اما دلالته على الفم والانف آآ فدلالة آآ فلا يدل عليه لا اثباتا ولا نفي عند جماعة كثيرة. وطائفة بتون وطائفة يمنعون فهذا من انواع خفي اه الدلالة وآآ من آآ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فلا زال الحديث متصلا في قواعد التفسير المتعلقة بالالفاظ هناك قواعد بتفسير الالفاظ اصلها علماء اصول علماء الاصول علماء الاصول اعتنوا قواعد تفسير الالفاظ وكتبوا فيها كتابات عظيمة بديعة واذا اردنا ان نعرف مناهج العلما في اقسام الالفاظ من جهة دلالتها نرى ان العلماء انقسموا الى قسمين القسم الاول الجمهور ويدخلوا في هذا القسم علماء المالكية والشافعية والحنابلة حيث يرون ان الكلام ينقسم الى ثلاثة اقسام نص وظاهر مجمل وبعضهم يقول محتمل القسم الاول النص وهو اللفظ الدال على معناه اللفظ الدال على معناه بدون احتمال آآ بعضهم يقول اللفظ الدال على معناه بدون ان يرد عليه احتمال متأيد دليل والنص حكمه ان يسار اليه ويجب العمل به ويدل على معناه قطع ولا يجوز ان يترك الا بنص ومن امثلة ذلك ولا ولا يجوز ان يترك الا بنسخ ومن امثلة ذلك قوله عز وجل قل هو الله احد ان لفظة احد نص لا تحتمل ان يراد بها تثنية ولا تثليثا ومن امثلة ذلك قوله عز وجل فصيام ثلاثة ايام فقوله ثلاثة ايام ثلاثة نص لا يحتمل ان يراد بها اثنان ولا يحتمل ان يراد بها اربعة ومثله قوله عز وجل فتلك عشرة كاملة فهنا نص في هذا العدد لا يحتمل ان يراد به غيره ويترتب على هذا ان كل تفسير للقرآن يخالف دلالة اللفظ النصي فانه لا يعول عليه ولا يلتفت اليه والقسم الثاني من اقسام الكلام الظاهر وهو لفظ يفهم منه معنى. يبتدر الى الذهن معنى مع وجود احتمال ان يكون المراد به غير ما تبادر الى الذهن منه المعنى الاول الذي اه يتبادر الى الذهن هذا هو المعنى والاحتمال الراجح وهو الذي يجب ان يسار اليه ولا يجوز ان يترك الا بدليل ومن امثلة ذلك قوله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه فهنا الامر بالكتابة عند المداينة فاكتبوه هذا امر الاظهر ان يراد به الوجوب لان الاصل في الاوامر ان تكون للوجوب لكنه هنا ترك الظاهر لوجود دليل يدل على ان هذا الامر ليس للوجوب وهو قوله عز وجل فان امن بعظكم بعظا فليؤد الذي اؤتمن امانته ومن امثلته ايضا قوله عز وجل واشهدوا اذا تبايعتم فان الاصل ان الاشهاد واجب لان هذا هو مقتضى الاوامر وهذا هو ظاهر اللفظ ولكن يحتمل ان يراد به غير ذلك. وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم باع فلم يشهد. فدل هذا على ان هذا اللفظ يراد به ظاهر معناه. وانما يراد به معنى اخر ومن امثلة هذا النوع صيغة النهي فان الاصل في صيغة النهي ان تدل على التحريم ودلالتها على التحريم دلالة ظاهرة ومن ثم لا يجوز لنا ان نترك هذا النوع اه وهو النهي لا يجوز لنا ان نترك القول بان النهي يدل على التحريم الا لوجود اه دليل والنوع الثالث اذا حكم الظاهر انه يجب ان يصار الى ظاهره ولا يجوز ان يترك الظاهر للمعنى او للاحتمال المرجوح الا بدليل وترك المعنى الظاهر لترك المعنى الراجح لللفظ الظاهر آآ بواسطة الدليل يسمى تأويلا. اذا الاصل انه ويجب العمل بالمعنى الراجح في اللفظ الظاهر بين وجد دليل يدل على ان المعنى الراجح غير مراد فانه حينئذ يعمل بالاحتمال المرجعي ويسمى ذلك تأويلا والنوع الثالث من انواع الكلام المجمل. والمراد به اللفظ الذي لم يعرف معناه فانه يتوقف فيه حتى يتضح المراد به ومن امثلته قوله عز وجل واتوا حقه يوم حصاده هذا التقسيم لالفاظ الكلام هو الذي سار عليه جمهور اهل العلم القول الثاني في تقسيم الالفاظ من جهة وضوحها وخفائها منهج الحنفية حيث يقسمون الالفاظ الى قسمين. القسم الاول واظح الدلالة واظح الدلالة وهو الذي يدل على معناه وضوح ويقسمونه الى اربعة اقسام اقلها الظاهر اقلها الظاهر وهو الذي يعرف المراد منه بمجرد سماعه وآآ فهو سابق الى الاذهان ومن امثلته قول الله عز وجل واحل الله البيع وحرم الربا فهذه الاية ظاهرة الدلالة في حل البيع وحرمة آآ الربا ومن امثلته ايظا قوله عز وجل آآ فان خفتم الا وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء فهذه الاية دليل على اباحة الزواج بالزوجة الاخرى والثانية والثالثة آآ دون توقف هذه ايه الدلالة في الاباحة على امر آآ خارجي النوع الثاني من انواع الالفاظ الواضحة حسب تقسيم الحنفية النص النوع الثاني النص والمراد به ما وضح معناه وضوحا زائدا على الظاهر او ما عرفه بعضهم بان النص ما ازداد على الظاهر وضوحا بمعنى زائد من المتكلم لا في نفس اه الصيغة وبعضهم يقول وما ازداد وضوحه بقرينة تقترن باللفظ من المتكلم من امثلة النص عندهم قوله عز وجل واحل الله البيع وحرم الربا قالوا هذا نص في نفي التماثل بين البيع والربا قد تكون الاية ظاهرا من جهة ونص في دلالتها على معنى آآ اخر ومن امثلته قوله تعالى والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء فهذه الاية نص في وجوب اعتداد المطلقة بثلاثة اه قروء اه النوع الثالث من اه انواع الالفاظ عند اه الحنفية هو المفسر والمراد به اللفظ الذي يدل على الحكم دلالة واضحة لا يبقى معها احتمال للتأويل او التخصيص لكنه قد يرد عليه النسخ بوقت النبوة ويمثلون له بقوله عز وجل وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين فان قوله وقاتلوا المشركين كافة لما جاءت لفظة كافة دل على ان هذا اللفظ لا يراد به فئة منهم دون فئة اخرى لانه قال كافة ومن امثلته ايضا قوله عز وجل والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة فكلمة تمانين اه هذا عدد والعدد لا يحتمل الزيادة ولا النقص. ولذلك يجعلونه من المفسر ومن امثلته قوله واقيموا الصلاة واتوا الزكاة فان لفظ الصلاة والزكاة الفاظ استعملها الشارع في معان خاصة فمن ثم اصبح استعمال الشارع قرينة على تعيين المراد آآ بها وحكم المفسر انه يجب العمل به ويدل على معناه قطعا ولا يجوز ان يترك الا اذا ما ورد عليه نسخ والنوع الرابع عند الحنفية من اقسام الالفاظ بحسب وظوحها المحكم وهو اللفظ الذي دل على معناه دلالة واضحة قطعية لا تحتمل تأويلا ولا تخصيصا ولا نسخا. ومن امثلته قل هو الله احد فان قوله احد لا تحتمل. لا تأويلا ولا تخصيصا ولا نسخا ومن امثلة قوله عز وجل والله بكل شيء عليم. والله بكل شيء عليم وهكذا كثير من الاحكام الشرعية اه العقدية فانه اه يكون من قبيل اه المفسر آآ المحكم يجب العمل به قطعا ولا يجوز صرفه عن مدلوله الى اي معنى اخر ولا يحتمل النسخ ولا الابطال وان كان آآ وان كان هذا المحكم اه قد يكون اللفظ او الاية محكمة محكمة الدلالة على معنى لكنها في معاني اخرى اه قد تكون اه غير محكمة وانما يرد عليها