الله تبارك وتعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى. فكيف بعض الادلة تدل على ان اهل الميت اذا ناحوا في بيتهم ان الميت يعذب بذلك وما ذنبه؟ وبين الادلة التي تدل على ان وسلم كل شيء بقضاء الله وقدره حتى العجز والكيس والادلة في هذا المعنى كثيرة جدا. نعم. قال وفقه الله ما قد اصابك لم يكن هذا وليس لمن عداك يداني. اي لا تستطيع البشرية ان تدفع عنك شيئا قضاه الله عز وجل وقدره فانه لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه يقول النبي صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اللهم اغفر لشيخنا وبارك في وانفع به ولا ولوالديه ولنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. قال المؤلف وفقه الله تعالى انه تعزية المصاب ببيت باللفظ مأثورا عن العدنان وبغيره ويجوز ان يبكي بنا. ان يبكى الله اليكم وبغيره ويجوز ان يبكى بلا لوح ولا لطم ولا بهتان. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد قوله عفا الله عنا وعنه ويجوز ان يبكى بلا نوح ولا لطم ولا بهتان. اعلم رحمك الله تعالى ان البكاء على الميت له اقسام منها ما يجوز اتفاقا ومنها ما لا يجوز اتفاقا فاذا كان البكاء على الميت مصحوبا بنياحة من رفع صوت او لطم خد او دعوا بدعوى الجاهلية. ونحو ذلك من الافعال التي تنبئ عن تسخط الانسان على قدر الله عز وجل. فلا جرم ان هذا محرم اتفاقا لا نعلم بين اهل العلم في ذلك ولذلك قرر اهل العلم في هذا الباب قاعدة عظيمة تقول كل قول او فعل يتضمن التسخط على قضاء الله وقدره فانه ممنوع وبرهان ذلك حديث ابي موسى رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم برئ من الصادقة والحالقة فاما الصادقة فهي المرأة اذا رأت رفعت صوتها كثيرا عند المصيبة واما الحالقة فهي التي تنتف شعرها او تحلق شعرها عند المصيبة واما الشاقة فهي التي تشق ثيابها عند المصيبة والعياذ بالله. فكل هذه من الافعال المحرمة. بل انها من جملة الكبائر لان المتقرر في قواعد اهل السنة ان كل ذنب علق بالبراءة فانه كبيرة فاي ذنب علقه الشارع بان من فعله فهو بريء منه فانه يعتبر من جملة الكبائر وفي الصحيحين ايضا من حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية وهذا ايضا يدل على ان هذه الافعال كبيرة من الكبائر لان المتقرر في قواعد اهل السنة ان كل ذنب قيل فيه قيل في فاعله ليس منا فانه من جملة الكبائر كل ذنب قيل في فاعله ليس منا فانه من جملة الكبائر. وفي صحيح الامام مسلم ايضا من حديث ابي مالك الاشعري يقول النبي صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية لا فهو حلق تسخط على قضاء الله ويكون مصحوبا بالمصيبة غالبا واما ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من من حلق رؤوس بني جعفر فانما هو حلق ترفه لتخفيف المصيبة. من باب يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء في النجوم ثم قال والنياحة على الميت وفي رواية اخرى النائحة اذا لم تتب قبل موتها فانها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب وهذا دليل على انه كبيرة ايضا لعلة ثالثة وهي ان المتقرر عند العلماء ان كل ذنب توعد فاعله بعقوبة خاصة الصف في الاخرة فانه من جملة الكبائر. هذه ثلاث قواعد يعرف الانسان بها الكبيرة. وعيدها مختصرة. كل ذنب تبرأ الشارع من فاعله فهو كبيرة. القاعدة الثانية كل ذنب قيل في فاعله ليس منا فهو كبيرة القاعدة الثالثة كل ذنب توعد فاعله بعقوبة خاصة في الاخرة فانه يعتبر من جملة الكبائر ومن باب تشديد الشارع على النهي عن النياحة فقد كانت من جملة العهد المأخوذ على النساء عند اسلامهن بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى في اخر سورة الممتحنة قال ولا يعصينك في معروف. وقد ورد تفسيرها في السنة ان العصيان في المعروف هو النياحة. كما في الصحيح من حديث ام عطية رضي الله عنها قالت اخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم الا ننوح. وفي سنن ابي داوود ايضا من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال لعن النبي صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة. وهذا دليل على انها ايضا من الكبائر بطريق رابع. وهي ان المتقرر عند العلماء ان كل ذنب مقرون بلعنة فهو كبيرة. كل ذنب مقرون بلعنة فانه من جملة الكبائر من جملة الكبائر فان قلت ولماذا لعنت المستمعة؟ نقول انما تلعن المستمعة التي تقر هذا الحرام. فان المتقرر عند العلماء ان قضي بالذنب منزل منزلة الفاعل وقد كان العرب في الجاهلية يستأجرون النساء للنياحة على الميت من باب تفخيم وتعظيم المصاب عليه هذا هو القسم الاول من اقسام البكاء. وقد بينا انه محرم بالاجماع واما القسم الثاني فهو البكاء بمعنى حزن القلب. ودمع العين من غير ان يكون مصحوبا بشيء مما حرم شرعا فليس مصحوبا لا بقول محرم شرعا ولا بفعل محرم شرعا فلا بأس به اجماعا فهذا فطرة لا ينبغي مقاومتها بل ان البكاء عند حلول مصيبة الموت اكمل عند الله عز وجل من الابتسامة او الضحك. لانه حال اكمل الخلق عند الله عز وجل وهو رسوله صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عنه انه بكى. لما مات بعض ابنائه بناته صلى الله عليه وسلم فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لما رفع له صبي من ابناء بناته ونفسه تقعقع بكى صلى الله عليه وسلم فقال ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون. اقصد لما رفع له ابنه ابراهيم. وان على فراقك يا ابراهيم لمحزونون. ولما رفع له ابن ابنته زينب رضي الله تعالى عنهما وضعه في حجره فذرفت عين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عبدالرحمن بن عوف وانت رسول الله يعني كيف تبكي وانت رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب. وانما يعذب بهذا او يرحم واشار الى لسانه وانما يرحم الله من عباده الرحماء. واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا البكاء عند حلول طيبة الموت على الاحباب انها رحمة جعلها الله عز وجل في قلوب عباده فهذا لا فهذا بكاء متوافق مع الفطرة والطبع ولا لو معنى الانسان فيه. وانما المحرم هو رفع الصوت. بالبكاء والنياحة. واما ما جرى على داعي الفطرة البشرية فلا بأس به وهو جائز كما ذكرت لكم اتفاقا ولقد عقد ولقد عقد ابن تيمية مقارنة بينما كان يفعله بعض السلف من الابتسامة عند سماع موت احد اولاده. وبين فعل النبي صلى الله عليه وسلم فبين ان ان الافضل هو البكاء. لان هذا متفق مع الفطرة ومتفق ولا يتعارض ابدا مع الرضا بقضاء الله عز وجل. فالبكاء الجائز عند حلول المصيبة لا يجوز ان يتصور مطلقا انه يتعارض مع ما ركبه مع ما امر الله عز وجل به من الصبر على اقداره والرضا بقضائه وعندنا مسألة لابد من بحثها وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في الحديث الصحيح من حديث ابن عمر ان الميت يعذب في قبره ببني حاله. ان الميت يعذب في قبره بمال حاله. فكيف نجمع بين هذا وبين قول لا تزر وازرة وزر اخرى الجواب عن ذلك لقد اختلفت انظار اهل العلم في الاجابة والاقرب عندي انه محمول على عدة احوال الحالة الاولى محمولة على من اوصى اهله بذلك كما كانت الجاهلية تفعله فان الميت في سكرات الموت في الجاهلية كان يوصي اهله بان يستأجروا من تلوح عليه. فاذا كان الميت قد اوصى بوجود النائحة او بان ينوح اهله عليه فلا جرم انه يستحق هذه العقوبة لانه دال على هذا الشر. ومتعاون معهم على هذا والعدوان فهو قد سن سنة سيئة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من سن سنة سيئة فعليه وزرها. ووزر من عمل بها من لا ينقص من اوزارهم شيء. وهو بهذه الوصية الاثمة قد دعا الى ضلالة. النبي صلى الله عليه وسلم يقول ومن دعا الى ضلال ان كان عليه من الاثام مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيء الحالة الثانية ان يكون قد فرط في وصية اهله بعدم النياحة عليه مع علمه بان هذا من طبيعة في اهله اصلا فاذا كان الميت قد علم بان طبيعة اهله هي النياحة على من مات من افرادهم. ومع ذلك مات ولم يوصي ولم ينكر فانه حينئذ مفرط في هذا في هذا الانكار فهو مستحق للعقوبة لانه لم لم ينكر على اهله ولم يوصي اهله بالا يفعلوا ذلك الحالة الثالثة ان نحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم يعذب على عدم العذاب الجسدي وانما على العذاب الروحي. فروحه تتعذب بذلك فهو قريب من قول النبي صلى الله عليه وسلم ان السفر قطعة من العذاب بمعنى ان الانسان في سفره يتغرب عن اهله ويتغرب عن بلاده وعن ماله وعن اصحابه فيحس الانسان غربته بالم عظيم فليس الالم جسديا وليس العذاب نفسيا وليس العذاب في الجسد وعلى الجسد وانما العذاب منصب على الروح وبيان ذلك ان الميت يعلم جملة بحال اهله يعلم ما يكون في بيته باعتبار الاجمال فيسر في قبره بما بالسرور الذي يكون لاهله ويحزن بالحزن الذي يكون على اهله. فاذا اخبر من قبل الملائكة بان اهله ينوحون عليه فانه يتعذب نفسيا وروحيا في قبره. واختار هذا المحمل ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى والاقرب عندي ان يحمل ذلك على ما نص عليه اهل العلم. من تلك المحامل الثلاث لان المتقرر عند العلماء ان اللفظ اذا فسر بتفسيرين او اكثر. لا تنافي بينها فانه يحمل عليها ولكن لا حق لنا ان نطرح حديث ابن عمر في اثبات عذاب الميت في قبره بنياحة اهله عليه بحجة وجود المعارضة لقوله بينه وبين قول الله عز وجل ولا تزر وازرة وزر اخرى فان هذا لا يجوز دفعه. لان المتقرر عند العلماء ان اعمال الدليلين اولى من اهمال احدهما ما امكن. والمتقرر عند العلماء ان اعمال الكلام اولى من اهماله ولا يجوز لنا ان نحمل الامر على نسل احد من الصيف. لان النصين انما هما خبران. والمتقرر عند العلماء انه لا نسخى في الاخبار. فالاخبار لا يدخلها النسخ ابدا لان نسخ الخبر تكريم له ولا خلف ولا كذب في اخبار الشارع فانتبهوا لهذه المسألة الاصولية فالاقرب عندي هو طريق الجمع بين الدليلين في حمل قول النبي صلى الله عليه وسلم يعذب في قبره على هذه المحامل الثلاث هذا اصح الاقوال ان شاء الله في هذه المسألة وعندنا اشكال اخر قد يرد في ذهن بعض الطلبة وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن حلق الرؤوس عند المصيبة اليس كذلك الجواب؟ بلى فقد برئ النبي صلى الله عليه وسلم من الصادقة والحالقة والشاقة. كيف نجمع بين هذا وبيني وبين حلق النبي صلى الله الله عليه وسلم رؤوس ابناء جعفر. بعد ثلاث ليال من موته فان عبدالله بن جعفر قال فدعانا النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث فقال لا تبكوا على اخي بعد اليوم اي جعفر. ثم امر بالحلاق فحلق رؤوسنا فكيف نجمع بين حلق النبي صلى الله عليه وسلم رأس ابناء رأس بني جعفر وبين نهيه الله عليه وسلم عنه حلق الرؤوس عند المصيبة الجواب المتقرر عند العلماء ان الجمع بين الادلة واجب ما امكن والمتقرر عند العلماء ان اعمال الدليلين اولى من اهمال احدهما ما امكن والجمع بين ذلك هو حمل الحلقين على حالتين مختلفتين. فنجمع بين هذين الحديثين بقاعدة اختلاف الاحوال والمحامل فاما الحلق المنهي عنه فهو الحلق المشعر بالتسخط على قضاء الله عز وجل وقدره التخفيف عليهم في هذه الشعوب ومن باب التجديد عليهم فهو حلق ترفيه تيسير وليس حلق تسخط ولا تضج من قضاء الله عز وجل وقدره. افهمتم وجه الجمع؟ فلا اشكال مع هذا المحمل ان شاء الله عز وجل قال الامام النووي رحمه الله مبينا البكاء الجائز. قال واجمع كلهم على اختلاف مذاهبهم على ان المراد بالبكاء اي البكاء الذي ليس بمصحوب لا بنياحة ولا بلطم الى اخر كلامه وهنا مسألة يجب التنبيه عليها وهو ان الانسان ينبغي له عدة اشياء عند نزيل عند نزول مصيبة الموت عليه وهي من الامور التي تخفف هذه المصيبة العظيمة التي وصفها الله بانها مصيبة في قوله فاصابتكم مصيبة الموت فهي مصيبة عظيمة مصيبة عظيمة فمن ذلك انه ينبغي ان يعلم ان هذه المصيبة من الله عز وجل قضاء وتقديرا وخلقا وايجادا بقول الله عز وجل ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في السماء وعفوا ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير ويقول الله عز وجل ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ومن الامور كذلك ان يعلم المسلم ويعتقد اعتقادا جازما. ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وان ما اخطأه لم يكن ليصيبه وان كل شيء بقضاء الله وقدره. فعلى الانسان المسلم عند نزول المصائب عليه ان يجدد ايمانه بعقيدة القضاء والقدر ومما ينبغي عليه ايضا الصبر وهو واجب باجماع العلماء لم يخالف في ذلك احد والايات التي تأمر بالصبر عند نزول المصائب كثيرة معروفة وقد وعد الله عز وجل الصابرين بالاجر العظيم والثواب الجزيل. فقال الله عز وجل واصبروا ان الله مع الصابرين ان الله الله يحب الصابرين انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فان قلت وما حكم الرضا بالمصيبة فنقول اما الرضا ففيه خلاف بين اهل العلم رحمهم الله والاقرب عندي ان الرضا مندوب وليس بواجب واختاره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله فان قلت وما الفرق بين الصبر والرضا فنقول اما الصبر فهو حبس اللسان والجوارح. فهو عمل ظاهري يستطيع الانسان ان يتحكم في لسانه. وجوارحه فلا يقول قولة ولا يفعل بجوارحه فعلة تغضب الله عز وجل في هذا الموطن فلان الصبر عمد ظاهري يستطيع الانسان ان يتحكم فيه. حكم العلماء عليه بانه من واجبات المصيبة واما الرضا بالمصاب فهو عمل قلبي واعمال القلوب يصعب التحكم فيها فمن باب التخفيف والتيسير على الامة قالوا العلماء بانه مندوب مستحب وليس بواجب ومن الامور التي ينبغي فعلها ايضا شكر الله وحمده على هذه المصيبة اذا حلت بك مصيبة فاحمد الله عز وجل واشكره حتى وان كان في قلبك ما فيه فانما يقوم في القلب اذا لم يكن مصحوبا بعمل ولا قول لسان فانه من حديث النفس المعفو عنه شرعا ومما ينبغي فعله ايضا التسلي بتلك الاوراد المشروعة في هذه المواطن كقول الله عز وجل الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون هذا من اعظم الاذكار عند هذه عند في هذه المواطن ومنها كذلك ان يقول المسلم اللهم اجرني او اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها لحديث ام سلمة لما امرها النبي صلى الله عليه وسلم ان تقول هذا الذكر بعينه بعد وفاة زوجها ابي سلمة رضي الله عنه بدلها الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خلفا لابي سلمة نعم ثم قال الناظم احسن الله اليكم قال الناظم وفقه الله تعالى والصبر واجب والرضا وندب وداء. واجب بدون تنويه. الله اليكم. والصبر واجب والرضا ندب وداء قول مليح قاله الحران. واختاره شيخ الاسلام ابن القيم ايضا. وجمع من المحققين المعاصرين نعم والله قدر كل شيء يا فتى ما كان او سيكون في الاكوان. لقول الله عز وجل ان كل شيء خلقناه بقدر. وقول الله عز وجل وكان امر الله قدرا مقدورا. وفي صحيح الامام مسلم من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء. وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. قال قال النبي صلى الله عليه ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشيء ان لم يضره لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك جفت الاقلام وطويت الصحف نعم احسن الله اليكم وغدا ستبكى فاستعد ولا تكن متكاسلا متغافلا متواني. ينبغي للانسان ان يكون على اهبة الاستعداد لملاقاة الموت فانك مهما فررت منه فانه ملاقيك. والعجيب ان كل شيء تفر منه فانه يلحقك الا الموت فمهما فررت فانك ستواجهه لقول الله عز وجل انك ميت وانهم ميتون. ويقول الله عز وجل كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. ويقول الله عز وجل وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد فان مت فهم الخالدون. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما انت الحي الذي لا تموت والانس يموت ولن يخلد احد في هذه الدنيا لا لعظم صلاحه والا لخلد الانبياء وخلد ولا لعظم جاهه وسلطانه والا لخلد فرعون. ولا لعظم ماله وكثرة ثرواته والا لخلد قرب فكله سيموت. انما هي اجال ينتظرها الانسان. فاذا جاء اجل الانسان فلا يستأخر ساعة ولا يستخذف على الانسان اذا كان مؤمنا حقيقة بهذه الحقيقة ان يكون مستعدا لها اتم الاستعداد فان الموت لا علامة له او فقد اخذ الاصحاء وترك المرضى سنوات على فراش المرض. وقد اخذ الاجنة في بطونهم قبل نزولها قبل نزوله وكم من انسان ركب في سيارته ولم ينزل. وكم من انسان لبس ثوبه ولم يخلعه هو وانما خلعه المغسل على سرير الموت فعلينا ان نكون مستعدين دائما وابدا لمثل هذه الحقيقة وان اعظم ما نستعد به لهذا الموت امران عظيم ان التوبة العاجلة التي لا تسويف فيها وتكون توبة عامة الامر الثاني الحرص على الاعمال الصالحة فرضها ونفلها ما ترك الامور المحرمة؟ فاذا اتم الانسان استعداده بهذين الامرين فقد استعد لملاقاة الله تبارك وتعالى. قول الله عز وجل فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا واعظم ما يوفق له العبد عند مماته ان يرزقه الله عز وجل التوبة الصادقة والنطق بالشهادة. فان من كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة وبهذا نكون قد انتهينا من الكلام على هذا الباب العظيم وهو باب الجنائز وبه ننتهي منه ان شاء الله