الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد انتهينا في الدرس الماضي من كتاب الصلاة ولله الحمد والمنة كاملا ونشرع اليوم في كتاب من كتب الفقه وهو كتاب وهو كتاب الجنائز وهو كتاب الجنائز والجنائز جمع مفرده جنازة بفتح الجيم وكسرها لغتان جائزتان ومن اهل العلم من قال بان الجنازة بالفتح اسم للميت على النعش والجنازة بالكسر اسم للنعش عليه الميت فما كان اعلى فاعطه الحركة الاعلى وما كان الاسفل فاعطه الحركة الاسفل والامر في ذلك خفيف فان قلت ولماذا اعقب الفقهاء كتاب الصلاة بباب بكتاب الجنائز مع ان القضية قضية موت فكان يبحث في كتاب الوصايا او الفرائض منها الكتب التي تتعلق بالموت. والكلام على الموت فنقول لان اعظم مقاصد الجنائز هي الصلاة لان اعظم مقصود الجنازة هي الصلاة واعظم مباحثه هي الصلاة وجعلوها قريبة من قرينتها وهي الصلاة المفروضة نقرأ ما تيسر من الابيات ان شاء الله ثم نبدأ في شرحها. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه به اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولوالدينا ولجميع المسلمين. قال الناظم وفقه الله تعالى كتاب الجنائز ويسن ذكر الموت بل وبكثرة وكانه ات لنا باواني. فالموت موعظة في القلوب وذكره يجلو الصدى ويقيك من عصيان. فهو المصير محتم لابد من اتيانه فاعمل يا فاني. لقد اجمع العلماء رحمهم الله تعالى على مشروعية تذكر الانسان للموت وقد امرنا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الامر وفي جامع الامام الترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اكثروا ذكر هادم اللذات وفي رواية للامام البيهقي فانه اي الموت لم يذكره احد في ضيق من العيش الا وسعه الله عز وجل عليه وحسنه الامام الالباني رحمه والله وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في عاشر عشرة فقام رجل من الانصار فقال يا نبي الله من اكيس الناس واحزن الناس؟ يعني اعقل الناس واشد الناس همة وعزيمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكثرهم ذكرا للموت واشدهم استعدادا للموت قبل حلوله. او قال قبل نزوله اولئك هم الاكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الاخرة. وهذا الحديث رواه الامام ابن ماجة في سننه والطبراني في معجمه واسناده حسن واسناده حسن وفي الاثر الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا يصح مرفوعا وانما يصح موقوفا اعمل عمل امرئ يظن انه لن يموت ابدا. واحذر حذر امرئ يظن انه يموت غدا ليعبر عن الوسطية التي سنتكلم عليها ان شاء الله بعد قليل بين تذكر الموت والعمل للدنيا قال العلماء رحمهم الله تعالى ان تذكر الموت فيه جمل من الفوائد الفائدة الاولى انه يردع العبد عن الوقوع في شيء من المعاصي فكلما كان ذكر الموت حاضرا في ذهنك فانك ستكون من ابعد الناس عن المعاصي ان كنت عاقلا خوفا من ان يهجم عليك الموت وانت في شيء من مقارفتها او بعد مقارفتها وقبل التوبة منها الفائدة الثانية ان ذكر الموت يوجب تليين القلب القاسي. ولذلك امرنا النبي صلى الله عليه وسلم بزيارة المقابر واخبر انها تذكر بالدار الاخرة وتذكر الانسان بنهاية حياته. فهذا يوجب لين القلب والرجوع الى الله عز وجل ومنها كذلك انه يذهب الفرح بحطام الدنيا مهما كثر فلا يكون الانسان فرحا بشيء من حطام الدنيا ولا يدخل شيء من حطام الدنيا الى قلبه لعلمه اليقيني. بانه مفارق لهذا الحطام في يوم من الايام فلا يجعل هذا الحطام اكبر همه ولا مبلغ علمه ومن فوائد كثرة تذكر الموت تخفيف المصائب فانه كلما حل على الانسان مصيبة في بدنه او قريب له او ما له فانه يعلم ان هذه الحياة ليست بدار مقر وانه عما قريب سيرحل عنها وتنتهي هذه المصيبة بالرحيل عن هذه الدنيا حتى اذا مات احد اقربائه او احبابه في علم انه سيغادر معه بعد قليل وانه لن يخلد بعده ولذلك امرنا النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول شيء من مصائب الموت ان نتذكر مصيبتنا به. فالموت مصيبة فالموت مصيبة ولكن تذكره يرفع هذه المصيبة ومن فوائده ايضا تعجيل التوبة فان من يسوف في التوبة غالبا هم هؤلاء الناس الذين غفلوا عن الموت وكثرة ذكر الموت. وغرتهم الدنيا وظنوا انهم مخلدون فيها فتجدهم يسوفون في التوبة اما من يكون ذكر الموت في ذهنه حاضرا فانه يبادر بالتوبة بعد كل ذنب ومنها كذلك قناعة القلب بقليل الدنيا قناعة بالقليل لعلمه بان الدنيا يكفيها بلغة من العيش كما قال الناظم ويكفيك من دنياك ما فيه بلغة فعشها كفافا فهي شر المصائب القناعة ولما اغرق نهر دجلة ما جاوره من بيوتات اهل العراق خرج اكثر اثاث الناس من بيوتهم بسبب بسبب الماء. وجرف الماء لها. الا الحسن البصري انما خرج باناء وقال فاز المخفون فاز المخف ما عنده كثير من الاثاث يفسد ولا يتلف هؤلاء هم الاكياس الذين قنعوا قنعوا بالقليل لو رأيت كثيرا من احوال الناس اليوم لوجدتهم يلهثون لهث الكلاب يتنازعون وينهشون هذه الدنيا من صباحهم الى ليلهم حتى يؤدي بعض حتى يؤدى ببعضهم الى تفويت فرائض الله عز وجل واكل الحرام ومنها كذلك النشاط في العبادة وعدم الفتور والانقطاع هذه من اعظم الفوائد لانه كلما جاءت عينه تنام تذكر الموت وتذكر ظلمة الاخرة والقبر وضمته يقوم ويتوضأ ويصلي ركعتين يقول لعلها المنجية لعلها المنجية الله المستعان ولذلك يقول السلف رحمهم الله من اكثر ذكر الموت اكرم بثلاثة اشياء تعجيل التوبة وقناعة القلب ونشاط العبادة ومن نسي ذكر الموت عوقب بثلاثة اشياء تسويف التوبة وترك الرضا بالكفاف والتكاسل عن العبادة وهنا قاعدة لا بد ان نطرقها في هذا المجال وهي قاعدة الاعتدال في فهم الامور والعمل بها فاننا امة وسط خيار عدول فلا افراط عندنا ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء. فالشريعة وان امرتك ان تتذكر الموت لكنه ليس على وجه التذكر الذي يعطل حياتك جملة وتفصيلا وكذلك امرك الشارع ان تعمل وان تكد وان تكتسب المال لكن ليس على الوجه الذي ينسيك الاخرة والعمل لها فالوسطية في مثل هذا مطلوبة. وان من اعظم الايات التي تتكلم عن هذه الوسطية قول الله عز وجل محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوه من اثر السجود ذلك كمثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغرب فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار هذا من اعظم الايات التي تتكلم عن وجوب الوسطية بين امور الاخرة وامور الدنيا. وبيان ذلك ان الله عز وجل ظرب بالصحابة مثلا لامتين لامة اليهود والنصارى. فالله جعل الصحابة مثالا مثالا يضرب اه ضربه لليهود وللنصارى لكن المثال يختلف فان امة اليهود اجادوا في امور الدنيا. حتى انهم تجار العالم واغنياؤه. واساطين الاموال فيه عندهم ولكن جانب التعبد فيهم ضعيف. فاشتغال اليهود بالدنيا اشغلهم عن العبادات ولذلك لا يشتهر اليهود بالعبادات وليس عندهم كثير عبادة ولكنهم تجار الذهب والفضة والالماس كلها بيد اليهود. واغلب تجار البنوك والشركات والمؤسسات ترجع الى الى ملاك يهود فلما جاء مثال الصحابة في التوراة ذكر الله عز وجل المثال الذي تفوق به الصحابة على اليهود وهو انهم ركع سجد يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوه من اذان السجود. تفوقوا عليكم في هذا ولما جاء المثال للصحابة في الانجيل لا الانجيل كتاب الله عز وجل نزل على عيسى والامة النصارى فالنصارى عندهم عبادات وعندهم دور عبادة كثيرة ومتفرغون للعبادات وقد ادخلوا عباداتهم في كل شؤون حياتهم بنكاحهم عبادات في موتهم عبادات في آآ اولادتهم عبادات. فتجد ان العبادة عند النصارى كثيرة جدا ولكنها عبادة على على ضلال وعلى جهل لكنهم لكنهم تفوقوا في هذا المجال على اليهود. وعطلوا الدنيا وعطلوا الدنيا ولذلك نظام الرأس مالي ترى ليس في يد النصارى. وانما نظام الرأسمالي في يد من؟ في يد اليهود والنصارى اجتهدوا في العبادة ولكنهم عطلوا دنياهم. فلما جاء مثال الصحابة في هذه الطائفة قال ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه يعني فيه حرث وفيه زراعة وفيه حصاد ها وفيه بيع وفيه شراء فهذا فمن اعظم الامثلة التي فيها توسط واعتدال بين ما يطلب منك من امور الدنيا وامور الاخرة اذا انت مأمور بتذكر الموت لكن ليس على سبيل تعطيل وظيفتك ودوامك وفصلك من عملك او على سبيل تفرغك في المسجد وكثرة بقائك فيه واهمالك لاهلك وتربية ابنائك. هذا لا لا يطلبه الله عز وجل منك. عندك غلو لابد من تعديله الان وكذلك انت مأمور بالعمل في الدنيا فانتشروا في قال الله عز وجل وكلوا من رزقه قال الله عز وجل فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله اي بالبيع والشراء. لكن ليس على الوجه الذي يلهيك عن فرائض ربك او عن كثرة الذكر وكثرة الطاعة او التخلف عن شيء من مواسم الخيرات او نسيان الاخرة فان قال لنا قائل ايهما الاصل اهو الاخرة والدنيا دخيلة عليها بحيث لا ننسى نصيبنا منها؟ ام ان الاصل هو العمل للدنيا والاخرة دخيلة عليها بحيث اننا لا ننسى نصيبنا من الاخرة الجواب فيه خلاف بين اهل العلم. والقول الحق ان العبد مخلوق للامرين جميعا. فهو مخلوق لعبادة الله عز وجل وعمارة هذه في الدنيا على حد سواء بحيث لا يغلب احدها على الاخر. وقول الله عز وجل عن قارون ولا تنسى نصيبك من الدنيا انما قاله في حق امرئ اشغله ما له عن من؟ عن الاخرة فخرج عن قضية الوسطية الى الدنيا فناسب ان يذكر بالاخرة ولكن لو ان انسانا آآ توغل في جانب الاخرة حتى عطل الدنيا فلا نقول له ولا تنسى نصيبك ها من الاخرة وانما هو يعمل للاخرة اصلا. لكننا نقول لا تنسى نصيبك من الدنيا. فاذا الاصل ان الانسان مخلوق للامرين جميعا لكن ينبغي له ان يكون ذا اعتدال وذا توسط فيهما. ولذلك نعم المال الصالح في يد الرجل الصالح. كيف يحصل الانسان المال بالبيع والشراء والكد. وقد كان سيد العاملين للاخرة صلى الله عليه وسلم كان مع شدة اعتكافه مع قوة قيامه في الليل حتى تتفطر قدماه واعباء الدعوة الى الله عز وجل. والصلاة والاعتكاف كان يبيع ويشتري ويؤجر ويستأجر صلى الله عليه وسلم فلا هذا هو هذا هو الفهم الصحيح. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف ولما جاء رجل ولما ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم الى المسجد فرأى رجلا جالسا فسأله عن حاله فاخبره فقال من ينفق عليه قال اخي يعني كأنه متفرغ للعبادة. قال اخوك خير منك. مع انه في المسجد ولما قال الثلاثة النفر اما انا فاصلي ولا انام ابدا والاخر قال انا اصوم ولا افطر ابدا والاخر قال انا لا اكل اللحم او او قال لا اتزوج النساء اعتزلوا النساء فلا اتزوج ابدا هنا قضية غلو الامن. مع انها عبادات لكنها غلو. منهي عن هذا. فجعلها النبي صلى الله عليه وسلم قضية منهج فخطب الناس وحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فما بال اقوام يقولون كذا وكذا اما اني اتقاكم واعلمكم به او قال واخشاكم له ولكني اصلي وانام. شف كيف اصلي اعطى الدين حقه. انام اعطى البدن حقه واصوم اعطى الدين حقه وافطر اعطى البدن حقه. ويتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني فدل ذلك على ان سنته ليست هي يقول في عمل الاخرة وترك الدنيا وما يصلح البدن وليست هي التوغل في الدنيا وترك ما يصلح حياة العبد في الاخرة وانما سنته هي الوسطية والاعتدال في ذلك مطلوب ايها الاخوان والله اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال حفظه الله ان شئتم ان شئتم ان نتكلم عن بعض مسائل الموت فانا قد حظرتها لكم ان شئتم والا فنواصل في الابيات هنا بما انكم تريدون ها ولا اظنكم الا تريدون في الموت مسائل منها ما هو عقدي ومنها ما هو فقهي. في بيان حقيقة الموت ومآل الارواح واحوالها في الاخرة والكلام عليها يطول جدا ونرجئه كثرة تفاصيلها الى شرح الطحاوية ان شاء الله عند الكلام عن الموت لكن بعض المسائل التي لا ينبغي ان يخلو منها شرحنا في هذه في هذا الباب العظيم المسألة الاولى ما حقيقة الموت هل الموت وجود ام عدم هل الموت وجود او عدم؟ الجواب اجمع اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى على ان الموت شيء موجود وليس مجرد عدم الحياة فالموت امر وجودي ليس عدميا. مثل مثل الليل. الليل ليس هو ذهاب نور الشمس. لا. الليل شيء يخلقه الله عز وجل كما يخلق النهار. فكما ان الحياة مخلوقة فكذلك الموت مخلوق كما قال الله عز وجل الذي خلق الموت والحياة. فالموت مخلوق كما خلق الله الحياة والشيء المخلوق اذا هو شيء وجودي. فالله عز وجل اذا اراد احياء جسد خلق الحياة فيه واذا اراد اماتة جسد خلق الموت فيه. ما تقول نزع الروح منه فبمجرد نزعها مات الانسان. لا بل بعد نزع الروح يخلق الله عز وجل شيء اسمه الموت. فالموت امر وجودي. وهذا باجماع اهل السنة والجماعة باجماع اهل السنة والجماعة ولذلك ربما تحرك القلب الجنين قبل قبل نفخ الروح فيه لان نفخ الروح غالبا ما تكون بعد مئة وعشرين يوما كما ثبت بذلك الحديث والقلب يتحرك قبل ذلك ويضرب قبل ذلك فاذا ايها الاخوان ليس الموت عدم الحياة. كما انه ليس الليل عدم النهار. بل النهار مخلوق والليل مخلوق فاذا اراد الله النهار والاسفار خلق النهار. واذا اراد الله الليل خلق الله عز وجل شيء اسمه الليل الليل والنهار والشمس والقمر. ولا يمكن ان يوصف المخلوق بانه معدوم. لا يمكن ان يوصف المخلوق بانه شيء معذور بل والسنة دلت على ان الموت امر وجودي ايضا. وهي انه اذا دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار ينادى يا الجنة فتشرئب اعناقهم. ويا اهل النار فتشرئب اعناقهم. فيقولون او تعرفون هذا؟ وكان وقد اتي بالموت على صورة كبش على صورة كبش. اذا هو امر وجودي. هو امر وجودي وليس امر عدميا قالوا نعم نعرفه قال ما هذا؟ قالوا هذا الموت. والاشياء انما تعرف اذا كانت موجودة لا معدومة فالذي تقع عليه المعرفة هل هو الامر الوجودي او الامر العدمي؟ الامر الوجودي. اذا الموت شيء موجود. شيء موجود خلقه الله عز وجل لا تبصره عيوننا نعم في الدنيا. لان لان عيوننا سلبت عنها القدرة لرؤيته لكن تركب هذه القدرة حتى نراه على صورة كبش يوم القيامة. فيذبح بين الجنة والنار ويقول يا اهل الجنة خلود ولا موت انتهى شي اسمه الموت. ويا اهل النار خلود ولا موت. وليس المقصود بالذبح هنا اي ذبح ملك الموت لا الملك ما يذبح وانما المقصود الموت الذي هو عمل ملك الموت ووظيفته عند الله عز وجل هي قبض الارواح فان قلت ومن الذي خالف في هذا؟ نقول خالف في ذلك الفلاسفة. فان الفلاسفة والمناطق واهل البدع يقولون الموت امر عدمي امر عدمي وليس وجودي. فاذا جئنا لتعريف الموت فعلى قول اهل السنة فنقول شيء خلقه الله عز وجل يوجب تعطل هذا الجسد مثلا واما عند اهل البدع فيقولون هو امر عدمي. والحق مع اهل السنة كما ثبت به كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ووقع عليه الاجماع اقصد اجماع اهل السنة والجماعة. فاذا الموت ليس هو عدم الحياة وليس هو امرا عدميا كما يراه الفلاسفة. المسألة الثانية بناء على ترجيحنا بان الموت شيء يخلقه الله في الجسد يوجب تعطله وخروج الروح منه. فهل موت الدماغ يعتبر موتا يترتب عليه احكام الموت الحقيقي؟ الجواب المتقرر عند العلماء ان الالفاظ انما تحمل على حقائقها الشرعية لا العرفية اللغوية فموت الدماغ وان سماه الاطباء موتا الا انها تسمية عرفية. والاسماء العرفية غالبا لا تعلق عليها الاحكام الشرعية لان الموت له حقيقة شرعية واذا تعارضت الحقيقة الشرعية مع الحقيقة العرفية فالمقدم الحقائق الشرعية والحقيقة الشرعية في لفظ الموت كتابا وسنة انما تعني خروج الروح مطلقا. خروج الروح مطلقا وليس تعطل الوظائف العقل. فاذا موت الدماغ لا يعتبر موتا ولا تترتب عليه احكام الموت الشرعية من تغسيل او تكفين او صلاة او قسمة ميراث فما دامت الروح لا تزال في البدن فلا يزال يوصف الانسان بانه حي. وتعطل بعظ وظائف الدماغ بما يسميه الاطباء موت الدماغ لا يترتب عليه شيء من الاحكام المسألة الثالثة ان قال لك قائل وهل الروح تموت كما يموت البدن ام لا هل الروح تموت كما يموت البدن؟ الجواب قولنا الروح تموت او الروح لا تموت هذا من الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل والمتقرر في قواعد اهل السنة ان الالفاظ المجملة المحتملة للحق والباطل لا تقبل مطلقا لان فيها باطل. باطلا ولا ترد مطلقا لان فيها حقا وانما واجبها الاستفصال. حتى يتميز حقها من باطلها فيقبل الحق ويرد الباطل فالذين قالوا ان الروح تموت من اهل العلم. ان كانوا يقصدون بموتها مفارقتها للجسد فقط. ويسمون هذه ويسمون هذه المفارقة موتا فهي تسمية لا حرج ولا بأس فيها لان الادلة من الكتاب والسنة دلت على ان الارواح تقبض من الاجساد تقبض من الاجساد فاذا سمى طائفة من اهل العلم قبضها من الجسد موتا فنحن لا نخالف في هذه التسمية. واما اذا كان يقصد من قال بانها تموت بمعنى انها تنعدم الانعدام المطلق الكامل وتضمحل وكانها غير موجودة فان هذا قول باطل مخالف للمتواص المقطوع به من دلالة الكتاب والسنة واجماع العلماء. فان الله خلق الارواح للبقاء لا للفناء. وقد دلت الادلة على ان الروح بعد قبضها من بدن صاحبها تبقى منعمة. النعيم المطلق او مطلق النعيم او تبقى معذبة العذاب المطلق او مطلق العذاب على حسب الايمان الخالص الناقص على حسب الكفر الخالص والمعصية والكبيرة حتى تقوم الساعة ثم دلت الادلة ان الارواح ترد بعد ذلك اي يوم القيامة الى اجسادها. فيقوم الناس من قبورهم حفاة عراة غرلا فهي من جملة ما خلق للبقاء لا للفناء وهناك اشياء خلقها الله عز وجل للبقاء كالعرش. فالعرش مخلوق وهو اكبر المخلوقات لكن الله خلقه ليبقى لا ليفنى. وكذلك كالجنة والنار ايضا مخلوقتان لتبقيان لا لتفنيان. وكذلك اللوح المحفوظ ايضا مخلوق ليبقى لا ليفنى. ومنها الروح كذلك ايضا خلقها الله عز وجل للبقاء لا للفناء. ومنها القلم الذي كتب الله عز وجل به. الذي امره الذي امره الله عز وجل بكتابة مقادير الخلائق. ان اول ما خلق الله القلم قال له اكتب. قال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فهذه الاشياء خلقها الله عز وجل للبقاء لا للفناء منها الارواح واما الابدان فانها تفنى. اتظمحل وتنعدم ولكن الله عز وجل بقدرته الكاملة الهائلة يعيد خلقها ما كانت وهنا مسألة ايضا اخرى وهي اننا سلمنا ان الابدان تفنى وتأكلها الارض فهل البعث ابتداء خلق جديد ام اعادة لخلق سابق هل البعث اعادة ام ابتداء؟ الجواب اجمع اهل السنة بل اجمع المسلمون على ان على ان البعث اعادة لا ابتداء وعلى ذلك قول الله عز وجل وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. قال الله عز وجل وضرب لنا امثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم ولو ان الخلق ولو ان البعث ابتداء خلق جديد لما كفر به المشركون لانهم يجزمون بان الله هو الخالق فالله لا يعجزه ان يبدأ خلقا جديدا لكن الذي اعجز عقولهم كيف يعيد ذلك الخلق القديم؟ الذي اكلته الارض وانقصه الدود ايعيده الله عز وجل كما كان. فلو ان البعث ابتداء خلق جديد لامن الكفار به. فانهم اذا سئلوا من خلقهم ابتداء يقولون الله عز وجل. فاذا ليست القضية عندهم قضية ابتداء. وانما الذي اعجزهم ان يؤمنوا به كيف يعيدوا هذا الخلق بعد تفرقه ولذلك الله عز وجل قال وهو بكل خلق عليم فان تلك القطع والاجزاء المتناثرة المتمزقة من من بدنك يعلم الله عز وجل مواضعها فاذا اراد الله ان يجمعها امرها فتجتمع يوم الفصل وعلى ذلك قول الله عز وجل قد علمنا ما تنقص الارض منه يعني اي شيء تنقص الارض من بدنك فالله يعلم اين هو. يعلمه وهو يجري في بطن الدود وعروقها. ويعلمه وهو يجري في معدة الوحش او بطن السمك وهذه السمكة التي اكلت شيئا منك اكلتها سمكة اكبر. والله يعلم ويرى تلك الاجزاء حتى اذا امرها يوم القيامة ايتها الاجزاء المتقطعة والاشلاء المتفرقة ان الله يأمركن ان تجتمعن لفصل القضاء حينئذ يركب هذا الخلق كما كان. هذا هو الذي اعجز الكفار ان يؤمنوا به. فاستدل الله عز وجل عليهم بادلة كثيرة منها التصريح به. ومنها كذلك الاقسام على وقوعه. زعم الذين كفروا الا يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم واستدل على امكانه بابتداء الخلق. فكلما سألوا كيف سنعاد؟ يقول من الذي بدأكم هذا من باب الاستدلال بالمبدأ على المعاد ثم استدل على امكانه كذلك بانه اهون عليه. فاننا لو امرنا صانعا ان يصنع مسجلا مثلا فلما اكمل صنعته فككنا هذا المسجل ورمينا قطعه من ها هنا وها هنا ثم امرناه ان يعيدها. فايهما اسهل عليك الاعادة او ابتداء الصنعة؟ الجواب الاعادة اسهل وكلها سهلة على الله ولكن الله خاطب القوم بحسب افهامهم. فقال الله عز وجل وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. يعني ان الاعادة ابسط في الصنعة من الابتداء فاذا كنتم مؤمنين بانني انا من ابتدأ خلقكم. فلان تؤمنوا بانني قادر على اعادة خلقكم بعد اضمحلاله وفنائه من باب من باب اولى. واستدل الله على ذلك ايضا بقدرته على خلق الاشياء الكبيرة فمن الذي خلق السماوات على اتساع اطرافها وتباين اجرامها؟ الله. فالذي خلق هذا المخلوق الهائل الواسع عاجز على ان يعيد تلك العظيمات هذا الجلد واللحيمات من الذي خلق الارض؟ الله ببحارها وجبالها الشاهقة التي لا يكون الانسان عند بعضها ولا صخرة من صخراتها او اقل ولذلك يقول الله عز وجل لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. وقال الله عز وجل اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن. بقادر على ان يحيي الموتى بلى انه على كل شيء قدير. ذكرت لكم سابقا في مثالا لو ان مؤسسة بنت ناطحة سحاب ثم دخل عليها رجل عامي وقال اوتستطيعون يا من بنيتم هذه الناطحة ان تبنوا في غرفة عامل في المزرعة فماذا سيقول الرئيس الشركة سيقول انت مجنون ولا جرم. فالذي يقدر على بناء هذه الناطحة التي ناطحت السحاب واخترقت الاجواء. اويسأل من اوجد هذا الشيء العظيم الكبير. ايستطيع ان يبني غرفة عامل في مزرعة فالذي يوجد الاشياء الكبيرة بقدرة هائلة ولا تعجزه ها ولا تؤوده اي تثقله وتكرثه. قادر من باب اولى على ان يوجد الاشياء الصغيرة لكن الله عز وجل طمس عقول هؤلاء الكفار عن الايمان بهذا الامر الواضح الظاهر وهدى له عقولنا فنحمد الله على هذه الهداية ومن المسائل ايضا ايها الاخوان التي تبحث في مسألة الموت. ما مستقر الارواح بعد خروجها من ابدان اصحابها ما مستقر هذه الارواح الجواب في ذلك خلاف طويل بين اهل العلم رحمهم الله تعالى والاقرب ان شاء الله عز وجل هو التفصيل بين ارواح المؤمنين وارواح الكفار ثم التفصيل في درجات ارواح المؤمنين فاما ارواح الانبياء ففي ففي الفردوس الاعلى ولا جرم في ذلك. في اعلى درجات الجنة وترد رح رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا سلم عليه احد ليرد عليه السلام على ما يريد الله عز وجل من الكيفية التي يعلمها واما ارواح الشهداء فقد بين الله عز وجل مستقرها في قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. فاذا الشهداء ارواحهم عند الله. وقد بينها فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذه العندية بالحديث الصحيح الذي يقول فيه لما سئل عن ارواح الشهداء قال ارواحهم في اجواف طير خضر لها قناة معلقة بالعرش عند عند ربهم يرزقون. معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل واما اذا سألت عن ارواح سائر المؤمنين فنقول انها في الجنة ايضا على اختلاف درجاتهم واعمالهم وتكون ارواح المؤمنين في الجنة على شكل طير تعلق شجر الجنة. وقولنا تعلق اي تأكل من شجر الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر جنة او قال يعلق شجر الجنة فارواح المؤمنين على شكل طائر واما اذا سألت عن ارواح العصاة من اهل القبلة ممن لم يرد الله عز وجل ان يغفر له فنقول انها في عذاب فقد دلت الادلة على ذلك. ففي الصحيحين من حديث ابن عباس في حديث صاحبي القبرين. وهما من اصحاب الكبائر ما كان لا يستتر من بوله والاخر كان يمشي بالنميمة فاصحاب الكبائر يعذبون في قبورهم اذا لم يرد الله عز وجل ان يغفر لهم. ومن جملة الكبائر من يكذب الكذب فتبلغ الافاق وكأني بها من يكذب في تويتر او الفيسبوك الان فانه بمجرد ضغطة زر بلوغ كذبته افاق الكره الارضية اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وعذابه في البرزخ ان ان ان شدقه يشر شر الى قفاه ووجهه يشرشر الى قفاه. وانفه وعينه تشرشر الى قفاه. اي تنتزع نزعا شديدا من مكانها حتى تكون هنا الى القفا وهذا نوع عذاب في البرزخ لاصحاب لارواح اصحاب المعاصي وكذلك الزواني والزناة. ايضا اخبرنا الدليل بانهم في شبه شيء كالتنور اعلاه واسع عفوا اسفله واسع واعلاه ضيق ثم يوقد من تحتهم اللهب في رفعهم حتى اذا اشرفوا على فتحته خمد اللهب فوقعوا في اسود مرة اخرى وهكذا عذابهم الى يوم القيامة وقد ينقطع بامر الله عز وجل كما يشاء وكذلك ايضا اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ارواح المرابين انهم يسبحون في بحر من الدم. وعلى الشط رجل معه حجر من نار كلما اقترب هذا الرجل من الشط القمه ذلك الحجر ودفعه حتى يرجع الى هذا النهر مرة اخرى بالله الى يوم القيامة ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد يموت الا وعرض عليه مقعده من النار ومقعده من الجنة فان من اهل الجنة فمن اهل الجنة وان كان من اهل النار فمن اهل فمن اهل النار فمن اهل النار ومنهم اي من اصحاب الكبائر من يكون محبوسا عند باب الجنة. روحه تكون محبوسة عند باب الجنة. كالذي يأخذ اموال الناس ولا ينوي سدادها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى حتى يقضى عنه فاذا تكلمنا عن ارواح الانبياء وارواح الشهداء وارواح الصالحين من المؤمنين وارواح العصاة. بقي عندنا ارواح الكفار وهم في جهنم وهم في جهنم فهي تعذب في دار البرزخ العذاب الشديد حتى تقوم الساعة عذابا هائلا عظيما لا ينقطع قال الله عز وجل عن ال فرعون النار اي في البرزخ يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب والملائكة تضرب وجوههم وادبارهم الى قيام الساعة. قال الله عز وجل ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق نعوذ بالله من احوالهم من حالهم ومن المسائل ايضا لو سألك سائل وقال هل الروح قديمة ام مخلوقة هل الروح قديمة ام مخلوقة الجواب روح الادمي مخلوقة مبدعة باتفاق سلف الامة وائمتها وسائر اهل السنة فهي من جملة ما خلقه الله عز وجل وليست قديمة كما قاله الفلاسفة قديمة يعني لا اول لها بل هي مخلوقة مبدعة مدبرة وهذا عليه سائر اهل السنة والجماعة. وقد حكى هذا الاجماع الامام محمد بن نصر المروزي. وابو محمد بن قتيبة وابن تيمية وجمع من المحققين من اهل السنة رحم الله الجميع رحمة واسعة. مسألة ان قلت هل العذاب اذا وقع في القبر يكون على البدن ام على روحي الجواب مذهب اهل السنة والجماعة انهما على انه عليهما جميعا. لكن يكون على الروح بالاصالة وعلى البدن اتبع فاذا الروح تنعم فيتنعم معها البدن تبعا او تعذب فيتعذب معها البدن تبعا هذا هو المشهور عن اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى ان قلت ومن الملك الموكل بقبظ الارواح؟ فنقول هو ملك الموت. كما قال الله عز جل قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم. ثم اليه ترجعون. فان قلت وهل يصح بعزرائيل فنقول الجواب لم يثبت بهذا الاسم دليل صحيح. وانما هي مرويات اسرائيلية. لا اساس لها من الصحة ولعل هذا كاف وتفاصيل مسائل الروح والقبر نتركها في مكانها من كتب الاعتقاد انتهى الوقت تفضل نعم احسن الله اليكم قال رحمه قال حفظه الله ورحمه الله ما في مشكلة لا بأس بذلك لا تلهك الدنيا فانت مفارق ستخر يوما ما على الاذقان. لابد لكل حي ان يموت. حتى النبات حتى الحيوانات بل حتى الملائكة تموت عند اهل السنة والجماعة. حتى الملائكة تموت. واما زمان موتهم فيوم القيامة على ما يشاء الله عز وجل فلا يبقى الا الله عز وجل فهو الحي الذي لا يموت. واما الانس والجن فانهم يموتون. فلا بد من تأمل هذه الحقيقة وعدم الاشتغال لانك كلما اشتغلت عن هذه الحقيقة وهو انك ستخر يوما ما على على ذقنك يعني هذا كناية عن مفارقة الروح للجسد فانك سوف تتخبط في هذه الدنيا حتى اذا جاءتك ساعتك ندمت في ساعة لا ينفع فيها الندم فلابد من من تذكر اذكر الموت واظن كلامنا ان تذكروا الموت مضى. نعم احسن الله اليكم قال حفظه الله لا ينفعنك بعد موتك يا فتى الا الذي قدمته لا ثاني. وعلى ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم اغتنم خمسا قبل خمس. وذكر منها وحياتك قبل موتك ويقول صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال. سبعا اي اي عليك ان تجتهد في الطاعة قبل ان يهجم عليك سبع. بادروا بالاعمال سبعا هل تنتظرون الا فقرا منسيا او غنا مطغيا او مرضا مفسدا او هرما مفندا او موتا مجهزا او الدجال فشر غائب ينتظر او الساعة والساعة ادهى وامر فبما ان الله عز وجل انعم عليك بالصحة فعليك ان تستغل هذه الصحة فيما يقربك الى الله عز وجل وان من اعظم ما نقدمه في هذه الدنيا ليوم مماتنا التوحيد الصافي والعقيدة الصحيحة. والايمان بالله عز وجل والاعمال الصالحة والمبادرة بالتوبة. وان نسيت فلا انسى ثلاثة اعمال هي من اعظم التجارة عند الله عز وجل قال الله عز وجل ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور. فعليك بهذه الاعمال الثلاثة. كثرة تلاوة القرآن والاكثار من صلاة والاكثار من الصدقة فانها وان كانت اعمال يسيرة الا ان اجورها من اعظم الاجور وكلما كان العمل يسير التطبيق عظيم للعائدة كلما كان مما كلما كان مما ينبغي ان تحرص ان تحرص عليه. فعليك بان تقدم لاخرتك. والا تغرنك دنياك. واعلم ان حقيقة مالك هو ما قدمته. واما ما ادخرته في البنك فليس بمالك وانما مال الورثة. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم ليس لك من مالك يا ابن ادم الا ما انفقت الا ما تصدقت فابقيت او اكلت او اكلت افنيت او لبست فابليت ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام يقول احدكم مالي مالي ليس لك من ما لك يا ابن ادم الا كذا وكذا. يعني ما اكلته في هذه الدنيا او لبسته او انفقته على نفسك في هذه الدنيا طيب وتلك الاموال الطائلة والملايين المملينة ليست مالي؟ الجواب لا. هي مال ورثتك. لان لانه ليس بين ملكية ورثتك لها الا خروج الروح فلو انه بخروج الروح تنتقل تلك الاموال معك من تلك الدار الى الدار الاخرة لكان هو مالك في في الدنيا والاخرة. لكن بمجرد خروج هذه الروح فانه ينتقل ذلك المال الى الورثة الى الورثة بل ان هذا المال الذي يفني الانسان نفسه في جمعه ربما يصاب بمرض ها لا يستطيع ان يستنفق منه على نفسه ريالا واحدا وانا قد رأيت هذا بعيني يا اخوان ودائما اذكره من باب العبرة. انسان من تجار من تجار مدينة الرياض. وعنده من الشركات والاموال قال ما الله به عليم لكنه ان شاء الله رجل صالح نحسبه والله حسيبه جئنا لوليمة من ولائمه فاذا عليها مما لذ وطاب. فصار الاصحاء من امثالنا ولله الحمد والمنة يضربون بخمسهم لانه ليس لانها تفوت الى غير بدن ليس بالضرورة ان تتكرر في حياتك تلك الموائد الجميلة كل مرة فوصيتي لكم وفقكم الله باستغلال هذه الفرصة واما هو فقد وضع امامه خضرة الخس المعروفة وزبادي فانا اسأل من كان بجواري ايش قال هذا ممنوع من اكل الدسم مصاب بامراض تمنعه من ان يستمتع بهذه النعمة. فيرى من لم يكد ولم يتعبوا في جمعها يضربون فيها بخمسهم وهو الذي سهر ليله واظنى نهاره في جمعها لا يستطيع ان يتناول منها لقمة واحدة فلا تغرنكم يا اخواني هذه الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور مهما افنى الانسان نفسه في جمعها فانه سيخرج منها في خرقة بيضاء ينازعه الدود عليها بعد ثلاث ليال وانظر الى من هوى الدنيا باجمعها. باجمعه. هل راح منها بغير الحنط والكفن راح منها بشيء غيرها والحنط يذهب والكفن سيذهب ايضا فاذا لا يهمنك زهرة الحياة الدنيا ولا تمدن عينيك الى ما متع الله عز وجل به ازواجا منهم انما هي زهرة الحياة الدنيا فقط كما قال الله عز وجل فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. فعلى الانسان ان يعلم انه مخلوق لتلك الاخرى التي وصفها الله عز وجل بانها ها هي الحيوان هي الحياة الحقيقية. قال الله عز وجل وان الدار الاخرة لا هي الحيوان. وقال الله عز وجل عن الانسان بعد موته ورؤية الحقيقة يا ليتني قدمت لحياتي. طيب اوليست حياتك ما خلفت الجواب على حياتي هي ما امامي فقدموا لحياتكم الطويلة التي ينقطع فيها الزمن حياتنا هذه لم ينقطع فيها الزمن. فنحن نحسب فيها الساعة واليوم والدقيقة والسنة والشهر. تتقلب بنا الايام ليل ونهار. واما حياتك في الجنة او في النار والعياذ بالله فليس فيها زمن. تبقى فيها منعما ان كنت من اهل الجنة ابد الاباد ودهر الدهارير بالانقطاع ولا نهاية ابدا. احقابا من السنين ملايين مملينة من السنين وانت تتنعم بين هذه والقصور والحور ورؤية رب العزة والجلال وكذلك اهل النار يخلدون فيها خلودا ابديا مطلقا لا يخرجون لا يخرجون منها ابدا والعياذ بالله اذا هذه الدنيا لا تقاس بحياة الاخرة. انما هي كقطرة من محيط فلا تنظر الى جمال هذه القطرة فانه ذاهب والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ده سؤال نعم