احتمالات اه اذا تعارض هذه الاقسام الاربعة عندهم من واظح الدلالة اذا مرتبة بحسب قوتها فالمفسر اقوى من المحكم والمحكم اقوى من النص والنص اقوى ومن الظاهر ويترتب على ذلك ان قوتها فالمفسر اقوى من المحكم والمحكم اقوى من النص والنص اقوى من من الظاهر وترتب على ذلك انه اذا وقع آآ اختلاف بينها فانه يقدم الاقوام اه من امثلة مثلا هذا قوله اه عز وجل اه من امثلة هذا قوله اه عز وجل ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا في في اه القذفة بالقذافة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا مع ان الله قال في الاية الاخرى واشهدوا ذوي عدل فان الاية الاولى واشهد ذوي عدل هذه تشمل آآ القذفة فهنا هذه الاية واشهدوا ذوي عدل تدل على جواز قبول شهادة القاذف لكنها ليست النص ليست محكمة ولا مفسرة والجمهور على انها ظاهر والحنفية يرون انها من قبيل النص واما قوله ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا فهذا لفظ مفسر ويقدم لانه لا يحتمل نص نسخ لا يحتمل تخصيصا ولا تأويلا. وان كان يحتمل النسخ ولذلك هذا من قبيل المفسر والمفسر يقدم على النص وآآ الظاهر اه هذا هو النوع الاول من انواع الدلالات الالفاظ عند آآ الحنفية وهو واظح الدلالة النوع الثاني اه خفي الدلالة وفي الدلالة وآآ آآ قفي الدلالة او بعضهم يسميه المبهم ينقسم الى اربعة اقسام خفي ومشكل ومجمل ومتشابه اه في مقابلة الاربعة الاقسام السابقة. كل واحد منها يقابل قسما. الظاهر يقابله الخفي او مبهم الخفي او المبهم ويمثلون له بقوله عز وجل والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما هذه الاية تدل على قطع اه السارق قطع السارق والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما وآآ لكن هنا لفظ السارق هل يدل على اه الطرار الذي يشق الجيب ويأخذ النقود منه اللي هن الشال؟ وهل يصدق على النباش وهو الذي يحفر القبور؟ فيأخذ خذوا الاكفان منها اه اولى هذا اه مما وقع الاختلاف فيه ولذلك عند الحنفية يسمونه اه مبهم الدلالة او خفي اه الدلالة آآ النوع الثاني عون ماثل بمثال اخر وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس لقاتل ميراث فهذا القاتل الذي قتل عمدا عدوانا لا شك انه يدخل في هذا اللفظ لكن من قتل بحق او من قتل خطأ هل يدخل في هذا اللفظ او لا آآ دلالة هذا اللفظ على القاتل بحق اه دلالة فيها اه غموظ وخفاء. لذلك هذا اصبح من دلالة المبهم تلاحظون ان اللفظ قد يكون مبهما من جهة وقد يكون اه واضحا من جهة اه اخرى اه الخفي لا بد من التوقف فيه حتى يأتينا دليل يدل على اه معناه النوع الثاني من انواع خفي الدلالة عند الحنفية المشكل المشكل وهو الذي لم يتضح معناه على السامع بسبب اه عدم معرفته بالمعنى الذي وظع له اللفظ عند واظع اللغة او اه عند استعماله في معنى اه مجازي وآآ هذا آآ المشكل. والمشكل آآ اشد غموظا من آآ المبهم او الخفي ومن امثلته ايظا قوله آآ جل وعلا وان كنتم جنبا فاطهروا فهذا النص ظاهر الدلالة في غسل ظاهر البدن امثلته ايظا آآ قول الله آآ جل وعلا او يعفو الذي بيده عقدة النكاح وان طلقتم النساء من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرظتم الا ان يعفون يعني النساء الزوجين جاءت او يعفو الذي بيده عقدة النكاح. هل المراد هنا آآ بالذي بيده عقدة النكاح الزوج او المراد به اه الولي. هذا دلالة اللفظ عليه اه من باب آآ المشكل ومن ثم ما حكم المشكل اننا نتوقف فيه؟ حتى يأتي دليل يدل على آآ المراد بهذا اللفظ المشكل القسم الثالث من اقسام خفي الدلالة المجمل والمراد ما ازدحمت فيه المعاني واشتبه اشتباها لا يدرك المراد منه بنفس العبارة بل لابد ده من بيان من اه خارج وآآ او يقولون اللفظ الذي خفي من ذاته قفاه جعل المراد منه لا يدرك الا آآ ببيان آآ مستقل وآآ الاجمال في الالفاظ قد يكون بسبب تزاحم المعاني وقد يكون بسبب غرابة اه الالفاظ ومن امثلة ذلك مثلا لفظة آآ الصلاة او اقم الصلاة لدلوك الشمس فان معناها في اللغة يغاير معناها الشرعي. ومن هنا قد يقع التردد في معناها فيكون من هذا اه من امثلة اه المجمل قوله جل وعلا واتوا حقه يوم اه حصاده ما الحكم في اه ايظا من اه انواع المجمل ان تتعدد معاني اللفظ وتتساوى وتتزاحم وقد يمسلون اه له مثال وهو اه آآ لفظت ثلاثة قرون هل المراد به الطهر؟ او المراد به اه الحيض ومن انواع المجمل المجمل الذي آآ بني على الفاظ غريبة الفاظ اه غريبة ومثلوا له بقوله عز وجل ان الانسان خلق هلوعا فانه قد يخفى المراد به عند بعض الناس ومن امثلته قوله عز وجل ومن شر النفاثات في العقد قل اعوذ برب الفلق قد يخفى معناه على بعض الناس بسبب غرابة آآ لفظه وآآ اه المجمل اه هو من اه الادلة الشرعية ويجب اعتقاد انه دليل ولكن لا بد ان نتوقف في حتى يتبين اه المراد منه اه النوع الاخر من اه انواع اه خفي آآ الدلالة المتشابه المتشابه والمراد بالمتشابه ما يحتمل وجهين او اكثر ومن امثلته اه قوله تعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فهل وفيه قراءة بما عقدتم الايمان؟ فهل المراد به آآ عقد اليمين بالقول او المراد به الجزم بذلك بالقلب بالعزيمة والقصد وهنا يحتمل ومن امثلته قوله عز وجل فيسألونك عن المحيض قل هو ادم فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن. فاذا تطهرن قوله حتى يطهرن. قرئ بالتخفيف قد يحتمل ان يراد به انقطاع الدم وقرأ حتى يتطهرن فحينئذ يحتمل ان يراد به اه الاغتسال وآآ آآ المتشابه من انواع المتشابه عند كثير من اهل آآ العلم آآ الحروف المقطعة التي في بداية آآ السور القرآنية والمتشابه يجب التوقف فيه واعتقاد انه من القرآن ولا يجوز للانسان ان يعمل به حتى آآ آآ يقوم الدليل المفسر آآ له واما عند الجمهور فتقدم معنا ان الخفي انما هو في آآ المجمل وآآ نلخص ما سبق ان العلماء اختلفوا في انواع الالفاظ من جهة اه دلالتها على معانيها وضوحا وخفاء في الحنفية يقسمونه الى قسمين واضح الدلالة ويقسمون واضح الدلالة الى اربعة اقسام اولها الظاهر والثاني النص والثالث آآ المفسر والرابع المحكم والقسم الثاني عند الحنفية هو خفي الدلالة وفيه المبهم وآآ فيه ايضا وفيه ايضا المتشابه وفيه ايضا المشكل. وآآ فيه ايضا المجمل اربعة اقسام والمنهج الثاني منهج الجمهور وهو يقسمون الالفاظ من جهة دلالتها وضوحا وخفاء الى ثلاثة اقسام. القسم الاول آآ النص والقسم الثاني الظاهر والقسم الثالث آآ المجمل ويدخلون فيه المتشابه والمشترك وغيرهما مما سنتحدث عنه ان شاء الله تعالى في اللقاء القادم. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم خيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين