فكل من سلك الى الله طريقا يبتغي به رضاه تعالى من غير طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام فانه ضال غير مهتدي ولما شرف الله بني ادم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم وجعله خاتم الرسل انقطعت جميع الاسباب والطرق الا الطريق الذي يسلك على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاما ما سواه من الطرق فان جميع هذه الطرق ضلال. حتى ان الذي كانوا على دين انبياء على اديان انبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم قد اخذت عليهم انبيائهم الميثاق ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه. قال اقرن واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين. فهذا عهد اخذه الله على الانبياء واخذته الانبياء على اقوامهم كما ذكر ابن عباس رضي الله عنهما ان الله اخذ ان الانبياء اخذوا على انبياء على اتباعهم ان بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ان يتبعوه وبشرت الانبياء عليهم الصلاة والسلام بهذا النبي الكريم وثمة امر يخفى على بعض من يناقشون هذه المسألة هو ان النبي عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل. يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر قال تعالى يعرفونه كما يعرفون ابناءهم فلا يرتابون بتاتا في ان الله بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالصفات المعروفة ولهذا التمس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خروج هذا النبي عدد غير قليل. ممن قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم كما في مسلم ان الله نظر الى اهل الارض يعني قبل بعثته صلى الله عليه وسلم. ان الله نظر الى اهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب فلم يبقى الا بقايا محدودون من اهل الكتاب التمسوا خروج محمد صلى الله عليه وسلم وكانت اوصافه كانها الشمس في وظح النهار لا يشكون فيها ولهذا اتى اليهود بقبائلهم الثلاث من الشام واتجهوا الى موضع محدد في الجزيرة العربية لا يمكن ان يأتي عاقل من الشام ويترك الشام بما فيه. من رغد العيش والاستقرار الى الجزيرة العربية في ذلك الموضع الذي يضرب المثل به في الحمى فيقال حمى يثرب وهي المدينة وفيها حروب طاحنة بين قبيلتي الاوس والخزرج فلا يوجد عاقل يتجه من الشام الى المدينة حيث الفقر وكما قال ابن هيبان اليهودي ارأيتم ما اخرجني من ارض الخمر والخمير يعني الشام الى ارض البؤس والجوع؟ يقول اليهود قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم فاني انما خرجت التمس نبيا هذا امر بالغ الاهمية ان يبرز لماذا اتى اليهود من الشام وقصدوا موضعا محددا هو المدينة لو عرض على اي انسان بالسكن فيه لابى لما ذكرنا من صعوبة السكن فيه ثم اتجهوا الى هذا الموضع المحدد انما ذاك لان مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يثرب كما هو مذكور بل نقول ما هو اكثر من هذا. لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقط بل ذكر اصحابه الا تقرأ محمد رسول الله والذين معهم اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة ثم قال ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شرطه الى اخر الاية. فهم مذكورون بلا شك فذكرت هذه الامة وذكر نبيها صلى الله عليه وسلم باوصافه والامثلة على هذا كثيرة وفي علم مقارنة الاديان يتزيد النصارى اليوم واليهود بان يقولوا اين يوجد اين توجد هذه النصوص اولا هذه النصوص لا يزال يوجد منها الى اليوم في كتبهم الامر الثاني انهم قد حرفوا وبدلوا وغيروا بلا شك ولهذا النصوص الموجودة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانت معلومة وكان صلى الله عليه وسلم يحاججهم بها كما في نص رجم الزاني المحصن في التوراة. فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين وفي مرة اتى صلى الله عليه وسلم الى اليهود فوضعوا له وسادة فلما وضعوا له هذه الوسادة ثم امرهم بان يأتوا بالتوراة اتوه بالتوراة. فنزع صلى الله عليه وسلم الوسادة ووظع التوراة عليها وقال امنت بك وبمن انزلك هذا لا يقال قال الا لنسخة صحيحة اما ان يعبثوا الان وقبل الان قطعا بكتبهم ثم يقولون اين الدلائل؟ قد اخبرنا الله عز وجل انكم تخفون. يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ولهذا اخبرهم عليه الصلاة والسلام بامور هم يعلمونها حتى انهم لما اتى موضوع الزاني المحصن الذي زنا قالوا اذهبوا الى محمد فانه نبي فان هو افتاكم بالجلد والتحميم كان نبيا قد افتاكم. وان افتاكم بالرجم فلا تأخذوا به فانزل الله عز وجل فيهم قوله يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا. الى غير ذلك من المواضع ومع ذلك نقل كثير من اهل العلم من المتقدمين ومن المتأخرين نقولات من التوراة والانجيل فيها الدلالة على محمد صلى الله عليه وسلم وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رأيت نسخة من الزبور لم تبدل النسخة الصحيحة في زمن شيخ الاسلام ابن تيمية وجاء عن بعض السلف قرأت في التوراة التي لم تبدل يقول شيخ الاسلام في قوله عز وجل يا اهل الكتاب في قول الله تعالى قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل يقول لا يأمرهم الله باقامة التوراة والانجيل الا وفي التوراة والانجيل الدلالة الدلالة والا. فلماذا يأمرهم الله بان يرجعوا الى التوراة والانجيل؟ لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم. هذه المسألة لابد من التنبه لها ولانه ولا شك صلى الله عليه وسلم قد قامت الحجة على اليهود والنصارى بصحة نبوته عليه الصلاة والسلام والكلام في هذا الحقيقة قد يطول لكن من الاهمية بمكان ان يبرز وان يبين وكنت تكلم شيخ الاسلام في كتاب الجواب الصحيح والامام ابن القيم رحمه الله الجميع في كتابه هداية الحيارى وغيرهم كثير من المتقدمين والمتأخرين عن هذه مسألة واطالوا فيها