ولم يزدري نفسه في هذا الباب فانه قد جنى على نفسه وليس بمعذور لانه علم نقصه وتجرأ وحكم على ما لا يصوغ له الحكم فيه. التقعيد لفهم القواعد. في الفقهيات له اثار من اثاره وهذا للمثال وليس للحصر من اثاره ما يعلمه كل منكم من دخول كثير من الناس وخاصة بعض المنتسبين الى العلم او طلبة العلم دخلوا في مسائل سواء ادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد. صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين. اما بعد فموضوع هذه المحاضرة او هذا الدرس قواعد القواعد المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله. نشهد انه بلغ الرسالة وكمقدمة هذا الموضوع ومدخل بين يديه فانه لا يراد ان يدرس في هذا الدرس تأصيل القواعد الشرعية ووضع القواعد للتقعيد. فان هذا مجاله مجال الدراسات المتخصصة والبحوث المتخصصة وانما نريد من هذا البحث او هذا الدرس ان نخلص الى نتيجة فيما يتعلق بالتقعيد وفهم للقواعد ثم ما ينبغي اتخاذه مع قواعد وما لا ينبغي اتخاذه مع القواعد. وسبب هذا الدرس سبب انشائه ان الناس يمر بهم كثيرا وخاصة القراء وطلبة علم العلم يمر بهم كثيرا التقعيد. يمر بهم كثيرا ذكر القواعد. القاعدة في هذا كذا والاصل في هذا كذا. واذا جاء التقعيد فانه يفهم اندراج الفروع تحت هذه القاعدة. وان المسلمة يطبق هذه القاعدة بادراج فروعها التي تندرج تحت الفاظها ويشمل عموم القاعدة للفروع يدرجها فيها بما فهم من القاعدة. ولهذا كثر في هذا الوقت التأصيل والتقعيد. كل يقول القاعدة كذا والاصل كذا وفهم السلف لهذه المسألة كذا. والاصل في هذا كذا والسلف نقلوا في هذه المسألة كذا وربما جعل بعض الاقوال للسلف قاعدة مطردة وربما طرحت قواعد واصول اهل العلم في كتبهم دللوا عليها. فلهذا كان من اللوازم ان يجعل مدخلا ان يجعل مدخل هذه القواعد ولفهم التقعيد وبما ينبغي اتخاذه مع التقعيد مع ضرب بعض الامثلة. والثاني من سببين انشاء هذا الدرس ان نعطي اصولا عامة ينضبط بها التفكير ينضبط بها عقل طالب العلم او عقل مسلم بعامة في هذا العصر الذي كثرت فيه الاراء. وهذا العصر كما ترون وتسمعون وتشاهدون كثرت فيه الاقوال كثرت فيه الاتجاهات كثرت فيه الاراء حتى انها تكثر بعد كل يوم وليلة. وسبب ذلك الاخلال بالتأصيل العلمي سبب ذلك الاخلال بالرجوع الى قواعد العلم. ومن اسباب الاخلال به ومن اسباب حدوث ذلك التفرق او كثرة الاراء وكثرة المدارس منها اسباب ذلك كثرة التقعيد الذي يورده اصحاب كل جهة ويكون ذلك التقعيد تارة مسلما وتارة غير مسلم وربما كان مسلما من جهة غير مسلم من جهة اخرى كما سيأتي لذلك مثال وهذا مما جعل كثير من الناس وخاصة الشباب يتخبطون في وضع ضوابط عقلية لان الكل ولله الحمد يريد السلام يريد ان يتقرب من ربه جل وعلا يريد ان يعلم الحق ثم يتبع الحق هذا زيدان الجميع ولهذا كل ما دعا داء الى الحق بطريقته فانه يجد له اتباع ويجد من يقتنع بفكرته. وسبب الاقتناع الخاطئة او الافكار الناقصة او الافكار المتبلبلة يعني غير الثابتة التي ليس لها اصول واضحة هو الكلام هو ايران اصول ايراد وقول ايراد شواهد ايراد ادلة ونحو ذلك ويكون ذلك الايراد من الادلة الاصول والقواعد والشواهد يكون ناقصا يكون صحيحا في نفسه لكن يكون ناقصا وسبب ذلك ان كثرت الاراء عرض كل فكرته بطريقة وعارظت ما عند الاخر ولو رجع الجميع الى العلم لربطهم العلم ولكانوا يدا واحدة على من سواك. لهذا اقول ان هذا الدرس مدخل وليس تطعيم وليس تقعيدا كاملا لهذه المسألة العظيمة بل هو مدخل لذلك يفتح لطالب الحق وطالب الصواب في هذه المسائل ما يمكنه ان يضبط عقله وفهمه وادراكه للامور وللاحداث وللموازين المختلفة. القواعد عرفها اهل العلم بانها جمع قاعدة والقاعدة هي ما يبنى عليها غيرها. قاعدة الشيء ما يبنى عليها غيرها. ولهذا قالوا ان تعريف القاعدة عند اهل الاصطلاح انها امر كلي ترجع اليه فروع كثيرة. وقال بعضهم ان القاعدة امر اغلبي ارجعوا اليه فروع كثيرة ونفهم من هذا التعريف ان القاعدة عبارة تجمع قلة في الالفاظ لكن يدخل تحتها صور يدخل تحتها صور كثيرة لان القاعدة موظوعة لجمع الفروع المختلفة. وهذه القواعد التي وضعها اهل العلم وافصلت هذه اقسام. منها ما هي قواعد عامة ومنها ما هو ما هي قواعد قواعد خاصة قواعد عامة لجميع اهل العلم يعني يتفق عليها العلماء جميعا خاصة في الفقه ومنها قواعد خاصة في الفقهيات تختلف عبادة غير الله والشيطان فرح بذلك لانه ايس اول مرة ولكنه لم ييأس بعد ذلك وقال قد قال عليه الصلاة والسلام ان الشيطان يئس ان يعبده وفي لفظ ايس ان يعبده المصلون في ما بين مذهب واخر والقواعد تقسم باعتبار اخر الى ان منها قواعد ووصول متصلة بالعقيدة ومنها قواعد واصول متصلة بالفقه ومنها قواعد واصول متصلة بالسلوك وانواع التعامل. واذا تأملت الكتب المؤلفة في هذا فتجد ان ظهور القواعد المتصلة بالعقيدة في كتب ائمة السلف ظهور ذلك بين واضح لمن طلب وكذلك القواعد الفقهية وكذلك قواعد السلوك التي تبحث عند ذكر الاعتصام بالكتاب والسنة واتباع طريقة السلف الصالح في الفهم وفي العبادات وفي انواع التعامل. هذه انواع للقواعد وللاصول. قد تجده قاعدة في العقيدة قاعدة في الفقه قاعدة في السلوك والتعامل. وهذه لابد ان ترعى جميعا لان ذلك التقعيد ما وضع الا لفائدة نعلم ان كل شيء شرعي لابد له من دليل. هذه القواعد ما دليلها؟ القواعد باقسامها لابد ان يكون لها دليل. والدليل تارة يكون بنص من الكتاب والسنة. يقال دليل هذه القاعدة كذا من الكتاب او من السنة مثلا قاعدة الامور بمقاصدها دليلها قول النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات مثلا لا محرم مع ظرورة دليلها قول الله جل وعلا الا ما اضطررتم اليه وهكذا وكذلك في اهل الاعتقاد هناك قواعد لها ادلتها وفي مسائل السلوك هناك قواعد لها ادلتها. فاذا تعرف القاعدة ويستدل لها بالنص من الكتاب او من السنة. كذلك القاعدة يستدل لها بالاجماع. اجمع السلف اجمع الائمة على ان من القواعد كذا كذلك يستدل القاعدة بالاستقراء باستقراء امام من الائمة مسائل معينة في باب او في ابواب فيخرج قاعدة باستقراءه وهو رجل مأمون امام من الائمة فيكون ذكره للقاعدة واستنتاجه للقاعدة صوابا وصحيحة. اذا نظرت في الكتب تارة تجد انه ينص على ان هذه قاعدة. يقال لان القاعدة كذا لان الاصل كذا وتارة لا تجد هذا النص بان هذه قاعدة وان هذا هو الاصل وانما تجد بامر كلي يرجع اليه افراد كثيرة. امر كلي يقال مثلا لان كل كذا ثم الحكم او يقول فكل شيء ثم يذكر الحكم. التعبير بامر كلي يفهم منه ان هذا تقعيد لان الكليات ترجع اليها افرادها. فتجد ذلك تارة بذكر القاعدة الاصل والاصل هو القاعدة. لان الاصل يأتي بمعان عند اهل العلم ومن ايراداتهم للاصل ان يكون الاصل بمعنى القاعدة كما يقال مثلا ان اكل الميتة بخلاف الاصل فيكون معنى الاصل هنا يعني القاعدة لان القاعدة انه لا يجوز الاكل الا مما احل الله جل وعلا كما ذكر الاصوليون وغيرهم. ذكرنا ان القواعد اقسام. ومنها القواعد العقدية مثالها ان محكم والعقل معطل في ابواب العقائد. مثلا من قواعد العقيدة ان الاسباب مرتبطة بمسبباتها الغاء الاسباب لا يجوز وهو معارضة للشرع وقدح في العقل. مثال الفقهية كما ذكرنا الامور بمقاصدها والتابع اتابع ومثال السلوكية كل عبادة لم يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها يعني ان العبادات مبنية على التوقيف وان المعاملات مبناها على الاخلاء يعني بما يكون عند الناس بما يصلح دنياهم ما لم يرد فيها نص يحرمها. القواعد انشأها العلماء لماذا؟ لانه بعد الفتوح الاسلامية وبعد ان توسعت رقعة دولة الاسلام ظهرت مشاكل ظهرت اراء ظهرت مذاهب ظهرت افكار جديدة وظهرت صور للمسائل كثيرة فكان لزاما حتى تضبط في الباب الواحد وهو ما يسمى بالظابط او تظبط المسائل في ابواب مختلفة ان تجعل قواعد يرجع اليها فهم تلك هذا في الفقهيات كذلك في في العقديات لما كثر خلاف المخالفين للجماعة بطريقة اهل السنة بطريقة السلف الصالح وضعت قواعد تضبط هذا الامر. فاذا القواعد في الاصل لم تكن موجودة معبر عنها بالقاعدة عند السلف الصالح يعني عند الصحابة وانما وضع العلماء هذه القواعد وعبروا عنها بقاعدة باصل ونحو ذلك من التعبيرات لاجل ان تضبط المسائل يسهل على الناظر ان يتفطن للمسائل التي للمسائل المتفرقة وما يجمعها من قاعدة واصل واحد كثرة الفروع كانت من اسباب نشأة القواعد كثرة المسائل كثرة الايرادات كثرة الفروع وكثرة الاقوال لا بد ان تظبط لظابط فكان لذلك ان شئت هذه القواعد انشأت تلك القواعد وانشأت الاصول حتى ينضبط العلماء بضابط واحد حتى اذا اتى من ليس بمجتهد من ليس بعالم غزير العلم لا يأتي ويستقرأ مرة اخرى ويخرج اصولا يضبط بها علمه ونفسه والعمر قصير لا يتحمل ان ينظر المرء في امور كثيرة لكن اذا ظبطت القواعد فانه ترد الفروع وترد المفردات الى تلك وعد سينضبط الامر. من اسباب النشأة اسباب نشأة علم التقعيد او القواعد ان العقل والفهم اذا لم ينضبط بضابط اذا لم ينضبط بتقعيد فانه يشد لان الاراء مختلفة. الحكم على المستجدات الحكم على النوازل يختلف في فلان فلان حتى من العلماء يختلف فيه ولهذا تجد ان اختلاف السلف من التابعين خاصة تجد ان اختلافهم في الغالب لا يرجع الى اختلاف القواعد اما اختلاف العلماء من اهل المذاهب المعروفة يرجع الى تفعيل وذلك لان اولئك نظروا في القواعد وضبطوا المسائل واما من قبلهم فانه لم تتأصل ذلك فكانت المسائل عندهم مبنية على اجتهاده في النازلة فيأتي من بعده ولا يدري قاعدته في هذه المسألة فيقلده في هذا الباب او في تلك المسألة ولا ينظر الى مأخذه من جهة التقعيد العام ايضا من اسباب وضع التقعيد ومن اسباب نشأة القواعد ان لا يتأثر طلاب العلم والا يتأثر الناس بالمتشابهات ان التقعيد يضبط ومن المعلوم ان القواعد كما ذكرنا دليلها المحكم من الكتاب والسنة. اما المتشابهات التي ترث سيأتي تفصيل للمحكم والمتشابه ان شاء الله تعالى. اما المتشابهات فاذا اوردت على من ليس براسة في العلم فربما تشتت ربما نظر الى المسألة ولم يتفطن لمأخذها من القواعد فكان من اللوازم ان توضع قواعد في العقيدة قواعد في السلوك قواعد في الفقهيات حتى ينضبط الناس واذا ولدت المتشابهات فان طالب العلم اذا نظر الى المتشابه الذي يخدش القاعدة يعلم ان للعلماء فيه نظرا يعلم ان للعلماء فيه توجيها ولا يترك القاعدة وهي الاصل الاصيل لاجل ايراد احد من الناس متشابه من المتشابهات ولو كان دليل من الكتاب والسنة لان من ادلة الكتاب والسنة ما هو متشابه لا يؤمن به الا بعد رده الى المحكم. هذه امور مهمة بين يدي هذا الموضوع ومع تجدد الاحوال وتغير الامور في تاريخ الاسلام حدثت نواجز وحدثت حوادث كثيرة حوادث متغيرة حوادث متجددة هذه التي سماها العلماء نوازل والتي قال فيها عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى تحدث للناس اقضية بقدر ما احدثوا من الفجور. لابد ان يكون هناك نوازل متجددة تنزل بالناس قظايا جديدة فلابد ان يحدث لها احكام. هل كل ما اتت قضية وكل ما اتى شيء يرجع الامر فيه الى اجتهاد جديد ام ان هناك ضوابط هناك قواعد اذا رجع العلماء اليها قل اجتهادهم في النوازل وتيسر الامر عليهم في نظرهم الى لا شك ان حدوث النوازل كان من اسباب التقعيد وايضا خدمت تقعيد العلماء وطلبة العلم نظر الى النوازل والمستجدات. النوازل يعني الحوادث المختلفة والمستجدات في البلاد وفي الدول وفي المجتمعات. هذه ترجع الى اسباب من اهم اسبابها التطور لان الناس يتطورون كل زمن تجد انه يدخل تحسينات على ما قبله خاصة في امور المعاملات تأتي معاملة جديدة ليست في الزمن الاول والعقل بطبعه يحب ان يجدد يحب ان يأتي باشياء جديدة هذا التطور الذي يحدث عند الناس اذا لم ينضبط بتقعيد فانه لا حد للعقل لان العقل يريد ان يتطور ويصل الى اشياء قد تبعده تماما عن الشريعة وعن الدين الذي ارتضاه الله جل وعلا فكانت القواعد مرجعة لهذه النوازل الى اصول ثابتة مهما حدث تجدد في الاحوال ومهما حدث تجدد وتغير في الامور وفي المستجدات فان القواعد تضبط ذلك في فهم طالب العلم وفي حكم العالم وفي فتواه حتى ترجع الى اصول ثابتة لان هذه الشريعة ثابتة من اوصاف الشريعة انها شريعة ثابتة ثابتة من جهة النظر الى الاشياء ثابتة من جهة الاحكام ثابتة من جهة تعبيد الناس لله جل وعلا ولكن الفتوى كما هو معلوم تتغير بتغير الاحوال والزمان لان الفتوى مبنية على الى احوال الناس وتارة يكون اعتماد المفتي على العرف وهذا له بحث اخر ليس هذا مجالا. ايضا من اسباب وجود النوازل التي دعت الى ضرورة فهم القواعد وضرورة التفعيل وان يربط المسلم نفسه بالقاعدة فضلا عن طلاب العلم فضلا عن العلماء ان الزمان يفسد وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام لا يأتيكم زمان الا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم فهل اذا استجد الزمان بانواع من الفساد وانواع من التغييرات؟ كما قال عمر بن عبد العزيز تحدث للناس اقضية بقدر ما احدث من الفجور هل اذا تجدد الفجور وازداد الفجور او ازداد بعد الناس عن الدين؟ هل نأتي لهم باشياء جديدة؟ لم يكن عليها الامر التقعيد يضبط هذه النوازل التي هي راجعة الى فساد الزمان وفساد اهله بامر يجعل الشريعة ثابتة ويجعل النظر هو حكم الكتاب والسنة ثابتا لا يتغير. لان هذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان. كما هو معلوم وحكمها في اول الزمان كحكمها في اخره والله جل وعلا علم ان هذا الدين باق الى قيام الساعة فجعل احكامه باقية الى قيام الساعة فاذا مهما حدث من فساد الناس مهما حدث من تغير مهما حدث من امور فارجاعها الى اصول الشرع يضبط ذلك ويجعل ذلك الفساد ليس كوسيلة الى تغيير الشرع وسيلة الى تغيير اهله وسيلة الى انقلاب العقل والى انقلاب الفهم في معالجته لتلك الامور لان القواعد ثابتة ولان التقعيد واحد لا يتغير. جعله العلماء والائمة من قبل حتى يمشي عليه الناس جيلا بعد اذا تأملت هذا فمن الذي قعد هذه القواعد؟ ومن الذي يقعد؟ ومن الذي يحق له ان يطبق القواعد. الذي يقبل تقعيده اهل العلم فاذا كان التقعيد في العقيدة بذكر اصول وقواعد يرجع اليها في ابواب الاعتقاد فلابد ان يكون ذلك التقعيد من عالم بالعقيدة عالم بدقائق اقوال السلف عالم بالاقوال المخالفة لاقوال السلف. ولهذا لعل التقعيد في العقيدة بعد زمن السلف الصالح وائمة الاسلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لاجل طلبائه في هذا الامر ايظا اتى بقواعد ظبطت لنا ظبطت لنا مسائل العقيدة قربت لنا اقوال السلف في ذلك فاذا التقعيد لابد ان يكون من عالم راسخ في علمه. فاذا كان في العقيدة فلابد ان يكون من عالم راسخ في العقيدة. وقد ذكرنا مرارا ان العقيدة عقيدة اهل السنة والجماعة منها ابواب متصلة باعتقاد القلب. وهو شرح اركان الايمان الستة الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى. ومن العقيدة عقيدة السلف ما سمي ما سماه بعض اهل العلم بالمنهج لكل جعلنا منكم ترعة ومنهاجا وهو طريقة التعامل في الامور مثل مسائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه من العقيدة مثل مسائل الامامة من العقيدة صحابة من العقيدة الكلام في الولاية وكرامات الاوليا وما يتعلق بذلك هذا من العقيدة وهكذا في المسائل التي خالف فيها اهل السنة وجعلت مسائل جعلت تلك المسائل من العقيدة لانها كانت مما ميز اهل السنة عن غيرهم من فرق الضلال لابد ان يكون المقعد عالما بما خالف فيه اهل السنة غيرهم. فاذا العقيدة في ابوابها جميعا تشمل مسائل الاعتقاد اركان ايمان وتشمل المنهج وتشمل ايضا السلوك. ولهذا في العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية جعلها على هذه الاقسام الثلاثة. شرح اركان الايمان مسائل التعامل المنهج الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الامامة والصحابة وكرامات الاولياء وما يتصل بذلك من مباحث ثم في اخره مبحث الاخلاق والسلوك عند اهل السنة والجماعة. من يقعد هذه المسائل لابد ان يكون راسخا في ذلك؟ هل يقبل من كل احد ان يقعد؟ لا يسوء ان يقبل من لكل احد ان يقعد. لم؟ لانه لو قبل من كل طالب علم ان يقعد في العقيدة مسائل لصار هناك انحرافات. لان العقيدة امرها واحد منذ السلف الصالح الى وقتنا هذا والى ان يرث الله الارض ومن عليها. فالتقعيد لابد ان يكون راجعا الى قول ائمة السلف او الى قول المحققين من الائمة كشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم ومن نحى نحوهم وشهد له بالامامة في هذا الباب. ايضا التقعيد فيه استحضار المقعد الفروع الكثيرة التي تندرج تحت هذه القاعدة واحيانا بعض الناس قد يستعجل يقعد وهو لا يستحضر كل الفروع التي تندرج تحت هذه القاعدة مما عايشه او مما علمه. وانما استحضر بعضا فاخرج قاعدة. ولهذا تجد ان من الناس حتى من بعض طلبة العلم يقعد قاعدة ثم يورد عليه معترض بشيء. فيكون خالما لقاعدته. صحيح ان القواعد ان قواعد اغلبية لكن هذا لا يعني ان يكون المعارضة للقاعدة ان تكون كثيرة. الثاني التقعيد اذا جاء من مختلفين يعني فلان له طريقة تخالف طريقة فلان. واتى التقعيد في هذه المسائل تلف فيها فانه نتيجة لاختلاف الاراء وللرغبات وللغايات يكون ثمة تقليدات مختلفة. ولهذا تجد في مثل هذا الزمان من قعد ممن هو ليس من اهل العلم تجد انه يقعد بحسب الواقع الذي يعيشه. ان كان واقعا دعويا يقعد بحسب الواقع الذي هو فيه. ان كان واقعا فقهيا يقعد بحسب الواقع الذي هو فيه. والواجب ان الذي يحق له ان ان يكون متخلصا من ان يكون متبنيا لرأي من الاراء لان التقعيد هو استقراء المسائل وذكر اصول هذه المسألة من ادلة الشرع حتى تكون مرجعة يرجع اليه اذا حضرت فروع جديدة. وقد رأينا في هذا الزمن انه حصل هناك تطعيم لاشياء لا يوافق عليها الائمة من قبل وجعلت قواعد تبنيت وصار هناك اراء واراء مما سبب اختلافا في وجهات النظر وعدم دقة في ذكر هذه الاراء. الثالث من المسائل ان المسائل المتصلة بمبحث من الذي يقعد؟ ومن الذي يحق له التقعيد؟ انه انه لا يصوغ لاحد ان ينسب قاعدة من القواعد للسلف الصالح. يقول القاعدة عند السلف هي كذا الا عن احد طريقين. الاول ان ينص ان يجد نصا على انها قاعدة. يجد نص والقاعدة كذا والاصل كذا في قول امام من الائمة. او في كتب الاعتقاد او في كتب السلف الصالح رضوان الله عليهم. لابد ان يكون ثم نص حتى لا نجعل نجعل السلف مقعدين لقواعد خاطئة والسلف لا شك انهم هم خير هذه الامة خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فمن الناس من يأتي يقول عند السلف كذا هل نص السلف على هذه القاعدة؟ لا تجد جوابا بالاثبات بانهم نصوا عليها. من اين اوتي من اين اوتي بهذه القاعدة بفهم ذلك المقعد. والمقعد اذا كان من اهل العلم فانه لن يجترئ على تقعد دون نص من من السلف الصالح على هذا التقعيد اذا نسبت تلك القاعدة للسلف. هذا الطريق الاول لفهم التقعيد المنسوب للسلف الصالح ان ينص على هذه القاعدة عند السلف الصالح. الثاني ان يستقرأ عالم راسخ متأني لكلام السلف في المسألة ثم يقعر فاذا اتى عالم راسخ في العلم متأني فيما يأتي وفيما يذر ويستطرئ كلام السلف وبعد استقرائه لكلامهم اقوالهم يخرج تقعيدا مثل ما قعد لنا شيخ الاسلام رحمه الله تعالى قواعد كثيرة في فهم في العقيدة وكذلك في السلوك ونسب هذه القواعد للسلف فانه انضبطت الافهام واذا نظرت في اقوال السلف وفي احوالهم لا تجد انها تخرج عن تقييدات شيخ الاسلام ابن تيمية لم؟ لان شيخ الاسلام استقرأ وهو راسخ في العلم واستقرأ وهو ينظر الى اقوال السلف جميعا ما استعجل فنظر الى قول او قولين او عشرة او عشرين او خمسين فاخرج فيها قاعدة ربما لا يكون السلف موافقين على هذه وتكون يكون ذلك القول وذلك التقعيد مخالفا لاقوال السلف. من القواعد المهمة التي ينبني عليها النظر في كلام الناس وفي اقوال المقعدين وفي الادلة وفي الاراء المختلفة اصل وقاعدة المحكم والمتشاء. تجد ان المصنفين في علوم القرآن يذكرون المحكم المتشابه في اصول الفقه يذكرون المحكم والمتشابه. والمحكم والمتشابه من المباحث المهمة التي ولا اكون مجالسا التي يجب ان يفهمها كل مسلم. خاصة في مثل هذا الزمان والازمنة فيها الاقوال والاراء والتقلبات المختلفة. الله جل وعلا قال في محكم كتابه هو الذي انزل عليك الكتاب. منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا بين جل وعلا انه جعل من اي القرآن منها ما هو محكم ومنها ما هو متشابه. ابتلاء من الله جل وعلا لعباده. ما هو المحكم كم من الايات هو الواضح المعنى. هو البين المعنى الذي يفهمه من قرأه بدون اشكال. واضح المعنى مفهوم هناك ايات اخر مشتبهات يعني تشتبه ولا يدرى وجهها حتى ترد الى المحكم. هذه المشتبهات كثيرة في يشتبه النظر في هذه الاية هل هذه الاية على ظاهرها؟ هل هذه الاية يؤخذ منها الحكم؟ ام ان هذه الاية مبين معناها في مكان اخر مبين مبين معناها في اية اخرى جعل الله جل وعلا القرآن منه محكم ومنه متشابه المحكم الواضح المعنى والمتشابه الذي يشتبه على الناظر فيه معناه. كذلك السنة منها محكم ومنها متشابه. ولهذا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم الذين يتبعون ما تشابه منه هم اهل الزيغ. قال جل وعلا فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. ولهذا لما جاءت الخوارج احتجت الخوارج على مبدأهم وعلى مذهبهم بنصوص من الكتاب والسنة. يحتج على تكفير صاحب الكبيرة بنص من القرآن. واحتجوا على ذلك بنص من السنة احتجوا على ارائهم بنصوص. والنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه كما في الصحيحين من اوجه متعددة انه قال الخوارج يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية اينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم لمن قتلهم اجرا عند الله جل جلاله. ما سبب ضلالهم انهم اخذوا المتشابه وتركوا المحكم. من الذي يعلم المتشابه من المحكم؟ من الذي يرد المتشابه الى المحكم؟ صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والخوارج لم يرجعوا الى الصحابة فصار استدلالهم بالمتشابه استدلوا بالقرآن وبالسنة وليس كل مستدل بالقرآن وبالسنة مصيبا وناجيا بل لا بد ان يكون استدلاله بالقرآن وبالسنة راجعا الى فهم اهل العلم الذين المتشابه الى المحكم. اذا نظرت في الاراء المختلفة في اقوال المرجئة في اقوال القدرية. كل يحتج بالكتاب والسنة لكن هل احتجاجه بالكتاب والسنة على فهم السلف؟ هل هو على فهم الصحابة؟ هل هو على فهم ائمة الاسلام؟ لو كان على فهمهم لما حصل خروج عن الجماعة الاولى ولكانت هذه الامة جماعة واحدة لكن سبب الخلاف وسبب الفرقة الاخذ بالمتشابهات وترك المحكمات. لهذا من الاصول العظيمة في تقعيد ان تتبين المحكم من المتشابه. ان تضبط محكمات الشرع محكمات الدين محكمات العقيدة. فاذا اتى ات دليل اخر يخالف المحكم فلا بد ان تسأل عنه لانك لانك واقف على محكم واقف على دليل على قاعدة فلا تخرج عنه الا بشيء قوي. من النص من الكتاب او السنة او تقعيد اهل الاسلام. اذا نظرت في المحكم والمتشابه على هذا النحو فانك تتعجب ان كان في كتاب الله وهو كلام الله جل وعلا الحكيم الخبير ان كان فيه ما ان كان فيه ما ضل بسببه بعض الناس. ما ضل بسببه امم ما ضلت بسببه فرق وجماعات مذاهب متعددة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات انه لا يعجز احد ان يستدل على رأيه في مسألة من المسائل بالكتاب او بالسنة فهذه النصارى استدلت على رأيهم في ان بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حق ولكنها مخصوصة بالعرب بقول الله جل وعلا وانذر عشيرتك الاقربين وبقوله وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون. كذلك استدل من لم يحرم الخمر وقال فان الحمرة الخمر لم تحرم في كتاب الله جل وعلا استدل على ذلك بقول الله جل وعلا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رئس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. فامر بالاجتناب ولم يذكر التحريم نصا. كذلك استدل كما قال اهل الفرق المختلفة الخوارج بما استدلوا به الى اخر ما ذكرنا لك. اذا كان هذا في الكتاب والسنة منه محكم ومنه متشابه. وان اتباع المتشابه من الكتاب والسنة نوع من انواع الزيغ الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك كالذين سمى الله فاحذروهم فلا ان يقع التشابه في الكلام وفي الاقوال وفي الاراء وفي الافعال لان يقع التشابه في احوال الصحابة في اقوالهم وافعالهم من باب اولى لانه وقع التشابه في الكتاب وفي السنة ووقع التشابه ايضا في اقوال الصحابة وفي افعالهم. وقع التشابه ايضا من باب اولى في اقوال وافعال التابعين وقع التشابه ومن باب اولى في اقوال وافعال الائمة والعلماء وقع التشابه ومن باب اولى في الذين صنفوا كتبا فاذا ليست النجاة وليست معرفة الحق في ان تجد قولا مكتوبا في كتاب او قولا منسوبا الى عالم او رأيا يستدل عليه صاحبه بكتاب او بالكتاب او بالسنة او باقوال بعض اهل العلم حتى يكون استدلاله موافقا للقواعد المحكمة قررها ائمة الاسلام فان هذه القاعدة وهي معرفة المحكم من المتشابه معرفة المحكم والمتشابه وانه لا تقع الا وانه لا فهم لاقوال السلف ولا نجاة ولا بعد عن طريق الزائغين وطريق المخالفين حتى يكون من ذهاب المرء الى المحكمات من القواعد والادلة دون المتشابهات. القواعد من مزاياها انها محكمة لانها امر كلي لان الفقه بعضه مبني على بعض وبعضه يقود الى بعض ولا يمكن ان يفرق بين كلام الله جل وعلا. ولهذا من تجرأ على الله وعلى كلام رسوله صلى الله عليه وسلم يعلم من نفسه انه يعلم بعضا دون بعض وترك التأني وضعه العلماء بالاستدلال بالنصوص المحكمة دون المتشابهة. اما اقوال اهل الزيغ اقوال اهل الضلال فانهم يستدلون بادلة لكن هذه الادلة معارضة بمثلها معارضة بغيرها. وابلغ منه في البعد وابلغ منه في البطلان ان يستدل بحال من الاحوال بفعل تابعي بفعل مجموعة من التابعين بقول من اقوالهم بقول وجده في كتاب بقول وجده منسوبا الى عالم ولو استدل عليه حتى يوافق ذلك النصوص من الكتاب والسنة وما قعده اهل العلم من القواعد التي تعصم من اخذ بها من الخطأ في هذا الباب العظيم. ايضا في الفقهيات المحكم والمتشابه هذا تنظر اليه في ابواب العقيدة وفي ابواب التعامل وفي احوال كثيرة. اذا نظرنا في نأخذ مثالا لقاعدة تقعدية في هذا البيان هذا التقعيد في الفقه الذي يضبط الذهن ويخلص المرء في تقلبات الاحوال من كثير من الاشكالات ان اعلم ان الفقه هو العلم بالحلال والحرام من نصوص الكتاب والسنة وما فهمه الائمة واستنبطوه من الاحكام الفقه مرتبط بعضه ببعض. الفقه مبني بعضه على بعض. ففهم احكام العبادات مبني على فهم القواعد مبني على معرفة النصوص والاحكام في ابواب اخرى من الفقه. ويتأكد ذلك في انبناء اعتماد الفقه بعضه على بعض اذا اتت النوازل. لان النازلة قد يردها بعض الناس الى دليل دليل واحد يردها بعض الناس الى باب من ابواب الفقه فيكون نظره فيها تارة مصيبا وتارة يكون النظر خاطئا. متى يكون خاطئا؟ اذا كانت المسألة لها صلة باكثر من باب من ابواب الفقه. مسألة لها صلة بدليل لها صلة باجتهاد لها صلة فهم لباب من الابواب الفقهية والفقه في النوازل مرتبط بعظه ببعظ لا يتصور ان يأتي احد ويفتي في نازلة عظيمة او يحكم في واقعه او يحكم في مسألة من المسائل التي تهم المسلمين وهو يعلم بابا من الابواب او متخصص كما يقال في لغة العصر ابواب البيوع مثلا او المعاملات ويأتي نازلة من النوازل ويحكم فيها الفقه الذي يحتاج يحتاج اليه المجتهد ويفتي من ويفتي به في النوازل هذا مرتبط بعضه ببعض فاذا اتى متجرد مثلا وتكلم في مسألة فقهية عظيمة ينبني عليها رأي ينبني عليها اختلاف ينبني عليها تفرق ينبني عليها ان يتبعه فيها اناس او يتبعك فيها فئات او جماعات او يتغير فيها حال بلد او او ينبني عليها مواقف او ينبني عليها عمل وجهاد او نحو ذلك اذا تكلم في مسألة وهو يعلم من نفسه انه لم يضبط الفقه كله فانه قد جنى على نفسه لانه تكلم في هذه النازلة ببعض ما عنده من العلم وهو يعلم انه لم يضبط هذا العلم كله. النوازل تحتاج في التقعيد من السائل والمسؤول وتحتاج الى التقعيد من المتبوع والتابع ومن الفرض ومن الجماعة الى ان يكون الذي يتكلم فيها ظبط الفقه والفقه متصل بعظه ببعظ. لا يكون خبيرا بباب من الابواب او بابين او ثلاثة. لان هذا مرتبط بعظه ببعض والفقه مبني على التطعيم. فاذا يكون الارتباط بكلام الائمة والعلماء وبالتطعيم وبالادلة من الكتاب والسنة. ولو كان الناس وكذلك لانضبطوا لكن الجرأة والاعجاب واسباب كثيرة جعلت المرء يتكلم ثم جعلت من يتبعه ولا شك ان كل من عنده علم لا بد ان يكون عنده نوع حجة ويكون عنده احتجاج لكن الشأن ليس في وجود الاحتجاج الشأن ان يكون الاحتجاج في المسائل الفقهية وفي المسائل الخلافية خاصة التي ينبني عليها اراء ومواقف واحوال ان يكون الاحتجاج في نفسه سليما ثم ان يكون سالما من المعارض. لان كثير من الاحتجاجات اذا نظرت اليها في نفسها تجد انها سليمة. لكن اذا نظر اليها عالم قال هذا معارض بدليل كذا هذا معارض بقاعدة كذا هذا لا يستقيم لان فيه كذا وكذا. فاذا ليس الشأن في هذه الابواب ان يتجرأ متجرأ في تقعيد الفقهيات التي ينبني عليها المواقف والاحوال والاراء المختلفة ان يكون عالما ببعض الفقه عالما بعض المسائل عنده مراجعه فان الفقه ملكة. لو كان الفقه مراجعة الكتب لسهل الامر من قديم. لكن الفقه ملكة تكون ملازمة العلم بطول ملازمة الفقه حتى يكون هذا الناظر وهذا الفقيه مجتهدا قد فهم ادلة الشرع وامن وامن هو ان يتكلم على الشرع بهوى. وهذا لا شك انه من الاصول المهمة ونخلص منه الى ان الذي يحق له التطعيم في هذه المسائل ويتبع قوله هم المجتهدون. الذي يحق له ذلك هم اهل الاجتهاد التفسير والتكفير والتبديل وجعلوا قواعد للتبديع ليست معروفة عند اهل العلم. ولهذا تجد ان اهل العلم يخالفونه استدلوا على ذلك التقعيد بادلة وباقوال. لكن لم لم يستدل اهل العلم لما لم يستدل اهل العلم ولم لم يفهموا تلك القواعد على نحو ما اورد اولئك؟ لاجل ان الفقه بعضه مرتبط ببعض. بعضه طيلة لبعض والتقعيد والعلم بعضه صلة لبعض. واولئك اخذوا بعضا وتركوا بعضا. كذلك في مسائل التكفير. تجد هذا يكفر. وذاك لا يكفر ويأتي احتداء اما تكفير دول واما تكفير اشخاص او تكفير علما او تبديع لاشخاص او علما او طلبة علم او دعاة او تفسير لهذا او هذا ويختلف هذا مع هذا. واذا نظرت الى كلام اهل العلم وجدت انه موافق للعلم منظبط لا اعتراظ عليه وهؤلاء يتجادلون فيما بينهم وهذا يورد حجة وقاعدة وذاك يورد حجة وقاعدة وسبب الخلاف فيما بينهم انهم لم يرجعوا الى تصعيد القواعد التي يتكلمون فيها ومن اهمها في هذه المسائل ان الفقه مبني بعظه على بعظ وايظا الفقه في بعظ مسائله مبني على العقيدة والعقيدة في مسائل التكفير مبنية على باب حكم المرتد وباب الردة فاذا هذه متصلة بهذه فالجرأة على التقعيد والجرأة على التطبيق يسبب اثارا من الخلاف واثارا من التفرق واثارا من الاستقلال بالاراء. هل يقال فلان له رأي هذا اخطأ فيه ورأي؟ هذا صحيح والامر سهل لو كان هذا يرجع اليه ومقتصر عليه. لكن فيما نرى في هذا الوقت نجد انه ليس الامر كذلك نجد ان كل من له رأي وله فهم لا بد ان تجد من يتبعه على ذلك. وهذا سبب لنا اراء كثيرة وفرق كثيرة واقوال كثيرة وهذا مما يجب ان يدرى وان يجتمع اهل الحق وان يجتمع المؤمنون وطلاب الاصلاح وطلاب الخير وطلاب وطلاب الجنة وطلاب الدار الاخرة ان يجتمعوا على كلمة سواء. والا يسعوا في التفريق وفي زيادة الفرقة فيما بينهم بان ضبطوا في تفعيل قواعدهم وفي تفعيل كلامهم وفيما يأتون وفيما يذرون لان مراد الجميع الخير وهداية الناس الى الدين والاصلاح وازالة المنكرات والامر بالمعروف وفشو الخير وزوال الباطل. وهذا انما يكون بالاجتماع والائتلاف. واما الفرقة فانها مفرحة للشيطان ومحزنة لعباد الله المؤمنين. في السلوك هذا مثال يعني مثال للقواعد في او لتقييد القواعد في العقيدة مثال لتقعيد القواعد في الفقهيات. مثال لتقعيد القواعد في السلوك. وقد ذكره بعضهم وهو ان ينضبط ذهنك في التعامل والسلوك بانه ليس كل قدح او مدح حقا فلابد اذا من التثبت ليس كل قدح ولا كل مدح حقا فلا بد من التثبت تثبت القوادح والتثبت في ما يمدح به. كلمة للذهبي الحافظ الذهبي الذي له من اسم نصيب وقد قال فيه المحدث الطرابلسي وكان يسمع به ولم يره حتى قدم عليه دمشق ورآه قال في الحافظ الذهبي ما زلت بالسمع اهواكم وما ذكرت اخباركم قط الا ملت من طربي وليس من عجب ان ملت فالناس بالطبع قد مالوا الى الذهب. قال الذهبي رحمه الله تعالى ما من امام كامل في الخير الا وثم اناس من جهلة المسلمين ومبتدعيهم يذمونه ويحطون عليه. وما من رقص في التجهم والرفض والضلالة الا وله اناس ينتصرون له ويذبون عنه ويدينون بقوله بهوا وجهل وانما العبرة بقول الجمهور انما العبرة بقول الجمهور الخالين من الهوى والجهل المتصفين بالورع والعلم. قال نعيد كلامه ما من امام كامل في الخير الا وثم اناس من جهلة المسلمين ومبتدعيهم يذمونه ويحطون عليه وما من رأس في التجهم والرفظ الا وله اناس ينتصرون له ويذبون عنه ويدينون بقوله بهوى وجهل. وانما العبرة بقول الجمهور الخالي من الهوى والجهل المتصفين بالورع والعلم. انتهى كلامه رحمه الله. ومأخذه في اخر كلامه من قول النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة مر بها فاثنوا عليها خيرا ومر بجنازة اخرى فاثنوا عليها شرا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الجنازة الاولى التي اثنوا عليها خيرا هي في الجنة وقالوا في الجنازة الثانية التي اثنوا عليها شرا هي في النار قال انتم شهداء الله في ارضه. من هم شهداء الله في ارضه هم المسلمون المتمسكون بما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين خلوا من الهوى والجهل والذين اتصفوا بالورع والعلم. فهذا فهاتان صفتان عدميتان وصفتان وجوديتان. اما الصفتان فان يكونوا متورعين وان يكونوا علماء. يكون عندهم ورع وعندهم علم. من الناس من عنده ورع لكن لا علم عنده. فهل كلامه في الناس فيما يقدح يقدح به في فلان او يمدح من اجله لفلان؟ هل من له ورع بلا علم يقبل قوله في هذه اما الصفتان العدميتان فان يكونا خاليا من الهوى وخاليا من الجهل خالي من الهوى لان الهوى يجعله يقدح في من ليس على طريقته. والهوى يجعله يمدح من كان على طريقته. فباعجابه وهواه مدح وباعجابه وهواه قدح وهذا يسبب خللا في السلوكيات وخللا في التعامل وخللا في القلوب وخللا في محبة المؤمنين بعضهم لبعض وفي امور كثيرة من الشرق تنبع من اجل الاخلال بهذه القاعدة وهي قاعدة انه ليس كل قدح او مدح حقا لابد اذا من التثبت ولهذا نقول لا بد ان يكون الناظر في المدح وفي القدح تابعا للجمهور فهؤلاء الجمهور هم الذين اتصفوا بالعلم والورع واتصفوا بالخلو من الهوى والجهل. تجد من الناس متصف بالعلم وعنده لكن عنده بعض هوى لذلك تجد ان في كلامه ما يخدش في كلامه ما لا يطمئن المرء معه ان هذا هو القول المنسوب لائمة الاسلام او للسلف الصالح يكون عنده ورع ولكن ليس عنده علم عنده علم وليس عنده ورع وهكذا يكون عنده علم ولكن عنده جهالة ببعض الاشياء فيتسبب من اجل ذلك فيما مدح وفيما قدح يتسبب بما مدح وبما قدح في في في اذهن الناس وفي اذهن وافهام المسلمين. فلا بد اذا من ان يكون هناك تقعيد عام في مسائل النظر في المدح والقدح وهذا الزمن كما ترون وتعلمون ما من انسان وخاصة من المشتهرين من طلبة العلم او من العلماء او من الدعاة او من غيرهم الا ولا وله مادح وله قادة. الامام احمد ثم من قدح فيه. حتى قال الكرابيسي كلمته المعلومة في قدح من قدح في الامام احمد. كذلك الامام الشافعي ثم من قدح فيه لكن الله جل وعلا اظهر فضائل اولئك وجعل قدح من قدح في اهل العلم الراسخين جعل قدح من قدح فيهم امره راجع اليه و ليس بذي صواب قدح ومدح. القدح له اسباب. ومدح المادح له اسباب. وهذه القاعدة انه ليس او تفعيل لقواعد ليس كل قدح او مدح حق لابد ان نتعرف لاسباب القدح. لم يقدح؟ طالب علم في طالب علم لم يقدح مسلم في مسلم؟ لم يقدح مؤمن في مؤمن؟ ما اسباب القدح عندهم؟ القدح له اسباب. من الاسباب ان يكون هذا قرينا لهذا. وكون هذا قرينا لذاك يجعل القدح سهلا ان القرين يكون مع منافسه القرين في تنافس. فربما اراد ان يغلبه او ان يكون مقدما عليه فجعله ذلك يقدح الامام مالك تكلم في ابن ابي ذئب. وابن ابي ذئب قال في الامام مالك يستتاب ما لك فان تاب والا قتل. الامام ابن مالك احد ائمة الاسلام وابن ابي ذئب ثقة امام وهذا امام وهذا امام. بينهم ما بين الاقران. وقد قال ابن عباس ان ما حاصله ان العلماء او قال نحوها ان العلماء لا يتنافسون او يتحاسدون كما تنافس وتحاسد التيوس في زنوبها. وهذا ظاهر بين فقد يكون قدح هذا في ذاك سببه ان هذا قرين لذاك والمؤمن المسدد الورع يحب من ينصر دين الله يحب من يقول الكلمة ولو كان معه الا واحد او ليس معه احد. وذاك معه امم من المهم ان يكون دين الله جل وعلا منصورا وان يكون الكتاب والسنة منشورا بين الخلق. ليس المهم ان يكون هذا اكثر او انا عندي اكثر ذاك افرح بخطأه بل افرح بصوابه ولو لم يكن معي احد واحزن لخطئه ولو كان معي امه من الناس لهذا من اسباب القدح ان يكون هذا قرين لذاك. من اسباب القدح الحسن والحسد نهى الله جل وعلا عنه وهو يأكل الحسنات كما جاء في الحديث قال جل وعلا ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا ال إبراهيم الكتاب والحكمة واتيناه لهم ملكا عظيما فمنهم من امن به ومنهم من صد عنه. وقد قال عليه الصلاة والسلام اياكم والحسد فانه يأكل الحسنات كما النار الحطب. الحسد ما سببه؟ سببه انه حسد هذا وتمنى زوال نعمة الله عليه لشيء في صدره عليه وحقيقة الحسد انه عدم رضا فعل الله عدم رضا بقضاء الله جل وعلا. من الذي اعطى ذاك؟ من الذي اعطاه الفضل؟ من الذي احسن اليك من الذي جعله هاديا للناس؟ من الذي جعله كذلك وامده بمال؟ امده بسمعة حسنة؟ الذي امده بذلك هو الله جل وعلا. فاذا جزيرة العرب قال بعض اهل العلم في قوله المصلون حسدته فتكون في الحقيقة معترظا على فظل الله الذي يؤتيه من يشاء. من اسباب ايظا القدح التحزبات المختلفة هذا من فئة وهذا من فئة او هذا يقدح في ذاك وهذا يقدح في ذاك لاجل حزبه وفئته. من اسباب القدح ايضا ان يقدح في عالم تقدح في امام لاجل اسقاطه واذا اسقط كان ثم هدف من وراء اسقاطه فاذا قدح فيه في عالم فزال ذلك العالم كان السبيل لهذا ان يأتي ويقرر للناس ما يريد فيكون بعد ذلك سائرا. من اسباب القدح في العلماء او من اسباب القدح في الموجهين ان يكون لذلك القادح حدث. يسعى من ورائه بعد اسقاط ذلك يسعى من ورائه بعد القدح الى اسقاط ذلك واذا اسقط هذا المقدوح فيه وهو المشهود له بالخير وتفرق الناس عنه لم يكن موجها ولم يسمع الناس كلامه خسر الناس كثير وخسر الدين ناصره من انصاره. المدح ايضا له اسباب. من اسباب المدح الذي يكون وتارة بحق وتارة بغير حق من اسباب المدح زيادة الاعجاب. يعجب بشخصية يعجب برجل فيجعله فيكون اعجابه هذا سببا لان يمدحه بدون استثناء بدون استثناء. يملك عليه قلبه يملك عليه مشاعر حتى يكون هو الكامل الذي لا عيب فيه. هذا الاعجاب يجعله يمدح باطلاق. ولا يرى عيوبه. كذلك من اسباب المدح الزائد او غير الحق تارة يكون حقا وتارة يكون على غير الحق. من اسباب المدح التحزبات ايضا. والجماعات المختلفة المختلفة يمدح لكي يظهر هذا فيقبل الناس عليه لانه من الفئة الفلانية. يمدح اخر لم؟ لانه من الفئة المقابلة القاعدة التي تربط لك هذا ان ليس كل قدح او مدح حقا فلا بد ان تتثبت والورع يتخلص يتخلص من الهوى يتخلص من ان يرى بقلبه بل تنظر بالعلم تنظر في هذا في المقدوح فيه وفي الممدوح تنظر فيه بعلم والموازنة في هذا الامر بان تكون مع نفسك ان تكون مع نفسك متحريا للحق طالبا الصواب والا تكون ذي هوى لا على هذا ولا على ذا بل نتج من جراء اهمال هذه القاعدة ان كان من يتوسط فلا يمدح باطلاق ولا يقدح باطلاق كان متهما من الفئتين. لا هؤلاء يرضون عنه يعني المادحين ولا القادحين يرضون عنه. وكل كان مدحه او قدحه متجاوزا للحد او ليس بدقيق في وصف من وصفوه ويكون فيه نوع فيه خير وفيه غير ذلك والمؤمن اذا كانت حسناته كثيرة وكانت سيئاته قليلة فانه هو المسدد كما قال بعض اهل العلم اذا زادت حسنات الرجل وقلت سيئاته فهو العدل. من زادت حسناته وقلت سيئاته فهو العدل. من ذا الذي ترضى سجاياه كلها؟ كفى المرء نبلا تعد معايبه هذا من جهة ما يقوم بقلبك يعني من القدح او المدح اما من جهة التعامل فقد اوضحنا انواع التعامل في الدرس الماضي هذه نتيجة عدم رعاية هذا الاصل وهو ان طائفة جعلوا المدح حقا جميعا او طائفة اخرى جعلت المدح غير حق والقدح هو الحق وهذا فيه عدم دقة واولئك فيهم دقة والصواب ان ينظر بعين الورع ويكون المرء في نفسه ما دل عليه الشرع فمن وافق الشرع فهو المحمود ومن خالف الشرع فهو والمحمود ومن قواعد اهل السنة ان المؤمن يجتمع في موجب المحبة ويجتمع فيه موجب عدم المحبة لانه ان اصاب وسدد فهو يحب فيما اصاب فيه وسدد. وان وان ضل او عصى او خالف الحق عامدا عالما بذلك او عرف به ولم يرجع فانه يجتمع فيه هذا وذاك فيكون محبوبا من جهة غير محبوب من جهة والتوسط هو شعار هذه الشعيرة شعار هذه الشريعة وشعار هذا الدين هو ان هذا الدين وسط بين الاديان السالفة وهذه الطائفة اهل السنة والجماعة وسط بين الطوائف المختلفة. خاتمة لهذا الموضوع امثلة لتطبيق بعض القواعد خطأ بعض القواعد العامة امثلة نمثل لتطبيقها خطأ وثم عدة امثلة لكن نذكر منها مثالين الاول قاعدة الجماعة ما وافق الحق وان كنت وحدك. هذه قاعدة عامة قالها ابن مسعود رضي الله عنه واهل العلم تتابعوا عليها. الجماعة ما وافق الحق وان كنت وحدك. هذه القاعدة منها دخل الى ان المرء اذا تبنى فكرة او قولا واقتنع به فانه ينظر الى المخالفين الكثير فيقول انا على الحق ودليل ذلك اننا قليل واما المخالفون فهم كثرة ودليل باطلهم انهم كثير. وقد قال ابن مسعود الجماعة ما وافق الحق وان كنت وحدك. لا شك ان والقواعد كما ذكرنا منها قواعد عامة وقواعد خاصة في الفقهيات وهذه صنعة المجتهدين او صنعة طلبة العلم المتقدمين. وهناك قواعد عامة تظبط السلوك. تظبط التعاملات. تظبط التعامل مع اهل العلم. تظبط العبرة ليست هي بالكثرة بل العبرة بموافقة الحق. قد تكون موافقة الحق من قلة وقد تكون موافقة الحق من كثرة ففي اول الاسلام كانت موافقة الحق من قلة. ثم لما انتشر الاسلام كانت موافقة الحق من كثرة. فاذا ما جاء في النصوص في ذنب الكثرة ومدح القلة كقوله تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وكقوله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وكقوله جل وعلا وما امن معه الا قليل. وغير هذا من النصوص التي تدل على ان على مدح القلة. هذا لا يدل على ان القلة محمودة دائما بل كما قال ابن مسعود في هذه القاعدة العظيمة الجماعة ما وافق الحق وان كنت الجماعة العبرة فيها ما وافق الحق. واي حق هذا هو الحق الذي دل فيه القواعد التي استدل عليها ائمة الاسلام بالنصوص من الكتاب والسنة هذا هو الحق. اما مجرد القلة فانه قد يكون المرء انفرد وكانوا وكان اصحابه قليلين ويكونون شذاذ وقد يكون في زمن من الازمنة او في مكان من يكون اهل الحق الذين هم على الصواب قليلا فلابد اذا من رعاية القواعد من رعاية القاعدة والقواعد الشرعية التي بها نطبق هذا هذه القائمة. مثال ثاني واخير للتطبيق الخطأ او لذكر بعض خطأ القاعدة المستنبطة من قول الله جل وعلا واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ومن قوله جل وعلا ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى. العدل امر الله جل وعلا به ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى ويتصل بذلك ما جعلت قاعدة وهي ان السلف لا يوازنون بين الحسنات والسيئات وان السلف اذا كان عند الرجل سيئة فانهم لا ينظرون الى حسناته. وهذا التفعيل من ان العدل به ومطلوب هذا امر معلوم وهو اصل من اصول الدين وليس قاعدة فحسب بل اصل من اصول الدين. والعدل مطلوب في لفظك وفي قولك وفي افعالك لان السماوات والاراضين ما قامت الا بالعدل والله جل حكم عدل لا يرضى بالظلم وحرم الظلم على نفسه وجعله بين محرمة يظلم المرء غيره ويتخذ غير سبيل العدل في قوله في عرضه في رأيه له الى اخر ذلك. مسألة الموازنة ايضا بين والسيئات ورفها بالعدل هذا التقعيد وهذا الربط ليس بدقيق. لان قاعدة الموازنة بين الحسنات والسيئات تارة تكون حقا وتارة تكون فيرد ان يوازن بين الحسنات والسيئات في مسائل ويقبل ان يوازن بين الحسنات والسيئات في مسائل. ولهذا من رأى طريقة شيخ الاسلام ابن تيمية وجد انه ذكر الحسنات والسيئات في مسائل معلومة موجودة وفي حكمه على بعض الفئات حتى بعض المعتزلة وبعض ولم يأخذ بهذه القاعدة في مسائل فجعلها قاعدة مطردة هو مما افتقر الى تنظير وتغسيل متبع فيه طريقة الصالح وكان فيها نوع عدم استقراء كامل لذلك فحصل منها الخلل. نعم لا يوازن بين الحسنات والسيئات اذا كان المقام مقام رد على المخالف مقام رد على مقام رد على لانك اذا ذكرت حسنات ذلك المردود عليه او ذلك الضال او ذلك المبتدع او ذلك الظالم ذكرت حسناته في مقام الرد عليه فانك تغري به. في هذا المقام انما يذكر ما عنده من الاخطاء او السيئات ويرد عليه فيها لان القصد نصيحة الامة وذكر الحسنات في هذا المقام اغراء به. وفي المقابل او في الحالة الاخرى ان الحسن والسيئات تذكر اذا كان المقصود تقييم الحالة مقصود تقييم الشخص مقصود تقييم المؤلف مقصود تقييم الكتاب او المقصود تقييم الى اخر ذلك فالاخذ بهذا والتقعيد له عامة ونسبة ذلك الى السلف باطلاق ليس بدقيق لا في هذه الجهة ولا في تلك الجهة وتحتاج الى المسألة هذه وغيرها من المسائل التي يقعد فيها ان تعرض على اهل العلم كغيرها من التقعيدات الحاضرة لاني ذكرت لكم في المقدمة ان لابد ان يكون من الراسخين في العلم حتى لا يحصل خلل في الامة الخلل في الفهم او خلل في التصورات. هذا واسأل الله جل وعلا ان ينفعني واياكم بما ذكرنا وان يغفر لي زللي وخطئي وخطلي وكل ذلك عندي. واسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والرشد والهداية وان يجعلنا من المتبعين لسلفنا الصالح المبتعدين عن طرق اهل الضلال والخلاف وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. هذه بعض والاسئلة السؤال الاول هل خلاصة القول ان تقدم دراسة القواعد والاصول الفقهية على دراسة الفقه كما هو الحاصل في في غالب من يطلب العلم الجواب ان دراسة الفقه والتوحيد بهما ينجو المرء اما دراسة القواعد فانما يحتاج اليها المجتهد القراءة الى اخر ذلك فهذا هو الذي يحسن به طالب العلم ان يتتبعها لانها تضبط عقله وتصرفاته من اول طريقه في طلب العلم اما العلم النافع فكما قال ابن القيم والعلم اقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيان علم باوصاف اله ونعته وكذلك الاسماء للديان. والامر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثاني. العلم النافع توحيد والفقه الحلال والحرام وعلم الجزاء وما يحصل يوم القيامة. هذه هي العلوم النافعة. فتركيز طلاب العلم على الفقه وعلى التوحيد هذا لا شك انه هو الذي تصح قلوبهم وتصح عباداتهم. يقول انا شاب وعندي همة ورغبة في طلب العلم ولكن لا اعلم ما هي الطريقة الصحيحة التي يسير عليها كان اذا اراد طلب العلم ارجو منك توضيح ذلك لي ولغيري الى اخره. طلب العلم من الامور المهمة لانه يحصل به المرء على فضيلة وان العالم ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في جوف الماء. وهذه فضيلة لاهل العلم ولطلبة العلم الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع كما جاء ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. طريقة العلم تحتاج الى تطويل والى كلام مفصل لكن تم كلمة سبق ان القيتها بعنوان المنهجية في طلب العلم وهي هي موجودة مسجلة فحبذا انشاء السائل ان يراجعها او يراجع غيرها من من او يراجع غيرها من الكلمات التي فيها بيان طريقه المرحلية لطلب العلم وتأصيل الطالب. يقول من خلال الحديث في الدرس السابق عن معاملة الوالدين فهنالك مشكلة تواجهني وهي عند كما يحصل مناسبة زواج لاحد الاقارب يكون في هذه المناسبة بعض المنكرات الظاهرة كالغناء والرقص ولبس القصير وغيرها من الامور الاخرى. فاضطررت الى منع من الحضور الا ان والدتي اقامت الدنيا ولم تقعدها لماذا تمنع زوجتك تمنع زوجتك من ذلك؟ فاوضحت لها ولكنها لم تقتنع من ذلك بان الناس جميعهم يفعلون ذلك. سؤالي هل عملي هذا صواب؟ وكيف اعمل مع والدتي؟ وما الاساليب المناسبة في ذلك؟ اذا كان مثل هذه الدعوات الدعوات الواجبة اللي هي وليمة العرس اذا كان حضورها فيه منكرات اذا كان حضورها فيه فعل العبد بعض المنكرات كسماعه للغنى او رؤيته لبعض المنكرات ولا يستطيع انكارها في جمع بين الامرين بان يحضر ثم ينصرف وهذا الذي كان يعمله الامام احمد ويعمله غيره من السلف لانهم اذا دعوا الى دعوة واجبة حضروا فاذا رأوا انكروا وانصرفوا فهذا يكون فيه استجابة الدعوة اجابة الدعوة الواجبة ويكون فيه ايضا انكارا للمنكر ثم انصراف ويكون معذورا وحق الوالدة لا شك انه عظيم وتجب طاعة الوالدين في غير معصية الله تعالى فالذي على هذا السائل ان يقنع والدته وان يجعل زوجته مع والدته في احسن تعامل وان يحيل بالامر امر المنع اليه لا الى زوجته لاجل ان يحصل الائتلاف لانه غالبا الوالدة لا تغضب على ولدها او لا تقاطع ولدها اما زوجة الولد فانه كثيرا ما تحصل بينها وبين ام الزوج كثير من الخلافات. فيرجع المنع اليه ويقول ستذهب واذا رأت منكرا فانها ستتصل بي واتي لياخذها من هذا المكان يكون فيه جمع بين ما امر به شرعا وترك حظر شرعا. قال من خلال الواقع الذي كلمة غير مفهومة. من خلال الواقع الذي كذا عن احوال من الشباب نجد ان ضعف الشخصية له دور بارز في التثبيط وتغير الاحوال فتجد الشباب امام كلمات غير واضحة؟ لا يستطيع ان يفعل اي شيء بل يعني يعذرني من ان الحبر متقطع ما فهمت. قل ذكرت ان الذي يحكم في النوازل لابد ان ان يكون ملما بالفقه باكمله من اوله الى اخره بسبب ارتباط بعضه ببعض. مع اننا نجد بعض الابواب لا ارتباط لها البث بابواب اخرى. وقد ذكر بعض من الاصوليين ان الاجتهاد يتجزأ فيكون مجتهدا في باب دون باب اخر. وهكذا وقد ورد عن بعض الائمة الذي لا يشكه احد في امامتهم اجتهادهم انهم سئلوا عن بعض المسائل فقالوا لا ندري كما ورد عن مالك وغيره فكيف نوفق بين هذا وبين ما ذكرت؟ هذا السؤال كنت مستحضرا له حين كلامه عن المسألة ولهذا قيدت ارتباط الفقه بعضه ببعض بالافتاء في النوازل. اما في في غير النوازل يعني فيما يعرض كثيرا ويتردد ويكون من احوال الناس المعتادة فهذا كما قيل الاجتهاد يتجزأ يعني من ظبط ابواب الطهارة انه يجيب عن مسائل الطهارة او من ظبط احكام النكاح والطلاق والعدد والنفقات الى اخره يتكلم في الاحوال الشخصية واحوال البيوت من ضبط مسائل البيوع يتكلم في البيوع. لكن اذا كانت المسألة نازلة بالامة كالنوازل التي يحصل معها تغير في الاحوال التقلب في الاعراض ويتوقع معها تفرق الناس فان الذي يحكم في هذه النوازل خاصة اذا كان فيها حكم على فئة او حكم على طائفة او فيها اقرار شيء او منع شيء او نحو ذلك النوازل العظيمة هذه متعلقة باهل العلم الراسخين فيها الذين استحضروا الفقه وربطوا بعضه ببعض واستحضروا القواعد والاصول العقدية وما قاله الائمة. فكلامي ليس معارضا لما هو متقرر عند الاصوليين وهو صواب وهو ان الاجتهاد يتجزأ وان المرء يمكن ان يجتهد في مسألة في باب من الابواب ولا يجتهد في الباب الاخر لضبطه هذا الباب لكن ما المسائل النازلة التي تتعلق بالامة؟ فكما قال عمر رضي الله عنه كانت تنزل به النازلة فيجمع لها اهل بدر. كيف يجمع المرء بين طلب العلم والاهل من ناحية الوقف وايهما او قول بذلك لا شك ان الواجب مقدم على النفل. فبعض العلم واجب فرض عين ما تصحح به عقيدة وهو اجوبة المسائل الثلاث. ثلاثة الاصول من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ تعلم ذلك بادلته. هذا فرض عين على كل مسلم. لا بد ان تعلمه ولو فرط في بعظ حقوق الاهل. كذلك في الفقه ما تصح به عباداته. ما تصح به صلاتك اذا كان صاحب مال كيف يزكي والنصاب الى غير ذلك هذا واجب تعلمه. فاذا كان العلم واجبا فانه مقدم على النفي. اما اذا كان العلم نفلا وكان هناك واجبات معارضة لهذا النفل فانه يقدم الواجب مثل حق والديه ومثل حق اهله وزوجته واولاده فانه لا يفرط في هذا الحق الواجب بان تحصيل نفل من النوافل. الناس يختلفون منهم المشغول ومنهم الذي يعتمد عليه اهله. ومنهم من يكون عليه منهم من يكون الاعتماد عليه متوسطا يختلفون والواجب ان يقدم المرء الواجبات والنوافل هي تلو الواجبات اتقرب احد الى الله بشيء احب الى الله جل وعلا مما افترظه سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث الصحيح وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه يعني بعد الواجبات. فلا بد من من المهمات ان ان تقدم الواجبات على النوافل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لاهلك عليك حقا وان لنفسك عليك حقا وان بربك عليك حقا فاعطي كل ذي حق حقه. فالواجبات كثيرة تؤدي الواجبات والنوافل تقدم عليها الواجبات ولا يبقى تطبيق ذلك ولا يفقه تطبيق ذلك الا بالمران. وتقديم واجبات الشرع على ملذات الناس. ابعد من ذلك بعض الناس يذهب الى نوافل ليس الى واجبات الى نوافل بل الى مباحات ويفرط في الواجبات. يذهب في سهر متنوع ويترك اهله ويترك واجبات مطلوب منه ان يفعل كذا والده كبير في السن يتكلف لو فعل الفعل وذاك يذهب في كيل وقال او فيما يؤنس نفسه وليس لا في فعله ات بفرض ولا نفل ومع ذلك يفرط بواجبات. لا شك ان كثير من مشاكل الناس ومخالفاتهم للشرع. وكثير من والشكوى التي تحصل من الاهالي على الابناء ومن الاباء على الابناء ومن الزوجة على زوجها والزوج على زوجته هو من باداء الواجبات وتقديم الواجب على المستحب. فورا عن المباح. الاخير قال كيف نجمع بين قول النبي صلى الله عليه عليه وسلم يأس الشيطان ان يعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم. مع انه قد حصل الشرك في هذه الجزيرة والشرك اتباع للشيطان فافتونا جزاكم الله خيرا. الجواب ان هذا الحديث رواه مسلم في الصحيح ان الشيطان ايس ان يعبده يصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم. خلاصة جواب اهل العلم انه ايس ولم يؤيس. ايس هو لما رأى انتشار وقوة الاسلام واهل الاسلام ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب لكن لم يؤيسه الله جل وعلا من ذلك فتاة فيأته من عبادة المصلين له في جزيرة العرب لما شاهد من قوة الاسلام وقبول الناس للحق. والله جل وعلا لم يؤيسه ولهذا لما وجد له كرة اخرى نشط وعاد الى الدعوة الى الشرك وتحبيب عبادة غير الله للناس فحصل رجوع الناس