انه يتتبع كل هذه المصنفات ولهذا فيما ارى ان طالب العلم الاولى له في هذه الطبقة الثالثة ان يقصد في كل باب من العلم كالفقه فهو باب اصول الفقه هذا باب تحصل به او يحصل به نفع نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه وسلم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم تسليما اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ثم السلام ورحمة الله وبركاته ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل هذا اللقاء مباركا وان ينفعنا ويهدينا ويسددنا للعلم النافع والعمل الصالح وهذا هو اليوم الرابع والعشرين من الشهر السابع من سنة سبع وعشرين واربع مئة والف في جامع القاضي بمدينة الرياض. ايها الاخوة والاخوات هذا الموضوع الذي اشير اليه في كلام الشيخ المقدم وهو ما يتعلق بالتأصيل العلمي. وتعلم ان طالب العلم لابد له في طلبه لهذا العلم ان يأخذ العلم على اصوله فان هذا العلم كما تعرفون اذا ذكر اريد به علم الشريعة اصله كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم. ولكنك ترى في معرظ التاريخ اذا قرأته وتصفحت سيره تجد ان ثمة طرائق لاهل العلم وثمة تنوعا في اخذ العلم وتم تنوعا في مادة العلم نفسه ومن هنا تحصل من هذين المصدرين الكتاب والسنة تحصلت جمل من الاسماء العلمية وظهرت علوم سميت باسماء في التاريخ وظهر فيها جملة من اهل العلم واذا نظرنا في واقع المسلمين اليوم وجدنا ان من اخص ما ينقص الامة في شرقها وغربها هو علماء فثمة قلة في عدد علمائها مقارنة بعدد هذه الامة وكثرتها ولله الحمد وايضا من جهة اخرى تجد ان ثمة اقبالا في كثير من البلاد وفي هذه البلاد ولله الحمد بصورة خاصة ثمة اقبال على العلم وطلبه لتوفر جملة من الاسباب نسأل الله ان يديمها وان يقيمها ولكن هذا الاقبال بل كثيرا ما ينقصه ان يكون مبنيا على منهج علمي صحيح مناسب. وتعلم انه في في هذا العصر ومن قبل هذا العصر يتحدث كثيرون من اهل العلم والباحثين فيه والناظرين فيه يتحدثون عن المنهج العلمي وقواعد التأصيل العلمية سواء بهذا الاسم كاسم التأصيل او المنهج او باي اسم من الاسماء الدالة على المعنى فثمة عناية بهذه الكلمة وما يتعلق بها من المعاني تحت اي اسم من الاسماء احببت في هذا المجلس ايها الاخوة ان نقف مع خمس ربما يكون من مجاز الكلام ان نسميها قواعد ولكنها مسائل ولك ان تقول انها قواعد ولو من وجهة نظر اه ممكنة على احسن احوالها هذه المسائل او القواعد الخمس في التأصيل العلمي احببت ان اشير بها الى جملة من المعنى الذي ينبغي لطالب العلم والناظر في العلم وحتى من بلغ فيه كعبا له مجلس فيه وصار له في علم الشريعة درس وصار له في علم الشريعة فتوى فانه ينبغي له ان يراجع امره من حيث التتبع للمحقق من علم الشريعة والفاضل من طرائق العلماء المتنوعة هذه المسائل الخمس ابتدؤها بكلمة المنهج فالمنهج هو اصل في العلم ولك ان تقول ان المنهج هو نظام العلم فاذا ما اخذ العلم دون منهج فانه اخذ للشيء دون نظامه. ولهذا لا بد لطالب العلم ان يكون له علمي في طلبه لهذا العلم. لان هذا المنهج هو بصورة المعادلة يأتي على معنى النظام. فاذا ما اخذ العلم من اجل فانه يؤخذ اخذا نظاميا منتظما متصلا ويكون عقده صحيحا ويكون او تكون مناسبة لمدارك الناظر فيه. فالمنهج صلته بالعلم انه نظام العلم. ولكن هذه الكلمة ولا في هذا العصر صارت اذا ذكرت يزاد في امرها ويقع تحتها كثير من الادعاء عني بالادعاء ان من يتكلم عن منهج فانه ربما بالغ في ان هذا المنهج هو الصواب وحده وان غيره لا يكون صحيحا او ان هذا هو المقدم وحده وان غيره لا يكون كذلك. وربما شكك في شكل اخر لان كلمة المنهج اصبحت تعطي سامعها وتعطي المتكلم بها قدرا من الثقة بهذه الكلمة وما ينتظم تحتها فيقال هذا تحت منهج وهذا متصل بهذا المنهج وهلم جرا. وانت تعلم ان كلمة منهج في اصلها لا تدل بالضرورة على هذه درجة هي كناية عن الطريق والاستقامة في الشيء والاتباع في الشيء والدلالة في الشيء وهلم جرة من المعاني التي تتصل بها من جهة اللغة ولذلك اقصد من هذه الاشارة ان طالب العلم والناظر في العلم وحتى من يلقي العلم تدريسا وفتوى او توصية للطلبة اه ينبغي له ان لا يفرط ويبالغ في مسألة المنهج ودعواه وان الطريقة التي ينتحلها هو في تدريسه او في فتواه او في اخذه للعلم او في طلبه للعلم هي المنهج العلمي الصحيح. لان الدعاوى كما نسمع اه ونقرأ قد كثرت في هذه الايام حتى صارت تقع على قدر من التعارض والتضاد وصار ربما بعض من الناظرين في علم يشكك في بعض اخر وهلم جرا وهذا لست اراه حكمة انما المناسب ان طالب العلم يكون وسطا في اخذه لكلمة المنهج ولهذا لتحقيق هذه الوسطية نقول ان المنهج في العلم وهو نظامه هو درجتان المنهج درجتان في العلم. الدرجة الاولى من هذا المنهج اصل في العلم وقاعدة والدرجة الثانية من هذا المنهج تمام واختيار هكذا ايها الاخوة ننظر الى كلمة المنهج سواء المنهج الذي قد يذكر شيء منه في هذا المجلس او ربما يسمع في مجالس علمية اخرى ومن في العلم اخرين يفترض ان المنهج ينظر اليه على انه نظام العلم وانه درجتان الدرجة الاولى من هذا المنهج هي اصل في العلم وقاعدة. بمعنى ان الدرجة الاولى من هذا المنهج لا ينبغي ان يقصر عنها ناظر في العلم فظلا عن العالم وصاحب الفتوى لان هذه الدرجة من المنهج كما جاء في اسمها انها اصل في العلم وقاعدة والدرجة الثانية من المنهج ينبغي الا تكون اصلا بل تكون تماما واختيارا وانما قيل تمام لان مدارك الناظرين وقدرتهم وجلدهم على العلم متفاوتة. ولهذا لا تجد ان اهل العلم على درجة واحدة في العلم بل ثمة قدر من التفاوت وهذا ما اريد الاشارة اليه بكلمة التمام انه تمام لان الناظرين فيه يعني في العلم يتفاوتون في اصابته وتحصيله وتحقيقه. فالدرجة الثانية تمام واختيار وايظا قيل اختيار لان اصناف العلم المحصلة على الكتاب والسنة كما تعرف على جملة من المواد فثمة ما يتعلق باصول الفقه وقواعده وثمة ما يتعلق بفروع الشريعة من جهة احكامها وهو ما سمي علم الفقه وثمة ما يتعلق بتفسير القرآن او بالحديث وعلومه او غير ذلك من جملة العلوم الشرعية فهذا اختيار لان احادا من العلماء او جملة من العلماء تجد انهم ربما اقبلوا على مادة من العلم اكثر من غيره. فمن هذا الوجه يقال ان المنهج درجة منه تمام باعتبار التفاضل واختيار باعتبار تنوع القدرات وتنوع الميل بين اصحاب وعلى هذا فيفترض ان كل منهج يقال انه يجمع هاتين الدرجتين الدرجة الاولى التي هي اصل في العلم وقاعدة لا يقصر عنها عالم او ناظر في العلم والدرجة الثانية هي تمام واختيار واذا نظرت تحت هاتين الدرجتين فسرت الواقع التاريخي الذي عاشه علماء الاسلام رحمهم الله فتجد مثلا الائمة الاربعة الذين الذين اشتهروا اذا نظرت فيهم او في علمهم وجدت انهم اصابوا منهجا جزء منه او قدر من هذا المنهج اصل في العلم وقاعدة. ولهذا تجده مشتركا بين مالك وابي حنيفة والشافعي واحمد وغيرهم من ائمة العلم والفقه فتجد ان ثمة قاعدة حتى اذا جئت مسائل الاستدلال عندهم وجدت دليل الكتاب والسنة والاجماع هذا قد اتفقوا عليه لماذا؟ لان هذا يقع تحت الدرجة الاولى التي تسمى بماذا؟ بانها اصل في العلم. من قصر عن هذا الاصل ففي علمه نظر وفي صحة علمه نظر لابد ان يكون هذا الاصل منتظما في كل مراحل التاريخ الاسلامي لانه لا يتغير تغير الزمان والمكان فتجد ان ثمة قدرا مشتركا بين ابي حنيفة واحمد ومالك والشافعي من هذا الوجه. ولكنك اذا نظرت من وجه اخر وجدت كان ثمة فرقا في التحصيل العلمي او في النتائج العلمية بين ابي حنيفة واحمد او مالك والشافعي وهلم جرا فتجد ان الامام احمد اشتهر بامامته في الحديث وروايته وان كان رحمه الله فقيها لكنه كان محدثا واماما في الحديث. لكنك اذا نظرت في الامام ابي حنيفة وفي علمه وجدت انه غلب عليه رحمه الله الفقه غلب عليه الرأي وغلب عليه القياس والاستعمال لمادته وتجد ان ثمة فرقا بين مالك وابي حنيفة بين مالك والشافعي سواء كان هذا الفرق في طلب العلم اي في التلقي وغلبة المادة الفقهية او المادة الحديثية او النتيجة التي تحصلت فيما بعد فتجد ان رأيا كثيرا لمالك اختلف مع كثير من رأي ابي حنيفة وكثير من رأي ابي حنيفة اختلف مع رأي احمد وهلم جرا هذا سببه الدرجة الثانية التي هي تمام في العلم واختيار فيه فتجد ان ابا حنيفة غلب اختياره على الفقه تتبع الفروع وتجد ان احمد غلب عليه الاختيار لعلم الرواية وان كان فقيها في اه اه فروع الشريعة وهو من فقهاء المحدثين كما تعرف ولكن النتيجة التي نريد ان نصل اليها ان طالب العلم اذا ذكر له المنهج او قيل فيه ينبغي ان يدرك ان قدرا من المنهج اصل في العلم لا ينبغي التقصير عنه وثمة قدر من المنهج هو تمام واختيار ولهذا تجد ان ثمة فرقا بين اهل الحديث واهل الفقه ومن غلب عليه التفسير ومن غلب عليه العناية باللغة وصلة اللغة بالشريعة وهلم جرة من الاوجه العلمية. فاذا لابد لطالب العلم ان يتفكر ان يبني في نفسه ارادة ليكون على منهج علمي صحيح وان يعرف ان المنهج نظام العلم وان المنهج ايا كان قائله لا ينبغي الاسقاط له ولكن لا ينبغي المبالغة في دعواه والغلو في دعواه وانما يكون وسطا له درجتان او هو درجتان درجة اصل في العلم وقاعدة تشترك او يشترك فيها العلماء بتعدد الزمان والمكان ودرجة هي تمام واختيار يتفاضل فيها اهل العلم ويتنوع في اختيارهم وميلهم قدر الله لهم من الاحوال وتصرف الاحوال هذه المسألة الاولى ونتيجتها كما اسلفت معرفة قدر المنهج والرغبة الملحة ايها الاخوة في الوسطية فيه بعيدا عن الدعوة المفرطة التي تصحح نظرة اجتهادية واحدة وتدع غيرها من النظرات الدرجة او المسألة الثانية او تقول القاعدة الثانية في هذه القواعد في التأصيل العلمي بعد ان يعنى طالب العلم والناظر في العلم بفقهه لكلمة المنهج ودرجتها يصير بعد ذلك الى القاعدة الثانية وهي معرفة شرط العلم والاخذ به القاعدة الثانية معرفة شرط العلم والاخذ به العلم ايها الاخوة له شرط وهذا الشرط بمعنى ان وجوده لابد ان يكون متحققا في نفس طالب العلم والناظر فيه وحتى في نفس العالم وصاحب الفتوى صاحب الدرس العلمي لا بد ان يكون محققا لهذا الشرط لانه اذا تحقق هذا الشرط تحقق معنى العلم الشرعي الذي امتدح في الكتاب والسنة وتحقق معنى العالم الشرعي الذي مدحه الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم. لانك تجد ان الله في كتابه لما ذكر اهل العلم جعل من صفات الرسوخ في العلم ولما ذكر اهل العلم جعل من صفاتهم انهم ربانيون في علمهم. فمتى يحقق الناظر في العلم؟ وطالبه متى يحقق الامامة في هذا العلم في علم الشريعة متى يكون ربانيا؟ متى يكون راسخا في العلم؟ نقول لا يكون كذلك الا اذا اخذ بشرط العلم وشرطه ايها الاخوة اربع جهات يتعلق هذا الشرط باربع جهات الجهة الاولى الشرط العبادي الشرب العبادي. والمراد هنا ان يكون طلبه للعلم خالصا لله سبحانه وتعالى. وينوي به برفع الجهل عن نفسه وعن غيره ولهذا قال الامام احمد رحمه الله العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. قيل وكيف تصح النية يا ابا عبد الله؟ قال ان ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره فاول جهات هذا الشرط هو الشرط العبادي ان يأخذ الناظر وطالب العلم والعالم وصاحب الفتوى ان يجعل هذا العلم دينا يتدين به لله وعبادة يتعبد بها لله سبحانه وتعالى لانه في الشريعة كذلك هذا العلم ما نزل ليكون سببا لعرض من اعراظ الدنيا ولا سببا ليتسلط به بعض من الناس على البعض الاخر ولا لغير ذلك وانما نزل هذا العلم وهو كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه واله وسلم وما تحصل من فقه رحمهم الله تحت هذين المصدرين هذا العلم هو دين ولهذا لا بد ان يكون خالصا لله سبحانه وتعالى وانت ترى اهل الكتاب الذين اتاهم الله الكتاب انما انحرفوا لما تركوا هذا الشرط اما من جهة انهم اشتروا بايات الله ثمنا قليلا كما ذكر الله ذلك عنهم في القرآن او لغير ذلك من اوجه مفارقة لمقام العبادة والاخلاص بهذا العلم لله وحده ولهذا نقول لابد لطالب العلم ان يعنى بتحقيق هذا المقام وان يعنى بتحقيق هذا الشرط وهو الذى يسمى العبادي اي ان هذا العلم عبادة يتقرب به لله وحده ولا يجوز ان يدخله مادة تشوبها هذا الاخلاص وانت بما كتب الله لك من العلم والفقه تعرف ما المقصود بالاخلاص فان الاخلاص هو اجل من ان تحده بعض الكلمات وانما هو مقام من فقه النفس وفقه الكلمة وفقه الشريعة يتحقق به الديانة لله سبحانه وتعالى وحده فالشرط العبادي ايها الاخوة الله الله فيه لان صاحب العلم يوفق اذا كان مخلصا ولهذا الامام احمد رحمه الله سئل قيل يا ابا عبد الله من نسأل بعدك في اخر ايامه؟ قال سلوا فلانا وسمى رجلا من اهل العلم ولكنه لم يكن من كبارهم في نظر من سأله فقالوا يا ابا عبد الله انه ليس بكثير العلم وقال ان له نية في العلم وانه يأكل الحلال ومثله يوفق لما قالوا له من نسأل؟ قال سلوا فلانا فقالوا يا ابا عبد الله انه ليس بكثير العلم قال ان له نية ويأكل الحلال ومثله يوفق اي مثله يوفق للتحقيق في العلم. لان الانسان وان كان له سبب من جهة اجتهاده وطلبه الا ان الله جل وعلا اذا اراد بعبد خيرا وفقه وهداه وسدده وصار مسددا. ولهذا من كان علمه خالصا لله سبحانه وتعالى تجده انه مسدد في علمه وتجد ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لهذا المعنى كان يوصي عليا كما في صحيح مسلم وغيره كان يقول لعلي يا علي قل اللهم اهدني وسددني ثم قال واذكر بالهدى هدايتك الطريق وبالسداد سداد السهم فاذا هذا المقام الاول وهو اجل المقامات. الشرط الثاني الشرط الاخلاقي هذا العلم ايها الاخوة له خلق وهذا الخلق ليس دعوة على هذا العلم بل الخلق في هذا العلم تجد انه مذكور في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه واله وسلم هذا العلم له اخلاق لابد لمن حمله من طالب او ناظر او عالم او مفتن لا بد ان يكون حاملا لخلقه فيعرف مادة الاتفاق وكيف يكون الامر معها؟ ويعرف اذا اختلف مع غيره من اهل العلم كيف يكون اختلافه مع الاسف ان هذا المعنى وهو الشرط الاخلاقي حصل فيه كثير من التقصير ربما من سبب هذا ايها الاخوة انه تكون لدى كثير من المسلمين ان الاخلاق اذا ذكرت فان كلمة الاخلاق كانها تعبر عن شيء من الكمال وليست من الامور التي يتعلق بها الوجوب والالزام الشرعي. ولهذا تجد اذا تكلمت بعض الناس وفي الاخلاق قال نعم هذي امور كمالات او يفهم اذا طالبته بالاخلاق كانك تطالبه بشيء بمعنى انه لو تركه ما كان اثما ولا كان معتديا ولا كان مخالفا لواجب شرعي وانما هي من الفضائل وكمالات الامور ولا شك ان هذا فهم متأخر جدا الكلمة فان الاخلاق منها ما يكون واجبا وطرف منها يكون كمالا واستحبابا. فاقول هنا الشرط الاخلاقي في العلم خذوا ايها الاخوة مثالا من يوضح هذا المقصود الله جل وعلا لما اتى اهل الكتاب العلم كما اشرت في الشرط الاول كثير منهم ظلوا لما اشتروا بايات الله ثمنا قليلا فاسقطوا الشرط ايش اسقطوا الشرط العبادي. ولكن بعضهم ظلوا لما اسقطوا كذلك الشرط الاخلاقي قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم فلما بغى بعضهم على بعض بالعلم ترى هذا من سبب ضلالهم وانحرافهم ولهذا تجد ان الله يقول في كتابه وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب يقول الامام ابن تيمية رحمه الله يقول وهذا الخلق من اخلاق منحرفة اهل الكتاب قد دخل على كثير من المنتسبين الى هذه الملة والشريعة قال رحمه الله فتجد ان صاحب العلم والحديث لا يرى صاحب العبادة والزهد على شيء وترى ان من اصحاب التزهد والعبادة من لا يرى اصحاب العلم والحديث على شيء وهلم جرا ولهذا البغي للعلم ايها الاخوة ليس من سنن المرسلين ولذلك ذكر الله جل وعلا عن انبيائه ورسله انهم كانوا رحمة للامم التي بعثوا فيها ولهذا تجد ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لما كان يبعث من يبعث من اصحابه كان ما يتعلق بخلق العلم كان من مقدم ما يذكر كوصيته عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ثم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. وفي رواية يسر ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا فالعناية بفقه العلم هذا ايها الاخوة اصل فيه. ولابد لطالب العلم ان يكون كذلك لماذا؟ لان من سنن الانبياء والصالحين وائمة الدين التحقيق لعبادة الله بهذا العلم. ولهذا تجدون الامام ابن تيمية رحمه الله لما ذكر في اخر الرسالة الواسطية لما ذكر الصفات اهل السنة والجماعة في اخلاقهم ذكر منها ان يرون ترك الاستطالة على الخلق بحق او بغير حق يذكر من هدي اهل السنة والجماعة ان من هديهم ترك الاستطالة على الخلق بحق او بغير حق. اما اذا كان المستطيل لا حق معه وانما هو صاحب ظلالة او فجور فهذا ليس غريبا ان تقع استطالته ولكنها كما تعرف لا تكون ممكنة القبول ولكن الذي اشار اليه هنا في المقام الاخر هو الاستطالة بوجه من الحق. فاذا كان الحق معك او اتاك الله علما او هداية او سلطانا من العلم او حجة في العلم فان هذا لا يجوز ابدا ان يكون محركا لعدوان النفس طالتها لا يجوز ابدا ان يكون محركا لعدوان النفس واستطالتها. بل لا بد لطالب العلم ان يعنى باخلاق العلم فاذا اختلف كيف يختلف واذا رد عليه جدلا كيف يكون مقامه مع هذا الرد؟ واذا اراد ان يتكلم في مخالف ايا كان هذا المخالف لان القول في هذا العلم ايها الاخوة سواء في احكامه وفروعه او في اصوله او في المخالفين في مسائل من الشريعة فروعا او اصولا هذا له منهج وله حدود. فكما انك اذا تكلمت عن الزاني قلت ان له حدا في الشريعة. واذا تكلمت عن سارق قيل ان له حدا وهلم جرا فكذلك ايها الاخوة المخالف ببدعة او بظلالة او بغير ذلك هذه حدود شرعية لا يجوز ابدا ان يقع فيها استطالة او يقع فيها تجاوز او يقع فيها مادة من الافراط او مادة من التفريط بل العبد والمؤمن وصاحب العلم لا بد ان يكون هنا على منهج وان يعرف حدود الله سبحانه وتعالى. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في حديث بريدة الذي في السنن القظاة ثلاثة قاظيان في النار وقاظ في الجنة يقول وكثير من الناظرين في هذا الحديث يجعله في من يقضي بين الناس في اموالهم ونحو ذلك من اوجه القضاء المعروفة. قال رحمه الله ولكن القضاء بين الناس في دينهم هو اجل هذه المقامات. الان كثير من طلاب العلم ربما تورع كثيرا ان يقضي بين متخاصمين في ارض ولكنه قد يقبل اقبالا شديدا على القضاء في امور الديانة دون ان يكون متحققا من مقام هذا القضاء. لا شك ان القضاء حكم من احكام الله سوى القضاء في امور الدين او في غيره يجب ان يقال فيه ولا يصح تركه ولكن له معنى وله شرط وله قاعدة لابد من اصابته لعل هذه الاشارة تفيد المقصود او تعرف به الشرط الثالث هو الشرط الفقهي ويقصد ايها الاخوة بالشرط الفقهي ان يبتغي الناظر في العلم ان يبتغي الفقه في الدين وليس المقصود بالفقه في هذا الشرط معناه الاصطلاحي الخاص الذي يذكر في مقابلة علم الاصول او علم الحديث وما الى ذلك وانما اريد بالشرط الفقهي هنا ان يلتمس الناظر في العلم الفقه فيه الذي اشار اليه النبي صلى الله عليه واله وسلم بقوله من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وفي دعائه لابن عباس لما قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل فاذا قيل وكيف يلتمس هذا الشرط قيل هو توفيق من الله وسؤال يسأله العبد ربه سبحانه وتعالى كما كان النبي يسأل لابن عباس ولكنه مع هذا هو طلب من العبد واخذ بسببه ومن اخص ذلك ان يعنى الناظر في العلم ايها الاخوة ببناء الملكة العلمية الصحيحة كثيرا ما ارى تقصيرا في العناية عند طلبة العلم حتى من قال له كعب في العلم في كثير من الاحوال وليس الكلام يقال على التعميم وانما على ذكر احوال معينة في كثير من الاحوال او في بعض الاحوال قال تجد ان الملكة العلمية ربما احيانا غير منتظمة في ذهن طالب العلم نعم هناك نهم لدى كثيرين في جمع الكتب في حضور مجالس العلم في القراءة ولكن بناء الملكة العلمية تجد انها متأخرة. موضوع الملكة العلمية كيف تبنى وما الى ذلك تعرف ان هذا حديث يطول ولكني اشير فان المجلس لا يعدو ان يكون جملة من الاشارات الى هذه المعاني اشير هنا الى معنى الطبيعة ايها الاخوة التي خلق الانسان عليها جزء منها فطرة في الانسان وجزء من هذه الطبيعة نتيجة تربية لمجتمع او لاب او لام او لمدرسة او لجملة اسباب فتجد ان الانسان اذا كان يافعا ودخل في العلم وربما سار فيه خطوات لا بأس بها تجد ان كل واحد من الناس وهذا شأن بشري آآ طبيعي ايضا تجد ان كل واحد من الناس له طبيعة معينة. خذ مثالا من الامثلة البسيطة تجد انه يقال ان فلان من الناس طبيعته حالة او كما يقال باللسان الدارج ان فلانا حار في الطبيعة وفلان مثل يميل الى البرودة يميل الى الهدوء يميل الى سعة بل فلان يميل الى التشديد في الامور. فلان يميل الى تسهيل الامور والتماس اي جادة تخرج هذا الامر عن اشكاله الى سعته هذه طبائع وكما اسلفت ان الطبيعة موجودة ليس في هذا الجيل بل حتى في جيل الصحابة كانت الطبيعة موجودة وانت اذا اخذت علمين من اعلام الاسلام وهما الشيخان الامامان تجد ان ابا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه كان له طبيعة معينة وان عمر رضي الله عنه كان له طبيعة معينة فعمر كان مشهورا بقوته وتجد ان ابا بكر كان مشهورا بلينه وتجد ان النبي صلى الله عليه وسلم شبه ابا بكر بعيسى بن مريم وشبه عمر رضي الله عنه بموسى عليه الصلاة والسلام. هذا الفرق في الطبيعة هل المشكلة ايها الاخوة في وجود الطبيعة كما اسلفنا ليست هذه المشكلة ان هذه قضية موجودة ولا يمكن لاحد ان ينزعها هل المراد ان الانسان يخرج عن طبيعته؟ وينفك عن طبيعته؟ نقول ليس هذا المراد لانه ليس بممكن وانما ما المقصود هنا؟ المقصود ايها الاخوة ان تكون الشريعة مهيمنة على الطبيعة وليست ايش؟ الطبيعة تهيمن على الشريعة من حيث لا يشعر الانسان احيانا ابو بكر كان له طبيعة ولكن الشريعة والديانة والوحي عند ابي بكر مهيمن على طبيعته ولهذا لا تقوده طبيعته الى مخالفة الشريعة ربما يقع منه اجتهاد ولكنه تحت مظلة الاجتهاد الذي ان اصابه فله اجران وان اخطأ فله اجر هذا امر اخر ولهذا اذا رجعنا الى هذا المعنى وهو معنى مهم لانه ليس المقصود ايها الاخوة ان نفترض او ندعي الانفكاك من الطبيعة كلا هكذا خلق الله الانسان وهكذا تربى وهكذا تأثر. ولكن الخطأ الاكبر ان تكون طبيعة الانسان الحادة مثلا هي التي تمسك بزمام علمه الشرعي فلا يصدر عنها الا احكام شديدة واحكام مغلظة ويميل الى التشنيع ويميل الى الاغلاظ وتجد البعض اذا نوقش لماذا لا يقال؟ قال يا اخي فلان ترى كذا طبيعته وتجد ربما البعض الاخر تتأثر طبيعته بالعكس فتجد يسأل عن امور الورع فيها قائم والشبهة فيها قوية جدا فيقول الاصل الحل ويعني سهل الامور وكذا تجد انه قد انعكست طبيعته كما اسلفت تأثير الطبيعة لا نستطيع الانفكاك عنه ولكن الذي يقصد شرعا ان تكون الشريعة ماذا؟ مهيمنة على الطبيعة. هذا هو الوضع الصحيح. اما اذا كان العكس صارت الطبيعة البشرية للزيت ولي امر تهيمن على الشريعة فهذا هو سبب الفتنة وسبب الخطأ لما حصلت معركة بدر ايها الاخوة واسر النبي عليه الصلاة والسلام الاسرى ولم ينزل عليه اذ ذاك فيهم شيء اتى بابي بكر وعمر كما في حديث ابن عباس في الصحيح وجاء في سياق القرآن ما يدل على ذلك ولكن تفاصيل القصة وفي حديث ابن عباس في الصحيح في سياق طويل الشاهد من قال النبي لابي بكر وعمر يا ابا بكر يا عمر ما ترون في هؤلاء الاسرى هذا العباس ابن عبد المطلب موسى وهو اسير قبل اسلامه رضي الله عنه وهذا فلان قريب ونسيب من اقارب عمر ابن الخطاب موثق واسير وهذا فلان وهذا فلان اسير ما ترون فيهم قال ابو بكر انظر الى اثر الطبيعة لكنها طبيعة ايش تحت هيمنة الشريعة يعني مناطتها شرعية صحيحة. قال ابو بكر يا رسول الله هم بنو العم والعشيرة وهذه كلمة لين في المقام قال هم بنو العم والعشيرة ارى ان تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله ان يهديهم للاسلام قال ابو بكر انظر الى اثر الطبيعة لكنها طبيعة ايش تحت هيمنة الشريعة يعني مناطتها شرعية صحيحة. قال ابو بكر يا رسول الله هم بنو العم والعشيرة وهذه كلمة لين في المقام. قال هم بنو العم والعشيرة ارى ان تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله ان يهديهم للاسلام. هنا الشريعة هيمنت على طبيعة ابو بكر وبقي اثر لهذه الطبيعة في لين رأي ابي بكر ولكنه ماذا؟ تحت مظلة وتحت هيمنة فلما قال رضي الله عنهم بنو العم والعشيرة هذا مناطق شرعي صحيح والنبي كان يقصد الى هذا ويقول لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه ولا ويحب ان تتحدث قبائل العرب انه بدأ قومه بسفك الدم وما الى ذلك فكانت هناك مقاصد شرعية في هذا الامر لان هذا الدين نزل دينا للبشرية نزل دينا خاتما وهو للثقلين فكان هذا مراعاة لمقاصد شرعية في كلمة ابي بكر قال ارى ان تأخذ منهم فدية؟ هذا ايضا مقصود شرعا وهو ان يكون للمسلمين مادة من او قوة في الاقتصاد يتكونها قال عسى الله ان يهديهم للاسلام والامر كذلك فان قوما منهم اسلموا ومن اخصهم العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه المهم ان هذا هو خطاب ابي بكر التفت النبي الى عمر قال ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال لا والله يا رسول الله باليمين ابتداء ما ارى الذي رأى ابو بكر ولكن ارى ان تمكني من فلان نسيب لعمر فاضرب عنقه وتمكن علي بن عباس فيضرب عنقه فان هؤلاء ائمة الكفر وصناديدها الخطاب مختلف او متفق مختلف ولكنه ايضا يبقى انه تحت مناطات شرعية ممكنة هم ائمة الكفر؟ نعم هم ائمة الكفر وصناديدها ويقول رضي الله عنه ارى ان تمكني من فلان لانه اصبحت الامور الان فيصل بين الاسلام والكفر عمر قصد الى مقام من الشريعة والصديق رضي الله عنه قصد الى مقام من الشريعة ولكن هذين الشيخين بقيا تحت هيمنة الشريعة هل ظلت طبيعة ابي بكر هي التي تهيمن على كل ارائه؟ وطبيعة عمر كذلك لا لانها تحت الهيمنة الشرعية. لما حصلت الردة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام. ماذا كان الموقف ايهما الذي قطع بالامر ابتداء ابو بكر ام عمر ابو بكر هو الذي وقف وقال والذي نفسي بيده لو منعوني عقالا فقط عقالا كانوا يؤدونها لرسول الله لقاتلتهم عليها وفي حديث ابي هريرة في الصحيح يقول عمر لابي بكر يا ابا بكر كيف تقاتل الناس وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيقول ابو بكر والذي نفسي بيده لو منعوني عقالا كانوا يؤدونها الى رسول الله لقاتلتهم على منعها لان الزكاة من حقها اي من حق لا اله الا الله فقال عمر فوالله ما هو الا هل رأيت الله قد شرح صدر ابي بكر للقتال؟ فعرفت انه الحق عمر هو الذي تنكأ في مسألة القتال اولا او تردد فيها اولا الى ان شرح الله صدره وحصل الاجماع كما هو معروف اذا ايها الاخوة الطبيعة ما كان النبي ينزع من اصحابه طبيعتهم لان هذا جزء من التكوين ومن الخلق رأى ابا ذر ضعيفا تعامل مع طبيعته وقال له ايش يا ابا ذر اني اراك ضعيفا واني احب لك ما احب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم. ذلك الجيل ايها الاخوة بقوا على طبائعهم ولكن هم اصابوا امرين. الامر الاول انهم صححوا طبائعهم بما يتفق مع ايش؟ مع الشريعة الامر الثاني انهم جعلوا الشريعة والديانة ماذا؟ مهيمنة على طبائعهم كثير من الناس اليوم من الخاصة او العامة ولكن الحديث اصله في خاصة الناس من اهل العلم وطلاب العلم تجد ان طبيعته لا ندعي نقول انها تهيمن ان شاء الله لا يكون كذلك ولكنها تتدخل بشكل احيانا سافر ربما في اه رأيه او في موقفه وتجد ان موقفه هذا فرع يعني واضح انه متأثر وتجد ان هذه الطبيعة مؤثرة في علاقات اجتماعيا في علاقاته مع اولاده في علاقاته مع اسرته. قد يقال طيب ما الحل في ذلك؟ وكما سلف ان نؤمن اننا متعبدون بشريعة وليس ليس بطبيعة بشرية ومعنى هذا اننا نؤدب طبائعنا واحوالنا الشخصية نؤدبها بادب الشريعة وخلقها فان هذا هو الذي عاشه الصحابة رضي الله تعالى عنهم على كل حال المقصود هنا الشرط الفقهي وهو بناء الملكة الفقهية. وهذا له معان كثيرة وانما احببت ان اشير اليه. والا فصاحب يقصد الى اصابته ان شاء الله الشرط الرابع وهو الشرط المنهجي واقصد به ان طالب العلم والناظر فيه لابد ان يكون على اخذ للعلم اخذا منتظما ولعل مما يشار اليه في الشرط المنهجي ما سيأتي في القاعدة الثالثة وهي ما يمكن ان تسمى طبقات العلم الشرط المنهجي بمعنى ان يأخذ العلم بطبقاته ويعرف اوائل العلم ثم يعرف اصول العلم ثم يعرف فقه العلم وهلم جرا فاذا المسألة الثانية او القاعدة الثانية هي معرفة شرط العلم والاخذ به الشرط العبادي الشرط الاخلاقي الشرط الفقهي وهو بناء الملكة الفقهية الصحيحة التي تورث الانضباط العلمي وبعد النظر والتحقيق في العلم والشرط الرابع هو الشرط المنهجي ان يأخذ العلم على منهج محكم منتظم يبدأ باوائل العلم ثم يحقق اصوله ثم ينظر في فقهه الى غير ذلك من الطبقات التي سيأتي ذكرها اتاني ايها الاخوة قاعدتان القاعدة الثالثة وهي معرفة طبقات العلم اذا ايها الاخوة والاخوات المسألة او القاعدة الثالثة هي معرفة طبقات العلم فاذا ما فهم الناظر في العلم انه منهج وان هذا المنهج على درجتين اصلا وقاعدة وتمام واختيار وعرف شرطه وقصد الى تحقيق شرطه بجهاته الاربع فهنا مقام الدخول في العلم مدارسة للعلم فيأخذ العلم بطبقاته لان العلم كما قال امام الشافعي رحمه الله العلم طبقات وذكر رحمه الله جملة من الطبقات ما اذكره هنا فيه مقاربة لا اقول انه هو بعينه ما قاله الشافعي فيه مقاربة لما قال الشافعي وان كان فيه بعض التنوع مع المادة التي ذكرها الشافعي ولربما سبب ذلك هو تأخر الزمان بيننا وبين الشافعي فكان الشافعي يتحدث احيانا عن بعض الامور التي اصبحت هنا ربما مدمجة في امر اخر ولكن المهم ان نكون على وضوح في ان العلم طبقات فاقول هذه الطبقات يمكن ان نصطلح على انها خمس طبقات وانت ترى ان الطبقات يقصد بها الدخول في مادة العلم ودراسته وتتبعه بخلاف القاعدة الاولى والثانية فهي نظر بمعنى العلم وفي مقصود بالعلم وفي شرط العلم فهذا يكون مستصحبا في الذهن او كما يقال مستصحبا في حال طالب العلم والناظر فيه لا ينفك عنه واما الطبقات فالمقصود بها مجالس العلم المتنوعة واحواله المتعددة فيقال ان العلم خمس طبقات الطبقة الاولى من العلم هي ما يمكن ان نسميها اوائل العلم ولا احب ان اقول المختصرات كما ربما قد شاع في كثير من الاحوال ان اول ما يبدأ به طالب العلم هي المختصرات بل اقول اول ما يبتدا به من العلم هو اوائله. وهذه التي تسمى المختصرات بشتى العلوم هي جزء من هذه الاوائل. ولكن اوائل العلم اجل من كلمة المختصرات لماذا؟ لان اول العلم هو القرآن ولا يصح لك ان تقول في الطبقة الاولى هي المختصرات ثم تذكر القرآن لان هذا لا يكون فيه ادبا صحيحا مع ذكر القرآن فالمقصود هنا ان اول ما يبتدأ به هو او تكون الطبقة الاولى هي اوائل العلم فاذا قيل ما عوائله؟ قيل اول العلم القصد للقرآن ظبطا لقراءته فانه لا يصح في صاحب علم ابدا ان يكون ذا لحن في القرآن بل يقصد الى ضبط قراءة القرآن وتهيئة النفس والبداية في حفظه فهذا هو اول العلم ثم معه يقصد الى مفاتيح العلوم. ويقصد بمفاتيح العلوم جملة من المختصرات بالتوحيد والاصول واصول الفقه والقواعد والفقه والتفسير والحديث وعلومه واللغة بادبها او نحوها او فقه اللغة او الصرف والبلاغة هنا جملة من المختصرات هي ضمن ماذا يسمى في الطبقة الاولى باوائل العلم هذه هي الطبقة الاولى التي لا ينبغي ابدا ان يقصر عنها طالب او قاصد الى العلم او دارس له اذا ايها الاخوة المسألة الثالثة والقاعدة الثالثة وهي طبقات العلم وهي خمس طبقات. الطبقة الاولى اوائل العلم والمراد بذلك مفاتيح العلوم واوائل العلوم واول ما يقصد اليه في علم الشريعة هو القرآن لانه اصل هذا العلم وجملته الكلية والمقصود هنا ان الناظر والمقبل الى العلم يقصد الى ضبط قراءة القرآن والبدء في حفظه فلا ينبغي له ان يتجاوز هذا المقام او هذه الطبقة الا وهو على اتقان لقراءة القرآن. بعيدا عن اللحن ومادته ويكون له نصيب ابتدأه من حفظه لكنه لا يتجاوز هذه الطبقة الا وهو قد اتقن قراءة القرآن ويأخذ مفاتيح العلوم بجملة من المختصرات في العلوم التي شاعت اسماؤها التوحيد والفقه والاصول والقواعد والتفسير وعلومه وفعل وفي الحديث وعلومه وتجد ان المختصرات هنا كثيرة فيقصد الى ثلاثة من المختصرات او ما يناسب حاله ويقبل عليها تدري دراسة او قراءة او حضورا في المجالس العلمية بحسب ما يتيسر من الاحوال وهذه الطبقة ايها الاخوة بقدر ما هي مهمة ولابد منها في العلم الا انه ينبغي لطالب العلم ان يكون حكيما وفطنا فلا تستهلكه او يستهلكه الزمان في الوقوف في هذه الطبقة لانه نجد البعض من طلاب العلم احيانا ربما بقي سنين طويلة وهو يتردد بماذا ابتدأ وكيف ابتدأ وهل اقدم هذا قبل هذا؟ هل احفظ هذا او لا احفظ هذا هذه امور كما سلف الاشارة في كلمة المنهج ايها الاخوة ان المنهج منه ما هو اصل فالاصل هنا انك تأخذ اوائل العلم اما التمام والاختيار فماذا تقرأ من هذه المختصرات؟ وهل تحفظ المختصر او لا تحفظ المختصر؟ لا استطيع ان اقول هنا ان الحكمة دائما فالقصد الى حفظ هذا المتن او ترك حفظه او حفظ هذا او حفظ الاخر لان هذا يختلف باختلاف احوال الناس فان بعض الناس ما اتاه الله حفظا فربما استهلكه كثير من الوقت بالقصد الى حفظ منظومة في اللغة او منظومة في باب من العلوم او ما الى ذلك ولربما لا يكون هذا الامر من جل المقصود في العلم فهذا لطالب العلم ان يكون له فيه ذكاء وفطنة فيأخذ اوائل العلم ولكنه لا يطيل في هذا الامر الى درجة تذهب عليه كثير من السنين وهو قد بقي بين ثلاثة واربعة من المختصرات ينتقل بعد اوائل العلم الى الطبقة الثانية وهي ما نسميها اصول العلم والمقصود باصول العلم القرآن واخص الرواية المشهورة من سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم وان كان اذا قيلت اصول العلم فانها الكتاب والسنة ولكنك الان تتحدث عن منهج تطبيقي كيف يبتدأ به طالب العلم؟ فيقال هو القرآن اولا وقد ابتدأه في اوائل العلم فيكون مقامه وفي هذه الطبقة الثانية هي بتمام حفظه. باتمام حفظ القرآن ومعرفة وقفه ووصله فلا يتجاوز الطبقة الثانية من العلم الا وهو حافظ للقرآن هذا الاحرى والاصل في صاحب علم الشريعة وان يعرف اصول السنة واخصنا كتب في اصول السنة هي الكتب التسعة وهي الصحيح ان صحيح البخاري وصحيح مسلم والسنن الاربع سنن النسائي وابي داوود وجامع الترمذي وسنن ابن ماجه ومسند الامام احمد وموطأ الامام مالك وسنن الدارمي. فهذه الكتب التسعة ينبغي لطالب العلم ان يقصد اليها في هذه الطبقة فلا يستغني عنها ثم هو وما اتاه الله من القدرة ان اتاه الله قدرة على الحفظ حفظ ما تيسر منها او حفظ الصحيحين او حفظ الستة او حفظ مختصرات من على رواية واحدة او ما الى ذلك لكن الذي لا ينبغي لطالب العلم ان يتأخر عنه هنا هو انه يكون على يعاب على قراءة متأملة على نفس من الاستظهار لمادة هذه الكتب الستة مع الاسف ربما تجد بعض طلبة العلم ربما صار له درس في العلم احيانا وهو ما استكمل قراءة هذه الكتب. فضلا عن ان يكون على المام بروايتها او شيء من ذلك فهذه الكتب لها قدرها وان كانت كما تعرف لم تجمع كل السنة ولكنها حوت اصول السنة بعد ذلك ولابد ان نختصر حتى لا نتأخر على اقامة الصلاة بعد ذلك او مع الطبقة او في ضمن الطبقة الثانية ذكرنا القرآن ووصول السنة وهي الكتب التسعة ان يعرف الاجماع فيعنى طالب العلم في هذه الطبقة بمعرفة مسائل الاجماع. الاجماع في مسائل الاعتقاد واصول الدين وهذا متحقق في كتب السنة واصول الدين والعقائد وان يعرف مادة الاجماع قدر ما يستطيع في مسائل الفروع والقواعد الفقهية والاصولية فيقصد الى مادة الاجماع طبعا كما تعرف ان تتبع الاجماع والاحاطة بالاجماع متعذر ولا سيما اذا دخل الامر على مسائل الفروع والقواعد والاصول والعلوم الحديث وعلوم الاصول وما الى ذلك الاحاطة هنا تكون متأخرة وربما متعذرة ولكن المقصود هنا ان يعرف اصول مسائل الاجماع يعني لابد ان يكون عنده احاطة الكتب التي كتبت في الاجماع في مسائل الفقه الاجماعات العقدية يكون متقنا لها ضابطا لها آآ في مسائل القواعد الفقهية يكون عارفا بجملة القواعد المشهورة التي اجمع عليها والمقصود من هذه القواعد وهلم جراء فالعناية بالاجماع هذا اصل في مقام العلم المادة الرابعة في هذه الطبقة هو الاخذ بفقه الصحابة ان يكون له لطالب العلم نفس في اصابة فقه الصحابة فيتتبع فقه الصحابة وفقه الصحابة كما تعرفون طرف منه موجود في الكتب التسعة بين الكتب التسعة التي سلف ذكرها ذكرت طرفا من فقه الصحابة واثارهم ولكن بعد هذا ينبغي لطالب العلم ان يقصد الى بعض المصنفات التي عنيت بهذا واخص او اخص بالذكر هنا مصنف عبدالرزاق ومصنف الامام ابن ابي شيبة هذان المصنفان من اخص المصنفات وان كانت كما تعرف حوت حديثا كثيرا لكنها جمعت كثيرا من الفقه الصحابة وفقه الصحابة هو منهج يفقه به طالب العلم النصف من الكتاب او السنة لان الله اثنى على الصحابة على السابقين الاولين وامر باتباعهم وقال والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه هذه الطبقة الثانية من العلم الطبقة الثالثة معرفة فقه اصول العلم او معرفة فقه ابواب العلم المخرجة عن اصوله معرفة فقه ابواب العلم المخرجة عن اصوله هذه الاصول التي ذكرناها في الطبقة الثانية وهي القرآن والسنة والاجماع وفقه الصحابة هذه اصول العلم هناك ابواب من العلم خرجت على هذه الاصول ولهذا نقول في الطبقة الثالثة من العلم ان يقصد الناظر في العلم بعد الطبقة الثانية ان يقصد الى فقهي ابواب العلم المخرجة عن اصوله بمعنى انها محصلة عن اصوله وهنا جاءت اسماء من العلم انتظمت في مراحل التاريخ كاسم الفقه وعلم اصول الفقه وعلم الحديث بروايته او باسناده من جهة الاسناد والرواية او من جهة المتن او بعلوم الحديث المتصلة بهذا او بعلم التفسير وعلوم القرآن ثمة اسماء جملة من العلوم قد تصل الى تسعة او عشرة من الاسماء هذه العلوم كالتفسير والحديث والفقه وغيرها كما تعرف انه صنف فيها مصنفات كثيرة صارت بالمئات. فما يكون لطالب العلم التفسير هذا باب هي خرجت على اصول العلم التي هي الكتاب والسنة والاثار ومسائل الاجماع ان يقصد في كل باب من العلم او كما يعبر في كل فن من فنون العلم ارى ان يقصد الى كل فن فيأخذ فيه اربعة من الكتب في هذه الطبقة تكون هذه الكتب قد اشتهرت بحسب مرحلة الزمان الذي هو فيها قد اشتهرت انها عمدة في هذا الفن اضرب لكم مثلا لو استقرأت كتب التفسير وجدت كتب عنيت بما سمي بالتفسير بالمأثور وكتب عنيت بتفسير احكام القرآن وكتب عنيت بجانب اللغة وجهتها وهلم جرا فلو اخذ طالب العلم اربعة من الكتب في هذا فاسس على تفسير البغوي او تفسير ابن كثير قد يقول قائل تفسير الجلالين هذا يأخذه في اوائل العلم لكن هنا في هذه الطبقة يأخذ البغوي ثم يبني عليه تفسير ابن جرير وهو كما تعرف مطول محكم في هذا هذا في المأثور يأخذ في تفسير احكام القرآن لابن العربي او اوسع منه للقرطبي يأخذ في العناية باللغة كتابا فيأخذ اربعة من الكتب التي هي وامهاتهم في مادة هذا العلم مثلا اذا جاء للفقه تعرف ان المذاهب اشتهرت بتعدد فيأخذ اربعة من الكتب بحسب بيئته فان كان في بيئة حنبلية فارى ان يؤسس على فقه الحنابلة وان كان في بيئة حنفية يؤسس على فقه الحنفية او هشام على الشافعية او مالكية على المالكية. فاذا اخذ مثلا في بلد حنبلي او جرى علماؤه على مذهب الامام احمد فيبتدأ تأسيسا في هذه الطبقة على كتاب محكم في فقه الحنابلة كالروض مثلا او كالمحرر لجد شيخ الاسلام اه او كالاقناع مثلا وتعرف ان الاقناع او المنتهى هي المعتبرة في طريقة المتأخرين في ضبط المذهب فيؤسس في كتاب فقهي او المقنع والمقنع ارى انه هو الاولى هنا قد يقول قائل طيب دليل الزاد العمدة هذي يأخذها في المختصرات يأخذ واحدا منها او اكثر من المختصرات. في هذه الطبقة يؤسس على المقنع مثلا اذا اسس على المقنع مثلا مقنع الامام الموفق ابن قدامة يترقى بعده الى ما هو اوسع منه فيترقى الى مفصل من الكلام الفقهي في كتاب الكافي وان كان المقنع اكثر فروعا كما تعرف ولكن الكاف فيه تفصيل يترقى بعده الى كتاب في الفقه المقارن واخص ما يذكر هنا المغني شرح مختصر ابي القاسم الخرقي في فك الحنابلة وهو فوق فقه مقارن كما تعرف هذه ثلاثة كتب الان قد يقول قال الكتاب الرابع ارى ان الكتاب الرابع يكون كتابا في الفقه المقارن ولكن على على اصل مختصر ليس حنبليا فيأخذ مثلا المجموع او يأخذ بدائع الصناعة من كتب الحنفية او ما الى ذلك. ومثله من كان حنفيا فالاولى ان يكون كتابه الرابع كتابا مقارنا على مذهب اخر كالمغني عند الحنابلة اذا بدأ واسس على مذهب الحنفية وهلم جراء فيترقى في الكتب فيأخذ من كل علم في هذه الطبقة اربعة من الكتب هي اصول فيها فتجد ان هذا لا يأخذ عليه زمنا طويلا ولا ينفرط عقد العلم عنده وانما يكون على منهج فيأخذ في كل فن اربعة من الكتب يبنيها بناء على علميا صحيحا بحسب ما يتيسر له وبحسب البيئة التي هو فيها والاحوال التي هو عليها الطبقة الرابعة في العلم وهي التي يمكن ان نسميها الطلب لمادة التحقيق العلمي طلب لمادة التحقيق العلمي الطبقة الثالثة ايها الاخوة اردت بها ان طالب العلم بعد ان تكون عنده الاصول النصوص ومسائل الاجماع وكلمات الصحابة التي اقترنت بتلك النصوص تفسيرا لها يأخذ في الطبقة الثالثة فقه هذه العلوم في كل فن اربعة من الكتب تأتيه عفوا في الطبقة الثالثة تأتيه الطبقة الرابعة وهي التي قيل فيها القصد الى ايش الى المادة التحقيق العلمي انتم تعرفون انه كتب الاف من العلماء في علم الشريعة بحسب ابوابها هنا مواد تعتبر من العلم المحقق لا يقصد بالتحقيق هنا التصحيح للمخطوطات والمقابلات الشائعة كمصطلح عن اصله الان ولكن هناك علماء عرفوا بانهم محققون. هناك علماء غلب عليهم الجمع. والنقل لكن هناك علماء في التاريخ عرفوا بانهم من اهل التحقيق والظبط العلمي حققوا مسائل هناك علماء صار لهم كتب اشتهرت بانها كتب محققة في العلم فاذا اخذت مثلا من الحنبلية مثلا الامام ابن تيمية رحمه الله فتجد انه عالم عرف بانه من كبار المحققين اذا اخذت ابن مفلح مثلا فهو من كبار والمحققين في المذهب وهلم جرة او من متقدمي اصحاب الامام احمد واذا جئت المالكية فكذلك قد تكون كتب بن عبد البر ابن عبد البر رحمه الله امام محقق اذا جاءت الكتب مثلا الحافظ ابن رجب اذا جوت الكتب مثلا الشيخ محمد بن عبد الوهاب اذا جئت كتبا كثيرة تجد انها محققة ربما وفي ابواب من العلم او في مادة اوسع من ذلك. اشير في كلمة التحقيق ولابد من هذه الاشارة الى ان ثمة اعيانا من اهل العلم عرفوا بانهم حققوا او من اهل التحقيق وان كان يؤخذ عليهم بعض الاشياء اضرب لذلك مثلا بابي حامد الغزالي فتعرفون ان ابا حامد رحمه الله كان له منهج في التصوف وكان على مذهب متكلمة الصفاتية بعيدا عن الدخول في تفاصيل هذا الامر لضيق الوقت كتب كتبا كثيرة كما تعرفون مما كتبه كتاب الاحياء احياء علوم الدين. هذا الكتاب فيه مادة مهمة في مسائل السلوك وان كان فيها كثير من السقطات فتجد ان ابا حامد هنا اصاب تحقيقا من جهة واصاب ايش سقطا ولهذا لما سئل الامام ابن تيمية عن كتاب احياء علوم الدين قال بما نصه في الجواب قال اما الاحياء يقول شيخ الاسلام ابن تيمية اما الاحياء فغالبه جيد هكذا يقول غالبه جيد لكن فيه ثلاث مواد فاسدة فيه مادة من ترهات الصوفية ومادة من الاحاديث الموضوعة ومادة فلسفية كذلك اذا جئت ابن حزم رحمه الله تجد ان ابا محمد ابن حزم كتبا مثل كتاب المحلى او غيرهم كتابا في اصول الفقه او في غيرها صاب ابن حزم اوجها من التحقيق العلمي. وان كانت اخذت عليه مآخذ سواء في مسائل الاصول او في الفروع وطرق الاستدلال كاسقاطه للقياس او في مسائل الصفات مثلا ولكنه في ابواب حتى في اصول الدين هو محقق ككلامه فمثلا في اهل الكبائر رده على الخوارج والمرجة وما الى ذلك فتجد انه متين في الحجة والبيان فاقصد هنا ايها الاخوة ان ثمة كتبا فيها نفس من التحقيق وان كانت تأثرت بمواد ليست مناسبة او لا يوافق عليها فيكون طالب العلم في هذه الطبقة بعد ان كان رشيدا لتجاوزه الطبقة الاولى والثانية والثالثة هو سيكون رشيدا وحكيما ما الذي يستفيده ومثل كتاب الشاطبي كتب الشاطبي كما تعرفون تعد من كتب التحقيق الان لكن ايضا فيها ترى بعض المآخذ هنا ليس العبرة اننا دع زلات احد بقدر ما اننا نريد ان نقول انه قد يكون الكتاب الذي يوصى بانه من الكتب المحققة يتجرد الناظر فيه عن بعض صفحاته او اجزائه او كلماته الطبقة الخامسة في العلم ان يتتبع صاحب العلم والنظر فيه بعد ان يأخذ الطبقات الاربع ان يكون له نفس لا نقول تتبع لان التتبع كانه بمعنى الاستدامة ولكن ان المقصود في الطبقة الخامسة ان يكون لصاحب العلم والناظر فيه نفس في التفتيش والبحث والمحاورة يتدرب على الحجة وتطبيقها وكيف يجاب عن الدليل الاخر ومتى الحجة تكون ممكنة؟ ومتى لا تكون ممكنة؟ فيدخل في باب المحاورة والمجادلة التي هي احسن والاخذ بالادلة والتقديم وترتيب الادلة وهلم جرة وهذا له كتب تدرب عليه هذا له كتب تدرب عليه بمعنى انها تقرأ ليتدرب صاحب العلم حتى ولو على كعبو فيه على اصابة ذلك لعل من اخص ما اذكره في التدريب لصاحب العلم على هذا المعنى الذي اشير اليه اي قراءة كتب الامام الشافعي رحمه الله من اخص ذلك المجموعة الموجود وهو كتاب وما سمي بكتاب الام وهي املاءات واسعة وكتابات واسعة للامام الشافعي تظم تحت هذا الاسم او تقرأ كتاب الام لتعرف نتائج رأي الشافعي ماذا رأى الشافعي في مسألة كذا وكذا؟ هذا نفس من القراءة لكني اقصد هنا انك تقرأ كتاب الام ليس لتقول انه بعد استعراض مثلا عشر صفحات تبين ان الشافعي يرجح في هذه المسألة هذا امر اخر صحيح ولكنه ليس هو المقصود هنا في هذه الطبقة. الذي يقصد هنا ان تقرأ كتاب الشافعي لتعرف نظام المحاورة العلمية الصحيحة نظام الاستدلال العلمي الصحيح نظام التحقيق العلمي الصحيح تقرأ مثلا في الحجة على اهل المدينة لمحمد بن الحسن الشيباني صاحب ابي حنيفة. طريقة الاحتجاج الفقهية الاولى المتقدمة نعم تقرأ مثلا في المدونة التي جمعت جوابات الامام مالك كيف كان الامام مالك يجيب عن الاسئلة منطق السؤال منطق الجواب طريقة الدخول على الجواب هل صاحب العلم يستسلم للسؤال بحرفيته؟ ام يعدل في نظام السائل يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت هكذا تقرأ في مسائل الامام احمد تقرأ في بعض كتب البحث والمناظرة في كتب بعظ اجزاء من كتب ابن تيمية التي عنيت بطريقة العرض للدليل والاجابة عن دليل المخالف وما الى ذلك هذا نسميه التفتيش والبحث والمحاورة هذه الطبقة الخامسة في العلم وبها تكون العلم في هذا التقرير خمس طبقات وهذه المسألة الثالثة من هذا العرض العلمي حقيقة ايها الاخوة انه بقي مسألتان كنت اردت ان اه نستمر في ذكرها ولكني كأني ارى ان الوقت تأخر علينا جميعا اه وان كنا ولله الحمد بين يديه صلاة ولكني اشير اليها على سبيل الاختصار اتماما للمقصود فاذا القاعدة الاولى المنهج وهو درجتان القاعدة الثانية معرفة شرط العلم وهو اربع جهات. القاعدة الثالثة معرفة طبقات العلم وهي خمس طبقات. القاعدة الرابعة العلم بين الشمول والاختصاص وهذا سؤال يتردد هل يكون صاحب العلم شموليا؟ اي عارفا في جملة علوم الشريعة ام يكون متخصصا؟ ليس المقصود هنا ان نخير بين وهذا ولكني احب ان اقول هنا كلمة واحدة وهي ان كثيرا من الناس يتوهم ان ثمة تعارضا بين الشمول والاختصاص والذي يراد قوله هنا انه لا يصح لاحد ان يكون مختصا الا اذا كان ايش عنده قاعدة شمولية وليس ثمة خصومة او انقطاع بين الشمول والاختصاص. من يقول يريد ان يكون مختصا وليس شموليا لا اختصارا الا بشمولية بمعنى انه لا يمكن ان تكون متخصصا في الفقه وانت لست عندك قاعدة شمولية في جملة علوم الشريعة لان علم الشريعة حقيقته مادة واحدة ولكن فرعه وقسمه ايش الاصطلاح فرعه وقسمه الاصطلاح نعم من الممكن ان يكون فلان مشهورا بالفقه او بالحديث او بروايته او بالاصول او نحو ذلك ولكن المشكل الذي اراه يقع اليوم في بعظ الاوساط العلمية تجده فعلا مختص بكتب التفسير او بالتفسير او بعلوم القرآن او ما الى ذلك وهو ضعيف ليس عنده قاعدة شمولية في العلم لا يعرف كتب الفقه ما نظم نفسه في الفقه ما نظم نفسه في كتب السنة وكتب اللغة وهلم جرة يقول الشمول والاختصاص الشمول هو قاعدة الاختصاص ولا تعارض بين الشمول والاختصاص وان كان يحصل الفرق من وجه اخر المسألة الخامسة والاخيرة العلم بين الاجتهاد والتقليد ايضا انما ذكرت هذه المسألة لانه يتبادر كثيرا ولانه يقال كثيرا ان الناظر في العلم اما ان يكون مجتهدا واما ان يكون مقلدا. ثم تجد الاشكال يأتيك من شكل اخر حينما يذم فكأنه لم يبقى الا ايش الاجتهاد والحق ان ثمة اتصالا كثيرا بين الاجتهاد ومادته وبين التقليد. وانت تعرف ان مادة الاجتهاد لم تذم شرعا كما ان مادة التقليد ما ذمة شرعا؟ يعني اسم التقليد ما دمه الشارع في كلام الله او كلام رسوله؟ ولكن العلماء من المتقدمين والمتأخرين ظموا التقليد ويقصدون بالتقليد المذموم مو هو التقليد الاعمى الذي يقود الى ترك النصوص. فلا شك ان هذا الوجه من التقليد يكون مذموما. ولكن ما من اجتهاد الا ويصاحبه ايش ماذا؟ هذا الذي اريد ان اشير اليه هنا انه ما من اجتهاد الا ويصاحبه تقليد تقليد لمن؟ تقليد للاجماع؟ اخذ بالاجماع لان هذا هو معنى الكلمة في اللغة وهذا الذي جعل الامام احمد يقول لا تقل في مسألة الا ولك فيها امام اما اذا فسرنا التقليد بمفهوم بعض الاصوليين المتأخرين انه حق العوام فمعناه ان الناس صاروا بين طرفين متباعدين ترى الناس لا يستطيعون الاجتهاد ولا يرظون لانفسهم للطبقة التقليد على هذا المعنى. حقيقة التقليد والاجتهاد مادة متصلة والتقليد لا ينحصر بنفس العامة كما قد تقوله بعض الكتب كما ان الاجتهاد لا ينحصر بكلمته العالية الذي سميت بالاجتهاد المطلق بل ثمة قدر من الاتصال بين الاجتهاد ومادة التقليد ينبغي لطالب العلم ان لا يكون مبالغا في طالب الاجتهاد كما لا يكون مبالغا في البقاء على التقليد بل يكون قاصدا الى هذا وهذا تحت قاعدة القصد الى الدليل من الكتاب والسنة مع توقير اصول اهل العلم ومدارسهم وفقهم آآ ربما هذه المسائل لا تعدو ايها الاخوة ان تكون او الا ان تكون جملة من الاشارات نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بها ولم يكن الوقت كافيا لكثير من المثال والبيان ولكن لعل هذا الذي اشير به