الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ثم اما بعد فان الله عز وجل يجري ما شاء في كونه كما يشاء متى شاء عز وجل لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه فانما امره الكاف والنون فاذا اراد الشيء قال له كن فيكون وليس ثمة احد يتحكم على الله عز وجل فيما يريد ان يفعله في كونه ومما اراد الله عز وجل هذا اليوم ان تنكسف هذه الشمس التي هي مصدر الضياء في هذا العالم وهذا الانكساف له سببان سبب كوني وسبب شرعي اما السبب الكوني فقد اخرج الله عز وجل لعباده تلك المكتشفات التي عرفوا بها السبب الكوني ولكن المؤمن لا يجوز له ان يقف عند مجرد الاسباب الكونية بل يجب عليه ان يتجاوز ذلك ويتخطاه الى النظر في الاسباب الشرعية وهي ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله يخوف الله بهما عباده وانهما لا ينكسفان او قالا لا ينخسسان لموت احد ولا لحياته وانما هو امر يريده الله عز وجل من باب تذكير عباده فيجب علينا ان نحدث عند هذه الايات العظيمة توبة الى الله عز وجل فانه ما ظهر بلاء في هذا الكون الا بسبب ذنوب العباد وما اقترفته ايديهم وجنوه بايديهم ولا يرفعه الله عز وجل عنهم الا بتوبة ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون فهيا ايها الاخوان نحدث عند هذه الاية الكونية العظيمة توبة بين يدي الله عز وجل. نعترف فيها بذنوبنا وننطرح عند عتبة باب ربنا معترفين بتقصيرنا في جنبه واننا اذنبنا وان ايدينا قد تلطخت بدماء الذنوب المسفوحة. فيجب علينا ان نصدق في توبتنا مع الله عز وجل وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون فان من اعظم ما يتعبد العبد به لربه عز وجل توبة صادقة توبة نصوحا مستجمعة لشروطها. فهيا بنا ننظر الى عيوب انفسنا فان الخلل منا لا من القدر فينا لا في الدهر نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا. بيوت المسلمين قد امتلأت باشرطة كالغناء والات اللهو ومجلات الفحش. وبيوت كثير من المسلمين تخلف ابناؤها عن الصلوات. جماعة في المساجد وبنوك الربا قد طاولت منائر المساجد وكثر التعامل بالربا الذي هو مسخط لله ومغضب له. الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وظهرت دعوات تدعو الى الالحاد وتنكر وجود الله عز وجل وصارت كثير من صحف بلاد الاسلام تدعو الى الوثنية والى التقريب بين الاديان والى وصف الاسلام بالتطرف رجعية والارهابية وانه دين قد عفا عليه الزمن. وانه لا يصلح ان يطبق في هذا الزمان. في صحف كثير من بلاد المسلمين واصبح الشرع ينحى تنحية واضحة ظاهرة عن واقع الناس وعن حياة الناس. فكثرت المنكرات وكثر التبرج والسفور في الاسواق وارتكبت المحرمات جهارا عيانا امام الناس في وضح النهار. بلا حياء ولا خجل لا من الله ولا من ملائكة الله ولا من عباد الله المؤمنين. فنحن في الحقيقة مستحقون لسخط الله لو لم يرحمنا الله عز وجل نحن مستحقون لعقوبة الله وللعنته ولكن نسأله عز وجل ان يلطف بنا وبامتنا واي يعاملنا عفوه وبجوده وبكرمه. اسأله عز وجل ان يغفر ذنوبنا. وان يستر عيوبنا وان يهدي ضالنا وان يشرح صدورنا للتوبة الصادقة النصوح. اسأله عز وجل ان يكشف عنا وعن امتنا ما نزل علينا من الغموم والهموم هروبه وان يجعل لنا فرجا عاجلا انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد