الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وقفنا عند قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى وهو مستغن عن العرش وما دونه وهو مستغن عن العرش وما دونه الكلام على هذه القطعة في جمل من المسائل وكل مسألة منها عبارة عن قاعدة عند اهل السنة والجماعة المسألة الاولى قاعدة غنى الله عز وجل هو الغنى الذاتي. غنى الله عز وجل هو الغنى الذاتي فقد اجمع اهل العلم رحمهم الله تعالى على ان من اسماء الله عز وجل الغني واجمع اهل العلم رحمهم الله تعالى على ان من صفاته الغنى لان كل اسم من اسمائه عز وجل فانه يتضمن صفة من صفاته فالغني اسمه والغنى صفته. واجمع اهل العلم رحمهم الله تعالى على ان صفة الغنى لله عز وجل صفة ذاتية. لا تنفك عن الله عز وجل لا ازلا ولا ابدا واجمع اهل العلم رحمهم الله تعالى على ان غنى الله عز وجل موصوف به قبل وجود خلقه. كسائر اسمائه وصفاته تبارك وتعالى وقد ورد ذكر اسم الغني مضافا لله عز وجل في كتاب الله في عدة مواضع تقرب على الثمانية عشر موضعا كلها يذكر فيها الله عز وجل ان من اسمائه الغني وان من صفاته الغنى فمن ذلك قول الله عز وجل وربك الغني ذو الرحمة. وقال الله عز وجل له ما في وما في الارض وان الله لهو الغني الحميد. ويقول الله تبارك وتعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. ويقول الله عز وجل ومن يتولى فان الله هو الغني الحميد. في ايات كثيرة يثبت الله عز وجل فيها هذه هذا الاسم وهذه الصفة العظيمة وقول اهل السنة رحمهم الله في القاعدة ان غنى الله عز وجل هو الغنى الذاتي يعني انه لا يتصور ابدا ولو واحدة ان يحتاج الله عز وجل او يفتقر الى شيء من مخلوقاته. لا يمكن ابدا البتة ان يحتاج الله عز وجل الى احد فلا يحتاج الله عز وجل لا الى العرش. ولا يحتاج الى حملة العرش. ولا من هم دون العرش. من السماوات والافلاك والانس والجن. وغيرهم من سائر اصناف مخلوقاته. فغنى الله عز وجل غنى ذاتي لا عنه عز وجل لا اجلا ولا ابدا فالله عز وجل ليس بمحتاج الى خلقه في نصرته ولا الى ولا بمحتاج لهم حتى يؤيدوه ولا بمحتاج للملائكة حتى يدبروا امور العوالم ويعينوه. فالله عز وجل هو الغني بذاته عن لكل احد تبارك وتعالى وهذه الصفة لا يكمل تصورها الا اذا تكلمنا عن المسألة الثانية. المسألة الثانية قاعدة فقر المخلوق الى الله فقر ذاتي. فقر المخلوق الى الله عز وجل هو الفقر الذاتي. يقول الله عز وجل في بيان هذا الفقر يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد وهذا الفقر الذي وصف به المخلوق هو الفقر الذاتي الذي لا ينفك عن المخلوق ازلا ولا ابدا مهما كانت قوته. ومهما كانت عظمته ومهما كان ملكه وهيبته وسلطانه وعلوه ورفعته. فانه لا يزال ذلك المخلوق الضعيف المفتقر الى ربه في شؤونه وتصريف احواله. فلا ينفك هذا الفقر عن المخلوقين ابدا. بل ان من استشعر انفكاكه عن هذا الفقر فان الله عز وجل سوف يريه ضعفه ويسحب بساط التوفيق من تحت قدميه. فمن احب الاشياء التي يريد الله عز وجل قيامها في قلب العبد بقاء هذا الاستشعار القلبي وهو انك مفتقر الى الله عز وجل فليس ثمة مخلوق عنده الطاقة للقيام بشؤونه ولا تدبير احواله لولا معونة الله تبارك وتعالى فنحن الفقراء اليه ونحن عبيده الضعفاء لنصرته وتأييده. ومعونته وتدبيره وحسن تصريفه عز وجل فمهما عظم مالك فلا يمكن ان ينفك فقرك لله تبارك وتعالى. ومهما عظمت قوتك وصحتك فلا تزال ذلك العبد الفقير الى الله والى مولاه. فاذا غنى الله عز وجل هو الغنى الذاتي الذي لا ينفك عنه ازلا ولا ابدا وفقر المخلوق الى الله عز وجل هو الفقر الذاتي. الذي لا ينفك عن لا ينفك عن المخلوق مطلقا فلا يمكن ابدا ان يحتاج الله عز وجل ولو للحظة واحدة. الى احد من عباده ولا يمكن ولو للحظة واحدة ان ان لا مخلوق الى ربه عز وجل. فالله هو الغني الغنى الذاتي والمخلوق هو المفتقر الى الله عز وجل الافتقار الذاتي فاذا علم هذا فليعلم ان من جملة المخلوقات التي يستغني الله التي التي يستغني الله عز وجل عنها. وليس بمحتاج لها عرشه. ولذلك قال الامام الطحاوي وهو اي الرب تبارك وتعالى مستغن عن العرش وما دونه حتى لا يتوهم متوهم ان الله لما خلق العرش بانه خلقه لحاجة فلا يمكن ابدا ان يحتاج الله لا الى العرش ولا الى حملة العرش. بل العرش وحملته هم المفتقرون الى الله تبارك وتعالى الى الله تبارك وتعالى ويوضح هذا ان شاء الله المسألة الثالثة. الله يخلق لا لحاجة لخلقه. الله يخلق لا لحاجة لخلقه وهي قاعدة عظيمة عند اهل السنة والجماعة. وينبني عليها توحيد الربوبية الذي يقتضي توحيده عز وجل بالخلق والغنى. فالايمان بكمال غنى الله عز وجل من مقتضيات ربوبيته. فالله عز وجل لم يخلق خلقه ليستكثر بهم من قلة. ولا ليستعز بهم من ذلة ولا ليستأنس بهم من وحشة ولا ليستقوي بهم من ضعف ابدا وانما خلقهم لهم حتى يدبر شؤونهم ويقيم مصالح دينهم ودنياهم. فاذا لا يتصور احد ان الله عز وجل خلق اي جنس ونوع من مخلوقاته انه محتاج لهذا المخلوق. فالله يخلق لا لحاجة. فالله عز وجل لم يخلقنا نطعمه او او لنسقيه كما قال الله عز وجل ما اريد منهم من رزق وما اريد ان ويقول الله عز وجل وهو يطعم ولا يطعم. فالله عز وجل لا يمكن ابدا ان يحتاج الى احد من خلقه مهما عظم هذا مخلوق ومهما كان ذا صفات هائلة كالعرش والملائكة الا انهم الا ان الله عز وجل لا يحتاج وليس بمفتقر الى احد من خلقه تبارك وتعالى. لانه الغني بذاته. فهذه القواعد الثلاثية التي يريد ان ينبهنا عليها الامام الطحاوي في قوله وهو مستغن عن العرش وما دونه. فاذا قيل لك لم الله عز وجل مستغن عن العرش وما دونه؟ فقل بانه الغني بذاته وهي القاعدة الاولى. ولان المخلوق هو المفتقر اصلا الى الله عز وجل. وهي القاعدة الثانية ان الله لا يخلق شيئا من مخلوقاته لحاجته له وهي القاعدة الثالثة فتساق هذه القواعد الثلاث مساق التعليل لكلام امام الطحاوي رحمه الله تعالى. افهمتم هذا؟ طيب المسألة الرابعة في كلام الامام الطحاوي رحمه الله تعالى الرد. الرد على اهل البدع الذين نفوا استواء الله عز وجل على العرش لقيام توهم حاجته الى العرش فان قائلهم يقول وبئس ما قال كذبا وزورا وبهتانا على الله عز وجل ان من استوى فلا بد لزاما ان يحتاج الى ما استوى عليه. ولو ابعدنا ما استوى عليه لسقط المستوي. فهم لا يتصورون من صفة الاستواء لله عز وجل الا تصور من يحتاج الى من استوى عليه. فيقولون بما ان صفة الاستواء تقتضي حاجة الله عز وجل الى العرش فاذا لابد من تأويلها وتحريفها واخراجها عن مدلولاتها. لانه لا يجوز اي يظن بالله عز وجل انه يحتاج الى شيء. فالذي جعلهم ينكرون صفة العرش هو هذا التوهم. لما قام في اذهانهم انه ربما يكون محتاجا للعرش وللاستواء على العرش وهي حملة العرش قالوا اذا انكروا صفة الاستواء وعطلوها واجعل معناها الاستيلاء حتى تتخلصوا من هذا المحذور الذي لا يجوز ظنه في الله عز وجل. ولو انه تقر ولو ان ولو ان عقولهم قد تقررت فيها هذه القواعد وهي ان الله عز وجل مستغن الغنى الذاتي الذي لا يمكن ابدا ان ينفك عنه لا ازال ولا ابد ولا يمكن ان يحتاج الله عز وجل الى احد من خلقه لما اوصلهم الى نهاية اليمة وهي تحذف صفة الاستواء الثابتة لله عز وجل بالادلة المتواترة القطعية فيقولون لو اننا ابعدنا العرش عن الرب لسقط الرب كذا قالوا. فاذا ماذا نقول؟ ماذا نقول؟ نحرف صفة الاستواء حتى لا نظن هذا الظن في قيام شيء من الحاجة في الله عز وجل. ونحن نقول لا والله وكلا والف كلا لا والله بل استواؤه فعل فعله الله عز وجل سبحانه وهو من جملة صفاته الفعلية التي يتصف الله عز وجل بها متى؟ متى شاء. فالله عز وجل لم يخلق العرش لحاجته للاستواء عليه. فالاستواء صفة من صفاته قد اتصف الله عز وجل بها فانه يتصف بما يشاء. والعرش مخلوق من جملة مخلوقاته ولكن العرش شرفه الله عز وجل بان جعله محلا للاستواء فقط. فالعرش هو الذي باستواء الله عز وجل عليه كما قال الله تبارك وتعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار. فلو ان العرش لم يستوي الله الله عز وجل عليه لكان من جملة المخلوقات لا شأن لا شأن لها. لكنه لما خلقه اختاره محلا لاستوائه. كما خلق بني ادم واختار منهم الانبياء وكما خلق الانبياء واختار منهم الرسل. وكما خلق الرسل واختار منهم اولو العزم. اولي العزم. وكما خلق اولي العزم مختار منهم الخليلين وكما خلق الخليلين واختار منهما محمد صلى الله عليه وسلم فله الخلق وله الاختيار. فاذا العرش من جملة مخلوقاته ولم يكتسب ذلك الشرف العظيم الا لانه محل ها محل استواء الرب تبارك وتعالى فلذلك نبه الامام الطحاوي بقوله وهو مستغن عن العرش وما دونه لازالة هذا التوهم الذي قام في عقول هؤلاء الاوباء ولبيان بطلان كلامهم والرد عليهم. فالله عز وجل مستغن عن اعظم المخلوقات وافخم المخلوقات وهو العرش واكبر المخلوقات في استغناؤه عن هذا المخلوق يلزم منه من باب اولى استغناؤه عما عما دونه من السماوات والارض والافلاك وما وما فيهما فلا ينكر ابدا ان يحتاج الله عز وجل لشيء. ومن قام في ذهنه ان الله قد وتصور حاجته لشيء من مخلوقاته عظم هذا المخلوق او صغر. فقد ظن بالله ظن السوء. ويا ويله من الله ان لم يصحح هذا الظن قبل قبظ روحه فقد توعد الله عز وجل اصحاب الظن السوء فيه بالوعيد العظيم في قوله ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا. ولذلك اجمع العلماء على ان ظن على ان سوء الظن بالله عز وجل من اعظم الكبائر. من اعظم الكبائر. بل انا اقول انه اكبر الكبائر على الاطلاق وما الشرك؟ وما الشرك؟ الا نوع سوء ظن بالله عز وجل. وما البدعة الا نوع سوء ظن بالله عز وجل وما المعصية الا نوع سوء ظن بالله عز وجل فما وقع اهل الشرك في الشرك واهل البدعة في البدعة واهل المعصية في معصيتهم الا لسوء ظنهم. الا لقيام سوء ظن في الله تبارك وتعالى فلا يجوز ان يظن في الله تبارك وتعالى انه محتاج لاحد ابدا. المسألة الخامسة او الرابعة المسألة الخامسة وهي ختام درسنا اذا امنا بان الله عز وجل هو الغني اسما وذو الغنى المطلق صفة. وامنا بانه مستغن عن العرش على عظمه وفخامته وما دونه. فهذا لابد وان يثمر للقلب جملا من الثمرات. التي نتعبد لله عز وجل بها وهذا المقصود العملي من دراسة الاعتقاد. فلا ينبغي ان نجعل العقيدة مجرد معلومات يكتنزها القلب فقط. بل لا بد ان تخرجها من كونها علما الى كونها عملا. لان العقيدة مبني على مبنية على العلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق. الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. فرسالته صلى الله عليه وسلم تتضمن شيئين الهدى ودين الحق والهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح. وهو الذي ميزنا الله به بين الامتين المغضوب عليها والضالة. فالمغضوب عليهم هم اليهود الذين عندهم علم ولكنهم حرموا من العمل به والضالون هم النصارى الذين اعطوا قدرة على العمل ولكن بتخبط بلا علم. واما اهل الاسلام اهل الصراط المستقيم فهم الذين جمعوا بين العلم والعمل. وهو الطريق الذي ندعو الله عز وجل ان يهديه في كل ركعة اهدنا الصراط المستقيم اي صراط الذين جمعوا بين العلم والعمل غير المغضوب عليهم الذين هم اليهود فان عندهم علم ولا عمل. فكل من كان عنده علم وتخلف عنه العمل به ففيه شبه من اليهود ولا الضالين وهم النصارى الذين يتعبدون الله عز وجل بتخبط وجهل وضلال. ولذلك يقول العلماء كل من فك كل من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود. وفساد العالم عدم العلم بعمله. وكل كل من فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى وفساد العابد ان يعبد الله بلا علم ولا بصير ولا برهان. فكلما تعلمنا مسألة عقدية لابد ان ننظر الى ما تجنيه اعمالنا من هذه الثمرات فاذا امنا بان الله عز وجل هو الغني اسما وذو الغنى المطلق صفة فان هذا يثمر لنا جملا من الثمرات العظيمة من هذه الثمرات ان تؤمن بان الله عز وجل لا يمكن ان يحتاج لاحد البتة كائنا ما كان هذا المخلوق سواء اكان من المخلوقات والعوالم العلوية او كان من المخلوقات والعوالم السفلية. لا يتصور ابدا ان يحتاج الله عز وجل الى احد من خلقه وهذا واضح. ومن الثمرات ايضا عدم المنة بالعمل على الله عز وجل لايمانك بانه عنك وعن وعن اعمالك. وانك مهما عملت من الصالحات فانما المنتفع الاول والاخير بهذا العمل انما هو انما هو انت وكما قال الله تبارك وتعالى يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم وعلى اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيء. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملك شيئا. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. وكما قال الله عز وجل من عمل صالحا فلنفسه. ومن اساء فعليه ويقول الله عز وجل يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم. فلن تضر الله عز وجل ببغيه. ولا يظنن ان عدم صلاتك او عدم ايمانك او عدم صلاحك او عدم استقامتك وتوبتك سوف تنقص شيئا من خزائن الله عز وجل. او سوف تضر الله عز وجل او سوف تؤذي الله تبارك وتعالى بشيء. فكل ذلك متى ما قام في قلبك فاعلم ان قيامه مبني على غفلة القلب عن صفة الغناء لكن ما دامت صفة الغنى الذاتي لله عز وجل قائمة في قلبك فلن تمن بشيء من اعمالك طاعاتك وتعبداتك مهما عظمت ومهما كثرت على الله تبارك وتعالى. ولذلك يقول الله عز وجل ولا تمنن تستكثر اي كلما استكثرت فلا فلا تستشعر مقام المنة على الله عز وجل. فالله غني عنك وعن ايمانك وعن استقامتك وعن توبتك وعن صلاحك بل غني عن وجودك اصلا. وغني عن وجود ابيك وامك وقبيلتك واهل حي واهل بلادك بل غني عن اهل الارض كلهم بل غني عن اهل السماوات والارض. بل غني عن كل مخلوق. سبحانه وتعالى. ومن ايضا ان تعترف الاعتراف القلبي الباطني بعظيم فقرك لهذا الرب العظيم في كل احوالك وان صغرت لك ان تستشعر في الامور الصغيرة انك مستطيع بذاتك وقوتك المجرد بانك ستدبرها. لا. بل عليك ان انك فقير حتى في لبس نعالك. الى الله تبارك وتعالى. حتى لو انقطع شسع نعلتك والخيط والابرة معك فانك ترفع يديك الى الله اللهم اعني. اياك ان تستغني عن عن الله عز وجل في صغير امورك قبل كبيرها وفي قيرها قبل جليلها. فهذا الاعتراف الدائم. فرع من فروع ايمان القلب بان الله عز وجل هو الغني بذاته عن كل عن كل احد. فلابد ان تعترف لربك بعظيم فقرك اليه وعظيم غناه تبارك وتعالى عنك ومنها ايضا ان تؤمن يا ابن ادم لانك مهما بلغت من الصحة ان تؤمن يا ابن ادم انك مهما بلغت من الصحة والقوة والعزة والمنصب والجاه والحسب والنسب. فانك ذو فقر ذاتي الى الله عز وجل. فان كذو فقر ذاتي لله عز وجل. لا ينفك عنك هذا الفقر لحظة واحدة. وان توقن اليقين التام ان الله عز وجل متى ما علم من قلبك انك قد انفك عنك هذا الفقر او استشعرت انفكاكه فانه سيكلك الى الى نفسك. ويسحب بساط التوفيق والسداد والمعونة والنصرة. من تحت قدميك حتى ضعفك ومهانتك ومن وكله الله عز وجل الى نفسه فقد عطب وهلك. وتاه وخاب وخسر في الدارين ومن ومن الثمرات ايضا. ان تعلم يا ابن ادم ان اعظم الخلق عبودية لله عز وجل اعظمهم لفقره لله ومشاهدة لغنى الله عز وجل عنه. هذا اعظم الناس عبودية. اعظم الناس في عبودية لله عز وجل. اعظمنا استشعارا لفقره لله واعظمنا استشعارا لغنى الله عز وجل عنه كما افاد ذلك الامام ابن القيم رحمه الله فاعظم الخلق عبودية هو اعظمهم شهودا لفقره وضرورته وعظيم حاجته لله تبارك وتعالى. وهذا شعور قلبي يحبه الله وكثيرا من عبده. ويرضى بوجوده في قلب العبد. بل ويرفع صاحبه ولا يخذله ابدا. ولا يرد دعاءه ما دام ذلك الشعور قلبه ما يرد دعاءه خائبا بل ينصره اذا عاداه احد ويدبر شؤونه واذا ضعفت قواه ويمده بملائكته اذا اعلن راية ان لا حول ولا قوة الا بالله فما اجمل هذا الشعور وما اجمل قيامه في قلبنا! في قلب العبد. ونسأل الله ان لا يحرمنا لذة وجوده في في قلوبنا. فمن قام في قلبي هذا الشعور فان العاقبة له لانه من اعظم المتقين. والله عز وجل يقول والعاقبة للمتقين. بل ان هذا الشعور يقتضي ان يكون الله معك دائما في كل احوالك بمعيته الخاصة. المقتضية للتأييد والنصر والمعونة والحفظ فهؤلاء هم اهل المعية الخاصة وهم المستحقون لها. اصحاب ذلك الاستشعار القلبي اصحاب ذلك الاستشعار القلبي. فلا تجد صاحبه دائما الا منصورا ظاهرا معانا مؤيدا مسددا موفقا محبوبا من الخلق. ميسرة له اموره مذللة له اسبابه الكون لا يحس بحرارة الحرمان ولا بحرقة الخسارة ولا بالم الفقد لان الله معه ومن وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد فاهم شيء ان يبقى ذلك الاستشعار في قلبك حتى يقبضك الله. فلن يدخل الجنة الا اهل هذا الاستشعار. اهل هذه القلوب هم اهل الجنة ولذلك الله عز وجل لما اختصمت الجنة والنار فقالت يا ربي ما لي لا يدخلني الا الجبارون المتكبرون وحقيقة الكبر هو غفلة القلب عن استشعار الفقر لله عز وجل حقيقة الكبر هو غفلة هذا القلب عن هذا الاستشعار. فان المتكبر متغطرس مستكف بقواه ومستكف بجاهه ومستكف بمنصبه وقوته عن الحاجة لله عز وجل. اذا حقيقة الكبر عدم الحاجة لله والذي لا يحتاج والذي يستشعر عدم حاجته لله هو المتكبر والمتكبر اين مآله؟ الى النار. فاذا لن يدخل الجنة الا اهل هذا الاستشعار القلبي وهو عظيم الفقر الى الله عز وجل وعظيم غنى الله عنك. هؤلاء هم اهل الجنة يا ربي ما لي تقول الجنة؟ يا ربي ما لي لا يدخلني الا الجبارون المتكبرون. وقالت الجنة تقول النار يا ربي ما لي لا يدخلني لا يدخلني الا الجبارون والمتكبرون وتقول الجنة يا ربي ما لي لا يدخل لا يدخلني الا فقراء الناس ومساكينهم وضعافتهم. ليس المقصود الفقر المالي فقط والمسكنة المالية فقط والضعف المالي فقط لا. بل الضعف القلبي لله ومسكنة القلب. لله والانكسار عز وجل هذا هو. وهو فقر العز. لان الافتقار الى الله يوجب العز. الافتقار الذي يوجب هو الحاجة والفقر الى المخلوقين. اما الافتقار الى الله فلا يزيد العبد الا رفعة وعزا وجاه عند الله تبارك وتعالى الله عز وجل للجنة انت الجنة رحمة ارحم بك من اشاء. وانت النار عذابي اعذب بك من اشاء. فاذا صار لرحمة الله هم من يقوم في قلوبهم استشعار الذلة لله والفقر لله والمسكنة لله والضعف لله عز وجل هذا هو الذي يحب الله عز وجل وجوده في قلوبنا واما استشعار الغطرسة واستشعار الكبرياء واستشعار العظمة اه بسبب شيء من حطام الدنيا خوله الله عز وجل لك من مال او منصب او حسب او جاه ثم تغطرست به على ربك. واستشعرت مقام المنة على الله واستشعرت انك مستغن بقواك. وما اتاك الله عز وجل من نعمة وصحة. فموعدك في الاخرة. فموعدك في اخرة ولذلك الله عز وجل يقول كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ليس استغنى مالا فقط لا استغنى عن الله عز وجل. فالاستغناء الظاهر عن الله فرع عن الاستغناء الباطني. فمتى ما استغنى القلب؟ فمتى ما استشعر الانسان انه مستغن عن اللا قلبيا فانه لا بد وان يطغى. فالطغاة في العالم الطغاة في العالم هم الذين استشعروا استغنائهم عن الله عن الله تبارك وتعالى. فالملوك الظلمة والرؤساء الطغاة الجبابرة الذين اذوا الناس. واذوا عباد الله عز وجل هم هؤلاء الذين فقدت قلوبهم هذا الاستشعار والانكسار والضعف والفقر لله عز وجل. وهؤلاء قلوب وهذه قلوب لا علاج لها الا النار ان لم يدرك الله عز وجل اصحابها في هذه الدنيا بالتوبة الصادقة النصوح. فيا ويلهم من الله تبارك وتعالى فما اجمل الضعف لله وما اجمل الانطراح بين يدي الله وما اجمل الانكسار عند عند عتبة باب الله عز وجل ما اجملها ولذلك من اعظم التعبدات لله عز وجل عبادة السجود لانه من اعظم الاحوال العبد التي يظهر فيها افتقاره السجود هذا السجود هذا من اعظم العبادات لله عز وجل لانه اعظم حالة يظهر فيها العبد انه محتاج ومفتقر الى الله تبارك وتعالى وكذلك من العبادات العظيمة عبادة الدعاء لانه ايضا حالة يظهر فيها العبد افتقاره وذله الى الله عز وجل. بل ان التوسل الى الله عز وجل بذكر الحال اعظم منزلة من التوسل بالعمل الصالح. لم؟ لان التوسل الى الله عز وجل بذكر الحال حالة يظهر فيها العبد فقره وحاله حاجته الى الله لكن التوسل الى الله بالعمل الصالح وان كان جائزا الا انه ربما من يكمل آآ ان يدخل فيه شيء من المنة مع انه جائز باجماع اهل السنة لكن الثاني احسن لما؟ لانه في هذه الصفة. فكل عبادة لا ذل فيها فليست بعبادة اول ركن تبنى عليه العبادة الذل لله عز وجل. لا تدخل في اي عبادة وانت مستشعر الغنى عن الله فمهما سجدت ومهما ركعت ومهما قرأت ومهما صليت فليست تلك الصلاة التي امرك الله عز وجل بها. فاي عبادة لا تتظمن كمال التعظيم لله عز وجل وكمال الحب والذل فليست بعبادة. هذه اركان العبادة الثلاث. كل عبادة لا بد ان تراعي فيها استجماع هذه الاركان الثلاث. ان تدخلها بكمال التعظيم. وان تدخلها بكمال الذل. وان تدخلها بكمال للحب لمن امرك به ثم حينئذ انظر الى لذة العبادة وانظر الى اثارها وثمراتها عليك في حياتك دينا ودنيا اما تعبدات كثير من الناس في هذا الزمان فانها تخلو ولا تستشعر القلوب شيئا من ذلك كثيرا الا من اراد الله عز وجل له له الخير ومن ثمراتها ايضا ان تؤمن بانه سبحانه غني عن عباده لا يريد منهم طعاما ولا شرابا ولا شيئا من الحاجات ابدا. وانما المخلوقون هم المفتقرون في كل احوالهم الى الله تبارك وتعالى ومن الثمرات ايضا باختصار. ان تتعفف عن اموال الناس. والا تسأل الناس الحافا ان تستغني بربك لانك مؤمن بانه الغني وان خزائن السماوات والارض بين يديه. فكل من قام هذا المعنى في قلبه فانه يستشعر غناه عن الخلق لصدقة يبذلها احدها احدهم لا احدهم له او يتطلع لبيت جميل او يتطلع لشهوة من شهوات الدنيا. لكن من كان غنى الله عز وجل موجودا في قلبه حاضرا انه لا يمكن ابدا ان تعجبه شهوات الدنيا ولا ان يفتقر الى احد من الناس. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب لما شكى له الدين قال قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني شف ذكرها بهذه الصفة. واغنني بفضلك عمن سواك وهذا عز الدنيا. عز الدنيا فعز الاخرة كمال افتقارك الى الله وعز الدنيا كمال غناك عن خلقه هذا هاتان صفتا العز. فاذا كنت تريد ان تكون عزيزا في الاخرة بين يدي الله عز وجل فكن من افقر الناس الى الله في هذه الدنيا فكمال الفقر اليه موجب لعز الاخرة واذا كنت واذا كنت تريد ان تكون عزيزا في هذه الدنيا ها فكم من مراتب الاستغناء عن الخلق؟ فاكملوا فاكمل ما يجعلك تعيش سعيدا الا تحس بحاجتك الى الناس الا تحس بحاجتك الى الناس وقد ذكرت لكم سابقا ان الحاجة الى الناس قائمة على ركنين على الحاجة لهم في المال والصحة ولذلك ادعوا الله عز وجل بالعافية والرزق فانك لا تحتاج الى غيرك ابدا الا في هاتين الامرتين. الا اذا فقدت هذين الامرين فالانسان يفتقر لغيره في المال او يفتقر الى غيره بسبب ذهاب صحته. الاب اذا كبر تقرأ الى اولاده بسبب انه يريد منهم المعونة فاذا اذا كنت تريد ان تكون عزيزا لا تحتاج لاحد فاكثر من الدعاء بهذين الامر ان الله عز وجل يغنيك عن غيرك بصحتك ومالك. ولذلك ادع الله عز وجل بالبركة في الصحة والمال اللهم اللهم اعظم البركة في رزقي ومالي اعظم البركة في رزقي ومالي لان لانك تطلب الان عز الدنيا وانه والله لا يحس بعظيم الذل في هذه الدنيا الا من مد يده للمخلوقين او احتاج اليه فاذا كنت لم تمد يدك الى الان فاستعصم بالله عز وجل بانقطاع بقطع تلك الاسباب التي تجعلك محتاجا لهم ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك التقى والهدى وايش؟ والعفاف والغنى والغنى وايضا يقول النبي صلى الله عليه وسلم من يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله يغنه الله فمن اجتهد والح على الله عز وجل بالدعاء وصبر ولم يستعجل لم يخيبه الله عز وجل ابدا ان شاء الله. ومن من الثمرات ايضا تنزيه الله عز وجل عن الصاحبة والولد. فان النصارى لم ينسبوا الصاحبة والولد لله الا لما غفلت قلوبهم عن كمال غناه عز وجل عن كل احد فالله عز وجل قرن النفي الصاحبة والولد بغناه. فلا ينسب الله عز وجل الى الزوجة ولا الى الولد الا من اناس غفلت قلوبهم عن صفة الغنى والاستغناء. قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ما قال هو الرحيم هو الغفور قال هو الغني. فلو استشعرت قلوبهم هذا المعنى لما اضافوا الولد والصاحبة الى الله عز وجل فاذا قيل لك لم لم يتخذ الله صاحبة ولا ولدا فقل لم يتخذ صاحبة ولا ولا ولدا لكمال وحدانيته وغناه عن كل احد تبارك وتعالى وهل يحتاج احدنا الى الزوجة الا لحاجته الى امرأة؟ تدير شؤونه ويستفرغ فيها ملذته شهوته وتطفو طعامه وتنجب له الاولاد. فلو اننا مستغنون عن المرأة لما احتجنا اليها. وهل نطلب الولد الا لحاجتنا الى من يسعى معنا في امور ديننا ودنيانا. يعيننا على شؤوننا. ولذلك يقول الله عز وجل عن لما وهبه ابراهيم فلما بلغ معه السعي يعني لما بلغ زهرة ما يقصد الوالدان في اولادهم. لم يأمره بقتله وهو في المهد لم يذق لذته بعد لا. اخر الله الامر بالقتل حتى حلت ثمرة الولد وهي بلوغ السعي مع ابيه لو امر بقتله وهو طفل صغير فالامر قد يكون خفيفا يعني. لكن لما بلغ معه السعي هنا يؤمر بقتله هنا يؤمر بقتله فكلنا محتاجون الى الزوجة والى الاولاد لما؟ لان غنانا ها ليس ذاتيا وانما غنى العبد مكتسب وليس ذاتي قل لان الله عز وجل غناه الذاتي وليس بمكتسب حاشاه وكلا فهو لا يحتاج لا الى زوجة تدير معه شيئا ولا الى اولاد يعينونه على شيء. يقول الله عز وجل قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لا يملكون قال ذر في السماوات ولا في الارض وما له وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ما يحتاج الى احد ومن الثمرات ايضا. ان تعلم ان الله عز وجل لكمال غناه كمال استغنائه قادر ان يذهب هذا العالم ويأتي بخلق جديد. اذا لم يقم هذا العالم بامر الله عز وجل فهو مهدد من قبل الله ان يذهبه ويأتي بخلق جديد. وما ذلك على الله بعزيز فاستشعر ذلك انك لا تمن على الله عز وجل بشيء لانه قادر ان يذهبك ويأتي بغيرك يقول الله تبارك وتعالى وربك الغني ذو الرحمة. اي شيء يذهبكم. ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما انشأكم من ذرية قوم اخرين. فهذا استشعار يبعث القلب على الخوف من هذا الرب الغني انه غني ترى مو محتاجين لك ولا بيقعد اه يطبطب عليك يعني الا ارجع الا تب. ترى مو مطبطب عليك ولا هو محتاج لك. بتروح سلامك يجي غيرك فهذا استشعار يجعل القلب في خوف من هذا الرب الغني فاذا صارت صفة الغنى من بعض جهاتها تبعث على الرغب. ومن بعض جهاتها تبعث على الرهب وهذا هو القسم الثالث من الصفات. لان صفات الله عز وجل اما ان تكون متمخضة في بعث الرغب اب كالرحيم الودود ما فيها رهب هذي. رحيم ودود غفور. رحمن وهناك صفات واسماء تبعث على الرهب. العزيز القوي القدير وهناك اسماء وصفات تضمنت الامرين من بعض جهاتها ومقتضياتها تبعث على الرغب. ومن بعض جهاتها ومقتضياتها تبعث على الرهب. ومنها الغني والغنى اسم الغني وصفة الغنى ومن ثمراتها ايضا ان الله عز وجل يقرن غناه في القرآن بعدة اشياء الشيء الاول يقرن غناه برحمته. كقول الله عز وجل وربك الغني بالرحمة. فما الحكمة من هذا الاقتران الجواب الحكمة منه ان الغني لا ينتفع بغناه الا اذا كان قلبه رحيما فكم من غني قلبه قاسي لا يعطي احدا ولا يرحم فقيرا. ولا يعين محتاجا لقساوة قلبه. قلبه خلا من الرحمة لا ينتفع الناس بها وخزائنه التي ملأت البنوك لا يستفيد الفقراء منها. لم؟ لفقدانه لصفة الرحمة فاراد الله عز وجل ان يبين ان غناه الكامل مقرونا بماذا؟ برحمته اي اطمعوا في غناه لانه رحيم اطمعوا في غناه ولذلك احيانا نريد بعظ الصدقات فيقال لنا لا تذهبوا لفلان ليس لقلة ما له ولكن لليأس من رحمته وعطف قلبه وشفقة جنانه مهما عرظت عليه حالة الفقير. ومهما رأى دموع الناس فانه لا يعطي لكن من الناس من من يقول لك اذهب الى فلان مع انه ليس كثير مال الا ان النفقة هي نفقة القلب اليست نفقة اليد النفقة الحقيقية هي انفاق القلب كرم القلب رحمة القلب ولذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء الملوك لكثرة في المال. احيانا تمر على الدولة الاسلامية ما في الخزينة دي خزينة الدولة شيء. احيانا امام المسلمين صلى الله عليه وسلم يحتاج الى من يكرم الضيف الذي نزل. خزينة الدولة ما فيها بند للضيافة ومع ذلك يعطي عطاء من؟ لا يخشى الفقر. لما؟ لان العطاء الحقيقي هو عطاء القلب ليس عطاء الجوارح فمن كان قلبه ممسكا امسك الجوارعه وامساك القلب انما يكون لعدم الرحمة القلب القاسي هذا ولذلك الله عز وجل يقول كانه يرغب عباده في غناه. اطلبوا مني ما تريدون. فانا وان كنت غني لكنني ذو رحمة يا الله الحمد لله ومنها كذلك انه يقرن غناه بالحمد. انه يقرن غناه بالحمد كما قال الله عز وجل وهو الغني والله هو الغني الحميد. اليس كذلك؟ فما الحكمة من هذا الاقتران الحكمة من هذا الاقتران انها حكمة دلالية دلالية معناها انه من باب الادب يا عبادي انني اذا اعطيت احدا منكم واغنيته ان يحمدني فهذا من باب دلالة حمد الله عز وجل وشكره على غناه وعلى تفضله ونعمه. فاذا انظر الى هذا الاقترانين العظيمين. فرغبنا في غناه بقرنه برحمته. ورغبنا في شكره بعد بقرن غناه بحمده لقرن غناه بحمده ومن الثمرات ايضا واظن انني اطلت في هذا. اه درسنا اليوم قليل المسائل العقدية لكن اظن والله اعلم ان هذا من اصول العقيدة ان تعلم يا ابن ادم ان المخلوق مهما عظم في غناه فانه انما يوصف بمطلق الغنى النسبي الاكتسابي فاذا غنى المخلوق يوصف بصفتين. اول شيء انه غنى نسبي. بمعنى انك غني في لكن في الرياض من هو اغنى منه؟ ويا غني الرياض انت غني في منطقتك وبين بني قومك لكن في الشام من هو اغنى منك فاذا مهما عظم غنى المخلوق فثمة مخلوق اغنامه. فاذا هو غنى نسبي. وكيف يفرح بالغنى النسبي واما غنى الله عز وجل فهو الغنى المطلق الذي لا يمكن ابدا ان يقاس بغنى خلقه او يتفوق عليه شيء من من غنى المخلوقين ثم هناك صفة اخرى في غنى المخلوق وهي انه غنى اكتسابي. هل انت مولود وانت غني؟ الجواب لا والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. اضف اليها ولا تملكون شيئا ولا تقدرون على شيء اصلا طيب ثم بعد ذلك درست ونجحت وتفوقت ثم توظفت او تاجرت ثم بدأت الخزائن تمتلئ. اذا هل هو غنى ذاتي ولا غنى اكتسابي غنى عن اكتسابي اما غنى الله عز وجل فهو الغنى ايش؟ الذاتي الذي ليس له اول ولا نهاية له فالله فغنى الله عز وجل ليس له بداية وليس له نهاية. وهو الذي يقول العلماء فيه الغنى الذاتي ازلا اي فيما لا اول له وابدا. اي فيما لا نهاية له اخر الثمرات اخر الثمرات ان تعلم ان من براهين بطلان ربوبية ما عبد من دون الله حاجته فكل محتاج فلا يصلح ان يكون ربا ماشي يا حمد؟ كل محتاج خذها مني قاعدة. كل محتاج فلا يصلح ان يكون ربه. ولا الها مع الله عز وجل. ولذلك استدل الله عز وجل على بطلان الهية غيره لحاجته كما قال للنصارى الذين يعبدون عيسى قال ما المسيح ابن مريم وامه ايش قال الله عز وجل يا ما المسيح ايوا نعم ما المسيح ابن مريم الا رسول؟ قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة. طيب كيف يستدل على بطلان الهيته كانا يأكلان الطعام واللي يأكل الطعام لحاجة ما يصلح ان يقول ربا. كذا ولا لا؟ فاستدل الله على بطلان الهيتهم بحاجتهم فاذا بما ان من مقتضيات الربوبية عدم الحاجة فلا يجوز ابدا ان يتصور عقلك ان الله عز وجل محتاجا لشيء. اذ متى ما قام في قلبك استشعار ان الله محتاج فقد ابطلت ضمنا ربوبيته والوهيته وهذا هو ظن السوء الذي يوجب لك الكفر والردة والعياذ بالله انك تبطل بمجرد هذا الاستشعار. تبطل الهية الله وربوبية الله عز وجل في قلبك وانظر الى قول الله عز وجل في اخر سورة ياسين قال واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون اي يطلبون من هذه الالهة ان تنصرهم لا يستطيعون نصرهم وهم اي من يعبد لهم اي لتلك الاصنام جند محضرون اي هي المحتاجة لحمايتهم اصلا فاستدل الله على بطلانه الهية هذه الاصنام بانكم لو لم تكونوا حولها كالجنون لجاء اهل الايمان وكسروها. كما كما جاء ابراهيم كسر الاصنام لما ذهب جنودها عنها. فاذا هي المحتاجة لكم حقيقة في حمايتها ونصرتها. والله لو وقع ذباب او بعوض على جبهة صنم لما استطاع ان يبعده عن جبهته. بل هو محتاج لمن يبعده عنه. فكيف تعبدونها وهي محتاجة؟ اين عقولكم؟ افلا تتدبرون؟ تأملوها تحتاج الذي يصلح ان يكون ربا هو الذي لا يحتاج. وهو الله عز وجل الذي يصلح ان يكون الها هو الذي لا يحتاج وهو الله تبارك وتعالى. ويقول الله عز وجل يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له. اذا استدل على بطلان الهيتهم بعدم الخلق. فكل من لا يخلق لا يصلح ان يكون ربه طيب وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه. اذا استدل بضعفهم. وحاجتهم الى من يستنقذ ذلك من لانهم لا يستطيعون بلحدهم ان يستنقذوه من الذباب. فاذا استدل على بطلان الهيتهم عدم خلق بهم وبضعفهم وحاجتهم لغيرهم هذا منهج قرآني عظيم ولذلك يا اخي الكريم متى ما اثبت ان الله هو الغني الغنى المطلق الذاتي فقد قام في قلبك الايمان بماذا بانه المستحق ان يكون ربا وانه المستحق ان يكون الها لا شريك له تبارك وتعالى هذا كله يندرج واشار له الامام الطحاوي اشارة واسعة في متن في قوله وهو مستغن عن العرش وما دونه اسأل الله ان يفقهنا واياكم في ديننا وان يعلمنا واياكم ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يرزق قلوبنا الفقه في الدين. وان يرزق جوارحنا العمل بما تعلمناه والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد