاظ من تلك القواعد ما يتعلق لفظة كان هل تدل على التكرار والدوام او لا تدل صيغة لفظة كان اذا كان معها فعل مضارع فانها تدل على التكرار والمداومة على الفعل ومن امثلة ذلك مثلا قوله جل وعلا عن اسماعيل وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة فان مثل هذا يدل على انه كان يداوم على ذلك ومن امثلته ايضا قوله عز وجل تريدون ان تصدون عما كان يعبد اباؤنا وقوله عز وجل ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون فانه يدل على كثرة التكرار والمداومة على هذا الفعل من امثلته مثلا قوله عز وجل انهم كانوا يسارعون في الخيرات كانوا اتى بعدها الفعل المضارع يسارعون فدل هذا على انهم اه يفعلون ذلك مرارا وتكرارا ويداومون عليه من امثلته ايظا قوله عز وجل وكانوا يقولون اذا متنا وكنا تراب وعظاما ائنا لمبعوثون. فقولك كانوا يقولون كان اتى بعدها فعل مضارع فافادت التكرار والمداومة من القواعد المتعلقة بهذا الباب ان الجملة الاسمية يدل على ثبوت الوصف تدل على ثبوت الوصف وبخلاف الجملة الفعلية فانها تدل على التجدد خصوصا عندما تكون الجملة حالية فان التعبير عن الحال بالجملة الاسمية يدل على الدوام والثبوت بخلاف وضع الجملة الفعلية حالة فانه يدل على التجدد من امثلة ذلك قوله عز وجل وكلبهم باسط ذراعيه بالوسيط قلب مبتدأ خبر فهذي جملة اسمية فدل هذا على اه ثبوت هذا الوصف ودوامه بخلاف قوله عز وجل الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. هذا يدل على تجدد هذا الفعل منهم وتكرره ومن امثلته عز ومن امثلته ايضا قوله عز وجل هل من خالق غير الله يرزقكم من السماوات والارض فهذا يدل على التجدد ومن امثلته ايضا قوله عز وجل وجاؤوا اباهم عشاء يبكون هذا يدل على ان البكاء اه كان متجددا يبكون ثم يبكون وانهم يستمرون على البكاء من قواعد التفسير المتعلقة بالالفاظ ان صيغة التفظل صيغة التفظل على صيغة افعل اه قد يؤتى ويراد بها التفظيل والمقارنة بين شيئين قد يؤتى بها ولا يرد ولا يراد بها اه التفظيل من امثلة ذلك قوله عز وجل افمن يلقى في النار خير ام من يأتي امنا يوم القيامة فالمراد هنا ليس مجرد آآ المقارنة والتفظيل من امثلة ذلك قوله عز وجل اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا هنا يراد به اتصافهم باعلى صفات الخيرية وقد يراد بهذه اللفظة اه المقارنة بين شيئين وتفصيل احدهما على الاخر من امثلة ذلك مثلا قوله فسيعلمون من هو شر مكان فهنا في المقارنة بين اهل الجنة والنار المقارنة بين المؤمنين والكفار وسيعلمون من هو شر مكانه واضل سبيلا يقول الامام الشنقيطي رحمه الله بهذه الايات وامثالها اشكال معروف وهو ان يقال لفظ خير في الايات المذكورة صيغة تفضيل والمعروف في علم العربية ان صيغة التفضيل تقتضي المشاركة بين المفظل والمفظل عليه فيما فيه التفظيل لان المفظل اكثر من المفضل عليه وافظل ومعلوم ان المفضل عليه في الايات المذكورة الذي هو عذاب النار لا خير فيه البتة اجيب عن هذا الاشكال بان صيغة التفضيل قد تطلق في القرآن وفي اللغة يراد بها مطلق الاتصاف وليس فيها تفضيل شيء على شيء واذا ارادوا في لغة العرب اذا ارادوا تخصيص شيء بالافضلية دون غيره جاءوا بصيغة التفضيل ولذلك كانت العرب تقول الشقاء احب اليك ام السعادة؟ ومنه قوله تعالى قال رب السجن احب الي وقول هنا احب ليست ليس المراد بها مشاركة المفضل عليه للمفظل في هذا المعنى من القواعد قواعد التفسير المتعلقة بالالفاظ ان تفسير الافعال ينبغي بنا ان ننظر فيه الى ما يعدى به فانه يختلف المعنى باختلاف التعدية فمثلا قولك ذهب من المسجد الى البيت بمعنى انطلق من المسجد بينما ذهب الى المسجد معناه انه اه غدا الى المسجد وراح اليه ومن امثلة ذلك قوله تعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم فهنا قال من يرد فيه بالحاد فعد الارادة بالباء واذا اعد لفظ الاصل في لفظ الارادة ان تقول اراد محمد الذهاب الى السوق لكنه هنا عديت اه عدي الفعل اراد بواسطة حرف الجر الباء وذلك لانه قد ظمن هذا الفعل اراد معنى فعل هم فانه يقال هممتك بكذا هممته بكذا فيعد بالفعل يعدى فعل هم بالباء من امثلته ايظا قوله عز وجل من امثلته قوله عز وجل وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة فهنا عدي الفعل نظر الى عدي الفعل نظر بواسطة الحرف الى مما يدل على ان المراد به المشاهدة بالابصار بخلاف ما اذا عدي الفعل نظر بواسطة الفعل بواسطة الحرف في فانه يدل على التفكر كما في قوله تعالى او لم ينظروا في ملكوت السماوات والارض بينما اذا عدي نظر بنفسه فمعناه انه متوقف او منتظر ومن امثلته قوله عز وجل انظرونا فنقتبس من نوركم مثال اخر بقوله عز وجل الرحمن على العرش استوى. عدي الفعل استوى بواسطة الحرف على فدل هذا على ان المراد به العلو والارتفاع ونحو ذلك بخلاف ما اذا عدي الى فانه يكون معناه قصد ومن امثلة قوله عز وجل ثم استوى الى السماء. اي قصد اليها وقد يعد او قد اه يؤتى بالفعل استواه بدون ان يكون فيه تعدية فمرة يؤتى به مع فاعل واحد كقوله استوى اه كقوله عز وجل استوى على سوقه يعني ارتفع عليه. اما اذا قيل فلان استوى من امثلته عز وجل اه حتى اذا بلغ شده واستوى اي وصل نهايته واه مم قارب درجة الكمال بحسبه واما اذا اتي بالفعل استوى منسوبا الى فاعلين فانه يدل على المساواة. تقول استوى فلان وفلان. بمعنى انهما تساويا ومن امثلة ذلك ايضا لفظة اهدنا فانه يؤتى به اه مرة بدون اه اه ويعد الى المفعول مباشرة بدون حاجة الى الحرف كما في قولك كما في قوله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم من وهكذا ايضا ويهديك صراطا مستقيما في مثل هذا الموطن يراد به الهداية التي تتضمن معنى التوفيق من امثلته اما اذا اتي بالهداية اهدنا الصراط المستقيم هنا اه يختلف المعنى باختلاف الحرف فانه اتي به اه بدون ان بدون ان يؤتى حرف مع المفعول كانه ظمن هذا الفعل اهدنا كانه ضمن هذا الفعل اهدنا معنى آآ التقدير بخلاف قوله عز وجل وانك لتهدي الى صراط مستقيم. للنبي صلى الله عليه وسلم فهنا عدي اه الفعل اه الى فاذا قال القائل اهدنا الصراط المستقيم فهو يطلب من الله ان يعرفه الصراط المستقيم وان يبينه له وان يلهمه اياه وان يقدره عليه ومن ثم يجعل في قلبه العلم والارادة والقدرة ولذا جرد الفعل اهدنا ولذا جرد الفعل اهدنا من الحرف واتى به مجردا معدا بنفسه بينما اذا اتى بهذا الفعل معدا بواسطة حرف من الحروف فانه حينئذ يدل على ان فعله دنا قد ظمن فعلا اخر يتعدى بالحرف اه بالحرف الاخر من القواعد المتعلقة بهذا ملاحظة ان ان الكلام قد ينتقل فيه اه قد قد ينتقل المتكلم من اسلوب الى اسلوب وذلك فمن اجل آآ من اجل اه معنى معين من امثلة ذلك مثلا قوله عز وجل قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا ثم قال فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته فلم يقل فامنوا بالله وبي فالتفت من المتكلم اني رسول الله الى الغائب ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وهذا من اجل ان يدفع التهمة عن نفسه بانه قد تعصب لنفسه وهنا ايظا فيه معنى اخر وهو انه ينبه على انه يستحق آآ انما استحق مشروعية الاتباع له بما اتصف به من الصفات المذكورة ومن امثلته مثلا قوله عز وجل انا اعطيناك الكوثر ثم قال فصل لربك وانحر ولم يقل فصل لي فصلي آآ لنا وانما قال فصل لربك في الاول قال انا اعطيناك الكوثر ولعلنا ان شاء الله تعالى نشير الى آآ شيء من هذا عندما نتكلم عن القواعد قواعد التفسير المتعلقة فقد فسرت هذه الاية بان المراد بها المشركون في يوم بدر وهذا قد مضى. وان ولذلك اتى مع ذلك اتى بقوله آآ يتوفى ويضربون ويصف فعل مضارع من اجل تحقيق آآ ذلك ومن اجل بالادوات اه من القواعد المتعلقة بهذا ان الواجبات اه اذا اتي بها مع المصدر تكون مرفوعة بخلاف المندوبات فانه اذا اوتي بها مع المصدر فانها تكون منصوبة مثال ذلك قوله تعالى فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف اتباع هنا مصدر تباع مصدر وهو من الواجبات ولذا رفعه فقال فاتباع بالمعروف بخلاف ومن امثلته ايظا قوله تعالى واذا طلقتم النساء فبلغن اجلهن قوله عز وجل مساكم بمعروف او تسريح باحسان الطلاق مرتان فامساك بمعروف او تسريح باحسان. فالمصدر هنا قد اه رفع وذلك لانه اه واجب ومن امثلته ايظا قوله عز وجل قالوا سلاما. قال سلام فهنا سلام آآ خبر لمبتدأ محذوف اي اه آآ خبر لمبتدأ محذوف تقديره آآ تقديره اه امر سلام او واجب لكم سلام ونحو هذا هنا قالوا سلاما ان الابتداء السلام لان الابتداء بالسلام مندوب بخلاف رد السلام فانه واجب ولذلك قال ابراهيم قال سلام بالرفع من آآ القواعد اللغوية آآ ان الشريعة او ان القرآن يأتي الكلام على لسان الاقوام بما يعتقدونه دون ما في نفس الامر ومن امثلة ذلك قوله عز وجل قل ادعوا شركاءكم ثم كيدوني فلا تنظرون هناك شركاءكم مع انهم في الحقيقة ليسوا شركاء لله لكنهم يزعمون ذلك تخاطبهم القرآن على حسب معتقدهم وليس على ما في اه نفس الامر مما يدل على انه يشرع للانسان ان يتكلم مع الاخرين بما في اه معتقداتهم او على لسانهم من اجل ان يفهمهم ومن امثلة ذلك آآ قوله عز وجل ذق انك انت العزيز الكريم فانه ليس عزيزا ولا كريما في حقيقة الامر. لكنه في اعتقاد نفسه انه متصف بهذه آآ الصفات ومن امثلته ايظا قول قوم شعيب عنه انك لانت الحليم الرشيد اي بحسب اعتقادك وظنك وزعمك وآآ هم لا يعتقدون مثل هذا ومن امثلته ايظا قوله عن كفار عن الكفار انهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون وهم لا يؤمنون بانه قد نزل عليه الذكر وانما خاطبوه اسى باعتقاده من القواعد المتعلقة بهذا ان العرب قد تأتي بكلام متيقن على صيغة كلام مشكوك وذلك من اجل ان آآ يتقبل هذا اللفظ او نحو هذا من امثلته قوله عز وجل قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين قل ان كان للرحمن ولد هنا من فانا اول العابدين قيل في تفسير العابدين اقوال متعددة منها اول العابدين لله اذا كان له ولد ومعلومة ان الرسول صلى الله عليه وسلم موقن بانتفاء الولد عن الله عز وجل وان امثلته قوله سبحانه وانا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين آآ من القواعد قواعد التفسير المتعلقة بهذا الباب ان المجهول او غير السابت قد يجعل بمنزلة الثابت تنزلا مع المخاطب تنزلا مع المخاطب ومن امثلته ان الله عز وجل قال عن المنافقين انما نحن مصلحون وهم فسروا قوله فهم قالوا عن انفسهم انما بالحصر انما بالحصر. ومن المعلوم ان وصف الانصلاح منتف عنهم وحينئذ آآ يكون هذا من المخاطبتهم بوصف اه مجهول او معلوم الانتفاء اه بصيغة الاثبات تنزلا معهم ايظا اه من القواعد المتعلقة بهذا ان القرآن قد يأتي بالفاظ فينكرها. يجعلها منكرة من اجل تعظيمها ومن امثلة ذلك قوله عز وجل ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب اه نكر الحياة من اجل تعظيمها. ومن امثلتها ايضا قوله عز وجل وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. فهنا قال مغفرة وقال جنة تنكرها من اجل تعظيمها في آآ الاعين وآآ من قواعد اللغة المتعلقة بهذا الباب ان العرب قد تعبر عن الفعل الواقع في الزمان الماضي بفعل مضارع من اجل آآ تصوير او من اجل تقريب الصورة للاذهان ومن امثلة ذلك قوله تعالى المتر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة. قال انزل في الماضي ثم قال فتصبح الارظ مخضرة. فهنا اتى بالفعل تصبح اه على صيغة المضارع من اجل المبالغة في تحقق اخضرار اه الزرع واخضرار الارظ اه لاهمية هذا لانه يراد لفت الذهن الى حقيقة الحياة ومن امثلته ايضا قوله عز وجل او لم يروا انا نسوق الماء الى الارض الجرز فنخرج به زرعا فهنا اتى الفعل نسوق ونخرج به زرعا من اجل تحقيق ذلك وجعل الناس يتصورونه التصور الكامل ومن امثلته ايظا قوله عز وجل ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق اه استحضار السامع للصورة والحالة التي كانوا عليها في ذلك اليوم. ومن امثلته قوله عز وجل ثم قال له كن فيكون. اي فكان. وانما جاء المضارع من اجل ان يتمكن اه من استحضار صورة وجوده وكونه ايضا قد يعبر عن الماضي بفعل المستقبل اه من اجل التنبيه على ان الوقوع متحقق ومن امثلته قوله عز وجل آآ قال ينفخ معناه انه سيكون في المستقبل. ثم قال ففزع بالفعل فعل المضارع تنبيها على تحقق وقوعه وهنا اتى بالفعل الماظي آآ آآ بالتعبير اتى بالفعل الماضي معبرا عن المستقبل منبها على تحقق وقوعه. هذا شيء من القواعد التفسير المتعلقة بالالفاظ. ولعلنا ان شاء الله تعالى نعرض الى قواعد اخرى في آآ اللقاء القادم هذا واسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين