بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم الدرس السابع. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ليكن حديثنا في هذه الحلقة عن يوم عرفة وما فيه من الفظائل فان يوم عرفة هو اليوم التاسع من عشر ذي الحجة المباركة وهو يوم الوقوف بعرفة للحجاج واداء الركن الاعظم كما قال صلى الله عليه وسلم الحج عرفة يعني ان الركن الاعظم من اركان الحج هو الوقوف بعرفة لما له من الفضل والعظمة والمكانة عند الله سبحانه وتعالى فهو يوم مبارك قال صلى الله عليه وسلم خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فالحجاج يقفون في هذا اليوم بيوم عرفة ليؤدوا الركن الاعظم من اركان الحج وهو اليوم الذي اكمل الله به الدين وانزل على رسوله قوله قوله سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا غير الحجاج يكثرون من ذكر الله بالتكبير والتسبيح والتهليل ويكثرون ويصومون هذا اليوم يصومون هذا اليوم قال صلى الله عليه وسلم صوم يوم عرفة كفروا السنة التي قبله والسنة التي بعده او كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم فغير الحاج يصوم يوم عرفة اما الحاج فانه لا يصوم من اجل ان يتقوى على الوقوف بعرفة ويتفرغ للدعاء ولم يصم النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة بل انه شرب والناس ينظرون اليه على راحلته حتى يعلموا انه ليس بصائم عليه الصلاة والسلام فلا يستحب صيام يوم عرفة للحاج وانما يستحب لغير الحجاج الوقوف بعرفة له وقت وله مكان اما وقته فهو يبدأ من زوال الشمس لدخول وقت الظهر على الصحيح من قوله العلماء يبدأ بدخول وقت الظهر ويمتد الى طلوع الفجر ليلة العيد فمن وقف في النهار فانه يستمر الى الليل ولا ينصرف الا اذا غربت الشمس كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فانه ما زال واقفا في عرفة الى ان غربت الشمس واستحكم الغروب ثم دفع الى الى مزدلفة فان انصرف قبل الغروب يلزمه ان يعود ويبقى في عرفة الى ان تغرب الشمس فان لم يعد فانه يكون عليه فدية يكون عليه فدية لانه ترك واجبا من واجبات الحج وهو الوقوف الى الغروب فالوقوف بعرفة ركن واما الوقوف الى الغروب لمن وقف نهارا فهو واجب فمن فاته الوقوف فاته الحج ومن لم يقف الى الغروب النهار فانه فاته واجب الاستمرار الى غروب الشمس فيكون عليه فدية فهذا وقت الوقوف واما من وقف في الليل جاء بعد غروب الشمس الى عرفة فانه يكفيه اي وقوف ولو قليلا فيقف بعرفة ويدعو ثم ينصرف ولو وقوفا يسيرا ولو مرورا معها ناويا الوقوف لو مرورا معها وهو محرم حتى ولو لم يعرفها اذا كان محرما ويتحرى الوقوف بعرفة ويبحث عنها ومر بها وهو محرم فانه يكون قد ادى الوقوف بمروره بها في وقت الوقوف هذا من حيث الزمن من حيث المكان فان عرفة لها حدود مبينة مبينة اه اعمدة مرفوعة ولوحات مكتوب عليها حدود عرفة من جميع الجهات على الحجاج ان يتأكدوا من دخولهم داخل الحدود والعلامات المنصوبة وفي اي مكان في اي مكان وجدوا في عرفة فانهم حصل لهم الوقوف في اي مكان من ارجاء عرفة قال صلى الله عليه وسلم قفتها هنا يعني عند الجبل والصخرات وعرفة كلها موقف وارفعوا عن بطني عرنة فعرفة كلها موقف للحجاج فلا حاجة الى ان الحاج يذهب الى الجبل ويصعد على الجبل ويكلف نفسه ويكلف من معه من كبار السن وصغار السن والمرظى يذهب الى الجبل هذا لا داعية له وليس مشروعا وانما في اي مكان وجد الحاج ولله الحمد وهو محرم بارجاء عرفة فانه قد ادى المطلوب والمشروع له فيستريح في مكانه يتفرغ لذكر الله وللدعاء يصلي الحجاج في عرفة الظهر والعصر قصرا وجمعا في وقت الظهر جمع تقديم من اجل ان يتفرغوا للدعاء والعبادة وعلى الحجاج ان يجتهدوا في الدعاء ويدعو سواء كان راكبا او واقفا على قدميه او او جالسا او مضطجعا يدعو الله على اي حال كان في وقت الدعاء ويجتهد في الدعاء ويلح في الدعاء لعل الله سبحانه وتعالى ان يستجيب له يدعو لنفسه ويدعو لوالديه ويدعو لاخوانه المسلمين الاحياء والاموات ويكثر من الدعاء والتضرع لقوله صلى الله عليه وسلم خير الدعاء دعاء عرفة فهو خير الدعاء فيجتهد المسلم في الدعاء في هذه الفترة ما بين زوال الشمس الى غروب الشمس اذا وقف في النهار ويكثر من الدعاء ولا يغفل ولا يشتغل بما لا فائدة فيه من مجاذبة الحديث والجدال و وضياع الوقت لا مانع من المحادثة لكن بمقدار مقدار الحاجة او مقدار ما لا يفوت على المسلم كثيرا من الوقت بل يجعل غالب وقته للدعاء وذكر الله عز وجل في هذه الفترة المباركة وصح في الحديث ان الله جل وعلا يباهي الملائكة لاهل عرفة عشية عرفة فيقول انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا من كل فج عميق اشهدكم اني قد غفرت لهم انصرفوا مغفورا لكم ولمن شفعتم له وهذا فضل من الله ويدل على فضل هذا اليوم وفضل هذه الساعة المباركة وفيها ينزل الله جل وعلا الى سماء الدنيا ويباهي ملائكته بالحجاج بالحجاج الذين الذين وجدوا في هذا المكان طاعة لله ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه فهذا فظل عظيم ومظهر من المظاهر العظيمة جاؤوا لا يسوقهم طمع في دنيا ولا يسوقهم سلطان وانما يسوقهم الايمان جاؤوا برغبة عظيمة يتجهوا افئدتهم وقلوبهم الى هذه الامكنة لا من اجل طمع دنيوي ولا خوفا من مخلوق وانما جاءوا خوفا من الخالق سبحانه وتعالى ورجاء لثوابه وطمعا في مغفرته. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. صلى الله وسلم على نبينا محمد على اله واصحابه اجمعين