هذا وكما ان المؤمن لا يأمن مكر الله فلا ييأس كذلك من رحمة الله فانت بين امرين لا تطمئن تمام الطمأنينة وتأمن من عقاب الله سبحانه وتعالى وكذلك فانك ايضا لا تيأس من رحمة الله قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين ها انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال المصنف الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمة الله تعالى عليه في كتابه التوحيد باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمنوا مكر الله الا القوم الخاسرون فقوله ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون قال ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامن من مكر الله الحديث بهذا اللفظ اسانيده كلها ضعيفة اما كون الشرك من اكبر الكبائر فله شواهد لا تحصى قد قال النبي صلى الله عليه وسلم وسئل اي الذنب اعظم يا رسول الله قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك فذكر الحديث وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال اكبر الكبائر الاشراك بالله هذا موقوف على ابن مسعود قال والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله عز وجل هذا الصحيح فيه الوقف على عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه نقول وبالله تعالى التوفيق الامن من مكر الله من الكبائر الامن من مكر الله من الكبائر فعلى المسلم ان يكون خائفا وجلا من ان يؤاخذ بذنبه ان يكون خائفا وجلا من ان يؤاخذ بذنبه ولا يظن ان التوسعة عليه او ما هو فيه من امان رضا من الله عز وجل عليه بل هي اختبار له يشكر ام يكفر اما كون الامن من مكر الله من الكبائر فلقوله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون وكما لا يخفى فان سليمان عليه السلام لما رأى عرش ملكة سبأ مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني اأشكر ام اكفر وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وليحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرا لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين وقال تعالى في كتابه الكريم وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد ولقد قال سبحانه في كتابه الكريم في بيان ان التوسعة لا تعني اكراما من الله سبحانه قال تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهنا كلا ليس الامر كما تظنون ان الاكرام يكون بالاغناء وان الاهانة تكون بالفقر هذا ليس بصحيح فكم من شخص موسع موسع عليه وهو على خطر عظيم بل وهو كافر وكم من شخص مضيق عليه في الرزق وهو من الاولياء الصالحين ومن الافاضل الكرام فالتوسعة في الرزق لا تعني ابدا ان الله راض عن العبد والتضييق في الرزق لا يعني ابدا ان الله عز وجل ساخط على العبد بل الرضا والسخط بناء على الطاعة والمعصية فاذا كنت مطيعا لله قائما بامر الله سبحانه فهذه علامة رضا من الله عليك ان وفقك للطاعات وفقك لمحبته ومحبة شرعه وان كنت على عصيان مستمر فعليك بالتوبة والانابة عياذا بالله من سخط الله ولا تقنط من روح الله لابد ان تكون بين هذه وتلك لا تأمن مكر الله ولا تيأس من روح الله لابد ان تكون بين المرحلتين فلا يأس ولا امن من مكر الله سبحانه ولا يخفى عليكم ان الصالح قد يعجل عقابه في الدنيا مع انه صالح فلا تظن انك لصلاحك ستترك او ستفعل ذنوبا ويعفى عنك فيها فان قاما غرتهم الاماني وقال الله في شأنهم قال فمن بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا يهود كانوا يقولون او يعملون بالمعاصي ويقبلون الرشوة في الحكم والسحت ويقتلون الانبياء بغير حق ويقتلون الامرين بالقسط من الناس ويأكلون الربا ويقولون سيغفر لنا وسنقلع عن هذا الذنب فيظهروا اقلاعا عن الذنب لكن ان لاحت لهم بوادر الذنب مرة اخرى اقبلوا عليه كما قال تعالى وان يأتيهم عرض مثله يأخذوه الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق الصالح ايها الاخوة قد يؤخذ بذنبه في الدنيا فمن ثم لا يأمن مكر الله دل على ذلك ما يلي ابونا ادم اخرج من الجنة بذنبه وامنا حواء نبي الله يونس صلى الله عليه وسلم ماذا كان من امره؟ كان من امره ان خرج من بلدته مغاضبا لقومه دون ان يأزن الله له بالخروج منها ظنا منه ان الله لن يضيق عليه ظنا منه ان الله لن يعاقبه ظنا ان الله لن يعاقبه. قال تعالى وذا النون اذ ذهب مغاضبا اي ذهب خارجا من بلاده عن غير اذن من ربه مغاضبا قومه فظن ان لن نقدر عليه اي فظن ان لن نضيق عليه فنقدر هنا ليست من القدرة انما هي من ليست من القدرة فزا النون لا قلنا ان الله يعجز عنه انما نقدر بمعنى نضيق اما الانسان اذا ما ابتلاه ربه آآ قدر عليه رزقه اي ضيق عليه في الرزق. ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر فظن يونس ان الله لن يضيق عليه يعني نبي كريم يدعو الى الله ودعا القوم فما استجابوا فخرج عن غير اذن من الله له بذلك فكان من امره ان عوقب بسجن موحش مظلم في بطن الحوت وكذلك في هذا الصدد فان غلاما كان او رجلا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج مع النبي في بعض الغزوات فرجع واثناء رجوعه اصابه سهم غرب اي سهم لا يعرف من رماه فقتل فقال الصحابة هنيئا له بالجنة هنيئا له الجنة خادم رسول الله رجع مع الرسول من الغزو قتل في قتل امامنا بسهم هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفسي بيده ان الشملة التي اخذها يوم خيبر لم تصبها المغانم تشتال عليه الان نارا فقال رجل من الصحابة يا رسول الله وان كان قضيبا من اراك؟ قال وان كان قضيبا من اراك وان كان قضيبا من اراك اي عودا من سواك اخذته من الغنيمة قبل قسمتها يشتعل عليك نارا والعياذ بالله لا يأمن احد ابدا مكر الله. ولذا فان الاثر في ان المؤمن يراك صغار ذنوبه كجبل يوشك ان يسقط عليه. واما الفاجر فيرى ذنوبه كذبابة حطت على انفي فطيرها فطارت الحاصل ان الشخص عليه ان يكون وجلا من عذاب الله خائفا منه دائما. ولذا فقد قال الصحابة ما يفيد ذلك ورد عن ابي بكر رضي الله عنه انه قال يا ليتني كنت شجرة تعضد وورد عن عمر انه قال وقد قال له عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لما طعن عمر رضي الله عنه دخل عليه الناس يواسونه ويعودونه فقال ابن عباس مواسيع ابشر يا امير المؤمنين لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحسنت صحبة ثم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راضي ثم انك صاحبت ابا بكر فاحسنت صحبة فمات وهو عنك راضي ثم انت صحبتنا فاحسنت صحبتنا وها انت تموت ونحن عنك راضون قال عمر امام هذا الكلام اما ما ذكرت من كون صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحسنت صحبة فمات وهو عني راضي فهذا من وفضل من الله به علي واما ما ذكرت من صحبتي لابي بكر واحساني لصحبته وموتي وهو عني راضي فهذا من وفضل من الله به علي اما الذي اخشاه فصحبتك وصابته هؤلاء القوم في الحقبة التي وليت فيها عليكم الخلافة خاف عمر من المدة التي تولى فيها امرة الناس وخلافة الناس فقال عمر رضي الله عنه مع عدله وفضله وكونه مات وهو مدين مات وهو مدين لم يختلس اموالا ولم يبتزها قال عمر رضي الله عنه لعبدالله بن عباس والله وددت اني خرجت من الدنيا كفافا لا لي ولا علي والله وددت اني خرجت منها كفافا لا لي ولا علي وكيف لا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ما من امير يلي امر عشرة من المسلمين الا وجاء يوم القيامة ويده مغلولة الى عنقه فكاها عدله او ارداه جوره اي ظلمه ما من امير يلي امر عشرة من المسلمين الا وجاء يوم القيامة ويده مربوطة الى عنقه فكها عدله او ارداه اهلكه واوقعه في الردى جوره اي ظلمه هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فايضا في هذا الصدد لما حضرت عائشة الوفاة رضي الله عنها ودخل عليها عبدالله بن عباس قالت يا ابن عباس لا تسند الا ان ابن عباس كان يرى انه لزاما ان يطمئنها فهي في احتضار فقال ابشري يا ام المؤمنين انت زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تزوج بكرا غيرك ثم انك يا ام المؤمنين قد انزل الله براءتك من السماء في قرآن يتلى الى يوم الدين وجلس يثني عليها ثناء حسنا قالت والله يا ابن عباس والله وددت اني كنت نسيا منسيا وددت اني كنت نسيا منسيا فمن شأن اهل الصلاح دائما الوجل والخوف من عذاب الله عز وجل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده اللهم اغفر لي ذنبي كله دقة وجله واوله واخره واخره علانيته وسرا وكان يقول اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك. وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ويقول اللهم اغفر لي سري وجاهني وخطئي وعمدي هو كل ذلك عندي فموسى عليه السلام يقول لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا فابراهيم يقول اني كذبت ثلاث كذبات صلى الله عليه وسلم فدائما لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عواقبوا يوم احد بمخالفتهم امر نبيهم صلى الله عليه وسلم تحلى بهم من البلاء ما حل وقال صلى الله عليه وسلم دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض فنستغفر الله دوما من ذنوبنا وليتكلن احد على سعة رحمة الله فانه قال اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم وفي الحديث لو يعلم المؤمن ما عند الله من العذاب ما طمع في جنته احد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته احد او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون ايضا كما اننا لا نأمن مكر الله. فانا ايضا لا نيأس من رحمة الله فكما سلف بيانه فاليأس من رحمة الله كبيرة اعظم من الذنب نفسه فالشخص قد يذنب ويتبع الذنب بذنب ويتبع الذنب بذنب ويأتي كي يتوب يقول كيف ذلك ان الابعد استخف بحدود الله فلا توبة له ويمتنع من التوبة بسبب الذنوب المتكاثرة وتزل قدمه ويتوب ويعود للذنب فتزل قدمه ويتوب ويعود للذنب فتزل قدمه ويتوب فاحيانا يمل من التوبة ويقول قد استخف الا بعد بحدود الله ويترك التوبة فيهلك ولذا فكما سلف فاحد الوجوه في تفسير قول الله سبحانه وتعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة ان من الالقاء باليد الى التهلكة ان العبد يزنب ويقول لن يغفر لي ذنبي فيترك الاستغفار فيهلك هلاكا اشد من الذنب نفسه وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذنب عبد ذنبا فقال يا رب اذنبت ذنبا فاغفره لي فقال تعالى علم عبدي ان له ربا يأخذ بالذنب ويعاقب به قد غفرت لعبدي ثم اذنب ذنبا فقال يا ربي اذنبت ذنبا فاغفره لي فيقول تعالى علم عبدي ان له ربا يأخذ بالذنب ويعاقب به قد غفرت لعبدي ما اذنب ذنبا فقال يا رب اذنبت ذنبا فاغفره لي قال تعالى علم عبدي ان له ربا يأخذ بالذنب ويعاقب به قد غفرت لعبدي فليعمل عبدي ما شاء ليس معنى ذلك اباحة المعصية انما معنى ذلك تب الى الله ايها العبد مهما اقترفت من الذنوب ومهما اقترفت من الجرائم ولقد اتى قوم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا انهم قتلوا فاكثروا وزنوا فاكثروا وشربوا الخمر فاكثروا. فضلا عن شركهم. هل لنا من توبة يا رسول الله فانزل الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم الايات والنصوص في هذا كثيرة جدا تمنع من اليأس من رحمة الله كما انه سمى نصوص تمنع من الامن من مكر الله فهناك نصوص ايضا تمنع من اليأس من رحمة الله سبحانه ولقد قال تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثانيا تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم اي اذا سمعوا ايات العذاب اقشعر جلودهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء الايات فدائما الشخص يكون وسطا لا هو يائس من رحمة الله ولا هو امن من مكر الله فقد ورد في الباب حديث في سنده مقال يسير حاصله ان النبي صلى الله عليه وسلم ذهب يعود شابا من الانصار فسأله سؤالا كيف تجدك قال يا رسول الله ارجو واخاف ارجو واخاف ارجو الله واخاف ذنوبي. قال لا يجتمعان في عبد في مثل هذا الموطن الا اعطاه الله الذي يرجو وامنه الله من الذي نخاف فعلى المسلم ان تكون هذه حاله لا يغتر بذنب لا يغتر بطاعة ولا ييأس من ذنب ولا يأمن من ذنب دائما تكون مستبشرا رضوان من الله وايضا خائفا من ذنبك ان الخليل قال نفسي نفسي اني كذبت ثلاث كذبات وبمنظورنا لا نراها كذبات ولكن الخليل وجل من خشية الله سبحانه فدوما لا نأمن مكر الله سبحانه وعلينا دائما ان نراقب ربنا فلقد قال تعالى فاما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى وقال ولمن خاف مقام ربه جنتان فدائما وابدا نلزم مراقبة الله فلا يأس ولا امن من مكر الله سبحانه اما الاحاديث التي اوردها المصنف رحمه الله ان كانت اسانيدها ضعيفة فمعانيها صحيحة فالكبائر منها الاشراك بالله وهو اعظمها ومنها اليأس من روح الله ومنها الامن من مكر الله عز وجل وبهذا قال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم