بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين قال الشيخ علامة ابن رجب رحمه الله تعالى كلمة الاخلاص وتحقيق معناها بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين اخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن انس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رضي الله عنه رديفه على الرحل فقال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك. قال ما من عبد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله الا حرمه الله على النار قال يا رسول الله الا اخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال اذا يتكلوا. فاخبر بها معاذ رضي الله عنه عند موته تأثما بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهذه الرسالة للحافظ بن رجب رحمه الله في كلمة الاخلاص وموضوعها يتعلق بالتوحيد والعقيدة والتوحيد مصدر وحد يوحد توحيدا اذا جعل الشيء واحدا واما شرعا فهو افراد الله عز وجل فيما يختص به من الربوبية والالوهية والاسماء والصفات وركناه التوحيد اثنان اثبات ونفي اثبات ما يجب لله عز وجل وانا في مشاركة غيره له فاذا قال قائل ما الفرق بين التوحيد والعقيدة الجواب ان العقيدة في الاصل هي من العقد وهو الشد والربط واحكام الشيء بقوة واما وهي في اللغة عن العقيدة الجزم واليقين الذي ينعقد عليه القلب واما اصطلاحا العقيدة هي الايمان الجازم الذي لا يتطرق اليه شك لدى معتقده الايمان الجازم الذي لا يتطرق اليه شك لنا معتقده وعلى هذا في العقيدة هي الايمان والتسليم بما جاء عن الله وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تشمل اركان الايمان واصول الاسلام العلمية والعملية والفرق بين التوحيد والعقيدة ان التوحيد خاص بالله عز وجل فهو اعتقاد تفرده سبحانه وتعالى بالالوهية والربوبية والاسماء والصفات فهو اخص واما العقيدة فهي فيما يخص بقية اركان الاسلام بقية اركان الايمان والمغيبات فهي اعم فكل توحيد فهو عقيدة وليس كل عقيدة توحيدا فمثلا الايمان بالرسل واليوم الاخر والقدر ونحوه هذا يسمى ايش؟ عقيدة واما الايمان بالله ربوبية والوهية واسماء صفات فهذا يسمى توحيدا هذا هو الفرق عند التحقيق. وان كان من العلماء من يطلق هذا على هذا. فيقول العقيدة ويريد التوحيد وتحقيق التوحيد والعقيدة امر في غاية الاهمية ولا سيما في زمننا الان فيتأكد بل يجب على طلبة العلم ان يحرصوا على علم التوحيد والعقيدة تعلما وتعليما في وجوه اولا ان تحقيق التوحيد هو الغاية التي خلق الله عز وجل الخلق من اجلها كما قال عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وثانيا ان تحقيق التوحيد هو الغاية التي من اجلها ارسل الله عز وجل الرسل كما قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال عز وجل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ثالثا ان تحقيق التوحيد هو اساس قبول الاعمال فجميع الاعمال تتوقف صحتها وقبولها على التوحيد كما قال الله تعالى لئن اشركت ليحبطن عملك وقال عز وجل ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون فنقص التوحيد قد يحبط العمل او ينقصه عن كماله الواجب بحسب ما حصل من نقص فقد يكون شركا اكبر لا يقبل منه العمل وقد يكون دون ذلك اه رابعا ان التوحيد هو اول امر يسأل عنه الانسان في قبره كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه في الحديث الطويل ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الميت اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه اتاه ملكان فيقعدانه ويسألانه عن ربه ودينه ونبيه تأمل المؤمن او الموقن فيقول ربي الله ودين الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فيقال نم صالحا قد علمنا ان قال واما المنافق او الكافر او المرتاب فيقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيضرب بمرزبة من حديد يسمعها من يلين سوى الثقلين ولما كانت هذه الاسئلة من الاسئلة المهمة بنى الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رسالته ثلاثة الاصول على هذه الاسئلة. الاصل الاول معرفة العبد ربه معرفة العبد دينه معرفة العبد نبيه الخامس ان التوحيد هو اول يعني مما يدل على اهميته ان التوحيد هو اول امر يدعى اليه ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك ستأتي قوما اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله فبدأ بالتوحيد الوجه السادس ان التوحيد هو اول الواجبات على العباد كما قال الله عز وجل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. وقال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ومنها ايضا ان التوحيد اعظم حقوق الله عز وجل على عباده اعظم حق اعظم حقوق الله عز وجل على العباد هو التوحيد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ اتدري يا معاذ ما حق الله على العباد؟ ثم قال فان حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ومما يدل على اهمية التوحيد والعناية به ان التوحيد هو وصية الانبياء لابنائهم قال الله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون بل ان الانبياء عليهم الصلاة والسلام بل سأل الانبياء عليهم الصلاة والسلام ابناءهم عند احتضارهم وعند موتهم ام كنتم ام كنتم شهداء؟ اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون ايضا من مما يدل على اهميته ان القرآن دعوة للتوحيد ان القرآن كله دعوة للتوحيد. فادعوا الله مخلصين له الدين ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ايضا مما يدل عليه مما يدل على العناية بالتوحيد ان النجاة ان النجاة يوم القيامة ابتداء ومآلا تتوقف على صحة العقيدة والتوحيد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله ومنها ايضا ان التوحيد والعقيدة هي التي تعصم الانسان من العقائد الفاسدة والمناهج المنحرفة ويشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله فاذا تحصن الانسان بالعقيدة والتوحيد وفهمها فهما جيدا وادرك ذلك فان الله عز وجل يحميه من المذاهب الفاسدة والاراء الهدامة هذا الكتاب كما قلنا او هذه الرسالة كلمة الاخلاص والمقصود بها كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله هي التي من اجلها ارسل الله الرسل وانزل الكتب من اجلها حصل الولاء والبراء والمنع والعطاء فهي التي تدخل الانسان في دين الاسلام ويكون مآله الى الجنة ان شاء الله تعالى اذا حققها وقوله هنا كلمة الاخلاص خلاص بمعنى تنقية الشيء وتخليصه مما يشوبه واما شرعا الاخلاص هو ان يقصد العبد بعمله وجه الله عز وجل قولا وفعلا وارادة ونية ان يقصد العبد بعمله وجه الله عز وجل قولا وفعلا وارادة ونية والاخلاص نوعان النوع الاول اخلاص حقيقي وان شئت فقدنا النوع الاول اخلاص حقيقي وهو الاخلاص الفعلي بان يستحضر الاخلاص في جميع العبادة وبالعبادة من اولها الى اخرها يستحضر الاخلاص والثاني استحضار ونعم والثاني اخلاص حكمي وهو اخلاص الساهي والغافل اذا سهى او غفل بعد اخلاصه يريد ان يصلي يكبر مخلصا لله. ولكن قد يعزب عن خاطره في اثناء الصلاة هذا الامر وعلى المرء ان يحرص على تحقيق الاخلاص لله عز وجل فيما يقول وفيما يذر فاذا قال قائل ما هي الاسباب التي تعين المرء على الاخلاص لله عز وجل فالجواب ان هناك اسبابا متعددة فمنها الدعاء بان يدعو الله عز وجل ان يجعل عمله خالصا وان يكون من المخلصين لان الداعي يفتقر الى الله ولا يطلب العون مما سواه وهذا هو حقيقة الاخلاص والتوحيد الداعي حينما يدعو الله عز وجل يفتقر اليك ولا يطلب العون من غيره وهذا هو حقيقة الاخلاص ثانيا مما يعين على الاخلاص المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم لانها ترشد وتعين على تحقيق الاخلاص ثالثا مما يعين عليه العلم الشرعي لان بالعلم يعرف الاخلاص وما يضاده وحينئذ يحقق الاخلاص على علم وبصيرة ومنها ايضا مجالسة الصالحين لان مجالستهم تذكر الناس وتعلم الجاهل وتعظ الغافل وتقوم المعوج وتعينه على الثبات على دينه حضور مجالس الصالحين وحلق العلم من اعظم اسباب الثبات على دين الله والاخلاص له قال الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ومنها وهو من اعظمها استحضار عظمة الله عز وجل ومراقبته وانه سبحانه وتعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ليحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم فان لم تكن تراه فانه يراك وحينئذ يعظم الله عز وجل في قلبه حتى لا يتعاظم مع الله في قلبه احد ويحقق جانب المراقبة. وان الله تعالى مطلع على احواله لا يخفى عليه لا يخفى عليه خافية سبحانه وتعالى اه ايضا من اسباب المعين على الاخلاص الحرص على اخفاء العمل الذي لا مصلحة في اظهاره الحرص على اخفاء العمل الذي لا مصلحة في اظهاره والاعمال بالنسبة الاظهار والاخفاء من حيث المشروعية على اقسام ثلاثة القسم الاول ما يشرع اظهاره والجهر به الاعمال الصالحة عموما من حيث الاظهار والاخفاء على اقسام ثلاثة القسم الاول ما يشرع اظهاره واعلانه كالاذان والاقامة والتكبير في الصلاة والجهر به ونحو ذلك والقسم الثاني ما يكون اصراره خيرا من اعلانه الاصرار في قراءة الصلاة السرية واذكارها بل قد يكون واجبا اعني الاصرار اذا كان غيره يتأذى والقسم الثالث ما يشرع اظهاره تارة واخفاؤه تارة بحسب المصلحة ما يشرع اظهاره تارة واخفاؤه تارة بحسب المصلحة ومن امثلة ذلك الصدقة الافضل اخفاؤها الا اذا كان في الاظهار مصلحة والمصلحة متنوعة فمن المصلحة ان يدفع التهمة عن نفسه كما لو اشيع عن انه لا يزكي ولا يخرج الصدقة فاظهرها دفعا بالتهمة ومن المصلحة ان يظهرها ليعلم الناس حاجة المتصدق عليه بمعنى اعطي الفقير واظهر ذلك ليعلم الناس ان فلانا الذي اعطيت انه مستحق ومن المصلحة ان يقتدي الناس به ان يقتدي الناس به فاذا كان مثلا اظهاره للصدقة سبب لان يقتدي الناس به ويتأسوا به فانه في هذه الحال يظهرها وقد اشار الله عز وجل الى ذلك بقوله ان تبدوا الصدقات فنعما هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم من اسباب من الاسباب ايضا المعينة على الاخلاص الزهد في ثناء الناس ومدحهم والا يلتفت الى ذلك لان بعض الناس ربما اذا اثنى الناس زاد واذا ذموه نقص يقول هذا مدح بالاخلاص ومنها ايضا الزهد في الدنيا لان من كانت الاخرة همه كان حريصا على الاخلاص من كانت الاخرة هي همه كان حريصا على الاخلاص ومنها ايضا من اسباب الاخلاص عدم سؤال المخلوقين عدم سؤال المخلوقين لان سؤال المخلوقين كما قال شيخ الاسلام رحمه الله فيه ثلاث مفاسد مفسدة الافتقار الى غير الله وهي نوع من الشرك ومفسدة ايذاء المسؤول وهو نوع من ظلم الخلق وذل لغير الله وهو ظلم للنفس اذن سؤال المخلوقين فيه هذه المفاسد الثلاث. اولا مفسدة الافتقار والالتجاء لغير الله وهذا نوع من الشرك اذا كان يجعله يعني يسأل المخلوقين يكون اللجوء اليهم بمثابة لجوء الله هذا نوع من الشرك الثاني مفسدة اذا المسؤول لان الناس مهما اعطوك فانهم ان اعطوك مرة وثانية فانهم يتأذون ربما في الثالثة يردونك ولا يعطونك لانهم يتأذوا مهما كان كثرة التردد وكثرة السؤال قد تسبب اذى بخلاف الذي يسأل الله عز وجل فان الله تعالى يحب من عباده ان يسألوه وان يلحوا عليه ولهذا قال الشاعر لا تسألن بني ادم حاجة وسل الذي ابوابه لا تحجب الله يغضب ان تركت سؤاله وبني ادم حين يسأل يغضب واعطني يعطيك مرة. المرة الثانية توكل على الله ما في شي لكن الله عز وجل يحب من عباده ان يسألوه بل امر عباده بسؤاله ووعدهم الاجابة من اسباب الاخلاص النظر في النصوص الشرعية التي فيها التحذير من الرياء وما له من العواقب السيئة ان يتأمل في النصوص الشرعية التي فيها التحذير من الرياء وما فيه من العواقب السيئة ومن ذلك اولا الوعيد الشديد يوم القيامة قال الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ليس لهم في الاخرة الا النار وهذا وعيد شديد ثانيا ايضا من العواقب انه قد يبتلى بسوء الخاتمة والعياذ بالله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس هذا مرائي حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها ومنها ايضا من الاسباب المعينة الاخلاص معرفة ثمرات الاخلاص وفوائده وفضله بان يستقرأ النصوص الشرعية ليعرف ما يترتب على الاخلاص من الثمرات العاجلة والآجلة ومن الفوائد والفضائل ومما جاءت به النصوص من فضائله وثمراته اولا ان الاخلاص اساس الدين الدين اساسه على الاخلاص فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص ثانيا انه عن الاخلاص هو اساس دعوة الرسل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ومن ثمراته ايضا انه شرط لصحة العمل وقبوله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ومنها ايضا انه عن الاخلاص سبب للنجاة من الفتن والسلامة من الشرور فينجيه الله عز وجل من الفتن ومن الشرور بسبب اخلاصه كما قال الله تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ها انه من عبادنا المخلصين وفي قراءة انه من عبادنا المخ لصين. بفتح اللام ومنها ايضا الجزاء الاوفى الجزاء الاوفى من الله عز وجل الا عباد الله المخلصين ومنها ايضا انه يذوق طعم الايمان وحلاوته قال النبي صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وقال صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله. هذا كله اخلاص وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه فهذا ايضا دليل على او ثمرة من ثمرة الاخلاص ومنها ايضا ان العمل القليل انتبهوا ان العمل القليل مع الاخلاص يكون كثيرا العمل القريب مع الاخلاص يكون كثيرا والكثير مع فقه الاخلاص يكون قليلا بل قد يكون حابطا ويشهد لذلك حديث صاحب حديث صاحب البطاقة حيث رجحت كلمة لا اله الا الله على سائر سيئاته. لانه قالها مخلصا ومنها ايضا من الاسباب وهو من اعظمها التي تعين على الاخلاص ان يجعل الانسان له خفايا وخبايا من الاعمال الصالحة فانها تعينه على الاخلاص ويجعل له خبايا يتصدق سرا يعمل اعمالا صالحة لا يطلع عليها الا الله والثاني مطلق تحريم بمعنى انه يعذب بقدر ذنبه ان لم يعفو الله عز وجل عنه ثم يكون مآله الى الجنة. فمعنى حرمه الله على النار يعني انه لا ولا يؤبد فان هذا مما يعينه على الاخلاص ومتى حرص المرء على الاخلاص ودعا الله عز وجل وعلم الله تعالى منه حسن النية وسلامة الطوية فانه يوفقه ويسدده. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله وفي الصحيحين عن عتبان ابن مالك رضي الله عنه. طيب الحديث الاول يقول خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن انس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال يا معاذ قال لبيك ومعنى لبيك اي اجابة لك بعد اجابة لبيك وسعديك. قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك. اي اسعادا لك بعد اسعاد قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال ما من عبد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ما من عبد يشهد ان لا اله الا الله ان يقروا بقلبه ناطقا بلسانه يعني يشهد ان لا اله الا الله ان يقر بقلبه ناطقا بلسانه ان لا اله الا الله اي لا معبود حق الا الله هذه هي كلمة التوحيد وهي كلمة الاخلاص لا اله الا الله وفيها كما تقدم اثبات ونفي ونفي لا اله نفي الا الله اثبات اشتملت على نفي واثبات. لماذا؟ نقول لان النفي المحض عدم والعجم ليس بشيء فضلا عن ان يكون الها والاثبات لا يمنع المشاركة فاذا قلت زيد في المسجد لا يمنع ان يكون غيره في المسجد لا يمنع ان يكون غيره في المسجد واذا قلت لا لا احد في المسجد هذا ايش عدم اذا كلمة التوحيد اشتملت على اثبات ونفي اثبات الالوهية لله عز وجل الا الله والثاني نفيها عما سواه وانما اشتملت على اثبات ونفي. لان النفي لو قلنا لا اله عدم والعدم ليس شيئا فظلا عن ان يكون الها يعبد واذا قلت الا الله اثبت لكن لم تنفي فان النفي لا يمنع المشاركة وهنا ايضا في الاثبات لا بد من تقدير لان كلمة لا اله الا الله معناها لا معبود حق الا الله لا معبود حق الا الله وهذا تقدير لا بد منه من اين اتينا بهذا التقديم من قوله عز وجل؟ ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه الباطل. وفي الاية الاخرى هو الباطل وهناك الهة كثيرة تعبد من دون الله. ولكنها باطلة. اذا لا اله الا الله اي لا معبود حق الا الله بعض العلماء يقدر يقول لا معبود بحق الا الله وهذا وان كان من حيث المعنى صحيحا لكنه من حيث اللغة ليس بسديد لان كونك تقدر لا اله حق اولى من بحق السبب لانك اذا قلت لا اله اه لا اله الا الله اي لا معبود بحق جار ومجروء وكل جار ومجرور لا بد له من متعلق كما قال الناظم لا بد للجاذ من التعلق بفعل او معناه نعم مرتقي وما لا يحتاج الى تقدير اولى مما يحتاج بلا تقدير. فاذا قلت لا اله حق لا تحتاج تقدير اما اذا قلت لا اله بحق يحتاج تقي اي لا اله كائن ونحو ذلك. طيب وان محمدا عبده ورسوله ان محمدا محمد ابن عبد الله ابن هاشم القرشي عليه الصلاة والسلام عبده ورسوله عبده وصفه بالعبودية وصفه الله عز وجل بالعبودية في اعلى المقامات لانه حقق غاية العبودية ولذلك تجد ان الله عز وجل يصفه في بالعبودية في اعلى المقامات وفي مقام اظهار فظله وشرفه وفي مقام الدفاع عنه سبحان الذي اسرى بعبده تبارك الذي نزل الفرقان وان كنتم في ريب مما نزلنا ايش؟ على عبدنا فلماذا نقول لان وصف العبودية هو اشرف وصف للانسان. اشرف وصف للانسان ان يكون عبدا لله ولهذا قال الشاعر يخاطب معشوقته لا تدعني لا تدعني الا بيا عبدها فانه اشرف اسماعيل يعني على مذهبه اشرب واسباني يقول عبد فلانة عبد فلانة. طيب وان محمدا عبده ورسوله اي المرسل من الله عز وجل والرسول كل من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه وهنا اذا تأملت عبد عبده ورسوله دائما تقدم او يقدم وصف العبودية على وصف الرسالة. لا يقال وان محمدا رسوله وعبده لماذا نقول لي وجهين الوجه الاول ان وصف العبودية سابق على وصف الرسالة النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يكون رسولا كان الوجه الثاني انه بتحقيقه لهذا الوصف اصطفاه الله عز وجل وجعله رسولا الا حرمه الله تعالى على النار حرمه الله تعالى على النار والتحريم على النار تحريم مطلق ومطلق تحريم الاحاديث التي فيها التحريم على النار التحريم على النار نقول نوعان تحريم مطلق بان لا تمسه النار وهذا في المؤمن المطيع غير العاصي ان قال يا رسول الله الا اخبر بها الناس فيستبشر قال ان يتكلوا فاخبر بها معاذ عند موته تعثما نعم احسن الله اليك قال رحمه الله في الصحيحين عن عتبان ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بها وجه الله ان الله حرم على النار يقال فيها ما تقدم. من قال لا اله الا الله يبتغي بها وجه الله. ولكن لابد ان ان يقولها معناها معتقدا مقتضاها يبتغي بها وجه الله وايضا لابد في ذلك من ان يأتي بمقتضياتها لا ان يقولها مجرد حتى لو اعتقد لو اعتقد انه لا اله الا الله وقالها معتقدا ولكن لم يعمل فنقول حينئذ لا يكون لا يصدق عليه هذا الوصف لان كلمة لا اله الا الله لها مقتضيات من مقتضياتها العمل فمع عدم العمل لا يكون مؤمنا وهنا مسألة وهي هل الايمان شرط هل الاعمال شرط لصحة الايمان او لا فنقول المسألة فيها تفصيل. فلا يقال بالاطلاق هكذا او هكذا لا يقال انها شرط ولا يقال انها ليست شرطا فمن الاعمال ما يكون شرطا لصحة الايمان بحيث لو فقد فقد الايمان وهو ما يكون تركه كفرا وليس ثمة شيء من الاعمال يكون تركه كفر سوى الصلاة. العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر واما ما سوى ذلك فليست شرطا لصحة الايمان الايمان موجود ولكنه يكون ناقصا. ما لم يجحد فمن ترك الزكاة ترك الصيام ترك الحج ولكنه يصلي فهذا الترك لا يخرجه من الاسلام ولكنه يكون ناقصا ولا كونه يكون ناقص الايمان وله الوعيد الشري ان لم يتب الله عز وجل عليه. اذا اذا قال قائل هل الاعمال شرط لصحة الايمان او ليست شرطا فنقول فيه تفصيل فمن الاعمال ما يكون شرطا بحيث لو فقد فقد الايمان وضابط ذلك ايش؟ ما يكون تركه كفرا ومن الاعمال ما لا يكون شرطا للايمان وهو ما سوى ذلك. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهم بالشك انهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك اصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل ازواجهم فجعل الرجل يجيء بكف ذراه ويجيء الاخر بكف تمر ويجئ الاخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال خذوا في اوعيتكم فاخذوا في اوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء الا فاكلوا حتى شبعوا وفضلت فضله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا لا الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة. نعم. وهذا الحديث فيه يعني غير ما تقدم. اه ظهور اية من ايات الرسول صلى الله عليه وسلم الدالة على صدق رسالته صلى الله عليه وسلم لانه دعا البركة فحصل ما حصل وفي ايضا انه لابد ان يأتي لا بد لتحقيق لتحقيق التوحيد من ان يأتي بهاتين الشهادتين غير يعني متيقن. ولهذا قال غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله وفي الصحيحين عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد قال لا اله الا الله ثم مات على ذلك الا دخل الجنة قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق. قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق. ثلاثا. ثم قال في الرابعة. طيب. وقوله عليه الصلاة السلام ما من عبد قال لا اله الا الله لا اله الا الله ثم مات والمراد لا اله الا الله يعني وعمل بان لانه لابد في هذه الكلمة من ان يقولها معتقدا اولا عالما بمعناها وثانيا معتقدا بقلبه. وثالثا ان يعمل بماذا؟ بمقتضاها ولهذا حينما نعرف المسلم اذا قال قائل ما تعريف المسلم نقول المسلم هو الذي يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واتى بمقتضى هاتين الشهادتين بمقتضى هاتين الشهادتين فلا يكفي ان يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله الكفار فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلابد من الاتيان بهاتين الشهادتين ان يعمل بماذا؟ بمقتضى بمقتضاهما. نعم وفي قوله وان زنا وان سرق دليل على ان الكبائر لا تخرج الانسان من الملة فهو مأفأ وان فعل الذنوب العظام ما دام انه لم يصل الى حد الشرك فانه تحت مشيئة الله عز وجل وارادته والكبائر جمع كبيرة وهي الذنوب العظام وذلك ان الذنوب نوعان صغائر وكبائر والفرق بينهما من حيث الحد والحقيقة ومن حيث الحكم والاثر اما من حيث الحد والحقيقة الكبائر هي كل ذنب رتب الشارع عليه عقوبة خاصة كل ذنب مرتب الشارع عليه عقوبة خاصة فهو كبيرة من الكبائر هذا الضابط ذكره شيخ الاسلام رحمه الله وبعض العلماء يقول كل ذنب رتب عليه لعن او وعيد او نفي ايمان او حد في الدنيا او نحو ذلك وهذا في الواقع يجمعه العقوبة الخاصة. اذا كل ذنب رتب الشارع عليه عقوبة خاصة سواء كانت حدا في الدنيا معيدا في الاخرة ام لعنا لايمان فهو من كبائر ايش؟ من كبائر الذنوب ولهذا قال ابن عبد القوي رحمه الله في منظومته فما فيه حد في الدنا او توعد فسم كبرى على نص احمد وزاد حفيد المجد اوجى وعيده بنفي لايمان ولعن لمبعد وقد قيل الصغرى غيبة ونميمة وكلتاهما كبرى على نص احمد يقول فما فيه حج على مذهب الجموع فما فيه حج في الدنيا او توعد باخرى فسام كبرى يعني سمي كبرى على نص احمده اي على منصوص الامام احمد وزاد حفيد المجد وهو شيخ الاسلام رحمه الله اوجى وعيده بنفي لايمان ولعن لمبعد وقد قيل صغرى غيبة ونميمة وكلتاهما كبرى على نص احمد اما الصغائر فهي الذنوب التي نهى الشارع عنها نهيا عاما ولم يرد فيها عقوبة خاصة مثل الكذب المجرد الكذب المجرد لم يرد فيه عقوبة اما اذا اقترن باكل مال بالباطل فهو يمين غموس لكن الكذب المجرد ونحوه هذا من الصغائر اما من حيث الحكم والاثر الفرق بين الصغائر والكبائر من وجهين الوجه الاول ان الكبيرة يخرج بها الانسان عن وصف العدالة بمجرد فعلها اذا فعلها ما لم يتب منها خرج عن وصف العدالة فلا تقبل الشهادة عند الفقهاء واما الصغائر فلا تخرجه عن وصف العدالة الا بالاصرار الا بالاصرار عليها مفهوم طيب الفرق الثاني ان الصغائر تقع مكفرة بالاعمال الصالحة واما الكبائر فلا بد فيها من التوبة ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش ان ربك واسع المغفرة طيب نعم احسن الله اليك. قال رضي الله عنه ثم قال في الرابعة على رغم انف ابي ذر قال فخرج ابو ذر وهذا الكلام او هذه الجملة رغم الانف مما يجري على اللسان من غير قصد رغم انفه ثكلتك امك فهي مما يجري على اللسان من غير من غير قصد نعم احسن الله اليك. قال رضي الله عنه فخرج ابو ذر وهو يقول وان رغم انف ابي ذر وفي صحيح مسلم من عبادة ابن الصامت رضي الله عنه انه قال عند موته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شهد ان لا اله الا الله ان محمدا رسول الله حرمه الله على النار في الصحيحين عن عبادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وان الجنة حق والنار والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل وفي هذا المعنى احاديث كثيرة جدا يطول ذكرها وحديث هذا الباب نوعان. احدهما ما فيه ان من اتى بشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها. وهذا ظاهر فان النار لا يخلد فيها احد من اهل التوحيد الخالص. وقد يدخل الجنة ولا يحجب عنها اذا طهر من ذنوبه بالنار واحد اللي يقول اه احدها ما فيه ان من اتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها وهذا ظاهر فان النار لا يخلد فيها احد من اهل التوحيد الخالص فاذا قال قائل ما الجواب عن قول الله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيمة الشاهد ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ولا خلود لا يخلد المسلم في ان الجواب ان العلماء رحمهم الله اختلفوا في الجواب او في تخريج هذه الاية فمنهم من اخذ بظاهرها وهو مذهب الخوارج الذين يكفرون في المعاصي ومنهم المعتزلة لكنهم يقولون هو في منزلة بين منزلتين ومنهم من قال ان هذا في ما في من استحل ذلك ومن يقتل مؤمنا مستحلا قتله وقد سئل الامام احمد رحمه الله عن هذا القول فتبسم فتبسم وقال اذا استحل قتل المؤمن كفر وان لم يقتله ما يحتاج يقتل مجرد الاستحلال يكفر وقيل ان الاية على تقدير شرط والتقدير فجزاؤه جهنم انجازا انجز والرابع القول الرابع ان المراد بالخلود هنا المكث الطويل وهذا لا ينافي ان لا يخلد وجزاء خالدا يعني انه يمكث فيها مكثا طويلا لكن يخرج منها. فلا يخلد ابدا والقول خامس ان هذا من باب الوعد من باب الوعد نعم ان هذا من باب الوعيد من باب الوعيد واخلاف الوعيد محمود بخلاف الوعد عندنا وعد ووعيد اخلاف الوعيد محمود واخلاف الوعد مذموم كما قال الشاعر واني ان اوعدته او وعدته لمخلف اي عادي ومنجز موعدي فهذا يقول من باب الوعيد كما لو قلت لشخص ان فعلت كذا سوف اضربك ثم اخلفت ذلك هذا يذم او لا يذم لا يذم يعني قلت لطالب ان لم تحضر الواجب سوف اخصم منك درجات. ثم لم يحضر لم يحضر الواجب ولم تخصم منه هذا يوذم لا يدب، لكن لو قلت ان اه نجحت في الاختبار سوف اعطيك جائزة. ونجحت ولم تعطه يقول هذا يذم يذم لانه من صفات المنافقين وقيل ان ما ذكر الاية السبب والسبب قد يتخلف لوجود مانع ما ذكر في الاية فجزاؤه جهنم يقول سبب والسبب قد يتخلف لوجود مانع لان الاشياء لا تتم الا بوجود اسبابها وانتفاع موانعيها وبيان ذلك ان القتل يتعلق به ثلاثة حقوق حق لله وحق لاولياء المقتول وحق للمقتول فاما حق الله تعالى فيسقط بالتوبة. من تاب تاب الله عليه واما حق الاولياء فيسقط بتسليم نفسه اليهم او عفوهم. اذا عفوا واما حق المقتول هذا لا يسقط. ولابد من الاقتصاص واخذها لكن اذا علم الله تعالى من هذا القاتل صدق التوبة اذا علم منه صدق توبته وانابته الى الله تعالى فان الله تعالى يتحمل عنه ذلك يوم القيامة بحيث يرضي هذا المقتول يرضي هذا المقتول وحينئذ يكون هذا الحق ايش وجوده كعجبه هذا ما اختاره ابن القيم وغيره من المحققين وعلى هذا فنقول ان قوله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها يقول جميع ما ذكر من الاقوال كلها ظعيفة ما ذكر من الاقوال السابقة كلها ظعيفة واصحها ان يقال ان ما ذكر في الاية السبب والسبب قد يتخلف اما لوجود مانع واما لاعمال صالحة على ذلك ونحو ذلك فهو تحت مشيئة الله عز وجل وارادته كسائر المعاصي من من قتل مؤمنا غير مستحل اذا استحل كفر والعياذ بالله باجماع المسلمين لكن لو قتل سولت له نفسه وقتل فنقول هو اقدم على ذنب عظيم وجرم كبير لكنه لا يخرج بذلك من الاسلام لا يخرج بذلك من الاسلام لكن يتعلق به الحقوق الثلاثة وهذا هو مذهب اهل السنة والجماعة في هذا وفي امثاله وكل من مات وهو قد فعل كبيرة او اشرك بالله عز وجل شركا اصغر مثلا عند جمهور العلماء فهو تحت مشيئة الله عز وجل وارادته ان شاء عذبه بقدر ذنبه ثم يكون مآله الى الجنة وان شاء ماذا؟ عفا عنه وهذا معنى قولنا تحت مشيئة الله عز وجل وارادته ان شاء عذبه وان شاء غفر له وادخله الجنة هذا هو معتقد من ادي السنة والجماعة. قال السفاريني رحمهم الله في عقيدته ومن يمت ولم يتب من الخطأ فامره مفوض لذي العطاء يشاء يعفو وان شاء انتقم وان يشاء يعطي ويجزل النعم ومن يمت ولم يتب من الخطأ فامره ماذا؟ مفوض لذي العطاء. ما معنى التفويض؟ قال فان يشأ يعفو وان شاء انتقم وان يشاء فاي يشاء يعفو وان شاء انتقم وان يشاء يعطي ويجزل النعم. اذا ان شاء الله عذبه وان شاء غفر له سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله وحديث ابي ذر رضي الله عنه معناه ان الزنا والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد وهذا حق لا مرية فيه ليس فيه انه لا يعذب عليهما مع التوحيد وفي مسند البزار عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من قال لا اله الا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما اصابه والثاني ما فيه انه يحرم على النار. وهذا قد حمله بعضهم على الخلود فيها او على نار يخلد فيها اهلها وهي ما عاد الدرك الاعلى. فاما الدرك الاعلى يدخله خلق كثير من عصاة الموحدين بذنوبهم ثم يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة ارحم الراحمين وفي الصحيحين ان الله نعم لكن هذا جواب الاسد يقول ما فيه انه انه يحرم على النار او يحرمه الله عز وجل عن النار ذكرنا ان التحريم نوعان. تحريم مطلق ومطلق تحريم التحريم المطلق للمؤمن المطيع غير العاصي ومثل ذلك ايضا لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر. لا يدخل الجنة قاطع دخول الجنة نوعان دخول مطلق لم يسبق بعذاب. وهذا للمؤمن الطائر ودخول مقيد يعني مطلق دخول يعذب بقدر ذنبه الا ان يعفو الله عز وجل عنه ثم يكون مآله الى الى الجنة هذا نفس الشيء نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله وفي الصحيحين ان الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله وقالت طائفة من العلماء المراد من هذه الاحاديث ان لا اله الا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل لا يعمل عمله الا باستجماع شروطه وانتفاء وانتفاء موانعه. فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروط او لوجود مانع وهذا قول الحسن ووهب ابن ابن منبه وهو الاظهر نعم لكن الاظهر الاول ان ان يقال بالتفصيل وهو ان التحريم ايش؟ نوعان. تحريم مطلق ومطلق تحريم. وبه تجتمع وتلتئم النصوص والله