بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من شرح ديوان المتنبي. الذي نسميه كرسي المتنبي. ونحن الان في الحلقة الثالثة والخمسين وقد وصلنا الى البيت الواحد والعشرين من القصيدة السابعة عشرة. يقول في هذا البيت الواحد والعشرين وانهم ويقصدوا الفارين من بني كلاب. او الذين اسرتهم من بني كلاب. قال وانهم عبيدك حيث كانوا انهم عبيدك انهم تحت سلطتك انهم شعبك فترفق بهم يريد ان يقول لهم ذلك. يريد ان يقول له ذلك وانهم يصف الدولة عبيدك حيث كانوا اينما كانوا في اي بلد كانوا في اي شعب حتى ولو ظنوا انهم خرجوا من سلطانك. لكنهم عبيدك وانهم عبيدك حيث كانوا اذا تدعو لحادثة اجابوا. وكأنه نصب نفسه محاميا عنهم. يبدو ان انه يحبهم او لعروبتهم فعل ذلك. فقال انا زعيم لك يا سيف الدولة انهم عبيدك او سيصبحون عبيدك وسيستجيبون لك اذا طلبتهم. اذا تدعو لحادثة اجابوا وقصده بالحادثة لجمعها حوادث التي يصوم الزمان. يعني اذا تدعو لكي يفزعوا معك في معركة ويساندوك في قتال للروم فسيجيبون انا متأكد من ذلك. لقد تعلموا من خطأهم ولن يعودوا اليه ابدا وانهم عبيدك حيث كانوا اذا تدعو لحادثة اجابوا ثم قال في البيت الثاني والعشرين يتابع اعتذاره عنهم الى سيف الدولة او لسيف الدولة. يقول وعين المخطئين هم يعني انا مقر يا سيف الدولة انهم عين المخطئين ليسوا مخطئين فقط انهم اصل المخطئين انهم اكبر المخطئين. انهم اكبر لهذا الذنب بالتفكير بالتمرد عليك والخروج على سلطتك. وانهم وعين المخطئين هم. ولكن اه شف يستدرك وليسوا باول معشر خطئوا فتابوا. ليسوا اول قوم يخطئون ثم يعرفون خطأهم او ذنبهم هم فيستغفرون ويتوبون فاغفر له والله تعالى يغفر للمذنب فانت هذا خلق كريم منك فاغفر للمذنب واغفر لمن جاءك تائبا لقد جاءوا اليك تائبين فاقبل منهم توبتهم. اذا قالوا عين المخطئين هم وليسوا باول معشر فتابوا. ثم قال في البيت الثالث والعشرين وانت حياتهم غضبت عليهم. شف لما الحياة تغضب. وانت يعني رضاك عنهم هو حياتهم. فهم الان ينتظرون رضاك او ينتظرون صفحك وعفوك عنهم الى ان اعترفوا بذنبهم وجاؤوك معترفين ومقرين بهذا الذنب وطالبين العفو والصفح والمسامحة. فكأن الامر حياتهم فكأن حياتهم موقوفة على رضاك. فقال وانت حياتهم. لكن الذي حدث في السابق ماذا؟ غضبت عليه لما تمردوا غضبت عليهم فكان الغضب كانه الموت. وانت حياتهم غضبت عليهم وهجر حياتهم. اه اي ان اه يهجروا رضاك فيستدر او او فيستنهضوا غضبك وهجوا حياتهم لهم عقاب. فهذا هو العقاب الذي هم وقعوا فيه انهم يعني اشد عقوبة الفلاسفة الرواقيين انا قرأت انهم ان احدهم قال ان عقوبة الذي يرتكب الشر هو ارتكاب الشر يعني ان ترتكب الشر هي تلك العقوبة التي اه اه كفى بها من عقوبة تعاقب بها نفسك. انه انت زللت حتى ارتكبت الشر. فماذا فاي عقوبة اكثر من ذلك؟ يعني اي شيء بعد ذاك اقل من ارتكابك انت هذه الخطيئة. فارتكاب الخطأ هو العقوبة عند الفلاسفة الرواقيين ها قال وهجر حياتهم لهم عقاب. فان فعلوا فان هجروا ففعلهم او فهجرهم لرضاك وابتعادهم عنه هو اشد عقوبة انه منعوا من رضاك. وطبعا في اشارة ايضا الى انه يعني اه للذين احسنوا الحسنى وزيادة. قال الزيادة هي رضى الله تعالى عنهم. انه رضي الله عنهم ورضوا عنه. يعني فالرضا رضا من تحب هي غاية بالنسبة لك. فقال ورضا سيدك والذي انعم عليك هي غاية فقال حين استنزلوا غضبك فكأنما هجروا حياتهم فذلك فتلك اقصى عقوبة يمكن ان تنزل بهم ان ارتكاب الشر للذي ارتكبه اكبر عقوبة طيب اذا قال وانت حياتهم غضبت عليهم وهجوا حياتهم لهم وعقاب. ثم قال في البيت الرابع والعشرين وما جهلت وما جهلت اياديك البوادي يعني وما جهلت البوادي اياديك. والبوادي اهل البادية يعني. وما جهلوا عطاءك وما جهلوا فضلك وخيرك ومعروفك نعم والصنيعك عندهم ها ولكن ربما خفي الصواب. يعني اعتذر مرة اخرى لهم او عنهم امام سيف الدولة يقول ربما خفي الصواب هم معترفين. يعرفون الصواب من الخطأ. ولكن الصواب في هذا الموقف يا سيف الدولة خفي عليهم دق حتى لم يعد يراه تخفيه جميل على العبارة خفي الصواب انه اهل الصواب يبحثون عن الصواب ويريدون الصواب ولكنه قد يخفى احيانا عليهم ويعبر اما عليهم وهم لا لا يميلون عنه ابتغاء ارتكاب الخطأ والمعصية. انما لانهم في بحثهم عن هذا الصوابي لم يجدوه لانه كان خافيا ودقيقا وكان يعني يتطلب نظرا شديدا وبحثا عميقا حتى يصل الى هذا الصواب. فاذا خفيف ماذا يفعلون هم لم يرتكبوا المعصية ها انما خفي عليهم الصواب فغفلوا عنه فانحازوا دون ان يدروا في عمايتهم الى الضلال والى المعصية وفي التعبير ولكن ربما خفي الصواب اذا قال وما جهلت اياديك البغادي. ولكن ربما خفي الصواب. ثم قال في البيت الخامس والعشرين وهو بيت حكمة نفسية يعني دخل الى اعماق النفس البشرية قال وكم ذنب خطأ تذنب فيه مولده دلال يتولى عن الدلال. انت مدلل الطرف الاخر. انت دللتم. انت انعمت عليهم. فالدلال جعلهم يستريحون وجعلهم يستهينون بعطائك ويستهينون بقدرتك وقالوا مهوب في منا وفينا وابن عمنا وكذا. فهذا الدلال الذي اعطيته لم ينتج عنه الذنب فيقع في الانسان في المحظور بسبب تدليلك له. والله جميل. وهي حقيقة. وكم ذنب مولده دلال يعني ينتج عن الدلال الذي يحكم العلاقة بين الطرفين. فيذنب احد الطرفين لان الطرف الاخر كان قد دلله واعطى له قياد وانفتح له الامور لو كانت الامور فيها آآ رصانة ما حدث هذا الذنب. ثم قال وكم بعد مولده اقتراب؟ انه الاقتراب يعني من الطرف الاخر حتى تكشف الحجب وكلها تزيل الحجب بهذا الاقتراب هو سبب القطيعة وهو ايضا حقيقي. انه بسبب اني انا وهو ابن عمنا ما هو فش بيناتنا فرق ها هذا اقتراب تقترب من الطرف الاخر ولا تضع حاجزا بينك وبينه مثل العلاقة بين الطالب والاستاذ احيانا. انه الطالب استاذ يزيل الحواجز الحواجز الاحترام والهيبة المقصود بها. بينه وبين الطالب حتى الطالب بيغلط. غلطة شنيعة بحق الاستاذ. عم وانت تدللتوا. مهو انت اللي ازلت الحواجز بينك وبينه. ما هو انت لم تصل نفسك. ولم تصل العلم الذي عندك ولم تحترم قيمة هذا العلم الجرجاني قال ولو ان اهل العلم صانوه صانهم. ولو عظموه في النفوس لعظم. لكن لما هان عليهم هانت هان هان العلم عليهم فهانت على الناس نفوسهم اه فقال وكم وكم بعد مولده اقتراب؟ يتولد او اه يتسبب فيه هذا القرب الشديد واه اه ازالته هذه الحواجز ما بين الطرفين وهذه حقيقة يفترض يكون في احترام وهيبة وفي حواجز وما فيش دلالة حتى ما يكون في ذنب والله جميل بيتي يفترض ان يحفظ وان يتمثل به في كل آآ يعني آآ ظرف وفي كل حين. اذا قال في البيت الخامس والعشرين وكم ذنب مولده دلال وكم بعد مولده اقتراب تتوقف هنا نلتقيكم ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة. الى ذلك الحين اترككم في رعاية الله. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته